حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس من أن الأزمة «الكارثية» في سورية باتت تنذر «بمواجهات أهلية» فيها و«بتدخل دولي» قد يؤدي إلى «تقسيم البلاد».

 

وأعرب النجيفي خلال لقائه وفداً من منظمة المؤتمر الإسلامي في بغداد عن «قلقه حيال الأزمة في سورية»، واصفاً إياها «بالكارثية»، وحذر النجيفي حسبما نقل عنه بيان صادر عن مكتبه الإعلامي من أن هذه الأزمة «تنذر بمواجهات أهلية وتدخل دولي قد يتسبب بتقسيم البلاد».

وأوضح البيان أن رئيس البرلمان استعرض خلال اللقاء مع وفد المنظمة الإسلامية الذي ترأسه مهدي فتح اللـه مدير عام شؤون التعاون في المنظمة «الأوضاع في سورية وانعكاساتها الخطيرة على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص».

وأعرب النجيفي عن تأييده لفكرة عقد مؤتمر حول «التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي والحوار بين مكونات الشعب» وذلك بهدف «معالجة الاختناقات الطائفية والدينية في المنطقة بأسرها»، وفقاً للبيان.

ويأتي تحذير النجيفي بعد أن أكد أكبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي أن مجموعات من القاعدة توجهت من العراق إلى سورية، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود.

وفي تشرين الثاني الماضي أبلغ مصدر أمني في دمشق وكالة فرانس برس في أن «نحو 400 مسلح عراقي وصلوا إلى سورية آتين من العراق».

وشهدت سورية في الأسابيع القليلة الماضية تفجيرات انتحارية إرهابية استهدفت مقار أمنية وأدت إلى استشهاد العشرات من المدنيين والعسكريين ومئات الجرحى وقالت السلطات: إن تلك التفجيرات تحمل بصمات تنظيم القاعدة.

وجاء تأكيد آخر على ضلوع تنظيم القاعدة في الأحداث التي تشهدها المدن السورية عندما حرض زعيم التنظيم أيمن الظواهري الشعب السوري على ممارسة القتل والعنف والفوضى ودعا شعوب الدول المجاورة إلى دعمه.

كما أكد أعضاء في التنظيم أن عناصره تقاتل في مناطق مختلفة من البلاد، ونقلت الوكالة الفرنسية للأنباء أن من يسمون أنفسهم بـ«جهاديين» عبر المنتديات الحوارية على الانترنت الذين كانوا يطالبون قبل أسابيع بإرسالهم إلى سورية لمواجهة «السلطات السورية»، أصبحوا يقاتلون بالفعل في مناطق مختلفة هناك.

وكان العراق يتبنى موقفاً معتدلاً في بداية الأزمة وتبنى مبادرة وساطة ودعا قوى المعارضة إليه للبحث عن حل سياسي كما رفض العقوبات الاقتصادية ضد سورية، إلا أن بغداد أصبحت تأخذ موقفاً حيادياً حيال الأحداث في سورية التي تتشارك مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم.

ويقول محللون: إن ضغوطاً عربية مورست على حكومة بغداد لاتخاذ مواقف جديدة، وقالت جريدة «الحياة» اللندنية أن الجامعة العربية أبلغت بغداد أن القمة المرتقبة التي ستحتضنها العاصمة العراقية لن يحضرها أي زعيم عربي ما لم تأخذ الحكومة العراقية موقفاً أكثر تشدداً من الأحداث في سورية.

  • فريق ماسة
  • 2012-02-14
  • 10857
  • من الأرشيف

رئيس البرلمان العراقي يحذر من التدخل الخارجي في سورية

حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس من أن الأزمة «الكارثية» في سورية باتت تنذر «بمواجهات أهلية» فيها و«بتدخل دولي» قد يؤدي إلى «تقسيم البلاد».   وأعرب النجيفي خلال لقائه وفداً من منظمة المؤتمر الإسلامي في بغداد عن «قلقه حيال الأزمة في سورية»، واصفاً إياها «بالكارثية»، وحذر النجيفي حسبما نقل عنه بيان صادر عن مكتبه الإعلامي من أن هذه الأزمة «تنذر بمواجهات أهلية وتدخل دولي قد يتسبب بتقسيم البلاد». وأوضح البيان أن رئيس البرلمان استعرض خلال اللقاء مع وفد المنظمة الإسلامية الذي ترأسه مهدي فتح اللـه مدير عام شؤون التعاون في المنظمة «الأوضاع في سورية وانعكاساتها الخطيرة على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص». وأعرب النجيفي عن تأييده لفكرة عقد مؤتمر حول «التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي والحوار بين مكونات الشعب» وذلك بهدف «معالجة الاختناقات الطائفية والدينية في المنطقة بأسرها»، وفقاً للبيان. ويأتي تحذير النجيفي بعد أن أكد أكبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي أن مجموعات من القاعدة توجهت من العراق إلى سورية، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود. وفي تشرين الثاني الماضي أبلغ مصدر أمني في دمشق وكالة فرانس برس في أن «نحو 400 مسلح عراقي وصلوا إلى سورية آتين من العراق». وشهدت سورية في الأسابيع القليلة الماضية تفجيرات انتحارية إرهابية استهدفت مقار أمنية وأدت إلى استشهاد العشرات من المدنيين والعسكريين ومئات الجرحى وقالت السلطات: إن تلك التفجيرات تحمل بصمات تنظيم القاعدة. وجاء تأكيد آخر على ضلوع تنظيم القاعدة في الأحداث التي تشهدها المدن السورية عندما حرض زعيم التنظيم أيمن الظواهري الشعب السوري على ممارسة القتل والعنف والفوضى ودعا شعوب الدول المجاورة إلى دعمه. كما أكد أعضاء في التنظيم أن عناصره تقاتل في مناطق مختلفة من البلاد، ونقلت الوكالة الفرنسية للأنباء أن من يسمون أنفسهم بـ«جهاديين» عبر المنتديات الحوارية على الانترنت الذين كانوا يطالبون قبل أسابيع بإرسالهم إلى سورية لمواجهة «السلطات السورية»، أصبحوا يقاتلون بالفعل في مناطق مختلفة هناك. وكان العراق يتبنى موقفاً معتدلاً في بداية الأزمة وتبنى مبادرة وساطة ودعا قوى المعارضة إليه للبحث عن حل سياسي كما رفض العقوبات الاقتصادية ضد سورية، إلا أن بغداد أصبحت تأخذ موقفاً حيادياً حيال الأحداث في سورية التي تتشارك مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم. ويقول محللون: إن ضغوطاً عربية مورست على حكومة بغداد لاتخاذ مواقف جديدة، وقالت جريدة «الحياة» اللندنية أن الجامعة العربية أبلغت بغداد أن القمة المرتقبة التي ستحتضنها العاصمة العراقية لن يحضرها أي زعيم عربي ما لم تأخذ الحكومة العراقية موقفاً أكثر تشدداً من الأحداث في سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة