لم تكد تنطفئ الأنوار في قاعة مجلس الأمن الدولي على «الفيتو» المزدوج الروسي- الصيني، حتى انطلقت في الساعات التالية الإشارات التي توضح بلوغ الصراع على سورية عتبة جديدة.

ويستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق غداً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف. وفيما يعمل الأول للحصول على ضمانات من الرئيس السوري بالقبول بتقديم تنازلات سياسية حقيقية، يعمل الثاني على طلب إعادة تفعيل اتفاق روسي- سوري سابق لاستئناف محطة التنصت الروسية في دمشق عملها في منطقة القوس التركي الأسيوي.

ويأتي المسعى الروسي رداً على نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخي في تركيا، وهو ما اعتبر تهديداً أطلسياً مزدوجاً لروسيا وإيران ـ رد عليه الإيرانيون بالتهديد بقصف المواقع الجديدة، فيما اعتبره الروس تجديداً للحرب الباردة لروسيا من الجناح الجنوبي للأطلسي.

وتقول مصادر عربية إن الخبراء الروس بدأوا بالعودة بقوة إلى الأجهزة السورية التي ساهموا في بنائها وتدريب ضباطها في الماضي، ويشرفون على إعادة تأهيل بعضها، في ظل الحديث عن رغبة النظام السوري بالاستفادة من نافذة مفتوحة ودعم روسي واضح كي يحاول استعادة المناطق التي أنكفأ عنها في الأشهر الماضية، لا سيما في أرياف المدن التي تجنب فيها مواجهات واسعة، والمبادرة إلى تصعيد الحسم ضد المعارضة مستفيداً من تقارير مراقبي الجامعة العربية التي أقرت بتسلح وعسكرة في الحراك الشعبي، لا سيما مع توسع «الجيش السوري الحر».

ولا يستبعد خبراء أن تكون العودة الروسية الاستشارية والسياسية، احدى الأوراق التي

ستلعبها موسكو باستعادة الصلة مع المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، التي يعرفها خبراؤها عن قرب، لوضع احتمال الانقلاب العسكري على الطاولة، إذا لم تنجح المبادرات الحالية بالحفاظ على الموقع الروسي الاستراتيجي في سوريا في ظل العودة إلى الحرب الباردة.

وعلى الجانب الآخر لدى الخاسرين في المواجهة في نيويورك. لم يفاجئ الفيتو أحدا من الذين عملوا على اختبار تصميم روسيا على الذهاب حتى النهايات المنطقية للدفاع عن النظام السوري. ولم تنجح الجامعة العربية في تسليم الوديعة السورية الحارقة إلى الأسرة الدولية، ولكنها لن تستردها وحيدة، بعد أن عملت طيلة الأسابيع الماضية على إيصالها إلى مجلس الأمن.

فخلال الساعات الأخيرة أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي لم يكن ليمكنه السكوت على التحدي الروسي، ما يشبه المحاولة الأولى لاستيعاب الفشل في مجلس الأمن، وتعويض الجامعة العربية عن خسارتها الحصول على تغطية دولية لمحاولتها تحويل تنحية الرئيس بشار الأسد إلى مطلب يحظى بشرعية دولية، بالإعلان عن تشكيل «مجموعة اتصال دولية حول سورية»، وهو ما أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضاً. وتقترب هذه المجموعة من تلك التي كان ساركوزي عرابها حول ليبيا وأدت الى تدخل عسكري دمر البلـد واطاح بالعـقيد الراحل معمر القذافي.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-05
  • 7417
  • من الأرشيف

موسكو تطلق مبادرتها البديلة .. لمعالجة الأزمة السورية الخبـراء الروس عـادوا إلـى سـوريـةوالكـرملـين يفعّـل محطـة تنـصت علـى الـدرع الصـاروخي

لم تكد تنطفئ الأنوار في قاعة مجلس الأمن الدولي على «الفيتو» المزدوج الروسي- الصيني، حتى انطلقت في الساعات التالية الإشارات التي توضح بلوغ الصراع على سورية عتبة جديدة. ويستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق غداً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف. وفيما يعمل الأول للحصول على ضمانات من الرئيس السوري بالقبول بتقديم تنازلات سياسية حقيقية، يعمل الثاني على طلب إعادة تفعيل اتفاق روسي- سوري سابق لاستئناف محطة التنصت الروسية في دمشق عملها في منطقة القوس التركي الأسيوي. ويأتي المسعى الروسي رداً على نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخي في تركيا، وهو ما اعتبر تهديداً أطلسياً مزدوجاً لروسيا وإيران ـ رد عليه الإيرانيون بالتهديد بقصف المواقع الجديدة، فيما اعتبره الروس تجديداً للحرب الباردة لروسيا من الجناح الجنوبي للأطلسي. وتقول مصادر عربية إن الخبراء الروس بدأوا بالعودة بقوة إلى الأجهزة السورية التي ساهموا في بنائها وتدريب ضباطها في الماضي، ويشرفون على إعادة تأهيل بعضها، في ظل الحديث عن رغبة النظام السوري بالاستفادة من نافذة مفتوحة ودعم روسي واضح كي يحاول استعادة المناطق التي أنكفأ عنها في الأشهر الماضية، لا سيما في أرياف المدن التي تجنب فيها مواجهات واسعة، والمبادرة إلى تصعيد الحسم ضد المعارضة مستفيداً من تقارير مراقبي الجامعة العربية التي أقرت بتسلح وعسكرة في الحراك الشعبي، لا سيما مع توسع «الجيش السوري الحر». ولا يستبعد خبراء أن تكون العودة الروسية الاستشارية والسياسية، احدى الأوراق التي ستلعبها موسكو باستعادة الصلة مع المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، التي يعرفها خبراؤها عن قرب، لوضع احتمال الانقلاب العسكري على الطاولة، إذا لم تنجح المبادرات الحالية بالحفاظ على الموقع الروسي الاستراتيجي في سوريا في ظل العودة إلى الحرب الباردة. وعلى الجانب الآخر لدى الخاسرين في المواجهة في نيويورك. لم يفاجئ الفيتو أحدا من الذين عملوا على اختبار تصميم روسيا على الذهاب حتى النهايات المنطقية للدفاع عن النظام السوري. ولم تنجح الجامعة العربية في تسليم الوديعة السورية الحارقة إلى الأسرة الدولية، ولكنها لن تستردها وحيدة، بعد أن عملت طيلة الأسابيع الماضية على إيصالها إلى مجلس الأمن. فخلال الساعات الأخيرة أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي لم يكن ليمكنه السكوت على التحدي الروسي، ما يشبه المحاولة الأولى لاستيعاب الفشل في مجلس الأمن، وتعويض الجامعة العربية عن خسارتها الحصول على تغطية دولية لمحاولتها تحويل تنحية الرئيس بشار الأسد إلى مطلب يحظى بشرعية دولية، بالإعلان عن تشكيل «مجموعة اتصال دولية حول سورية»، وهو ما أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضاً. وتقترب هذه المجموعة من تلك التي كان ساركوزي عرابها حول ليبيا وأدت الى تدخل عسكري دمر البلـد واطاح بالعـقيد الراحل معمر القذافي.  

المصدر : محمد بلوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة