لا شكّ ان مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت بشكل كبير في دعم الانتفاضات منذ اندلاعها في كافة الدول العربية. لكن هذه الشبكات، بالاضافة الى مواقع أخرى، تعتبر اللاعب الرئيسي الاول والمنفذ الوحيد في ثورة البحرين، البلد الذي يشهد تعتيماً إعلامياً شديداً، مقابل دول عربية اخرى تحظى بتغطية كاملة على مدار الساعة. وفي وقت تصدّرت فيه البحرين قائمة أعداء الانترنت بحسب منظمة «مراسلين بلا حدود» للعام 2012، ورغم اعتقال ناشطين ومدوّنين كثر، يتحدى البحرينيون كل الوسائل لايصال صوتهم قدر الامكان الى اكبر شريحة من الاعلاميين والناشطين في كافة العالم.

تويتر سيد الثورة

يغصّ موقع «تويتر» بأسماء معارضة معروفة تلعب دوراً مهما في نقل كل ما يحصل في البحرين إضافة الى إبراز رأيها إزاء ما يحصل. ويعدّ الناشط الحقوقي رئيس «مركز البحرين لحقوق الانسان»، نبيل رجب، من أكثر الشخصيات التي يتابعها مستخدمو «تويتر» حيث يتبعه أكثر من 120 ألفاً. يليه عدد من الشخصيات الرئيسية، سواء كانوا سياسيين، حقوقيين أو مدوّنين. بالاضافة الى ناشطين يبرزون تحت أسماء وهمية خوفاً من الاعتقال، ومنهم من هو خارج البحرين، فضلا عن الجمعيات السياسية التي تتصدّرها جمعية «الوفاق» في نشاطها على الموقع.

يرى عضو الامانة العامة في جمعية «الوفاق» السيد هادي الموسوي (47 عاماً)، ان «تويتر لديه شعبية كبيرة في البحرين وهو يوفّر المعلومة بشكل لحظي وليس في دقائق». وبحسب الموسوي، «إن البحرينيين استفادوا من تويتر بشكل كبير منذ شباط الماضي، فاق استخدامه استخدام الفيسبوك، وهو اليوم الاكثر انتشاراً، لا سيّما انه يسمح للمتابعين فيه ان يقوموا بخدمة «التدوير» او «الريتويت»، ما يضاعف العدد». من خلال 140 كلمة، استطاع الموسوي ان يتواصل مع 50 شخصاً عبر موقع تويتر أصيبوا في أعينهم بسبب مقذوفات قوات الامن، ومنهم من فقد بصره نهائياً.

من جهته، يقول مسؤول «الرصد والمتابعة» في «مركز البحرين لحقوق الانسان»، سيد يوسف المحافظة، وهو من بين الاكثر نشاطاً على موقعي «تويتر» و«الفيسبوك»، بأنه «استطعنا ان نوصل الانتهاكات التي حصلت في البحرين وخصوصاً في فترة قانون الطوارئ في العام الماضي، حيث تم طرد المنظمات الحقوقية والصحافة الغربية ولم يبقَ لدينا الا «تويتر» وكنا ننشر الصور والافلام وما يجري على ارض الواقع لا سيّما انه لم يتم حجب المواقع في تلك الفترة».

«كنا نحن الصحافيين»، يقول المحافظة، « فقد كنّا نتواصل مع ممثلي الصحف الغربية عبر حساباتهم الشخصية على «تويتر» او عبر حساباتهم على «فيسبوك» ونتواصل معهم عبر الرسائل الخاصة ونرسل لهم ما يجري في البحرين وكنا نتحدث معهم ايضا عبر برنامج سكايب مع القنوات والصحف لايصال ما يجري في البحرين».

استطاع المحافظة كسب المصداقية من خلال نقل الخبر من قلب الحدث عبر الصورة او الشريط المصور، او من خلال لقائه مع مصابين ومتظاهرين في المسيرات التي يشارك فيها. من جهة ثانية، يتحدث المحافظة عن وجود «مراسلين في القرى البحرينية والنشطاء الذين يعتمد عليهم في 25 قرية ساخنة فيها احتجاجات وانتهاكات بشكل يومي، يتواصلون جميعا عبر «تويتر» والرسائل القصيرة».

وصلت الى المحافظة تهديدات بالقتل له ولنبيل رجب وناشط آخر يدعى محمد المسقطي الذي يرأس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، «من قبل رئيس امن الدولة السابق عادل فليفل وهو احد الجلادين الذين قاموا بتعذيب السجناء في فترة الانتفاضة التسعينية وكان تهديده عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر» حسبما يقول. وعلى الرغم من تهديدات أخرى تصله والعديد من الناشطين من خلال حسابات وهمية على الموقع، يذكر المحافظة انه لا يقوم بشيء غير قانوني وهو مستعدّ للاعتقال «لانني لست افضل من المدونين الذين تمّ اعتقالهم، فكلّنا نناضل من اجل الهدف نفسه وهو تعزيز وحماية حقوق الانسان في البحرين والحصول على المطالب المشروعة».

لموقع «فيسبوك» أهمية أيضاَ ولكن ليس بأهمية «تويتر»، وتنتشر فيه صفحات أساسية وناشطة، مثل «شبكة 14 فبراير الاعلامية»، «شبكة نسيج الاخبارية»، «ثورة الغضب 14 فبراير»، «شبكة سترة الاعلامية»، «ملتقى البحرين»، «w.p.m News»، «صحافة 14 فبراير» وغيرها.

كما ان غالبية القيّمين على هذه الصفحات هم شباب من مختلف الاعمار ومجهولو الهوية ينسّقون مع شباب من خارج البحرين، خوفاً «من الاعتقال والملاحقة من قبل النظام البوليسي»، بحسب ما يقول احد القيّمين على صفحة «صحافة فبراير». وتصل لهذه الصفحات ايضاً العديد من التهديدات لكن «كل ذلك لن يمنعنا من العمل ككادر إعلامي متكامل ولن يوقف نشاط مراسلينا الذين يعملون من قلب الحدث»، حسب المصدر نفسه.

صحيفة «مرآة البحرين» الالكترونية

تأسّست الصحيفة الالكترونية في أيار 2011 لكنها حجبت بعد إقرار قانون السلامة الوطنية في البحرين (قانون الطوارئ) في أوائل حزيران 2011، وهي الصحيفة السياسية المعارضة الوحيدة الموجّهة الى داخل البحرين والتي تصدر من خارج البلد. تضمّ مجموعة من الصحافيين والكتّاب المقيمين في الخارج، والذين قاموا بتأسيس هذه الصحيفة التي تتواصل مع صحافيين وناشطين في الداخل. وهي لا تمثّل اي جمعية او حزب سياسي معيّن، لكنها تتبنّى في خيارها السياسي مطالب الجمعيات السياسية المعارضة والتي تبلورت مؤخراً في وثيقة المنامة. والصحيفة الالكترونية متواصلة ايضا مع الحراك الميداني الذي يمثّله بالدرجة الاولى ائتلاف 14 فبراير.

«ليس لدينا مكاتب مادية، مكاتبنا هي عبارة عن أجهزة كمبيوتر وشبكات التواصل الاجتماعي و«الواتس اب»، يشرح أحد القيمين على موقع الصحيفة، مشيراًً الى انه «وعلى الرغم من حجب الصحيفة في البحرين حتى اليوم، قام القيّمون بوصلات بديلة للموقع، وهي مسألة تقنية بحت، تتيح للقراء الولوج الى الموقع من خلال وصلة بديلة عن وصلة الموقع الاساسية». ويضيف المصدر نفسه بانه «لطالما عرف البحرينيون كيفية التعامل مع المواقع الالكترونية السياسية المحظورة، بسبب حجب الدولة الدائم لتلك المواقع والتضييق على الناشطين. وهي عدوة للانترنت ولديها سجل أسود في هذا المجال منذ عقد من الزمان».

ويصف المصدر موقع «تويتر» بانه «سيد الشبكات الاجتماعية في البحرين، ولا مقارنة بينه وبين «فيسبوك»، زاد انتصاره بشكل ملحوظ بعد دخول قوات درع الجزيرة، هو أيضاً أداة تواصل بين الداخل والخارج وساحة حرب بين الموالين والمعارضين من جهة والمعارضين و«الترولز» من جهة أخرى» حسبما يقول المصدر. و«الترولز» هم «اشخاص تمّ تجنيدهم من قبل وزارة الداخلية من أجل بثّ الفتنة والكراهية داخل المجتمع البحريني من خلال الشتم والنعرات المذهبية والطائفية التي يجدونها مادة خصبة، والبحرين هو أكثر بلد تنتشر فيه ثقافة الترولز». وسبق ان قامت صحيفة «مرآة البحرين» الالكترونية بدراسة معمّقة عن «الترولز».

قمع الناشطين والمدوّنين

قام النظام البحريني منذ اندلاع الثورة باعتقال العديد من المدوّنين والناشطين، بعضهم تعرّض للتعذيب فيما لقي بعضهم الآخر حتفه في ظروف غامضة، بينهم الناشطان زكريا العشيري كريم فخراوي، اللذان لا تزال قضيّتهما مفتوحة حتى اليوم. كما تمّ اعتقال ابرز المدونين على «تويتر» محمود اليوسف و«هو يطلق عليه الاب الروحي للمدونين وايضا الناشط محمد المسقطي»، حسبما يقول المحافظة.

وبحسب سجلات «مركز البحرين لحقوق الانسان»، هناك 15 مدوّناً تعرضوا للاعتقال التعسفي والاحتجاز اثناء فترات تتراوح بين 24 ساعة إلى عدة أشهر خلال العام 2011، واثنان تلقيا أحكاما عسكرية قاسية في تموز الماضي حيث حكم على الناشط علي عبد الامام بالسجن 15 عاماً، لكن اليوم لا احد يعلم مكانه، والسجن المؤبّد للمدون عبد الجليل السنكيس. وهناك من غادر البحرين.

احد المدوّنين حسن الجابر (30 عاماً) والذي خرج من السجن منذ بضعة أيام، يروي لـ«السفير» انه تمّ توقيفه في 14 شباط 2012، في الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة «ثورة اللؤلؤة». وهو قضى الفترة القانونية التي توقف فيها النيابة العامة أي شخص آخر، وهي مدّة 45 يوماً. «اثناء توجّهنا الى دوار اللؤلؤة، تمّ اعتقالي مع ثلاثة شبان آخرين ووجّهت الينا 4 تهم: التحريض على كراهية النظام، إهانة الملك والعلم، التجمّهر والمشاركة في مسيرة غير مرخّصة». ويتابع الجابر ان «التهم وجّهت الينا بشكل كيدي وتعسّفي، لكن يبدو ان النيابة العامة لم تستطع ان تحوّل إفاداتنا الى المحكمة، لذلك تمّ إغلاق القضية». وكشف الجابر عن ان هناك زميلا له يدعى ناجي فتيل وجّهت اليه نفس التهم، لكنه لم يخرج من السجن بسبب توريطه في قضية أخرى.

وحول معاملته في السجن، يقول انه تمّت معاملته معاملة جيّدة باعتبار انه من بين النشطاء الذي يتعاطون مع الصحافيين ومجموعة من الحقوقيين الدوليين. لكنه يكشف انه كان هناك من بين الذين تمّ القاء القبض عليهم في ذلك اليوم «بين 30 و35 حالة مستعصية بسبب الضرب والتعذيب».

الجابر الذي خرج الى الحرية، غير مستعد للتراجع أبداً، «فنحن دخلنا في هذا الطريق ومستعدون للموت، شعب البحرين صامد وسيواصل ثورته الى ان يحصل على حقوقه كاملة وطالما ان مكوّنا رئيسيا من مكوّنات الشعب غير موجود في السلطة».

هل يضيّق النظام

على خدمة الانترنت؟

يعتبر الموسوي انه سيكون «مهيناً على نظام البحرين في حال قام بالتضييق على الانترنت»، وهو يستبعد ذلك حالياً لان «البحرين تحوي اجانب كثرا تسكن غالبيتهم في مناطق المعارضة وذلك سيؤثر على وتيرة الاعمال». لكن هناك احتمالا للتضييق على الانترنت «في حال كان ذلك سيؤدي الى تقويض النظام». ويقول الموسوي انه من «المؤسف ان شركات تقديم خدمات الانترنت كلها خاضعة لسلطة النظام، وفي حال طلب منهم تبطيء الخدمة سيقومون بذلك كون هذا الامر يتعلّق بأمن الدولة».

أما المحافظة، فهو لا يتمنى ذلك لان «مواقع التواصل الاجتماعي هي المنفس الوحيد لنا للتعبير عن رأينا في البحرين ونشر المعلومات والحقيقة»، مضيفاً ان «هناك اشاعات تطلقها جهات استخبارية حول اغلاق الانترنت تارة واغلاق «تويتر» و«فيسبوك» تارة اخرى». ويكشف المحافظة ان هناك «حملات منظمة تقودها اجهزة استخبارات وبعضها تابعة لشركات علاقات عامة غربية تموّلها السلطات البحرينية، تعمل على اتجاهين: تشويه سمعة النشطاء والنيل من كرامتهم وتهديدهم من جهة، وتكذيب المعلومة التي ينشرها المدونون والقول بأننا عملاء لاميركا تارة ولايران تارة اخرى!»

من جهته، يقول المصدر التابع لصحيفة «مرآة البحرين»، انه «هناك دائما وسائل تقنية نستطيع ابتكارها لكسر اي تعطيل»، مشيراً الى انه تمّ تبطيء شبكة الانترنت في 14 شباط الماضي كما انها تعطّلت كلّياً في منطقة دوار اللؤلؤة.

ويعتبر الجابر ان «كل هذه المحاولات هي غير مجدية، فنحن في البحرين لدينا الطاقة والمعرفة لنصل الى الناس حتى لو تمّ التضييق على تويتر مثلا، هناك شبكات اخرى محلية او عالمية نستطيع ان نعمل من خلالها».

وتيرة استخدام

الانترنت في البحرين

تنامى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة بحسب «مركز البحرين لحقوق الانسان»، وازداد عدد مستخدمي موقع «فيسبوك» بنسبة 45 في المئة حيث تخطى العدد 315 ألف مستخدم في العام 2011. وفي آذار العام 2011 وصل عدد مستخدمي «تويتر» الى اكثر من 62 ألفا، وهو يتخطى ذلك اليوم بدرجة كبيرة. وبحسب موقع «الجزيرة» الانكليزي، تصدّر البحرين المرتبة الاولى في التغريدات على «تويتر» في العام 2011.

  • فريق ماسة
  • 2012-04-03
  • 12755
  • من الأرشيف

مدوّنــون رهــن الاعتقــال والملاحقــة ... البحرينيون يغرّدون ثورتهم من منبر «تويتر»

لا شكّ ان مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت بشكل كبير في دعم الانتفاضات منذ اندلاعها في كافة الدول العربية. لكن هذه الشبكات، بالاضافة الى مواقع أخرى، تعتبر اللاعب الرئيسي الاول والمنفذ الوحيد في ثورة البحرين، البلد الذي يشهد تعتيماً إعلامياً شديداً، مقابل دول عربية اخرى تحظى بتغطية كاملة على مدار الساعة. وفي وقت تصدّرت فيه البحرين قائمة أعداء الانترنت بحسب منظمة «مراسلين بلا حدود» للعام 2012، ورغم اعتقال ناشطين ومدوّنين كثر، يتحدى البحرينيون كل الوسائل لايصال صوتهم قدر الامكان الى اكبر شريحة من الاعلاميين والناشطين في كافة العالم. تويتر سيد الثورة يغصّ موقع «تويتر» بأسماء معارضة معروفة تلعب دوراً مهما في نقل كل ما يحصل في البحرين إضافة الى إبراز رأيها إزاء ما يحصل. ويعدّ الناشط الحقوقي رئيس «مركز البحرين لحقوق الانسان»، نبيل رجب، من أكثر الشخصيات التي يتابعها مستخدمو «تويتر» حيث يتبعه أكثر من 120 ألفاً. يليه عدد من الشخصيات الرئيسية، سواء كانوا سياسيين، حقوقيين أو مدوّنين. بالاضافة الى ناشطين يبرزون تحت أسماء وهمية خوفاً من الاعتقال، ومنهم من هو خارج البحرين، فضلا عن الجمعيات السياسية التي تتصدّرها جمعية «الوفاق» في نشاطها على الموقع. يرى عضو الامانة العامة في جمعية «الوفاق» السيد هادي الموسوي (47 عاماً)، ان «تويتر لديه شعبية كبيرة في البحرين وهو يوفّر المعلومة بشكل لحظي وليس في دقائق». وبحسب الموسوي، «إن البحرينيين استفادوا من تويتر بشكل كبير منذ شباط الماضي، فاق استخدامه استخدام الفيسبوك، وهو اليوم الاكثر انتشاراً، لا سيّما انه يسمح للمتابعين فيه ان يقوموا بخدمة «التدوير» او «الريتويت»، ما يضاعف العدد». من خلال 140 كلمة، استطاع الموسوي ان يتواصل مع 50 شخصاً عبر موقع تويتر أصيبوا في أعينهم بسبب مقذوفات قوات الامن، ومنهم من فقد بصره نهائياً. من جهته، يقول مسؤول «الرصد والمتابعة» في «مركز البحرين لحقوق الانسان»، سيد يوسف المحافظة، وهو من بين الاكثر نشاطاً على موقعي «تويتر» و«الفيسبوك»، بأنه «استطعنا ان نوصل الانتهاكات التي حصلت في البحرين وخصوصاً في فترة قانون الطوارئ في العام الماضي، حيث تم طرد المنظمات الحقوقية والصحافة الغربية ولم يبقَ لدينا الا «تويتر» وكنا ننشر الصور والافلام وما يجري على ارض الواقع لا سيّما انه لم يتم حجب المواقع في تلك الفترة». «كنا نحن الصحافيين»، يقول المحافظة، « فقد كنّا نتواصل مع ممثلي الصحف الغربية عبر حساباتهم الشخصية على «تويتر» او عبر حساباتهم على «فيسبوك» ونتواصل معهم عبر الرسائل الخاصة ونرسل لهم ما يجري في البحرين وكنا نتحدث معهم ايضا عبر برنامج سكايب مع القنوات والصحف لايصال ما يجري في البحرين». استطاع المحافظة كسب المصداقية من خلال نقل الخبر من قلب الحدث عبر الصورة او الشريط المصور، او من خلال لقائه مع مصابين ومتظاهرين في المسيرات التي يشارك فيها. من جهة ثانية، يتحدث المحافظة عن وجود «مراسلين في القرى البحرينية والنشطاء الذين يعتمد عليهم في 25 قرية ساخنة فيها احتجاجات وانتهاكات بشكل يومي، يتواصلون جميعا عبر «تويتر» والرسائل القصيرة». وصلت الى المحافظة تهديدات بالقتل له ولنبيل رجب وناشط آخر يدعى محمد المسقطي الذي يرأس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، «من قبل رئيس امن الدولة السابق عادل فليفل وهو احد الجلادين الذين قاموا بتعذيب السجناء في فترة الانتفاضة التسعينية وكان تهديده عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر» حسبما يقول. وعلى الرغم من تهديدات أخرى تصله والعديد من الناشطين من خلال حسابات وهمية على الموقع، يذكر المحافظة انه لا يقوم بشيء غير قانوني وهو مستعدّ للاعتقال «لانني لست افضل من المدونين الذين تمّ اعتقالهم، فكلّنا نناضل من اجل الهدف نفسه وهو تعزيز وحماية حقوق الانسان في البحرين والحصول على المطالب المشروعة». لموقع «فيسبوك» أهمية أيضاَ ولكن ليس بأهمية «تويتر»، وتنتشر فيه صفحات أساسية وناشطة، مثل «شبكة 14 فبراير الاعلامية»، «شبكة نسيج الاخبارية»، «ثورة الغضب 14 فبراير»، «شبكة سترة الاعلامية»، «ملتقى البحرين»، «w.p.m News»، «صحافة 14 فبراير» وغيرها. كما ان غالبية القيّمين على هذه الصفحات هم شباب من مختلف الاعمار ومجهولو الهوية ينسّقون مع شباب من خارج البحرين، خوفاً «من الاعتقال والملاحقة من قبل النظام البوليسي»، بحسب ما يقول احد القيّمين على صفحة «صحافة فبراير». وتصل لهذه الصفحات ايضاً العديد من التهديدات لكن «كل ذلك لن يمنعنا من العمل ككادر إعلامي متكامل ولن يوقف نشاط مراسلينا الذين يعملون من قلب الحدث»، حسب المصدر نفسه. صحيفة «مرآة البحرين» الالكترونية تأسّست الصحيفة الالكترونية في أيار 2011 لكنها حجبت بعد إقرار قانون السلامة الوطنية في البحرين (قانون الطوارئ) في أوائل حزيران 2011، وهي الصحيفة السياسية المعارضة الوحيدة الموجّهة الى داخل البحرين والتي تصدر من خارج البلد. تضمّ مجموعة من الصحافيين والكتّاب المقيمين في الخارج، والذين قاموا بتأسيس هذه الصحيفة التي تتواصل مع صحافيين وناشطين في الداخل. وهي لا تمثّل اي جمعية او حزب سياسي معيّن، لكنها تتبنّى في خيارها السياسي مطالب الجمعيات السياسية المعارضة والتي تبلورت مؤخراً في وثيقة المنامة. والصحيفة الالكترونية متواصلة ايضا مع الحراك الميداني الذي يمثّله بالدرجة الاولى ائتلاف 14 فبراير. «ليس لدينا مكاتب مادية، مكاتبنا هي عبارة عن أجهزة كمبيوتر وشبكات التواصل الاجتماعي و«الواتس اب»، يشرح أحد القيمين على موقع الصحيفة، مشيراًً الى انه «وعلى الرغم من حجب الصحيفة في البحرين حتى اليوم، قام القيّمون بوصلات بديلة للموقع، وهي مسألة تقنية بحت، تتيح للقراء الولوج الى الموقع من خلال وصلة بديلة عن وصلة الموقع الاساسية». ويضيف المصدر نفسه بانه «لطالما عرف البحرينيون كيفية التعامل مع المواقع الالكترونية السياسية المحظورة، بسبب حجب الدولة الدائم لتلك المواقع والتضييق على الناشطين. وهي عدوة للانترنت ولديها سجل أسود في هذا المجال منذ عقد من الزمان». ويصف المصدر موقع «تويتر» بانه «سيد الشبكات الاجتماعية في البحرين، ولا مقارنة بينه وبين «فيسبوك»، زاد انتصاره بشكل ملحوظ بعد دخول قوات درع الجزيرة، هو أيضاً أداة تواصل بين الداخل والخارج وساحة حرب بين الموالين والمعارضين من جهة والمعارضين و«الترولز» من جهة أخرى» حسبما يقول المصدر. و«الترولز» هم «اشخاص تمّ تجنيدهم من قبل وزارة الداخلية من أجل بثّ الفتنة والكراهية داخل المجتمع البحريني من خلال الشتم والنعرات المذهبية والطائفية التي يجدونها مادة خصبة، والبحرين هو أكثر بلد تنتشر فيه ثقافة الترولز». وسبق ان قامت صحيفة «مرآة البحرين» الالكترونية بدراسة معمّقة عن «الترولز». قمع الناشطين والمدوّنين قام النظام البحريني منذ اندلاع الثورة باعتقال العديد من المدوّنين والناشطين، بعضهم تعرّض للتعذيب فيما لقي بعضهم الآخر حتفه في ظروف غامضة، بينهم الناشطان زكريا العشيري كريم فخراوي، اللذان لا تزال قضيّتهما مفتوحة حتى اليوم. كما تمّ اعتقال ابرز المدونين على «تويتر» محمود اليوسف و«هو يطلق عليه الاب الروحي للمدونين وايضا الناشط محمد المسقطي»، حسبما يقول المحافظة. وبحسب سجلات «مركز البحرين لحقوق الانسان»، هناك 15 مدوّناً تعرضوا للاعتقال التعسفي والاحتجاز اثناء فترات تتراوح بين 24 ساعة إلى عدة أشهر خلال العام 2011، واثنان تلقيا أحكاما عسكرية قاسية في تموز الماضي حيث حكم على الناشط علي عبد الامام بالسجن 15 عاماً، لكن اليوم لا احد يعلم مكانه، والسجن المؤبّد للمدون عبد الجليل السنكيس. وهناك من غادر البحرين. احد المدوّنين حسن الجابر (30 عاماً) والذي خرج من السجن منذ بضعة أيام، يروي لـ«السفير» انه تمّ توقيفه في 14 شباط 2012، في الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة «ثورة اللؤلؤة». وهو قضى الفترة القانونية التي توقف فيها النيابة العامة أي شخص آخر، وهي مدّة 45 يوماً. «اثناء توجّهنا الى دوار اللؤلؤة، تمّ اعتقالي مع ثلاثة شبان آخرين ووجّهت الينا 4 تهم: التحريض على كراهية النظام، إهانة الملك والعلم، التجمّهر والمشاركة في مسيرة غير مرخّصة». ويتابع الجابر ان «التهم وجّهت الينا بشكل كيدي وتعسّفي، لكن يبدو ان النيابة العامة لم تستطع ان تحوّل إفاداتنا الى المحكمة، لذلك تمّ إغلاق القضية». وكشف الجابر عن ان هناك زميلا له يدعى ناجي فتيل وجّهت اليه نفس التهم، لكنه لم يخرج من السجن بسبب توريطه في قضية أخرى. وحول معاملته في السجن، يقول انه تمّت معاملته معاملة جيّدة باعتبار انه من بين النشطاء الذي يتعاطون مع الصحافيين ومجموعة من الحقوقيين الدوليين. لكنه يكشف انه كان هناك من بين الذين تمّ القاء القبض عليهم في ذلك اليوم «بين 30 و35 حالة مستعصية بسبب الضرب والتعذيب». الجابر الذي خرج الى الحرية، غير مستعد للتراجع أبداً، «فنحن دخلنا في هذا الطريق ومستعدون للموت، شعب البحرين صامد وسيواصل ثورته الى ان يحصل على حقوقه كاملة وطالما ان مكوّنا رئيسيا من مكوّنات الشعب غير موجود في السلطة». هل يضيّق النظام على خدمة الانترنت؟ يعتبر الموسوي انه سيكون «مهيناً على نظام البحرين في حال قام بالتضييق على الانترنت»، وهو يستبعد ذلك حالياً لان «البحرين تحوي اجانب كثرا تسكن غالبيتهم في مناطق المعارضة وذلك سيؤثر على وتيرة الاعمال». لكن هناك احتمالا للتضييق على الانترنت «في حال كان ذلك سيؤدي الى تقويض النظام». ويقول الموسوي انه من «المؤسف ان شركات تقديم خدمات الانترنت كلها خاضعة لسلطة النظام، وفي حال طلب منهم تبطيء الخدمة سيقومون بذلك كون هذا الامر يتعلّق بأمن الدولة». أما المحافظة، فهو لا يتمنى ذلك لان «مواقع التواصل الاجتماعي هي المنفس الوحيد لنا للتعبير عن رأينا في البحرين ونشر المعلومات والحقيقة»، مضيفاً ان «هناك اشاعات تطلقها جهات استخبارية حول اغلاق الانترنت تارة واغلاق «تويتر» و«فيسبوك» تارة اخرى». ويكشف المحافظة ان هناك «حملات منظمة تقودها اجهزة استخبارات وبعضها تابعة لشركات علاقات عامة غربية تموّلها السلطات البحرينية، تعمل على اتجاهين: تشويه سمعة النشطاء والنيل من كرامتهم وتهديدهم من جهة، وتكذيب المعلومة التي ينشرها المدونون والقول بأننا عملاء لاميركا تارة ولايران تارة اخرى!» من جهته، يقول المصدر التابع لصحيفة «مرآة البحرين»، انه «هناك دائما وسائل تقنية نستطيع ابتكارها لكسر اي تعطيل»، مشيراً الى انه تمّ تبطيء شبكة الانترنت في 14 شباط الماضي كما انها تعطّلت كلّياً في منطقة دوار اللؤلؤة. ويعتبر الجابر ان «كل هذه المحاولات هي غير مجدية، فنحن في البحرين لدينا الطاقة والمعرفة لنصل الى الناس حتى لو تمّ التضييق على تويتر مثلا، هناك شبكات اخرى محلية او عالمية نستطيع ان نعمل من خلالها». وتيرة استخدام الانترنت في البحرين تنامى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في البحرين بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة بحسب «مركز البحرين لحقوق الانسان»، وازداد عدد مستخدمي موقع «فيسبوك» بنسبة 45 في المئة حيث تخطى العدد 315 ألف مستخدم في العام 2011. وفي آذار العام 2011 وصل عدد مستخدمي «تويتر» الى اكثر من 62 ألفا، وهو يتخطى ذلك اليوم بدرجة كبيرة. وبحسب موقع «الجزيرة» الانكليزي، تصدّر البحرين المرتبة الاولى في التغريدات على «تويتر» في العام 2011.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة