دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ارتفع اليوم ضجيج صراخ "الحرب" في حمص مجدداً بعد أن أخذ "استراحة محارب" في اليومين الماضيين في دليل على اقتراب نهاية "الحسم" الكامل للوضع الأمني هناك. ومع تضارب الأنباء والرويات عما يجري داخل المدينة الحزينة من كر وفر واشتباكات بين الجيش والمسلحين، توضح الأنباء الواردة حصول تقدم حقيقي أنجزنه القوى المختصة في التعامل مع البؤر المسلحة فيما بعض قوى المعارضة تتحدث عن قصف عنيف لأحياء بحمص مثل بابا عمرو الذي يتلقى قذيفتين كل دقيقة على ذمة المرصد السوري لحقوق الإنسان الموجود في لندن!
وفي التفاصيل، أكدت مصادر أمنية مطلعة في حمص أنه وفي إطار مهمتها التطهيرية لملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تواصل إجرامها المسلح بحق المدنيين والعسكريين، اكتشفت قوات حفظ النظام نفقاً طويلاً يبدأ من منطقة باباعمرو ويتفرع بعد ذلك لعدة أنفاق تؤدي إلى جهات تعمل حالياً الجهات المختصة على تحديد وجهتها.
وأشارت المصادر إلى أن النفق كان يستخدم لتهريب الأسلحة والذخائر إضافة إلى أنه كان يستخدم للتنقل بين بعض المناطق من قبل الإرهابيين، منوهة بأن قوات حفظ النظام اشتبكت مع بعض المجموعات الإرهابية في باباعمرو، مؤلفة من المسلحين الذين استخدموا أسلحة ثقيلة ومتنوعة.
وفي حي الإنشاءات، ذكرت المصادر أن مجموعات إرهابية تواصل هجماتها واستهدافها لبعض الممتلكات العامة والخاصة في الحي، واشتبكت قوات حفظ النظام مع إرهابيين كانوا قد أقاموا معسكراً للتدريب هناك، حيث اعتقلت عدداً منهم وضبطت أسلحة وذخائر متنوعة.
وأشارت المصادر أن العائق الأهم في حركة تطهير المدينة من فلول المسلحين يتمثل بحقيقةانتشار كثيف لبعض القناصين والإرهابيين على أسطح بعض الأبنية في الخالدية والبياضة والذين يستهدفون المارين من المدنيين بهدف تعطيل الحياة العامة وخلق حالة من الذعر والخوف في نفوسهم.
كما وأطلق مسلحون قذيفتي آر بي جي على حي السبيل الأمر الذي أدى لاستشهاد مدنيين اثنين هما رامي شدود وخضر حمود وإصابة 10 آخرين بجروح، فيما وصلت مجموعات مسلحة أخرى هجماتها على حواجز لحفظ النظام في القصير، حيث أفادت المصادر أن الإرهابيين خطفوا بعض من عناصر حفظ النظام من مخفر القصير أثناء مهاجمتهم له في وقت سابق يوم أمس.
هذا وتشهد حمص حركة خفيفة جداً للمدنين تكون ضمن الأحياء، فيما تواصل المجموعات الإرهابية تهديداتها للموظفين والعاملين في المحافظة الأمر الذي عطل سير الحياة العامة في بعض الدوائر الحكومية والخاصة في المحافظة.
من جانبه، ذهب المرصد السوري لحقوق الانسان ليتحدث عما يجري في حمص وتحديداً حي بابا عمرو من مقره في لندن، حيث ذكر المرصد أن حي بابا عمرو يتعرض للقصف الاعنف منذ خمسة ايام بمعدل قذيفتين في الدقيقة. ونقل المرصد عن ما سماه "الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية" هادي العبد الله في حديث لقناة "روسيا اليوم" ان "القصف على حي بابا عمرو في حمص مستمر لليوم العاشر على التوالي وقد تجدد فجرا"، مؤكدا ان "الحي في مرمى نيران الجيش بصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية". واشار العبدالله الى ان "هناك عدة منازل تهدمت واحترقت اخرى وهذه مشاهد موثقة بالفيديو"، مضيفا انه "من المستحيل الوصول الى تلك المنازل لانقاذ من يمكن انقاذه، نظرا لتمركز القناصة على الاسطح".
وفي سياق رده على سؤال ان الصورة التي نشاهدها، وهي بث حي من حمص، والتي لا تظهر اي نوع من أنواع القصف، قال ان "القصف ليس على وتيرة واحدة بل متقطع لكنه عنيف ويستمر لمدة نصف ساعة أو ساعة". واكد ان "تجدد القصف ادى الى مقتل 3 اشخاص واصابة 12 اخر الى اللحظة".
وتحدث الناطق عن "كارثة انسانية يعيشها حي بابا عمرو حيث يتواجد 1100 جريح سقطوا خلال الايام الـ10 الماضية، ولا يمكن تقديم لهم شيء لعدم توفر المواد الطبية اللازمة، اضافة الى وجود امراض مزمنة لدى بعض السكان، موضحا ان الدخول والخروج الى ومن حي باب عمرو ممنوع تماما".
ولدى سؤاله عن حقيقة وجود مسلحين في حمص، لم ينكر الناطق "وجود ما يعرف بـ"الجيش السوري الحر" في بعض احياء حمص"، مشيرا الى أن "الجيش الحر" لا يمكن ان يشتبك مع القوات النظامية لأن القصف آت من بعيد، بحسب قوله، وهو لا يملك سوى اسلحة خفيفة وقد وجد هذا الجيش لحماية المدنيين". كما اشار في الوقت ذاته الى ان "الحراك الشعبي ملتزم بسلمية الثورة ويعمل على جناحين ـ الجناح السلمي للمتظاهرين والجناح العسكري الذي هو عبارة عن منشقين يقومون بواجبهم في حماية المدنيين"
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة