اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية في دمشق أن الإدارة الأميركية تعيش حالا من الحرج تجاه اتخاذ قرار بإغلاق سفارتها أو الإبقاء عليها مفتوحة بعد تجاهل السلطات السورية لطلب يقضي بإغلاق طريق مار من أمام السفارة لدواعٍ أمنية.

وأبلغ مسؤولوا السفارة الاثنين الماضي الموظفين المحليين أن الثلاثاء سيكون آخر أيام عملهم على اعتبار أنه اليوم الأخير من كانون الثاني، وهو الموعد الذي حددوه منذ منتصف الشهر الماضي لإغلاق السفارة ما لم تلب السلطات السورية المطالب التي تضع حدا لمخاوف السفارة الأمنية، لكن ذلك لم يحصل، وعاد الموظفون ليسمعوا العبارة نفسها الأربعاء، ثم قالوا لهم، أمس، إن «القرار مهما كان سيتخذ بداية الأسبوع المقبل أي الأحد».

وفسرت المصادر تردد اتخاذ واشنطن قرارها بإغلاق سفارتها إلى وجود رغبة داخل الإدارة الأميركية لإبقاء سفيرها روبرت فورد ومن بقي معه من أعضاء السلك الديبلوماسي الأميركي في دمشق، على اعتبار أنهم قناة الاتصال الرسمية بين الإدارة الأميركية ودمشق من جهة، وأنه يمثلون ذات الوقت، العين الأميركية على الساحة السورية المضطربة وقناة الاتصال أيضا مع معارضة الداخل.

واوضحت: «يبدو أن واشنطن لم تقرر بشكل نهائي بعد قطع علاقاتها مع السلطات السورية، وإغلاق سفارتها سيخسرها موطئ قدم في دولة لها مصالح استراتيجية فيها».

وبعد تعرض مقرين أمنيين في دمشق لتفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في ديسمبر الماضي، ثم قيام انتحاري بتفجير نفسه في يناير الماضي داخل عناصر لمكافحة الشغب في العاصمة السورية أيضا وحملت جميعها بصمات تنظيم «القاعدة»، أبلغ مسؤولوا السفارة الأميركية الموظفين المحليين منتصف الشهر الماضي أن النية تتجه إلى إغلاق السفارة بشكل كامل نهاية يناير تخوفا من تعرضها لهجمات انتحارية من تنظيم «القاعدة»، ما لم تستجب سورية لمطالب تقضي بزيادة الإجراءات الأمنية حول مبنى السفارة خصوصا منها إغلاق الطريق المار من أمامها ويصل بين ساحتي الروضة والمالكي.

ولم يتبق في دمشق إلا عددا محدودا من الديبلوماسيين الأميركيين في مقدمهم السفير فورد ونائبه والقنصل والمسؤول الأمني، حيث سحبت واشنطن كل من هو ليس ضروريا من سلكها الذي كان يزيد على 100 ديبلوماسي إضافة إلى عائلاتهم.

كما قررت واشنطن في وقت سابق إغلاق المدرسة الأميركية ومركز تعليم اللغات في دمشق لدواعٍ أمنية أيضا.

  • فريق ماسة
  • 2012-02-02
  • 13033
  • من الأرشيف

بعد أن حددت 31 كانون الثاني آخر يوم للسفارة الامريكية في سورية مالم تستجب سورية لمطالبها..أمريكا متخبطة بين إغلاق سفارتها أو الإبقاء عليها

اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية في دمشق أن الإدارة الأميركية تعيش حالا من الحرج تجاه اتخاذ قرار بإغلاق سفارتها أو الإبقاء عليها مفتوحة بعد تجاهل السلطات السورية لطلب يقضي بإغلاق طريق مار من أمام السفارة لدواعٍ أمنية. وأبلغ مسؤولوا السفارة الاثنين الماضي الموظفين المحليين أن الثلاثاء سيكون آخر أيام عملهم على اعتبار أنه اليوم الأخير من كانون الثاني، وهو الموعد الذي حددوه منذ منتصف الشهر الماضي لإغلاق السفارة ما لم تلب السلطات السورية المطالب التي تضع حدا لمخاوف السفارة الأمنية، لكن ذلك لم يحصل، وعاد الموظفون ليسمعوا العبارة نفسها الأربعاء، ثم قالوا لهم، أمس، إن «القرار مهما كان سيتخذ بداية الأسبوع المقبل أي الأحد». وفسرت المصادر تردد اتخاذ واشنطن قرارها بإغلاق سفارتها إلى وجود رغبة داخل الإدارة الأميركية لإبقاء سفيرها روبرت فورد ومن بقي معه من أعضاء السلك الديبلوماسي الأميركي في دمشق، على اعتبار أنهم قناة الاتصال الرسمية بين الإدارة الأميركية ودمشق من جهة، وأنه يمثلون ذات الوقت، العين الأميركية على الساحة السورية المضطربة وقناة الاتصال أيضا مع معارضة الداخل. واوضحت: «يبدو أن واشنطن لم تقرر بشكل نهائي بعد قطع علاقاتها مع السلطات السورية، وإغلاق سفارتها سيخسرها موطئ قدم في دولة لها مصالح استراتيجية فيها». وبعد تعرض مقرين أمنيين في دمشق لتفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في ديسمبر الماضي، ثم قيام انتحاري بتفجير نفسه في يناير الماضي داخل عناصر لمكافحة الشغب في العاصمة السورية أيضا وحملت جميعها بصمات تنظيم «القاعدة»، أبلغ مسؤولوا السفارة الأميركية الموظفين المحليين منتصف الشهر الماضي أن النية تتجه إلى إغلاق السفارة بشكل كامل نهاية يناير تخوفا من تعرضها لهجمات انتحارية من تنظيم «القاعدة»، ما لم تستجب سورية لمطالب تقضي بزيادة الإجراءات الأمنية حول مبنى السفارة خصوصا منها إغلاق الطريق المار من أمامها ويصل بين ساحتي الروضة والمالكي. ولم يتبق في دمشق إلا عددا محدودا من الديبلوماسيين الأميركيين في مقدمهم السفير فورد ونائبه والقنصل والمسؤول الأمني، حيث سحبت واشنطن كل من هو ليس ضروريا من سلكها الذي كان يزيد على 100 ديبلوماسي إضافة إلى عائلاتهم. كما قررت واشنطن في وقت سابق إغلاق المدرسة الأميركية ومركز تعليم اللغات في دمشق لدواعٍ أمنية أيضا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة