سوري وليس لبنانياً... هكذا وصف أكثر الناس ما حدث في "البيال" بعد ظهر 14 شباط 2012، في مقابل قلَّة رأت فيه احتفالاً في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، أو مناسبة لاستذكار سائر الشهداء، ممن لم يخصص لهم يوم عطلة.

ومهما يكن من أمر، يبقى أن المهرجان السابع لقوى "14 آذار" في 14 شباط سجَّل 14 تناقضاً، سواء في الشكل أو في المضمون:

1. في مقابل التشديد المعهود على أن "14 آذار" ليست ملكاً لأفرقاء محددين، بل "تعني شعباً بأكمله نزل إلى ساحة الحرية رفضاً للوصاية"، نجحت حرب إلغاء الشخصيات المستقلة عن ذكرى الحريري، ليختصر المشهد بأحزاب ثلاثة.

2. ادعاء النطق باسم الشعب اللبناني قابله غياب كامل لمكونات مجتمعية رئيسة عن الذكرى، أولها الشيعة والدروز ونصف المسيحيين على الأقل.

3. في موازاة تكرار كلمة "الدولة" عشرات المرات بصورة المفرد أو المثلث، غاب تمثيل المؤسسات الرسمية، وفي طليعتها رئاسة الدولة ورئاستا السلطتين التشريعية والتنفيذية، فيما حذفت حكماً المؤسسة العسكرية، في وقت حضر بعض السفراء، خصوصاً الأميركية والسعودي.

4. في مقابل إبداء الحرص على الديموقراطية في سورية، والتشدق بما سمي ربيعاً عربياً في تونس وليبيا ومصر، تقدم السفير السعودي الحضور، ليتأكد أن السعي إلى الحرية لا يشمل وفق "14 آذار" دول الخليج العربي التي لا تعرف دستوراً أو أي قانون.

5. قوبل خطاب "التحية إلى حمص" وأخواتها، الذي عبر عنه سمير جعجع، و"تحمل مسؤولية التضامن مع الشعب السوري والاستعداد للتعاون مع المجلس الوطني السوري" الذي حمله سعد الحريري، قوبل الموقفان بتردد واضح من أمين الجميل، الذي طالب بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري.

6. نائب سابق دخل مرة تحت قبة البرلمان على عهد الوصاية، ليخسر بعدها مرتين لما تحرر الشعب من التسلط، تخطى حدود الوطن، في اتجاه ادعاء التكلم باسم الشعب والمعارضة السورية.

7. رئيس حزب الكتائب وابن المتن يتناسى ذكر ابن المتن الآخر الراحل نسيب لحود، بعدما "نسي" إدراج اسمه في اللائحة الانتخابية عام 2009، إثر صفقته مع ميشال المر.

8. الحرص على استقلال لبنان لم يترجم بأي كلمة منددة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من أرض الوطن، أو الانتهاكات المتمادية للسيادة بحراً وجواً.

9. الحرص على العدالة وحق الشعوب بالحرية لم يعبِّر عنه كلام داعم القضية الفلسطينية أو حق العودة للاجئين الفلسطينيين بما يمنع توطنيهم في لبنان.

10. وصف الحريري تياره بالاعتدال فيما هو المتهم الأول بتمويل الحركات الأصولية على كامل الأراضي اللبنانية، وفي وقت من المؤكد أن أحد وزراء تيار المستقبل منح العلم والخبر لحزب التحرير الإسلامي الذي يعمل لجعل لبنان جزءاً من خلافة إسلامية موعودة.

11. شدد الحريري على المناصفة، ولم يوضح هل تكون إسمية شكلية، على ما طبقها فريقه السياسية منذ عام 1992، أم تصير فعلية على ما يطالب بها المسيحيون خصوصاً، واللبنانيون عموماً؟

12. بناء الدولة شعار رفع في المناسبة، في وقت غابت أي إشارة إلى الفساد، إلا من باب "الحرتقة" على التيار الوطني الحر، من خلال تركيب العبارات والجمل، من خلال اللعب على الكلام باستعمال كلمتي "التغيير" و"الإصلاح".

13. توجيه تحية خاصة إلى البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، وتغييب البطريرك الحالي مار بشاره بطرس الراعي عن أي شكر أو لفتة.

14. الرصانة المتوقعة في ذكرى شهيد، قابلها ضحك مكرر عند كل كلمة نطق بها جعجع...

  • فريق ماسة
  • 2012-02-13
  • 10694
  • من الأرشيف

أهمها تقدم السفير السعودي والأمريكي للاحتفال وتوجيه التحية للبطرك صفير وتجاهل البطريرك بشارة...14 ملاحظة على احتفال المستقبل بالذكرى السنوية لموت رفيق الحريري

سوري وليس لبنانياً... هكذا وصف أكثر الناس ما حدث في "البيال" بعد ظهر 14 شباط 2012، في مقابل قلَّة رأت فيه احتفالاً في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، أو مناسبة لاستذكار سائر الشهداء، ممن لم يخصص لهم يوم عطلة. ومهما يكن من أمر، يبقى أن المهرجان السابع لقوى "14 آذار" في 14 شباط سجَّل 14 تناقضاً، سواء في الشكل أو في المضمون: 1. في مقابل التشديد المعهود على أن "14 آذار" ليست ملكاً لأفرقاء محددين، بل "تعني شعباً بأكمله نزل إلى ساحة الحرية رفضاً للوصاية"، نجحت حرب إلغاء الشخصيات المستقلة عن ذكرى الحريري، ليختصر المشهد بأحزاب ثلاثة. 2. ادعاء النطق باسم الشعب اللبناني قابله غياب كامل لمكونات مجتمعية رئيسة عن الذكرى، أولها الشيعة والدروز ونصف المسيحيين على الأقل. 3. في موازاة تكرار كلمة "الدولة" عشرات المرات بصورة المفرد أو المثلث، غاب تمثيل المؤسسات الرسمية، وفي طليعتها رئاسة الدولة ورئاستا السلطتين التشريعية والتنفيذية، فيما حذفت حكماً المؤسسة العسكرية، في وقت حضر بعض السفراء، خصوصاً الأميركية والسعودي. 4. في مقابل إبداء الحرص على الديموقراطية في سورية، والتشدق بما سمي ربيعاً عربياً في تونس وليبيا ومصر، تقدم السفير السعودي الحضور، ليتأكد أن السعي إلى الحرية لا يشمل وفق "14 آذار" دول الخليج العربي التي لا تعرف دستوراً أو أي قانون. 5. قوبل خطاب "التحية إلى حمص" وأخواتها، الذي عبر عنه سمير جعجع، و"تحمل مسؤولية التضامن مع الشعب السوري والاستعداد للتعاون مع المجلس الوطني السوري" الذي حمله سعد الحريري، قوبل الموقفان بتردد واضح من أمين الجميل، الذي طالب بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري. 6. نائب سابق دخل مرة تحت قبة البرلمان على عهد الوصاية، ليخسر بعدها مرتين لما تحرر الشعب من التسلط، تخطى حدود الوطن، في اتجاه ادعاء التكلم باسم الشعب والمعارضة السورية. 7. رئيس حزب الكتائب وابن المتن يتناسى ذكر ابن المتن الآخر الراحل نسيب لحود، بعدما "نسي" إدراج اسمه في اللائحة الانتخابية عام 2009، إثر صفقته مع ميشال المر. 8. الحرص على استقلال لبنان لم يترجم بأي كلمة منددة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من أرض الوطن، أو الانتهاكات المتمادية للسيادة بحراً وجواً. 9. الحرص على العدالة وحق الشعوب بالحرية لم يعبِّر عنه كلام داعم القضية الفلسطينية أو حق العودة للاجئين الفلسطينيين بما يمنع توطنيهم في لبنان. 10. وصف الحريري تياره بالاعتدال فيما هو المتهم الأول بتمويل الحركات الأصولية على كامل الأراضي اللبنانية، وفي وقت من المؤكد أن أحد وزراء تيار المستقبل منح العلم والخبر لحزب التحرير الإسلامي الذي يعمل لجعل لبنان جزءاً من خلافة إسلامية موعودة. 11. شدد الحريري على المناصفة، ولم يوضح هل تكون إسمية شكلية، على ما طبقها فريقه السياسية منذ عام 1992، أم تصير فعلية على ما يطالب بها المسيحيون خصوصاً، واللبنانيون عموماً؟ 12. بناء الدولة شعار رفع في المناسبة، في وقت غابت أي إشارة إلى الفساد، إلا من باب "الحرتقة" على التيار الوطني الحر، من خلال تركيب العبارات والجمل، من خلال اللعب على الكلام باستعمال كلمتي "التغيير" و"الإصلاح". 13. توجيه تحية خاصة إلى البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، وتغييب البطريرك الحالي مار بشاره بطرس الراعي عن أي شكر أو لفتة. 14. الرصانة المتوقعة في ذكرى شهيد، قابلها ضحك مكرر عند كل كلمة نطق بها جعجع...

المصدر : جاد ابو جودة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة