للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما مضت على إبرام معاهدة السلام، تقرر إسرائيل إجراء حفل «هسيدر» الذي يسبق عيد الفصح لطاقم سفارتها في مصر، ليس في القاهرة وإنما في تل أبيب. وفي الوقت نفسه تعاني البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في العاصمة المصرية من عجزها، حتى الآن، عن العثور على صاحب عقار يرغب بتأجير عقاره مقرا للسفارة الإسرائيلية بدلا من تلك التي تم اقتحامها قبل شهور.

وكانت إسرائيل قد انتهجت تقليدا على مدى الثلاثين عاما الماضية يقضي بإجراء حفل «هسيدر» التقليدي في بيت السفير الإسرائيلي في القاهرة. وقد عمدت إلى إضفاء بعد ديني وسياسي كبير على إجراء هذا الاحتفال لأن عيد الفصح اليهودي يرمز في عقيدتهم إلى تحرر اليهود من العبودية في مصر. كما أن إجراء هذا الاحتفال في القاهرة بحضور العشرات من المدعوين المصريين والأجانب كان يرمز للمكانة التي تحظى بها إسرائيل في القاهرة في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك. وصار حفل «هسيدر» هذا مكانا لاجتماع المبعوثين اليهود الذين يعملون في البعثات الدبلوماسية وغير الحكومية فضلا عن رجال الأعمال الإسرائيليين المقيمين في القاهرة.

غير أن الوضع تغير منذ أيلول الماضي بعدما هاجمت جموع مصرية مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة واقتحمت بعض أجنحتها وبعثرت محتوياتها. وكان حراس السفارة قد تعرضوا لخطر الوقوع بين أيدي المهاجمين ولم تنقذهم سوى وحدات خاصة مصرية جرى تحريكها بعد تدخل رئاسي أميركي. وقد أفرغت إسرائيل محتويات السفارة ونقلتها على متن طائرتي شحن إلى إسرائيل وتمت إعادة المبنى إلى أصحابه قبل أسبوع. تجدر الإشارة إلى أن السفير الإسرائيلي تغيب لأسباب أمنية عن عمله في القاهرة بعد اقتحام السفارة لفترة لا تقل عن شهرين. وخلال تلك المدة استقال السفير الإسرائيلي حينها، اسحق ليفانون، من منصبه ليخلفه سفير جديد يسمى يعقوب أميتاي. وحاول لفترة ممارسة عمله من داخل بيته في المدينة الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة.

وكانت الصحف الإسرائيلية قد اشتكت مؤخرا من أن مظاهر تدهور العلاقات الإسرائيلية المصرية في أعقاب «ثورة 25 يناير» تتمثل أساسا في أن السفارة باتت تعمل من دون مقر ثابت. وأوضحت أنه منذ أيلول الماضي ليس هناك مقر للسفارة وأنه منذ الأسبوع الماضي أعيد المبنى لأصحابه فيما لا يوجد بين المصريين من يرغب بتأجير عقار كمقر ثابت للسفارة.

ونقل موقع «يديعوت» الألكتروني عن «مصادر مطلعة» قولها إن السفير الإسرائيلي في القاهرة يعمل من داخل أحد الفنادق. وكانت الصحف المصرية قد أشارت إلى أنه كلما عثر الإسرائيليون على موقع مناسب للسفارة يتناسب مع المتطلبات الأمنية اصطدموا برفض أصحاب العقار تأجيره عندما كانوا يعلمون أنه سيخدم السفارة الإسرائيلية.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-04-03
  • 10376
  • من الأرشيف

مصر... إسرائيل لا تجد من يقبل تأجيرهـا مقـراً لسـفارتها

          للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما مضت على إبرام معاهدة السلام، تقرر إسرائيل إجراء حفل «هسيدر» الذي يسبق عيد الفصح لطاقم سفارتها في مصر، ليس في القاهرة وإنما في تل أبيب. وفي الوقت نفسه تعاني البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في العاصمة المصرية من عجزها، حتى الآن، عن العثور على صاحب عقار يرغب بتأجير عقاره مقرا للسفارة الإسرائيلية بدلا من تلك التي تم اقتحامها قبل شهور. وكانت إسرائيل قد انتهجت تقليدا على مدى الثلاثين عاما الماضية يقضي بإجراء حفل «هسيدر» التقليدي في بيت السفير الإسرائيلي في القاهرة. وقد عمدت إلى إضفاء بعد ديني وسياسي كبير على إجراء هذا الاحتفال لأن عيد الفصح اليهودي يرمز في عقيدتهم إلى تحرر اليهود من العبودية في مصر. كما أن إجراء هذا الاحتفال في القاهرة بحضور العشرات من المدعوين المصريين والأجانب كان يرمز للمكانة التي تحظى بها إسرائيل في القاهرة في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك. وصار حفل «هسيدر» هذا مكانا لاجتماع المبعوثين اليهود الذين يعملون في البعثات الدبلوماسية وغير الحكومية فضلا عن رجال الأعمال الإسرائيليين المقيمين في القاهرة. غير أن الوضع تغير منذ أيلول الماضي بعدما هاجمت جموع مصرية مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة واقتحمت بعض أجنحتها وبعثرت محتوياتها. وكان حراس السفارة قد تعرضوا لخطر الوقوع بين أيدي المهاجمين ولم تنقذهم سوى وحدات خاصة مصرية جرى تحريكها بعد تدخل رئاسي أميركي. وقد أفرغت إسرائيل محتويات السفارة ونقلتها على متن طائرتي شحن إلى إسرائيل وتمت إعادة المبنى إلى أصحابه قبل أسبوع. تجدر الإشارة إلى أن السفير الإسرائيلي تغيب لأسباب أمنية عن عمله في القاهرة بعد اقتحام السفارة لفترة لا تقل عن شهرين. وخلال تلك المدة استقال السفير الإسرائيلي حينها، اسحق ليفانون، من منصبه ليخلفه سفير جديد يسمى يعقوب أميتاي. وحاول لفترة ممارسة عمله من داخل بيته في المدينة الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وكانت الصحف الإسرائيلية قد اشتكت مؤخرا من أن مظاهر تدهور العلاقات الإسرائيلية المصرية في أعقاب «ثورة 25 يناير» تتمثل أساسا في أن السفارة باتت تعمل من دون مقر ثابت. وأوضحت أنه منذ أيلول الماضي ليس هناك مقر للسفارة وأنه منذ الأسبوع الماضي أعيد المبنى لأصحابه فيما لا يوجد بين المصريين من يرغب بتأجير عقار كمقر ثابت للسفارة. ونقل موقع «يديعوت» الألكتروني عن «مصادر مطلعة» قولها إن السفير الإسرائيلي في القاهرة يعمل من داخل أحد الفنادق. وكانت الصحف المصرية قد أشارت إلى أنه كلما عثر الإسرائيليون على موقع مناسب للسفارة يتناسب مع المتطلبات الأمنية اصطدموا برفض أصحاب العقار تأجيره عندما كانوا يعلمون أنه سيخدم السفارة الإسرائيلية.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة