الماسة السورية

صفّ سائقون أتراك ارتسمت علامات التوتر على وجوههم الشاحبة شاحناتهم عند بوابة اونكوبينار الحدودية في تركيا استعدادا لأن يسلكوا الطريق جنوبا إلى سورية.

ويسافر سائقو الشاحنات في قوافل لتأمين أنفسهم بكثرة العدد. ويقول رئيس رابطة النقل في مدينة غازي عنتاب التركية على الحدود مع سورية ظافر ايدينغولر «يفضلون أن يدخلوا سورية معا لأنه تم إطلاق النيران على عرباتهم ورشقها بالحجارة».

وغازي عنتاب، هي سادس اكبر مدينة في تركيا ويتجاوز عدد سكانها المليون نسمة وبها صناعات بدءا من الأغذية والمنسوجات وانتهاء بالكيميائيات، وقد تضررت بشدة من جراء تردي العلاقات الاقتصادية مع سورية. وفي حين لم تزد صادرات المدينة إلى سورية في ما سبق عن نحو 150 مليون دولار فإنها انخفضت إلى الثلث تقريبا منذ بدء الاضطرابات في سورية.

وفاقم من خسائر المدينة تراجع أعداد الزائرين من سورية. وكان نحو 60 ألف سوري يعبرون الحدود شهريا ما يوفر نحو مليار دولار سنويا لغازي عنتاب ولاقتصاد المنطقة الحدودية. وانخفضت أعداد الزائرين من سورية الآن إلى نحو ألف شخص شهريا.

وقال رئيس الغرفة التجارية لغازي عنتاب محمد أصلان «الفنادق التي كان الناس يقيمون بها والمطاعم التي كانوا يأكلون فيها والمراكز التجارية التي كانوا يتسوقون منها... كل التجار تأثروا سلبا».

وكان الزوار السوريون يتدفقون على مطعم «إمام تشاغداش»، الذي تأسس عام 1887، لتذوق البقلاوة بالفستق والعسل لكنهم ما عادوا يزورونه الآن. ويقدر مالك المطعم برهان تشاغداش أنه كان يستقبل 100 زبون سوري في الأسبوع تقريبا لكنه الآن لا يستقبل أكثر من عشرة. وقال «الآن يقولون إنهم يشعرون أن تركيا انقلبت على سوريا. يحزنني أن أرى هذا لأننا جيران».

وقال ايدينغولر إن عدد العربات التي تدخل سوريا انخفض بنحو 60 في المئة منذ بدء الاضطرابات بسبب تزايد المخاطر الأمنية وتضاعف الرسوم الجمركية ما دفع سائقي الشاحنات إلى القيام برحلات أطول من خلال العراق لخدمة أسواق الشرق الأوسط.

وفي الغرفة التجارية بكيليس، وهي بلدة تركية يسكنها 120 الف نسمة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة من الممر الحدودي، جلس رجل الأعمال محمد اردال اونديس حزينا لانقلاب العلاقات بين البلدين رأسا على عقب. وقدر أن التجارة بين منطقته وسوريا انخفضت بمقدار ثلاثة أرباع تقريبا. وقال «كنا أصدقاء وأصبحنا أعداء. التجارة في وضع سيئ جدا في الوقت الحالي. منطقتنا تعتمد على سوريا تماما والتجارة تراجعت». وأضاف إن رسوم دخول شاحنة إلى سوريا وصلت إلى 2500 دولار بعد أن كانت 300 دولار تقريبا قبل تفجر الاحتجاجات في آذار.

(رويترز)

فريق ماسة
2012-01-27
10639
من الأرشيف

خسائر غازي عنتاب الحدودية تتزايد: تراجع الزوار السوريين بنسبة كبيرة

صفّ سائقون أتراك ارتسمت علامات التوتر على وجوههم الشاحبة شاحناتهم عند بوابة اونكوبينار الحدودية في تركيا استعدادا لأن يسلكوا الطريق جنوبا إلى سورية. ويسافر سائقو الشاحنات في قوافل لتأمين أنفسهم بكثرة العدد. ويقول رئيس رابطة النقل في مدينة غازي عنتاب التركية على الحدود مع سورية ظافر ايدينغولر «يفضلون أن يدخلوا سورية معا لأنه تم إطلاق النيران على عرباتهم ورشقها بالحجارة». وغازي عنتاب، هي سادس اكبر مدينة في تركيا ويتجاوز عدد سكانها المليون نسمة وبها صناعات بدءا من الأغذية والمنسوجات وانتهاء بالكيميائيات، وقد تضررت بشدة من جراء تردي العلاقات الاقتصادية مع سورية. وفي حين لم تزد صادرات المدينة إلى سورية في ما سبق عن نحو 150 مليون دولار فإنها انخفضت إلى الثلث تقريبا منذ بدء الاضطرابات في سورية. وفاقم من خسائر المدينة تراجع أعداد الزائرين من سورية. وكان نحو 60 ألف سوري يعبرون الحدود شهريا ما يوفر نحو مليار دولار سنويا لغازي عنتاب ولاقتصاد المنطقة الحدودية. وانخفضت أعداد الزائرين من سورية الآن إلى نحو ألف شخص شهريا. وقال رئيس الغرفة التجارية لغازي عنتاب محمد أصلان «الفنادق التي كان الناس يقيمون بها والمطاعم التي كانوا يأكلون فيها والمراكز التجارية التي كانوا يتسوقون منها... كل التجار تأثروا سلبا». وكان الزوار السوريون يتدفقون على مطعم «إمام تشاغداش»، الذي تأسس عام 1887، لتذوق البقلاوة بالفستق والعسل لكنهم ما عادوا يزورونه الآن. ويقدر مالك المطعم برهان تشاغداش أنه كان يستقبل 100 زبون سوري في الأسبوع تقريبا لكنه الآن لا يستقبل أكثر من عشرة. وقال «الآن يقولون إنهم يشعرون أن تركيا انقلبت على سوريا. يحزنني أن أرى هذا لأننا جيران». وقال ايدينغولر إن عدد العربات التي تدخل سوريا انخفض بنحو 60 في المئة منذ بدء الاضطرابات بسبب تزايد المخاطر الأمنية وتضاعف الرسوم الجمركية ما دفع سائقي الشاحنات إلى القيام برحلات أطول من خلال العراق لخدمة أسواق الشرق الأوسط. وفي الغرفة التجارية بكيليس، وهي بلدة تركية يسكنها 120 الف نسمة على بعد أقل من نصف ساعة بالسيارة من الممر الحدودي، جلس رجل الأعمال محمد اردال اونديس حزينا لانقلاب العلاقات بين البلدين رأسا على عقب. وقدر أن التجارة بين منطقته وسوريا انخفضت بمقدار ثلاثة أرباع تقريبا. وقال «كنا أصدقاء وأصبحنا أعداء. التجارة في وضع سيئ جدا في الوقت الحالي. منطقتنا تعتمد على سوريا تماما والتجارة تراجعت». وأضاف إن رسوم دخول شاحنة إلى سوريا وصلت إلى 2500 دولار بعد أن كانت 300 دولار تقريبا قبل تفجر الاحتجاجات في آذار. (رويترز)

المصدر : الماسة السورية