سقوط العديد من الأبرياء المدنيين بسبب تحصن المسلحين وسط الأهالي، و مقتل العشرات من ضباط وعناصر " كتيبة الفاروق" ومعهم العديد من المسلحين العرب

شهدت حمص يوم أمس الخميس معارك عنيفة بين وحدات الجيش والمئات من مسلحي"الجيش  الحر" الذي يقوده العميل رياض الأسعد المقيم في حمى المخابرات التركية. وقالت أنباء واردة من حمص إن العشرات من المسلحين قتلوا في مواجهات أمس التي تركزت في ضاحية " الإنشاءات " و " بابا عمرو"، بينما استسلم عشرات آخرون منهم .

 وأكدت معلومات متطابقة أن ما يسمى بـ" كتيبة الفاروق" ، التي تتولى الأعمال المسلحة في منطقة حمص وضواحيها ، تعرضت لضربات قاصمة خلال الايام الأخيرة ، لاسيما يوم أمس، حيث قتل العديد من ضباطها وعسكرييها الفارين وعلى رأسهم الضابط الأهم بينهم الملازم الأول عبد الرزاق طلاس ، المسؤول عن خطف الرهائن الإيرانيين وعن مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه. وقالت هذه المعلومات إن "حي الإنشاءات" أصبح الآن بكامله تحت سيطرة الجيش ، حيث تعمل الأجهزة الأمنية على تمشيط أقبيته وتنظيفها من مستوعات السلاح والذخيرة ووسائل الاتصال اللاسلكية التي تربطهم مع الخارج. وأشارت هذه المعلومات إلى مقتل 15 مسلحا إسلاميا على الأقل قدموا من الأردن والعراق والإمارات العربية وليبيا ، كانت "الحقيقة" نشرت أسماء وصور بعضهم خلال اليومين الماضيين، استنادا إلى مواقع إسلامية تدور في فلك " القاعدة". ونتيجة لهذه الضربات ، وفي محاولة منهم لايتزاز السلطة، عمد مسلحو " الكتيبة" المذكورة إلى استهداف مصفاة حمص بهجمات متوالية من قذائف الهاون أدت الدفعة الأولى منها إلى اندلاع النيران في خزانين من خزاناتها، فيما سقطت القذائف اللاحقة في خلاء حرم المصفاة. كما عمدوا إلى أخذ العديد من العائلات دروعا بشرية والتحصن وسط الأماكن المأهولة ومنع المدنيين من مغادرة منطقة المواجهات، وهو ما أدى إلى استشهاد ما بين 20 إلى ثلاثين من المدنيين الأبرياء بينهم نساء وأطفال. وكان من الملاحظ أن صفحة " كتيبة الفاروق" توقفت عن نشر أية أخبار منذ يوم الأحد الماضي ، وحتى لحظة نشر هذا التقرير ، الثانية صباحا بتوقيت دمشق. وهو ما يؤشر إلى عنف الضربات التي تلقاها مسلحوها.

 

على صعيد متصل ، قالت "لجان التنسيق المحلية " في بيان نشره موقع "الجزيرة" إن طائرات هيبلوكبتر ساهمت في قصف أماكن تحصن المسلحين. وأشار البيان إلى أنها المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطة إلى استخدام طائرات الهيلوكبتر في حمص ، علما بأن " لجان التنسيق" كانت قالت خلال الأشهر الماضية مرات عديدة أن السلطة تستخدم طائرات الهيلوكبتر ، لكنها تؤكد اليوم أنها هذه الطائرات استخدمت يوم أمس للمرة الأولى!؟ وهذا ما يؤكد أن بيااناتها تفتقد للمصداقية ، وتلجأ إلى التهويل كلما رأت ضرورة في ذلك. وقال خبير عسكري إن اللجوء إلى طائرات الهيلوكبتر ، في حال تأكد ذلك، هو لتفادي الأخطاء التي قد تحصل عند اللجوء إلى الأسلحة البرية. بالنظر لأن طائرات الهيلوكبتر ، لاسيما MI24 التي يستخدمها سلاح الجو السوري، يمكنها تحقيق إصابة مباشرة ودقيقة في المكان المراد استهدافه ، حتى لو كان نافذة مبنى أو غرفة محددة في شقة يتحصن فيها مسلحون ، بالنظر لأن أسلحتها الرشاشة وقذائفها الصاروخية لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها المتر الواحد أو المترين على أبعد تحديد، حتى وإن كانت في الطوابق الأرضية والأقبية ، بينما لا تستطيع الأسلحة البرية القيام بذلك ، لاسيما فيما يخص الطوابق الأرضية، دون أن تؤذي الطوابق العليا، نظرا للشكل القوسي الذي يتخذه مسار القذيفة. وجاء في معلومات لاحقة أن حوالي 35 نقطة من نقاط تجمع المسلحين ( شقق ، بنايات ، منازل...) استهدفت بصواريخ موجهة أدت إلى تدميرها بشكل كامل.

 

وإلى ذلك ، تكشف الأرقام المتباينة جدا التي توزعها جهات معارضة أنه لا يمكن الوثوق بأي من معلوماتها. ففي الوقت الذي تحدثت فيها "لجان التنسيق" في البيان المشار إليه عن سقوط 145 قتيلا يوم أمس في عموم أنحاء سوريا ، قال " المرصد السوري" إن العدد هو 83 فقط! أي أن الفرق بين الرقمين يبلغ 60 ضحية ، وليس ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة!. وهذا لا يمكن أن يحصل في أي عمل يتمتع بالمهنية والمصداقية!!!؟

 

مسلحو " الجيش الحر" يبدأون تصفية بعضهم :

 

على صعيد متصل ، أكدت معلومات ميدانية أن العديد من المسلحين الذين سقطوا يوم أمس في حمص وريف دمشق سقطوا بنيران بعضهم البعض بعد أن امتد الصراع بين العقيد رياض الأسعد و مصطفى الشيخ في تركيا إلى داخل سوريا. وقالت هذه المعلومات إن مسلحي الطرفين باتوا يتصرفون كأمراء الحرب وزعماء ميليشيات الزواريب التي شهدها لبنان خلال الحرب الأهلية. ويعود ذلك إلى أن هناك أربع مجموعات أساسية تنشط تحت اسم "الجيش الحر" ، ولكنها منفصلة عن بعضها تماما . وهذه المجموعات هي " الجنود المنشقون " الذين يشكلون ما بين 3 إلى 5 بالمئة فقط من عداد " الجيش الحر"، و " المسلحون الإسلاميون" القادمون من دول عربية وإسلامية ، والذين بدأت أسماء قتلاهم تنتشر على المواقع الإسلامية ، و المسلحون المدنيون المحليون المسيسون ( أغلبهم من مناصري الأخوان المسلمين و "المجلس الوطني") . أما المجموعة الرابعة فهي " الخارجون على القانون" بالمعنى الجنائي للكلمة. وهؤلاء عبارة عن مهربين وسجناء جنائيين سابقين . ويشكل هؤلاء أكثر من نصف عدد مسلحي "الجيش الحر" ، لاسيما في مناطق التهريب التقليدية كالزبداني وتلكلخ وبعض الأماكن في ريف إدلب.

 

الحقيقة السورية

  • فريق ماسة
  • 2012-02-09
  • 14701
  • من الأرشيف

معارك عنيفة بين الجيش السوري ومئات المسلحين في حمص ، و مسلحو"الحر" يقتلون بعضهم

سقوط العديد من الأبرياء المدنيين بسبب تحصن المسلحين وسط الأهالي، و مقتل العشرات من ضباط وعناصر " كتيبة الفاروق" ومعهم العديد من المسلحين العرب شهدت حمص يوم أمس الخميس معارك عنيفة بين وحدات الجيش والمئات من مسلحي"الجيش  الحر" الذي يقوده العميل رياض الأسعد المقيم في حمى المخابرات التركية. وقالت أنباء واردة من حمص إن العشرات من المسلحين قتلوا في مواجهات أمس التي تركزت في ضاحية " الإنشاءات " و " بابا عمرو"، بينما استسلم عشرات آخرون منهم .  وأكدت معلومات متطابقة أن ما يسمى بـ" كتيبة الفاروق" ، التي تتولى الأعمال المسلحة في منطقة حمص وضواحيها ، تعرضت لضربات قاصمة خلال الايام الأخيرة ، لاسيما يوم أمس، حيث قتل العديد من ضباطها وعسكرييها الفارين وعلى رأسهم الضابط الأهم بينهم الملازم الأول عبد الرزاق طلاس ، المسؤول عن خطف الرهائن الإيرانيين وعن مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه. وقالت هذه المعلومات إن "حي الإنشاءات" أصبح الآن بكامله تحت سيطرة الجيش ، حيث تعمل الأجهزة الأمنية على تمشيط أقبيته وتنظيفها من مستوعات السلاح والذخيرة ووسائل الاتصال اللاسلكية التي تربطهم مع الخارج. وأشارت هذه المعلومات إلى مقتل 15 مسلحا إسلاميا على الأقل قدموا من الأردن والعراق والإمارات العربية وليبيا ، كانت "الحقيقة" نشرت أسماء وصور بعضهم خلال اليومين الماضيين، استنادا إلى مواقع إسلامية تدور في فلك " القاعدة". ونتيجة لهذه الضربات ، وفي محاولة منهم لايتزاز السلطة، عمد مسلحو " الكتيبة" المذكورة إلى استهداف مصفاة حمص بهجمات متوالية من قذائف الهاون أدت الدفعة الأولى منها إلى اندلاع النيران في خزانين من خزاناتها، فيما سقطت القذائف اللاحقة في خلاء حرم المصفاة. كما عمدوا إلى أخذ العديد من العائلات دروعا بشرية والتحصن وسط الأماكن المأهولة ومنع المدنيين من مغادرة منطقة المواجهات، وهو ما أدى إلى استشهاد ما بين 20 إلى ثلاثين من المدنيين الأبرياء بينهم نساء وأطفال. وكان من الملاحظ أن صفحة " كتيبة الفاروق" توقفت عن نشر أية أخبار منذ يوم الأحد الماضي ، وحتى لحظة نشر هذا التقرير ، الثانية صباحا بتوقيت دمشق. وهو ما يؤشر إلى عنف الضربات التي تلقاها مسلحوها.   على صعيد متصل ، قالت "لجان التنسيق المحلية " في بيان نشره موقع "الجزيرة" إن طائرات هيبلوكبتر ساهمت في قصف أماكن تحصن المسلحين. وأشار البيان إلى أنها المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطة إلى استخدام طائرات الهيلوكبتر في حمص ، علما بأن " لجان التنسيق" كانت قالت خلال الأشهر الماضية مرات عديدة أن السلطة تستخدم طائرات الهيلوكبتر ، لكنها تؤكد اليوم أنها هذه الطائرات استخدمت يوم أمس للمرة الأولى!؟ وهذا ما يؤكد أن بيااناتها تفتقد للمصداقية ، وتلجأ إلى التهويل كلما رأت ضرورة في ذلك. وقال خبير عسكري إن اللجوء إلى طائرات الهيلوكبتر ، في حال تأكد ذلك، هو لتفادي الأخطاء التي قد تحصل عند اللجوء إلى الأسلحة البرية. بالنظر لأن طائرات الهيلوكبتر ، لاسيما MI24 التي يستخدمها سلاح الجو السوري، يمكنها تحقيق إصابة مباشرة ودقيقة في المكان المراد استهدافه ، حتى لو كان نافذة مبنى أو غرفة محددة في شقة يتحصن فيها مسلحون ، بالنظر لأن أسلحتها الرشاشة وقذائفها الصاروخية لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها المتر الواحد أو المترين على أبعد تحديد، حتى وإن كانت في الطوابق الأرضية والأقبية ، بينما لا تستطيع الأسلحة البرية القيام بذلك ، لاسيما فيما يخص الطوابق الأرضية، دون أن تؤذي الطوابق العليا، نظرا للشكل القوسي الذي يتخذه مسار القذيفة. وجاء في معلومات لاحقة أن حوالي 35 نقطة من نقاط تجمع المسلحين ( شقق ، بنايات ، منازل...) استهدفت بصواريخ موجهة أدت إلى تدميرها بشكل كامل.   وإلى ذلك ، تكشف الأرقام المتباينة جدا التي توزعها جهات معارضة أنه لا يمكن الوثوق بأي من معلوماتها. ففي الوقت الذي تحدثت فيها "لجان التنسيق" في البيان المشار إليه عن سقوط 145 قتيلا يوم أمس في عموم أنحاء سوريا ، قال " المرصد السوري" إن العدد هو 83 فقط! أي أن الفرق بين الرقمين يبلغ 60 ضحية ، وليس ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة!. وهذا لا يمكن أن يحصل في أي عمل يتمتع بالمهنية والمصداقية!!!؟   مسلحو " الجيش الحر" يبدأون تصفية بعضهم :   على صعيد متصل ، أكدت معلومات ميدانية أن العديد من المسلحين الذين سقطوا يوم أمس في حمص وريف دمشق سقطوا بنيران بعضهم البعض بعد أن امتد الصراع بين العقيد رياض الأسعد و مصطفى الشيخ في تركيا إلى داخل سوريا. وقالت هذه المعلومات إن مسلحي الطرفين باتوا يتصرفون كأمراء الحرب وزعماء ميليشيات الزواريب التي شهدها لبنان خلال الحرب الأهلية. ويعود ذلك إلى أن هناك أربع مجموعات أساسية تنشط تحت اسم "الجيش الحر" ، ولكنها منفصلة عن بعضها تماما . وهذه المجموعات هي " الجنود المنشقون " الذين يشكلون ما بين 3 إلى 5 بالمئة فقط من عداد " الجيش الحر"، و " المسلحون الإسلاميون" القادمون من دول عربية وإسلامية ، والذين بدأت أسماء قتلاهم تنتشر على المواقع الإسلامية ، و المسلحون المدنيون المحليون المسيسون ( أغلبهم من مناصري الأخوان المسلمين و "المجلس الوطني") . أما المجموعة الرابعة فهي " الخارجون على القانون" بالمعنى الجنائي للكلمة. وهؤلاء عبارة عن مهربين وسجناء جنائيين سابقين . ويشكل هؤلاء أكثر من نصف عدد مسلحي "الجيش الحر" ، لاسيما في مناطق التهريب التقليدية كالزبداني وتلكلخ وبعض الأماكن في ريف إدلب.   الحقيقة السورية

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة