دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حمل حبيب خليل داود، طالب الثالث الثانوي، اختراعه بيديه ميمما وجهه نحو دائرة براءة الاختراع في وزارة الاقتصاد والتجارة، وفي دواخله حمل هذا الشاب اليافع آمالا عريضة باستثماره.
بطبيعة الحال، كان لعائلة الشاب اليافع دورها الكبير في احتضان إبداعه وتشجيعه، بدءا بوالده الذي لم يحل عدم خوضه لمراحل دراسية متقدمة، دون احتفاظه بكثير احترام للعلم، مرورا بوالدته المهندسة التي لم توفر جهدا في مساعدة ابنها على إتمام فكرته مشروعا، وصولا إلى أخته الوحيدة التي تواكب دروسه ونشاطاته الإبداعية.
وفق مقاربته الخاصة، توقع حبيب أن قدرا من الاحتضان الذي يعيشه ضمن العائلة سيتوافر لدى «الحكومة»، وما أن اكتمل البنيان العلمي لمشروعه حتى هبط من مدينته الزبداني إلى وزارة الاقتصاد لتسجيل ابتكاره الذي يتمحور حول إيجاد الحلول لمشكلة الكهرباء فيما يتعلق بإنارة الطرق العامة التي تربط بين المحافظات السورية.
نال حبيب براءة اختراع «5807» وانتهى الأمر عند هذه الحدود، ليبدأ بعدها سلسلة طرق الأبواب عله يجد اهتماما يحول ابتكاره إلى منتج دون جدوى.
يتساءل حبيب عن السبب.. لكن ما يعرفه الكبار عن الطريقة التي تعاملت بها الحكومات المتعاقبة مع هذا القطاع، لا يمكن لشاب يافع مفعم بالطموح أن «يبتلعها».
ويتلخص اختراع حبيب بآلية لتوليد الطاقة الكهربائية عبر الهواء الطبيعي والهواء الناتج عن حركة السيارات في الشوارع، وذلك بتركيب أعمدة إنارة على طول الطرق العامة ينطوي كل منها على ثلاث مراوح تدور في اتجاه واحد، معتمدة في ذلك على اندفاع الهواء بتأثير مرور السيارات، مربوطة إلى مولدات ومدخرات شحن يغذيان مصباحا أو اثنين موفرين للطاقة يعملان بتوتر متوافق مع المدخرة.
ويشير المخترع الشاب إلى أن عامود الكهرباء يجب أن يوازي قطره 40 سـم وذلك بهدف تركيب اللوحة التي ستحتوي على المراوح والبطاريات والقواطع ضمنه، لافتا إلى أن المراوح يجب أن تكون من النوع الخفيف «عنفات ويلست».
وأوضح حبيب أنه حينما تسير سيارة بجانب عمود الإنارة تدور المراوح بتأثير الهواء الذي تحركه السيارة فينشأ تيار داخل المولد يفضي إلى شحن المدخرات.
وفي الليل تقوم دارة حساس الضوء بإغلاق دارة المصباح الذي يستهلك طاقة المدخرات وفي حال نفاد طاقة المدخرات يتم وصل المصباح إلى تيار الشبكة تلقائياً بعد تحويل التيار العام ليناسب المصباح.
توفير الطاقة
وأشار حبيب إلى أن مشروعه سيسهم في ترشيد الطاقة الكهربائية، معتبرا أن إنارة الطرق العامة وخاصة الطويلة «كطريق دمشق حلب» يكلف الحكومة أعباء كبيرة، مضيفاً: إن الحكومة عملت خلال الفترة الماضية على توفير الطاقة الكهربائية عبر الطاقة الشمسية وطبقت المشروع في قدسيا بريف دمشق وعلى أربعة أعمدة كهربائية إلا أن التجربة فشلت للتكلفة الباهظة للوحات الشمسية التي تحتاج إلى 10 سنوات لتعويض كلفتها.
وتابع حبيب: إن جهازه لا يكلف الحكومة الكثير من المال، وبإمكانها استرجاع الكلفة المقدرة بـ25 ألف ليرة خلال مدة وجيزة، مشيراً إلى أنه لابد من تسخير مشتقات الطاقة النفطية للسيارات واستغلال الطاقة الطبيعية لتوليد الطاقة الكهربائية، لافتا إلى أن الحكومة اتجهت خلال الفترة الأخيرة إلى دعم سيارات الطاقة الكهربائية
إهمال بإهمال
لم يخف حبيب الصعوبات التي واجهها خلال تقديم فكرة مشروعه على المختصين والخبراء لتبنيها وتطبيقها على أرض الواقع بما يفيد الوطن بكامله، وخاصة أن معظم دول العالم تتجه في العصر الراهن للبحث عن الطاقة البديلة وهناك الكثير منها نجح إلى حد ما في إيجاد بديل للطاقة النفطية.
وأضاف الشاب المخترع: إنه واجه الكثير من الصعوبات بدءاً من عرض مشروعه على مركز الباسل للإبداع والاختراع الذي عاين فيه قلة الاهتمام الحكومي به في الوقت الذي يجب أن يكون فيه هذا المركز من ضمن أولويات الحكومة، لأنه يهتم بالمخترعين السوريين ويستقطبهم من كل أنحاء القطر، كاشفا عن الإمكانات المحدودة لهذا المركز والتي تقتصر على تأمين الإجراءات الروتينية فقط دون الدعم المادي.
وتابع حبيب: مركز الباسل غير مشهور بين السوريين، وذلك بسبب عدم الاهتمام الإعلامي به، ما يقلص دوره الذي يجب أن يلعبه لتطوير الاختراع من خلال الاهتمام بالمخترعين وتوفير جميع الدعم المادي واللوجستي لهم من أجل تطبيق اختراعاتهم لتصبح مشاريع تفيد الوطن.
الخاص متخوف والعام مطنش
وكشف حبيب عن عرض اختراعه على عدد من الشركات الخاصة، إلا أنها رفضته بسبب تخوفها من الفشل وخاصة في ظل هذه الظروف علما أن المشروع باركه عدد كبير من أساتذة الجامعة المختصين وجمعية المخترعين السوريين إلا أن هذه الشركات بنظر حبيب غير مستعدة أن تدفع ليرة واحدة لتنفيذه، لأن همها الربح دون عناء.
وأضاف المخترع الشاب إنه عرض تطبيق التجربة على خمسة وعشرين عامود إنارة كاختبار لنجاح التجربة، إلا أنه تم رفض مقترحه.
أما في القطاع العام، يضيف المخترع حبيب: إنه عرض مشروعه على شركة الشبكات السورية عله يجد فيها من يستمع إليه ويقتنع بمشروعه، إلا أن مشروعه- حسب قوله- ضاع في ظلمات الدراسة التي بدأت منذ أشهر ولم تنته حتى الآن.
ودعا حبيب الحكومة لتوفير مقرات للمخترعين لتطبيق أفكارهم، معتبرا أن الكثير منهم ليست لديهم القدرة المادية الكافية لتحويل أفكارهم لمشاريع يمكن تطويرها، كما هي حاله حيث لا إمكانية مادية تساعده ولا جهة راعية تسير معه.
وقال حبيب: يجب توفير مخابر في الجامعات باعتبار أن التعليم العالي هو المقر للكثير من المبدعين إضافة إلى الارتباط الوثيق بين التعليم العالي والبحث العلمي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة