أشار الدكتور قدري جميل خلال تواجده في موسكو ان زيارته هذه لا تحمل أي طابع سياسي وإنما زيارة طبيعية لأجل متابعة التقدم العلمي لافتا إلى انه خريج إحدى جامعات موسكو.

وقال جميل في حديث لقناة روسيا اليوم أن الاستفتاء على الدستور الجديد سيخلق المناخ الضروري للبدء بالاصلاحات التي ستنقل سورية إلى المستقبل، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تخالف رأيين سائدين على الساحة السورية، حيث يقول الأول أن الاستفتاء على الدستور أنهى ملف الاصلاحات، أما الثاني فيعتبر أن الدستور لا قيمة له في إطار عملية الاصلاح.

وأكد جميل أن الدستور فقط لا غير يخلق الظروف والشروط الضرورية لبدء الاصلاح، بيد أن الشرط الضروري يمكن أن يبقى شرطاً دون أن يتحول إلى واقع لذلك التطبيق يتطلب واقعاً سياسياً له علاقة بالإرادة السياسية.

واعتبر جميل أن الوضع كان يمكن له أن يكون أقل تعقيداً وأسهل لو تم إقرار الدستور منذ 6 أشهر وتأخير هذه الخطوة دفعت ثمنه سوريا، معتبراً أنه دستور هام ألغى الأحادية السياسية. كما أكد أنها خطوة ستمثر لأنها فتحت أفقا استراتيجياً جديداً أمام الشعب السوري. كما أشار أيضا إلى أن الشارع المعارض، وليس الأحزاب المعارضة، يريد أن يجد مخرجا من الوضع الحالي، وهو لا يريد المواجهة لأجل المواجهة.

كما أعرب جميل عن سعادته لأن نتائج الاستفتاء لم تكون 99.9%، بل جاءت برقم واقعي. ولفت إلى عدم وجود معارضة واحدة في سوريا، ففي حال تصنيفها سياسيا هناك معارضتين، معارضة وطنية الرافضة لأي تدخل أجنبي، ومعارضة تستدعي التدخل الأجنبي لأنها بنيت أساسا على هذه الفكرة. وتابع القول لكن ما حصل هو ظهور الموقفين الروسي والصيني وهو تغير في الفضاء السياسي الدولي الجديد الذي يشابه منظومة ثنائية القطبين التي ظهرت بعد عام 1956.

وأضاف أن الأمريكيين فقد عاشوا حالة إنكار للواقع الجديد خرجوا منها بسرعة وموقفهم في المؤتمر الذي انعقد في تونس حول سوريا يؤكد ذلك، لكن المشكلة أن العرب السائرين خلف أمريكا لم يدركوا هذه الحقيقة، والأسوأ من ذلك أن بعض المعارضة السورية مرتبطة بالمخطط الخارجي وتعيش حالة إنكار مطلق للواقع الجديد، ولا تريد أن تصدق أن العالم تغير، داعيا إياها إلى إعادة تقييم الوضع وإعادة صياغة استراتيجيتها، لأن المخرج من الوضع سيأتي عبر الحوار مع النظام.

ولفت في هذا الشأن إلى أن الحوار ليس الاعتراف بالآخر بل يعني أن الطرفين يجب أن يتعلما التوافق والوصول إلى تسويات التي تعني تقديم تنازلات متبادلة وإيجاد حلول وسط.

وأكد مرة أخرى أن الأمريكيين لم يعد بيدهم حيلة، في حين العرب مازالوا يبنون آمالهم ومصرين على سيناريو واشنطن، الذي تخلت عنه الأخيرة.

وفي ختام الحديث جدد جميل تأكيده على أن اعتماد الدستور فتح آفق الحل وأن الوضع صعب، والدستور ليس عصا سحرية ليحل الامور بين يوم وليلة، لكن التوجه العام يسير نحو انخفاض العنف والتوتر.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-27
  • 7450
  • من الأرشيف

قدري جميل: الدستور فقط لا غير يخلق الظروف والشروط الضرورية لبدء الاصلاح والاستفتاء على الدستور يخلق مناخاً إصلاحياً..

أشار الدكتور قدري جميل خلال تواجده في موسكو ان زيارته هذه لا تحمل أي طابع سياسي وإنما زيارة طبيعية لأجل متابعة التقدم العلمي لافتا إلى انه خريج إحدى جامعات موسكو. وقال جميل في حديث لقناة روسيا اليوم أن الاستفتاء على الدستور الجديد سيخلق المناخ الضروري للبدء بالاصلاحات التي ستنقل سورية إلى المستقبل، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تخالف رأيين سائدين على الساحة السورية، حيث يقول الأول أن الاستفتاء على الدستور أنهى ملف الاصلاحات، أما الثاني فيعتبر أن الدستور لا قيمة له في إطار عملية الاصلاح. وأكد جميل أن الدستور فقط لا غير يخلق الظروف والشروط الضرورية لبدء الاصلاح، بيد أن الشرط الضروري يمكن أن يبقى شرطاً دون أن يتحول إلى واقع لذلك التطبيق يتطلب واقعاً سياسياً له علاقة بالإرادة السياسية. واعتبر جميل أن الوضع كان يمكن له أن يكون أقل تعقيداً وأسهل لو تم إقرار الدستور منذ 6 أشهر وتأخير هذه الخطوة دفعت ثمنه سوريا، معتبراً أنه دستور هام ألغى الأحادية السياسية. كما أكد أنها خطوة ستمثر لأنها فتحت أفقا استراتيجياً جديداً أمام الشعب السوري. كما أشار أيضا إلى أن الشارع المعارض، وليس الأحزاب المعارضة، يريد أن يجد مخرجا من الوضع الحالي، وهو لا يريد المواجهة لأجل المواجهة. كما أعرب جميل عن سعادته لأن نتائج الاستفتاء لم تكون 99.9%، بل جاءت برقم واقعي. ولفت إلى عدم وجود معارضة واحدة في سوريا، ففي حال تصنيفها سياسيا هناك معارضتين، معارضة وطنية الرافضة لأي تدخل أجنبي، ومعارضة تستدعي التدخل الأجنبي لأنها بنيت أساسا على هذه الفكرة. وتابع القول لكن ما حصل هو ظهور الموقفين الروسي والصيني وهو تغير في الفضاء السياسي الدولي الجديد الذي يشابه منظومة ثنائية القطبين التي ظهرت بعد عام 1956. وأضاف أن الأمريكيين فقد عاشوا حالة إنكار للواقع الجديد خرجوا منها بسرعة وموقفهم في المؤتمر الذي انعقد في تونس حول سوريا يؤكد ذلك، لكن المشكلة أن العرب السائرين خلف أمريكا لم يدركوا هذه الحقيقة، والأسوأ من ذلك أن بعض المعارضة السورية مرتبطة بالمخطط الخارجي وتعيش حالة إنكار مطلق للواقع الجديد، ولا تريد أن تصدق أن العالم تغير، داعيا إياها إلى إعادة تقييم الوضع وإعادة صياغة استراتيجيتها، لأن المخرج من الوضع سيأتي عبر الحوار مع النظام. ولفت في هذا الشأن إلى أن الحوار ليس الاعتراف بالآخر بل يعني أن الطرفين يجب أن يتعلما التوافق والوصول إلى تسويات التي تعني تقديم تنازلات متبادلة وإيجاد حلول وسط. وأكد مرة أخرى أن الأمريكيين لم يعد بيدهم حيلة، في حين العرب مازالوا يبنون آمالهم ومصرين على سيناريو واشنطن، الذي تخلت عنه الأخيرة. وفي ختام الحديث جدد جميل تأكيده على أن اعتماد الدستور فتح آفق الحل وأن الوضع صعب، والدستور ليس عصا سحرية ليحل الامور بين يوم وليلة، لكن التوجه العام يسير نحو انخفاض العنف والتوتر.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة