«العراقيون السنّة يردّون الدَّين للمتمردين السوريين عبر تزويدهم بالسلاح». إنها خلاصة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ، ويقدّم صورة عن كيفية انقلاب الأدوار حالياً بين الطرفين العراقي والسوري. من ضواحي الفلوجة، يصف كاتب المقال كيف تحوّل تجمّع بشري لمناسبة عيد المولد النبوي إلى تظاهرة تضامنية مع المعارضين السوريين، حيث جمع البعض الأموال لـ«إرسال المساعدات والسلاح للمقاتلين ضد بشار الأسد». ويقول أحد زعماء القبائل في الرمادي لمراسلي الصحيفة: «أتمنى أن أذهب إلى سورية وأحمل مسدسي وأقاتل»، بينما يشرح أحد تجار السلاح في محافظة الأنبار أنه «منذ نحو ٥ أشهر، أُبلغت أن الإخوان في سورية بحاجة إلى السلاح، فرحت أشتريه من الأشخاص الذين بعتهم إياه سابقاً في الأنبار والموصل. في الماضي، كنت أجلب السلاح من سورية للمقاتلين العراقيين، والآن أفعل العكس». ويتابع التاجر قائلاً إنّ الشخص الذي يتعامل معه في الداخل السوري هو عراقي أيضاً، ويرسل له قذائف الهاون وقنابل يدوية وبنادق حربية. وينقل التقرير عن قادة بعض القبائل والمسؤولين الأمنيين العراقيين، أن «تدفُّق السلاح من الأنبار وضواحي الموصل إلى سوريا يتزايد»، على وقع تأكيد أحد المسؤولين الأمنيين أن «هناك تهريباً للمتفجرات والسلاح، والعمليات تجري عبر بلدة ربيعة الحدودية مع سورية».

الشيخ علي حاتم السليمان، ابن الأنبار والمقيم في بغداد، يشير إلى أن «عشائر الأنبار تساعد المعارضة السورية، وتهرّب لها السلاح؛ لأن عليهم القيام بذلك»، لافتاً إلى أن عشائر الأنبار ستجتمع خلال الأسبوع الجاري «للاتفاق على آلية مساعدة المقاتلين السوريين». مقال الـ«نيويورك تايمز» يذكّر ببعض ما نُشر على موقعي «سايت» و«القاعدة في العراق» عن وصول مقاتلين من العراق إلى الجبهة السورية، «مثلما قاتل السوريون إلى جانب إخوانهم في دولة العراق الإسلامية».

لكنّ التقرير ينقل عن بعض المسؤولين في الأنبار قولهم «إنهم يريدون مساعدة الشعب السوري ليس بتهريب السلاح، بل بتقديم المساعدات الإنسانية»، وبعضهم كشف عن إنشاء مخيمات لاستقبال اللاجئين السوريين.

في المقابل، يشرح وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، كيف أن «العراق وسوريا متجاوران مثل المكسيك والولايات المتحدة، لذا فإن الكل يخشى تداعيات أي تغيير في الجانب السوري» على العراق. ويستدرك زيباري بأنّ «هذا لا يعني أننا ندعم نظام الأسد ونؤيده. فنحن لا نستطيع معارضة الشعب السوري».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-13
  • 14201
  • من الأرشيف

«نيويورك تايمز»: العراقيّون يردّون الدَّين للمقاتلين السوريّين

«العراقيون السنّة يردّون الدَّين للمتمردين السوريين عبر تزويدهم بالسلاح». إنها خلاصة تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ، ويقدّم صورة عن كيفية انقلاب الأدوار حالياً بين الطرفين العراقي والسوري. من ضواحي الفلوجة، يصف كاتب المقال كيف تحوّل تجمّع بشري لمناسبة عيد المولد النبوي إلى تظاهرة تضامنية مع المعارضين السوريين، حيث جمع البعض الأموال لـ«إرسال المساعدات والسلاح للمقاتلين ضد بشار الأسد». ويقول أحد زعماء القبائل في الرمادي لمراسلي الصحيفة: «أتمنى أن أذهب إلى سورية وأحمل مسدسي وأقاتل»، بينما يشرح أحد تجار السلاح في محافظة الأنبار أنه «منذ نحو ٥ أشهر، أُبلغت أن الإخوان في سورية بحاجة إلى السلاح، فرحت أشتريه من الأشخاص الذين بعتهم إياه سابقاً في الأنبار والموصل. في الماضي، كنت أجلب السلاح من سورية للمقاتلين العراقيين، والآن أفعل العكس». ويتابع التاجر قائلاً إنّ الشخص الذي يتعامل معه في الداخل السوري هو عراقي أيضاً، ويرسل له قذائف الهاون وقنابل يدوية وبنادق حربية. وينقل التقرير عن قادة بعض القبائل والمسؤولين الأمنيين العراقيين، أن «تدفُّق السلاح من الأنبار وضواحي الموصل إلى سوريا يتزايد»، على وقع تأكيد أحد المسؤولين الأمنيين أن «هناك تهريباً للمتفجرات والسلاح، والعمليات تجري عبر بلدة ربيعة الحدودية مع سورية». الشيخ علي حاتم السليمان، ابن الأنبار والمقيم في بغداد، يشير إلى أن «عشائر الأنبار تساعد المعارضة السورية، وتهرّب لها السلاح؛ لأن عليهم القيام بذلك»، لافتاً إلى أن عشائر الأنبار ستجتمع خلال الأسبوع الجاري «للاتفاق على آلية مساعدة المقاتلين السوريين». مقال الـ«نيويورك تايمز» يذكّر ببعض ما نُشر على موقعي «سايت» و«القاعدة في العراق» عن وصول مقاتلين من العراق إلى الجبهة السورية، «مثلما قاتل السوريون إلى جانب إخوانهم في دولة العراق الإسلامية». لكنّ التقرير ينقل عن بعض المسؤولين في الأنبار قولهم «إنهم يريدون مساعدة الشعب السوري ليس بتهريب السلاح، بل بتقديم المساعدات الإنسانية»، وبعضهم كشف عن إنشاء مخيمات لاستقبال اللاجئين السوريين. في المقابل، يشرح وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، كيف أن «العراق وسوريا متجاوران مثل المكسيك والولايات المتحدة، لذا فإن الكل يخشى تداعيات أي تغيير في الجانب السوري» على العراق. ويستدرك زيباري بأنّ «هذا لا يعني أننا ندعم نظام الأسد ونؤيده. فنحن لا نستطيع معارضة الشعب السوري».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة