كرر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه لم تعد هناك فائدة في الكلام مع دمشق، في وقت أعلنت أنقرة أنها سترفع مسـتوى جاهزيتها العسكرية تحسبا لأي سيناريو في المنطقة.

 

ورد كلام داود اوغلو، خلال مناقشات البرلمان للموازنة التركية الجديدة، ردا على أسئلة النواب عن العلاقة مع سوريا، فقال انه ليس صحيحا ما قاله زعيم المعارضة كمال كيليتشدار اوغلو من أن الأتراك استفاقوا صباح احد الأيام فوجدوا أن العلاقات انهارت مع سوريا.

 

واعتبر أن تركيا ليست التي خربت العلاقات مع سوريا بل هي بدأت المحاولات مع سوريا منذ تسعة أشهر، واستخدمت كل الإمكانات والقنوات من أجل وقف العنف. وأضاف «لقد شجعنا (الرئيس بشار) الأسد على الإصغاء لشعبه. وهو الشيء الوحيد الذي طلبناه منه. قلنا له تصالح مع الشعب في الشارع. ولا تنظر إليهم على أنهم تهديد. والنظام الذي ينظر إلى شعبه على انه خطر لا يمكن أن يستمر. واتفقنا على خريطة طريق، وقالوا إنهم سيوقفون العنف فورا، وما عدا حمص سينسحبون من كل المدن السورية. وانسحبوا من حماه لكنهم دخلوا في المقابل إلى اللاذقية. وقد رأينا انه لا فائدة من استمرار التحدث مع القيادة السورية».

 

وأشاد الوزير التركي بالعلاقات مع إيران، قائلا ان أحدا لا يمكن أن يلقي عليها ظلالا وأن يخربها.

 

في هذا الوقت، لفت البيان الذي صدر عن اجتماع مجلس الشورى العسكري التركي، الذي انعقد برئاسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في أول نشاط رسمي له بعد العملية الجراحية التي أجراها في الجهاز الهضمي، وكانت سببا لتأجيل اجتماع مجلس الشورى العسكري إلى أول أمس.

 

وجاء في البيان المختصر جدا أن المجلس «تناول التدابير التي اتخذتها القوات المسلحة لجهة حفظ الأمن الداخلي والأمن الحدودي. وإذ بحث المجلس في وضع الجهوزية الحربية للقوات المسلحة قرر في هذا الإطار اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاحتياجات التي يتطلبها الوضع».

 

وفي معلومات صحيفة «يني شفق» الموالية لحزب العدالة والتنمية أن الاجتماع قد بحث بشكل خاص الوضع في سوريا وفي شرق المتوسط في ضوء التصاعد في التوتر والسيناريوهات المتصلة بهذا الوضع. كما تناول بشكل مفصل الموقفين الروسي والإيراني من نظام الدرع الصاروخي، كما بحث المجلس التوتر في العلاقات مع قبرص ومع إسرائيل.

 

وأوردت صحيفة «صباح»، على صعيد آخر، أن أنقرة قررت المبادرة إلى عقد لقاءات مع ممثلين للأقليات في سورية لمزيد من عزل نظام الأسد. وقالت إن قلق الأقليات مما قد يحدث في حال سقوط النظام هو الذي يجعلها تقدم الدعم له، لذا قررت أنقرة عقد لقاءات مع ممثلين للأقليات المذهبية والدينية والاتنية لتبديد هذا القلق وإعطاء ضمانات لها بأنه سيكون هناك مكان للجميع في النظام الذي سيقوم بعد سقوط الأسد.

 

وقالت الصحيفة إن اللقاءات ستبدأ بعد نهاية العام الحالي وستكون رسالة تركيا للأقليات في سورية على الشكل التالي:

 

1ـ أوجدوا مسافة بينكم وبين النظام.

 

2ـ الوضع الحالي في سورية يضر بالجميع.

 

3ـ سورية ستدار بالديموقراطية.

 

وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن القومي التركي الذي سينعقد نهاية الشهر الحالي سوف يناقش بشكل تفصيلي العلاقات التركية ـ السورية والقـرارات الاقتصادية ذات الصلة بالعلاقات. كما ســيتم عرض تقرير استخباراتي شامل عن الديناميات السورية الداخلية.

 

وقال داود أوغلو «ان سياسة أنقرة في الشرق الأوسط جعلت إسرائيل تركع أمامها وأدت إلى عزل الدولة العبرية في المنطقة». وأضاف «تركيا تتصرف بشكل مستقل في ما يتعلق بالانتـفاضات الأخـيرة ضد الأنظمة الاســتبدادية في الشرق الأوسط وبلدان شمال افريقيا»، مشيراً إلى ان تركيا لم تقف يوما صامتة في مواجهة القمع كما لم تقف يوما مع الأنظمة الاستبدادية والقمعية بل وقفت دائما مع الشعوب المطالبة بالديموقراطية».

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-16
  • 11940
  • من الأرشيف

تركيا تستعد للحرب... وتبحث التواصل مع أقليات سورية!

كرر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه لم تعد هناك فائدة في الكلام مع دمشق، في وقت أعلنت أنقرة أنها سترفع مسـتوى جاهزيتها العسكرية تحسبا لأي سيناريو في المنطقة.   ورد كلام داود اوغلو، خلال مناقشات البرلمان للموازنة التركية الجديدة، ردا على أسئلة النواب عن العلاقة مع سوريا، فقال انه ليس صحيحا ما قاله زعيم المعارضة كمال كيليتشدار اوغلو من أن الأتراك استفاقوا صباح احد الأيام فوجدوا أن العلاقات انهارت مع سوريا.   واعتبر أن تركيا ليست التي خربت العلاقات مع سوريا بل هي بدأت المحاولات مع سوريا منذ تسعة أشهر، واستخدمت كل الإمكانات والقنوات من أجل وقف العنف. وأضاف «لقد شجعنا (الرئيس بشار) الأسد على الإصغاء لشعبه. وهو الشيء الوحيد الذي طلبناه منه. قلنا له تصالح مع الشعب في الشارع. ولا تنظر إليهم على أنهم تهديد. والنظام الذي ينظر إلى شعبه على انه خطر لا يمكن أن يستمر. واتفقنا على خريطة طريق، وقالوا إنهم سيوقفون العنف فورا، وما عدا حمص سينسحبون من كل المدن السورية. وانسحبوا من حماه لكنهم دخلوا في المقابل إلى اللاذقية. وقد رأينا انه لا فائدة من استمرار التحدث مع القيادة السورية».   وأشاد الوزير التركي بالعلاقات مع إيران، قائلا ان أحدا لا يمكن أن يلقي عليها ظلالا وأن يخربها.   في هذا الوقت، لفت البيان الذي صدر عن اجتماع مجلس الشورى العسكري التركي، الذي انعقد برئاسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في أول نشاط رسمي له بعد العملية الجراحية التي أجراها في الجهاز الهضمي، وكانت سببا لتأجيل اجتماع مجلس الشورى العسكري إلى أول أمس.   وجاء في البيان المختصر جدا أن المجلس «تناول التدابير التي اتخذتها القوات المسلحة لجهة حفظ الأمن الداخلي والأمن الحدودي. وإذ بحث المجلس في وضع الجهوزية الحربية للقوات المسلحة قرر في هذا الإطار اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاحتياجات التي يتطلبها الوضع».   وفي معلومات صحيفة «يني شفق» الموالية لحزب العدالة والتنمية أن الاجتماع قد بحث بشكل خاص الوضع في سوريا وفي شرق المتوسط في ضوء التصاعد في التوتر والسيناريوهات المتصلة بهذا الوضع. كما تناول بشكل مفصل الموقفين الروسي والإيراني من نظام الدرع الصاروخي، كما بحث المجلس التوتر في العلاقات مع قبرص ومع إسرائيل.   وأوردت صحيفة «صباح»، على صعيد آخر، أن أنقرة قررت المبادرة إلى عقد لقاءات مع ممثلين للأقليات في سورية لمزيد من عزل نظام الأسد. وقالت إن قلق الأقليات مما قد يحدث في حال سقوط النظام هو الذي يجعلها تقدم الدعم له، لذا قررت أنقرة عقد لقاءات مع ممثلين للأقليات المذهبية والدينية والاتنية لتبديد هذا القلق وإعطاء ضمانات لها بأنه سيكون هناك مكان للجميع في النظام الذي سيقوم بعد سقوط الأسد.   وقالت الصحيفة إن اللقاءات ستبدأ بعد نهاية العام الحالي وستكون رسالة تركيا للأقليات في سورية على الشكل التالي:   1ـ أوجدوا مسافة بينكم وبين النظام.   2ـ الوضع الحالي في سورية يضر بالجميع.   3ـ سورية ستدار بالديموقراطية.   وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن القومي التركي الذي سينعقد نهاية الشهر الحالي سوف يناقش بشكل تفصيلي العلاقات التركية ـ السورية والقـرارات الاقتصادية ذات الصلة بالعلاقات. كما ســيتم عرض تقرير استخباراتي شامل عن الديناميات السورية الداخلية.   وقال داود أوغلو «ان سياسة أنقرة في الشرق الأوسط جعلت إسرائيل تركع أمامها وأدت إلى عزل الدولة العبرية في المنطقة». وأضاف «تركيا تتصرف بشكل مستقل في ما يتعلق بالانتـفاضات الأخـيرة ضد الأنظمة الاســتبدادية في الشرق الأوسط وبلدان شمال افريقيا»، مشيراً إلى ان تركيا لم تقف يوما صامتة في مواجهة القمع كما لم تقف يوما مع الأنظمة الاستبدادية والقمعية بل وقفت دائما مع الشعوب المطالبة بالديموقراطية».  

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة