اعتبر الكاتب في مجلة «أتلانتيك» الأميركية إد حسين أن أي سيناريو للتدخل الأجنبي في سورية سيؤدي إلى تفاقم العنف، ولن يضع حدا له كما يحب البعض الاعتقاد، كما لن تقتصر تداعياته على ذلك بل سيتسبّب باتساع دائرة الصراع إلى أبعد من الحدود السورية.

ويقول الكاتب إن على الغرب، وأميركا تحديداً، الاجابة عن سؤالين مهمين أولهما: هل ستكون الأمور في سورية بعد التدخل العسكري أفضل حالاً مما كانت عليه قبله؟ وهل سيكون من مصلحة أميركا فعلاً التورط في خطوة مماثلة؟

يعلّق حسين مستذكراً أنه كان من أوائل المشجّعين لإسقاط نظام صدام حسين، ليقول إن بعد كل هذا الوقت لا بدّ من الاستفادة من العديد من الأخطاء الجسيمة التي تبعت هذه الخطوة. بداية، لا بدّ من الانتباه إلى القاعدة الذهبية في هذه المعادلة: ما يجري في سورية لن يقتصر على داخل سورية.

ويوضح قائلاً «يتشابك النسيج الاجتماعي والطائفي في سورية مع العديد من دول الجوار من تركيا إلى العراق وإيران ولبنان والسعودية العربية وإسرائيل. وكما تحوّل لبنان إلى ساحة صراع في العام 1982 بين سورية وإسرائيل، فإن التدخل الأميركي في سورية سيجعل الجهات التقليدية الفاعلة تهبّ لإحياء الصراع بين الجماعات المتنافسة (السنة والإخوان المسلمين عبر تركيا، الشيعة والعلويين عبر إيران، الدروز والمسيحيين عبر فرنسا، أو من خلال إسرائيل بشكل غير مباشر).

وفي إطار سيناريو امتداد الصراع خارج الفلك السوري، يبرز لبنان المهدّد بأن يتضرّر بشكل بالغ من التدخل، وكذلك العراق الذي يرزح تحت وطأة أزمة سياسية حادة، وإيران التي ستسعى لتوسيع نفوذها في بغداد ما يدفع سنة العراق إلى البحث عن دعم سني سورياً وإقليمياً.

أما السيناريو الأسوأ، فهو إمكانية انتشار تنظيم «القاعدة» أو ما يسمى «التمرّد السني» داخل سورية بشكل خطير، وذلك تحت شعار «محاربة الإمبريالية الغربية»، والذي يشبه إلى حدّ كبير المشهد العراقي. ويعزّز هذا السيناريو واقع كون سورية عرفت في فترات سابقة كمنزل للجهاديين للعبور إلى العراق. والخوف هنا تعزّزه التجربة بأن التنظيم الإرهابي لا يميّز بين الأميركيين والمسلمين الشيعة أو الأقليات الدينية الأخرى.

وهناك قلق آخر يغذيه سيناريو محتمل من أن تجد القوى الغربية المتدخلة نفسها مضطرة لأن تصبح محتلة إذا ما أفلتت الأمور عن السيطرة.

  • فريق ماسة
  • 2012-02-02
  • 8784
  • من الأرشيف

من مخاطر التدخل العسكري في سورية..صعود «القاعـدة» ولبـنان المتضرر الأكبر

اعتبر الكاتب في مجلة «أتلانتيك» الأميركية إد حسين أن أي سيناريو للتدخل الأجنبي في سورية سيؤدي إلى تفاقم العنف، ولن يضع حدا له كما يحب البعض الاعتقاد، كما لن تقتصر تداعياته على ذلك بل سيتسبّب باتساع دائرة الصراع إلى أبعد من الحدود السورية. ويقول الكاتب إن على الغرب، وأميركا تحديداً، الاجابة عن سؤالين مهمين أولهما: هل ستكون الأمور في سورية بعد التدخل العسكري أفضل حالاً مما كانت عليه قبله؟ وهل سيكون من مصلحة أميركا فعلاً التورط في خطوة مماثلة؟ يعلّق حسين مستذكراً أنه كان من أوائل المشجّعين لإسقاط نظام صدام حسين، ليقول إن بعد كل هذا الوقت لا بدّ من الاستفادة من العديد من الأخطاء الجسيمة التي تبعت هذه الخطوة. بداية، لا بدّ من الانتباه إلى القاعدة الذهبية في هذه المعادلة: ما يجري في سورية لن يقتصر على داخل سورية. ويوضح قائلاً «يتشابك النسيج الاجتماعي والطائفي في سورية مع العديد من دول الجوار من تركيا إلى العراق وإيران ولبنان والسعودية العربية وإسرائيل. وكما تحوّل لبنان إلى ساحة صراع في العام 1982 بين سورية وإسرائيل، فإن التدخل الأميركي في سورية سيجعل الجهات التقليدية الفاعلة تهبّ لإحياء الصراع بين الجماعات المتنافسة (السنة والإخوان المسلمين عبر تركيا، الشيعة والعلويين عبر إيران، الدروز والمسيحيين عبر فرنسا، أو من خلال إسرائيل بشكل غير مباشر). وفي إطار سيناريو امتداد الصراع خارج الفلك السوري، يبرز لبنان المهدّد بأن يتضرّر بشكل بالغ من التدخل، وكذلك العراق الذي يرزح تحت وطأة أزمة سياسية حادة، وإيران التي ستسعى لتوسيع نفوذها في بغداد ما يدفع سنة العراق إلى البحث عن دعم سني سورياً وإقليمياً. أما السيناريو الأسوأ، فهو إمكانية انتشار تنظيم «القاعدة» أو ما يسمى «التمرّد السني» داخل سورية بشكل خطير، وذلك تحت شعار «محاربة الإمبريالية الغربية»، والذي يشبه إلى حدّ كبير المشهد العراقي. ويعزّز هذا السيناريو واقع كون سورية عرفت في فترات سابقة كمنزل للجهاديين للعبور إلى العراق. والخوف هنا تعزّزه التجربة بأن التنظيم الإرهابي لا يميّز بين الأميركيين والمسلمين الشيعة أو الأقليات الدينية الأخرى. وهناك قلق آخر يغذيه سيناريو محتمل من أن تجد القوى الغربية المتدخلة نفسها مضطرة لأن تصبح محتلة إذا ما أفلتت الأمور عن السيطرة.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة