التقط العراقيون أنفاسهم ، في ظل زوبعة سياسية طويلة تزامنت مع الانسحاب وحرمتهم لذة الاستمتاع، ولو للحظات، بجلاء آخر جندي محتل عن أراضيهم. فشهد حي الأعظمية أول مظاهر الاحتفال بالانسحاب، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع في مسيرات حاشدة تخللها إلقاء قصائد شعرية وكلمات لشخصيات دينية وسياسية. في وقت تتحضّر مدن عراقية أخرى اليوم لاحتفالات جماهيرية وأخرى تنظمها الأحزاب السياسية في مقارّها لمناسبة الانسحاب.

وحمل المشاركون في الاحتفالية، التي أقيمت قبالة جامع أبي حنيفة النعمان، وسط الاعظمية، أعلام العراق ولافتات كتب على بعض منها «رغم كل الجبروت.. نحن أمة لا تموت» و«يوم الجلاء الأميركي سيوحد العراقيين». كما طالبوا بـ«إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وخاصة من قاوم الاحتلال»، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضت على المكان.

وخلال الاحتفال، أكد إمام الجامع أحمد الطه على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والتكاتف بين مختلف مكونات الشعب العراقي، وجدّد التعهد بالحفاظ على وحدة العراق وشعبه ومحاربة الفتنة الطائفية.

من جانبه دعا النائب السابق عمر الجبوري، في كلمته التي ألقاها باسم العشائر المشاركة في الاحتفالية، الحكومة إلى الإفراج عن المعتقلين المتهمين بمحاربة القوات الأميركية.

وفي السياق، حث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى تبني المقاومة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية في مرحلة ما بعد الانسحاب من العراق.

وقال الصدر، في بيان صحافي، «إن عملنا المستقبلي هو المقاومة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية والأخلاقية، إلى جانب الدينية العقائدية.. وإن عادوا عسكريا عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا».

من جهة أخرى، حذر المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني من خطورة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، مشيراً إلى أن «الدعوة لعقد مؤتمر وطني أو جلسات حوار وحدها لا تكفي، ما لم تتوفر النية الصادقة من قادة الكتل السياسية لحل هذه الأزمات».

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، نقلاً عن السيستاني، إن «العراق يشهد أزمة سياسية واضحة للجميع ومجرد عقد هذا المؤتمر الوطني أو عقد جلسات الحوار بين قادة الكتل السياسية وحده لا يكفي، بل لا بد من مجموعة أمور تؤخذ بالاعتبار من قبل الكتل السياسية.. ولا بد من توفر النية الصادقة والإرادة الجادة لدى الكتل السياسية».

في هذه الأثناء، نأى رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بنفسه عن الرسالة، التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق وحملت توقيعه إلى جانب زعيم كتلة «العراقية» إياد علاوي ووزير المالية رافع العيساوي. وكانت الرسالة قد اتهمت رئيس الوزراء نوري المالكي بالسعي لإقامة ديكتاتورية تهدد بانزلاق العراق الى حرب أهلية.

ونفى النجيفي نفياً قاطعا علمه بالرسالة، وذلك في بيان صدر عن مكتبه أكد ان «حشر اسمه في الرسالة هو محاولة من البعض لإثارة الغبار على أهمية دوره كرئيس لسلطة الشعب.. وهذا يعد في ابسط حالاته تخليا عن واجباته».
  • فريق ماسة
  • 2011-12-30
  • 4111
  • من الأرشيف

احتفال عراقي شعبي بالانسحاب .. والصدر لمقاومة ثقافية واجتماعية

التقط العراقيون أنفاسهم ، في ظل زوبعة سياسية طويلة تزامنت مع الانسحاب وحرمتهم لذة الاستمتاع، ولو للحظات، بجلاء آخر جندي محتل عن أراضيهم. فشهد حي الأعظمية أول مظاهر الاحتفال بالانسحاب، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع في مسيرات حاشدة تخللها إلقاء قصائد شعرية وكلمات لشخصيات دينية وسياسية. في وقت تتحضّر مدن عراقية أخرى اليوم لاحتفالات جماهيرية وأخرى تنظمها الأحزاب السياسية في مقارّها لمناسبة الانسحاب. وحمل المشاركون في الاحتفالية، التي أقيمت قبالة جامع أبي حنيفة النعمان، وسط الاعظمية، أعلام العراق ولافتات كتب على بعض منها «رغم كل الجبروت.. نحن أمة لا تموت» و«يوم الجلاء الأميركي سيوحد العراقيين». كما طالبوا بـ«إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وخاصة من قاوم الاحتلال»، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضت على المكان. وخلال الاحتفال، أكد إمام الجامع أحمد الطه على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والتكاتف بين مختلف مكونات الشعب العراقي، وجدّد التعهد بالحفاظ على وحدة العراق وشعبه ومحاربة الفتنة الطائفية. من جانبه دعا النائب السابق عمر الجبوري، في كلمته التي ألقاها باسم العشائر المشاركة في الاحتفالية، الحكومة إلى الإفراج عن المعتقلين المتهمين بمحاربة القوات الأميركية. وفي السياق، حث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى تبني المقاومة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية في مرحلة ما بعد الانسحاب من العراق. وقال الصدر، في بيان صحافي، «إن عملنا المستقبلي هو المقاومة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية والأخلاقية، إلى جانب الدينية العقائدية.. وإن عادوا عسكريا عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا». من جهة أخرى، حذر المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني من خطورة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، مشيراً إلى أن «الدعوة لعقد مؤتمر وطني أو جلسات حوار وحدها لا تكفي، ما لم تتوفر النية الصادقة من قادة الكتل السياسية لحل هذه الأزمات». وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، نقلاً عن السيستاني، إن «العراق يشهد أزمة سياسية واضحة للجميع ومجرد عقد هذا المؤتمر الوطني أو عقد جلسات الحوار بين قادة الكتل السياسية وحده لا يكفي، بل لا بد من مجموعة أمور تؤخذ بالاعتبار من قبل الكتل السياسية.. ولا بد من توفر النية الصادقة والإرادة الجادة لدى الكتل السياسية». في هذه الأثناء، نأى رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بنفسه عن الرسالة، التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق وحملت توقيعه إلى جانب زعيم كتلة «العراقية» إياد علاوي ووزير المالية رافع العيساوي. وكانت الرسالة قد اتهمت رئيس الوزراء نوري المالكي بالسعي لإقامة ديكتاتورية تهدد بانزلاق العراق الى حرب أهلية. ونفى النجيفي نفياً قاطعا علمه بالرسالة، وذلك في بيان صدر عن مكتبه أكد ان «حشر اسمه في الرسالة هو محاولة من البعض لإثارة الغبار على أهمية دوره كرئيس لسلطة الشعب.. وهذا يعد في ابسط حالاته تخليا عن واجباته».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة