دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الباحث والمفكر الفلسطيني عادل سمارة أن توجه جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن دليل على أن من احتل هذه الجامعة عبارة عن مجموعة من ذوي التفكير التابع الذي لا يرى في العرب أي قدرة على الاعتماد على الذات في أي قضية مهما كانت صغيرة أو كبيرة واعتراف منها أن العرب متخلفون ولا يستطيعون أن يكتبوا تقريرا أو يراقبوا بلدا.
وقال سمارة في حديث للتلفزيون العربي السوري إن الأنظمة العربية التي تحتل الجامعة في الوقت الحالي هي عبارة عن أنظمة تعمل في علاقات تبعية مع الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وهي أنظمة نشأت بإرادة أمريكا والدول الغربية وليس بفعل داخلي ولسوء الحظ التاريخي وجد لديها النفط كي تستغله في عملية التبعية وكي تلعب ذلك الدور ضد البلدان العربية التي كانت تحظى بالوضع الزراعي والصناعي والاقتصادي مثل سورية والعراق والجزائر فانقلبت المعادلة وأصبح أصحاب السيولة المالية هم الذين يملكون ويرشون.
وأوضح سمارة أن هناك قطبين في الوطن العربي الأول قطب الأنظمة الحاكمة التابعة والثاني قطب المقاومة والممانعة فالأول الجديد ينافس القطب الثاني القديم من أجل اقتلاعه والبداية كانت ضد سورية ورغم أنه لا يوجد عدوان عسكري من الناتو لكن هناك تدخلات اقتصادية وإعلامية.
وأشار سمارة إلى أن هناك هجمة من بعض المثقفين العرب وليس الغربيين على سورية فهم لا يتحدثون عن الخليج ونفطه بل يهاجمون سورية وكأنها هي التي أضاعت فلسطين رغم كل ما قدمته لقضيتها ولا يتحدثون عن موءتمر هرتزيليا الذي سيحضره كبير المفاوضين الفلسطينيين ولا يتحدثون عن تاريخ برهان غليون ولكن رغم ذلك بدأ هناك وعي يتشكل بأن المطلوب هو تدمير القطر السوري وهذا الأمر التقطته الدول النظيفة مثل روسيا والكتاب والمحللون النظيفون.
ولفت سمارة إلى أن هناك أنظمة وقيادات ومثقفين يرون أن مصيرهم مرتبط بسقوط سورية ومن هنا تكمن خطورة الهجمة عليها وأموال الخليج ترشو الكثير من القيادات العربية والإسلامية والكثير من المثقفين وبالتالي المسألة الرئيسية هي بقاء سورية أو عدمه.
وقال سمارة إنني كنت من المبكرين جدا الذين اكتشفوا أن قناة الجزيرة هي قاعدة تطبيعية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وأداة لتمرير مشاريع غربية ولذلك كنت دائما أرفض الظهور على شاشتها فخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ظهر شيمون بيريز على شاشتها لمدة 40 دقيقة لتبرير العدوان على القطاع والمحرقة بحق أهلها فلماذا لا نسمع صوت من يسمون الوطنيين وبعض القوميين وبعض المقاومين يتحدثون عن هذا الدور القطري السعودي المتآمر لولا أن هناك رشاوى مالية.
وأضاف سمارة إنني كتبت منذ 15 عاما أن بطل الجزيرة عزمي بشارة له مهمة تطبيعية تاريخية فهو ذكي ومثقف وماهر في إخراج الكلام ولكنه مرتبط بالكيان الصهيوني وهذا ما بات واضحا الآن إذ إنه وقبل أسبوع خرج ليصرح بأننا سنقوم بكذا في سورية وبالتالي أصبح جزءا من الأنظمة التابعة.
وبين سمارة أن الأزمة ليست في الثقافة العربية بل في المثقفين العرب الذين يرتبطون بنظام ممول وتابع وبالتالي يتحولون إلى أدوات للتطبيع والقبض وتخريب الشارع.
وقال سمارة إن قطر على سبيل المثال جمعت برهان غليون وعزمي بشارة ويوسف القرضاوي وهؤلاء يدركون تماما أن الفترة التي مضت على ترويجهم وتسويقهم كمثقفين تعطيهم فرصة معينة لكي يستمع المواطن العربي إليهم وبالتالي ولدت الفرصة الحقيقية والضرورية لمهاجمة سورية.
وأضاف سمارة إن غليون يتحدث عن القمع من فرنسا التي قتلت مليونا ونصف مليون جزائري دون أن تعتذر و القرضاوي يتحدث من قطر البلد الذي لا يوجد فيه مجتمع وإنما أمير ومن حوله قبيلة صغيرة تفكر بعقلية القبيلة لكنها قفزت بأموالها لتصبح جزءا من الاقتصاد العالمي الجديد أي انها لم تمر بالفهم القومي والمرحلة القومية.
وأوضح سمارة أن هذه القوى المجتمعة تدرك تماما أن سورية البلد العربي الوحيد العلماني الذي يوجد فيه حرية معينة وهم يعرفون أن تدميرها سيدمر بقية المنطقة لسبب مركزي وليس فقط لموقفها ودورها بل ضرب المكون الاجتماعي من خلال تفكيك بنيتها الفسيفسائية كما يريد الغرب.
وقال سمارة إن على المثقفين والمقاومين العرب أن يتفهموا ما معنى أن يكون الشخص عضوا في الكنيست ويقسم يمين الولاء للدولة اليهودية وهو عربي يدعي القومية وأنا طرحت القضية مبكرا ولكن لم يكن هناك من يريد أن يستمع فهل يمكن أن نتصور أن عضوا في الكنيست يصبح ممثلا للعرب.
ولفت سمارة إلى أن مؤتمر هرتزيليا عام 2008 كان شعاره الرئيسي نحن لا نخاف من إيران بل من القومية العربية أي ان الوحدة العربية هي الشيء الوحيد الذي لا يقبله الكيان الصهيوني وكل شيء آخر هو مقبول له فعلى سبيل المثال كانت الفترة التي قل فيها عدد المستوطنين الآتين إلى الكيان الصهيوني هي فترة الوحدة بين مصر وسورية لأنهم تيقنوا بأن وجود وحدة حتى ولو بين قطرين هو خطر رئيسي عليهم وهؤلاء يعملون لمصلحة الإمبريالية والصهيونية بشكل واضح.
وأشار سمارة إلى أن هناك بعض السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية الغربية التي تلعب دورا معيبا وتخريبيا في الوطن العربي ويجب المطالبة بطردها وعزلها ومقاطعتها وأن يفهم الشارع الغربي أن المجتمع العربي يرفض هذه المؤسسات التابعة لأنظمته التي تقوم بدور عدواني بشكل واضح وليس بشكل تآمري فقط.
وقال سمارة إن القاعدة الشعبية هي التي تحمي سورية ويجب أن يتم العمل على الوحدة العربية بكل الأشكال والمطلوب خطاب عربي واضح ينطلق من الواقع العربي وربما يستخدم بعض الأدوات الثقافية العالمية وليس الغربية فقط والخروج من التبعية الفكرية والثقافية ودرس الوقائع على الأرض.
وأضاف سمارة إنني لم أسمع في التاريخ الإنساني إطلاقا أن مواطنا في بلد معين يطالب باحتلال وطنه من الأجنبي فهذه إبداعات الرجعية والتابعين العرب سواء في سورية أو في العراق أو ليبيا فالتدخل الأجنبي هو شكل من أشكال العمالة العلنية والمفضوحة مغطاة بعبارات الإنسانية وأكاذيب الأمم المتحدة والخطاب المخفي للأسرة الدولية.
واعتبر سمارة أن التدخل الأجنبي هو بيع الوطن والشعب والتاريخ والمستقبل فكيف يمكن لشخص عربي أو مثقف أو سياسي أن يتحدث بمثل هذا الأسلوب وكيف يطالب وزراء الخارجية العرب بتدخل أجنبي لأن ذلك يعتبر نوعا من الخيانة التي لم تحصل إلا في حالات فردية في التاريخ وبشكل سري وغير مرئي.
وقال سمارة رغم أن النظام الرأسمالي العالمي الآن في حالة أزمة إلا أن أسنانه المعدنية لا تزال قوية جدا ومن هنا تأتي أهمية الدور الصيني والروسي فالنهضة الروسية والصينية في الوقت الحالي تضع حدا للدول الغربية وروسيا تعرف أن لها مصالح في المنطقة والصين تتقدم اقتصاديا وتلعب دورا قويا بالضغط على الولايات المتحدة ليس فقط سياسيا وأمنياً.
وأكد سمارة أن سورية هي القطر العربي الوحيد الذي تم تقسيمه من الداخل منذ عام 1916 فهي بالأساس بلاد الشام والآن هناك محاولات لتوسيع التقسيم وربما إلى عشر دول ولذلك فإن سورية مستهدفة دائما والحركة القومية ولدت في وقت أبكر فيها من بقية الأقطار العربية.
ولفت سمارة إلى أن وجود المقاومة وصلابتها وانتصاراتها أعوام 2000 و2006 و2008 خلق تصورا واضحا عند المعسكر الصهيوني المعادي بأن المقاومة صلبت هذا المعسكر ولا بد من ضربه وخاصة أن سورية تشكل الحلقة الرئيسية فيه.
وقال سمارة إن المطلوب منا كشعوب ومثقفين هو رد ثقافي على قضيتين مركزيتين الأولى نسف الخطاب الغربي الذي يجبرنا ويحاول أن يجعلنا تابعين ثقافيا له والثانية الهجوم الثقافي على كافة المتطبعين الذي يبررون الهجوم على سورية ويستدعونه بشكل واضح ومحدد.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة