دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شدد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، على استمرار طهران بدعم سورية، التي اعتبرها أقوى حلقة في سلسلة محور المقاومة في المنطقة وفي حوار مع صحيفة الأخبار اللبنانية قال صالحي
في موقف ايران من ذهاب الجامعة العربية إلى مجلس الامن : استغرب من هذا القرار العربي، لأن القرار السابق كان يقتضي ذهاب مراقبين إلى سورية للاطلاع على الوضع. وهو ما حصل.زار المراقبون سورية، حيث عملوا لأكثر من شهر وقدموا تقريراً متوازناً. كان من المفترض أن يواصلوا هذه المهمة. نحن في حال من الاستغراب والتعجب والحيرة. لم نفهم لماذا أوقفت جامعة الدول العربية عمل المراقبين، الذين كانوا موفقين في تأدية مهمتهم، وتوجهت إلى مجلس الأمن الدولي.
وأضاف صالحي مفسرا ما جرى أتصور أن هناك نوعاً من الإبهام في طريقة التعامل مع سورية. منذ البداية، كان الموقف الرسمي لإيران أن على الحكومة السورية أن تلبي مطالب الشعب السوري لناحية تجديد الدستور وإجراء انتخابات، وهم وعدوا بأنهم سيقومون بذلك وهم يفون بوعدهم. صدرت قوانين إصلاحية، وفي شباط المقبل هناك استفتاء على الدستور.
لماذا لا يعطون الفرصة لسورية كي يحقق السوريون بأنفسهم الإصلاحات المطلوبة.
وأوضح هذا سؤال عليك أن توجهه إلى العرب أنفسهم. إخواننا العرب هم من عليهم تبرير نوعية تعاملهم مع سورية. هناك دول أخرى غير سوريا فيها حراك جماعي، وحصل أن قرر رئيسها التنحي، لكن الحكومة والسلطة فيها بقيت كما هي، والإصلاحات تسير شيئاً
فشيئاً. لماذا لا يعطون سورية الفرصة نفسها التي أعطوها لهذا البلد.
وعن نتائج زيارته لتركيا على الصعيد السوري قال صالحي : نحن دائماً على اتصال وتشاور مع إخواني في تركيا. لدينا أحسن العلاقات مع هذا البلد، وأنا في خلال السنة الماضية زرت أنقرة نحو ثماني مرات. والسيد (وزير الخارجية أحمد) داوود أوغلو جاء إلى إيران أربع أو خمس مرات، وهو أخ كريم وصديق، والتقينا في المؤسسات الدولية. آراؤنا مع تركيا حول كثير من القضايا والشؤون التي تحدث على مستوى العالم والمنطقة تقريباً تشابه بعضها البعض، إلا أننا نختلف في بعض الأمور، ولا بأس في الاختلاف. وطريقتنا في التعامل مع هذا الاختلاف هي في زيادة التشاور في ما بيننا من أجل إزالته.
بالنسبة الى سوريا، لدى إخواننا الأتراك رأيهم الخاص. يريدون الإصلاحات أن تحدث بسرعة، لا ببطء. قلنا لهم إنه ما دام الرئيس بشار الأسد وعد بإجراء الإصلاحات، واتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، أعطوه فرصة لأن التسريع في هذه الأمور يمكن أن يعطي نتائج سلبية.
وأضاف لا أريد أن أدخل في التفاصيل بشأن هذه القضية لأنها أمور بيننا وبينهم. ولكن نحن في حال تشاور دائم بعضنا مع بعض.
إيران أعلنت منذ اليوم الأول أنها تقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد. في المقابل، يبدو بكل وضوح أن رأس الحربة في مواجهة سوريا هي السعودية وقطر. ألم يحن الوقت لكي ترفع إيران العصا في وجه هاتين الدولتين؟
وأشار صالحي العصا التي نرفعها هي عصا الأخوة والصداقة والتضامن. هذه هي العصا التي نمتلكها. عصانا تشبه عصا موسى، لا عصا فرعون.
لذلك لا نرفع عصا لنضرب على رؤوس الآخرين كما فعل فرعون. نحن أصحاب منطق، وأصحاب عقلانية، ونطلب من إخواننا السعوديين والآخرين أن يساعدوا على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، والاستقرار والأمن في سورية. السعودية وسورية كانتا تتمتعان بعلاقات جيدة جداً، ونحن نستغرب كيف أن هذه العلاقات المتينة تحولت صدفة إلى نوع من
التباعد.
وعن خطاب خامنئي تجاه سورية قال صالحي : لقد أعلنا منذ اليوم الأول أن الحكومة السورية هي التي ساعدت المقاومة. وأن سورية هي بلد المقاومة، وهي أقوى حلقة في سلسلة محور المقاومة في المنطقة. هذه من أهم صفات سورية، حكومة وشعباً، وعلى الأمة العربية أن تهتم بهذه الصفة. حكومة دمشق هي الوحيدة التي بقيت تواجه إسرائيل وتدعم المقاومة، ولهذا ترون هذه الهجمة على سورية، ولهذا أيضاً إيران وقفت منذ اليوم الأول في موقف الدفاع عن الحكومة السورية والشعب السوري. موقف لا يعني أنه إذا كانت هناك إخفاقات أو سلبيات طلب الشعب إصلاحها، ألّا تستجيب الحكومة، بل على العكس، على السلطات في سورية أن تلبي هذه المطالب.
وعن زيارة مرتقبة إلى سورية قال صالحي : معاون رئيس الجمهورية السيد (علي) سعيدلو زار سورية، وأنا التقيت (وزير الخارجية السوري) السيد وليد المعلم في جدة في خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، طلب مني الأخ وليد أن أحضر وفعلت. وأنا على اتصال دائم معه. وهناك مسؤولون إيرانيون آخرون زاروا سوريا. هناك السيد وزير الإسكان، وحصلت اجتماعات اللجنة المشتركة في دمشق. وأضاف عندما يأتي الوقت للزيارة سنعلنها.
وعن الموقف الروسي والصيني قال صالحي أتصور أنه صار هناك نوع من التفهم العميق لدى روسيا والصين حيال ما يحدث في العالم عموماً وفي المنطقة خصوصاً. لا أستطيع أن أتكلم نيابة عن الآخرين، لكن هذا انطباعنا على الأقل. في السابق، كانت تحليلات وانطباعات أصدقائنا في روسيا والصين مما يجري في المنطقة تبنى على حسن النوايا.
لم يكونوا يرون وجود تدخل أجنبي ومؤامرة وما إلى ذلك. لكن ما حدث في المنطقة حيث بات التدخل الأجنبي واضح، عندها صاروا يفكرون بطريقة مختلفة وصار اتجاههم السياسي بالنسبة إلى التطورات في المنطقة أكثر ملامسة لما يحدث حقيقة على الأرض.
وأجاب عن سؤال هل بات بالإمكان الحديث عن محور دمشق ــــ طهران ــــ موسكو ــــ بكين.
نحن في حال من التشاور الدائم مع أصدقائنا الروس وأصدقائنا في تركيا ومع إخواننا في العراق. نحن على اتصال مع كثير من البلدان، وبينهم وزراء خارجية دول عربية لا أريد تسميتها، للتباحث في كثير من الأمور. هناك أمور لا أريد أن أتطرق إليها الآن.
ما يسعني قوله أن الحقائق تتضح أكثر فأكثر، وبات هناك يقظة حيال ما يجري من تحولات وفهم لجذورها على نحو موضوعي، وهذا يهيئ الأرضية للتقارب.
وعن رايه في الوضع العام في المنطقة أجاب صالحي أنا أتصور أن المنطقة متجهة إلى تهدئة وتسوية. ليس هناك أرضية للحرب. الغرب يعرف أنه إذا دخل في حرب، فإن النار التي ستشتعل ستحرق الأخضر واليابس. الذهاب إلى تسوية خوفاً من تداعيات الحرب.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة