دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعمدت الصحافة الفرنسية السكوت عن أن حادثة الصحافية "إديث بوفييه" سلطت الضوء على شبكات التهريب غير الشرعية من لبنان إلى سورية وخاصة إلى حمص، حيث ينشط الضباط الفرنسيون.
موقع الانتقاد اللبناني أورد تقريرا كشف عن الكثير من الخبايا حول موضع تهريب المسلحين إلى سورية، التقرير أكد ان زوار وادي خالد يعرفون بالضبط ما يحدث هناك، وكيف أصبحت هذه المنطقة ممراً من سورية وإليها، تعج بالمهربين الذين نشطوا مؤخرا في تهريب الأفراد والأسلحة. مقابل 1000 دولار أمريكى تقريباً، تدفع نقداً، يمرر المهربون، تحت غطاء الصحافة، كل من يرغب لسبب أو لآخر عبور الحدود. والتعامل معهم ليس صعباً للغاية، المهم أن تتوافر الأموال. كما إنهم يحاولون تبرئة أعمالهم عبر إعطائها بعداً "أخلاقيا".
نقطة العبور المفضلة هي جرد قرية حنيدر، على بعد 20 دقيقة من مدينة حمص. على الرغم من الشتاء القارس، تشهد القرية نشاطا غير اعتيادي، وخصوصا في الليل. يتدفق إليها الأجانب الذين يملكون الكثير من المال للانفاق. أي كوخ صغير هناك يستأجر الآن بـ 400 دولار في الشهر، ظاهرة لم يسبق لها مثيلٌ في هذه المنطقة النائية.
وتشهد هذه المنطقة وجودا لمنظمات غير حكومية لم تكن معروفة سابقاً لتوفير ملاجئ للمسلحين الذي يهربون من سورية ولتسهيل انتقال الجواسيس وتجنيدهم وإقامة اتصالات مع الإرهابيين في الداخل. التقرير أكد أن شمال لبنان أصبح قاعدة خلفية لعصابة رياض الأسعد الإرهابية.
أما بالنسبة للصحافيين، فقد أشار التقرير إلى أنهم يأتون إلى هذه المنطقة ثم يتولى أمر تنقلهم المهربون والمنظمات غير الحكومية.
وهكذا أرادت "إديث بوفييه"، «بدافع من إحساسها الصحفي»، أن تزور سورية وتمكنت من العبور إلى حمص.
فقد اقتادها المهرب إلى إرهابيي الأسعد على الجانب الآخر من الحدود، الذين تولوا نقلها فوراً إلى بابا عمرو، لاستخدامها في الحملة الإعلامية الخاصة بهم. فإرسال فيديو تظهر فيه الصحافية الشابة جريحة سيكون له وقع أكبر على الرأي العام الدولي.
لهذا السبب، فإن المسلحون لم يكن لديهم مصلحة حقيقية بترك الصحافية الفرنسية لـ"بابا عمرو"، وقد باتت هذه الأخيرة تحت رحمة شبكة من المافيا ساعدت في وصولها إلى هذا المكان.
أما بالنسبة للرئيس الفرنسي، الذي يقدم نفسه على أنه بطل في مكافحة المهاجرين غير الشرعيين في بلاده، فكيف يمكنه أن يغطي على قنوات المرور غير الشرعية بين بلدين يدّعي أنه يريد مساعدة الأول (لبنان)، والدفاع عن شعب الثاني (سورية)؟
يمكننا أن نفهم على نحو أفضل، من خلال الحالة الدرامية لهذه الصحافية الفرنسية، إصرار فرنسا وحلفائها على إنشاء ممرات إنسانية بين لبنان وسورية، مؤمنة من قبل قوات دولية.
وقد أصبح جلياً الآن أن عبارة "ممرات انسانية" في القاموس الغربي، تعني ممرات للمقاتلين والاسلحة والصحافيين، من أجل تعزيز الحرب ضد سوريا.
وذكر التقرير أن وزير الخارجية الفرنسية السابق برنار كوشنير كان هو من دفع الامم المتحدة لاعتماد قرار حول حق التدخل لأسباب إنسانية (والذي قد استخدم أيضا للتدخل في يوغوسلافيا سابقاً).
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة