دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وجّه المرشح الأوفر حظاً لتمثيل الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2012 نيوت غينغريتش، أبرز منظّري تيار المحافظين الجدد، أخطر تهديد لوجود الشعب الفلسطيني أثناء مناظرة مساء امس الاول في دي موين في ولاية ايوا وسط البلاد، واصفاً الفلسطينيين بـ«مجموعة إرهابيين» وشعب «تمّ اختراعه»، وضارباً حلّ الدولتين بعرض الحائط.
وانتهز ابرز منافسيه ميت رومني الفرصة التي منحت له، بعد دقائق من بدء المناظرة التي نظمتها شبكة «ايه بي سي» وصحيفة «دي موين ريجيستر»، وقبل ثلاثة اسابيع من موعد اول انتخابات تمهيدية، ليشدد على الفروق بينه وبين غينغريتش. وقال «يمكننا أن نبدأ بفكرته إقامة مستعمرة على القمر لاستخراج المعادن منه»، مثيراً ضحك الجمهور. وأضاف إنه يعارض ايضاً فكرة غينغريتش تشغيل الاطفال الفقراء لتعليمهم قيمة العمل. وأكد رومني مجدداً انه امضى حياته «في القطاع الخاص» وليس سياسياً في واشنطن مثل غينغريتش، الامر الذي لا ينظر اليه الاميركي الريفي بعين الرضا. ورد غينغريتش بحدة قائلاً إن «السبب الوحيد الذي لم تصبح فيه (رومني) سياسياً محترفاً هو هزيمتكم امام تيد كينيدي في العام 1994» في انتخابات مجلس الشيوخ.
وفي مجال السياسة الخارجية، بقي غينغرينتش على مواقفه بعد تعليقات مثيرة للجدل بشأن الفلسطينيين. وقال في هذا الصدد «نحن امام شعب فلسطيني تم اختراعه هو في الواقع جزء من العالم العربي وينتمي تاريخياً الى المجتمع العربي». واضاف ان «أحداً ما يجب ان يملك الشجاعة لقول الحقيقة. إنهم ارهابيون ويعلمون الارهاب في مدارسهم». واضاف «لديهم كتب تعليم تقول اذا كان هناك 13 يهودياً وقتل منهم تسعة فكم يهــودياً يبقى؟ نحن ندفع ثمن هذه الكـــتب بمساعداتنا المالية. حان الوقت ليقول احد ما كفى كذباً في الشرق الاوسط».
وكان المتحدث باسم غينغريتش، ار سي هاموند، أكد في بيان ان المرشح «يدعم سلاماً تفاوضياً بين اسرائيل والفلسطينيين يشمل بالضرورة اتفاقاً بين اسرائيل والفلسطينيين على حدود دولة فلسطينية». وأضاف هاموند «لكن، لفهم ما هو مطروح ويتم التفاوض عليه، عليكم فهم عقود من التاريخ المعقد. هذا بالضبط ما كان يشير إليه غينغريتش». واعتبر غينغريتش في تصريحاته في مقابلة الجمعة الماضي أن الفلسطينيين «كان بإمكانهم الذهاب الى أي مكان. لكننا ولعدد من الأسباب السياسية أبقينا على هذه الحرب ضد اسرائيل منذ الأربعينات وأنا أجد ان هذا أمر مأساوي».
وامتنع المرشحون الخمسة الآخرون عن الموافقة على هذه التصريحات لكنهم أكدوا دعمهم لإسرائيل. وقال رومني حاكم مساتشوسيتس السابق والذي يعد الخصم الرئيسي لغينغريتش «نقف مع الشعب الإسرائيلي. اذا لم نتفق معهم كما حدث مع الرئيس (باراك اوباما) مرات عديدة، لا نقول ذلك علناً كما فعل بل في جلسات خاصة». اما رون بول المؤيد بشدة لانعزال الولايات المتحدة، فقد رأى أن تصريحات غينغريتش تقود بطبيعتها الولايات المتحدة الى «متاعب».
وفيما اثارت التصريحات استنكاراً شديداً لدى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي طالب غينغريتش بالاعتذار عن أقوال اعتبرها «قمة في الإسفاف والترخص»، دافع وزراء إسرائيليون عن كلام المرشح الجمهوري. وقال وزير البنى التحتية عوزي لانداو «إنه محقٌ إزاء الكيان الفلسطيني، فلم يكن هناك وجود لشعبٍ فلسطيني، أو دولة فلسطينية، ولا حتى لغة فلسطينية أو ثقافة معينة، أي أنهم لا يختــفون عن بقيــة العرب، إلا أن الفـــرق هو أن العرب حوّلوا الأمر إلى مسألة سياسية».
وقال فياض إن «على غينغريتش وأمثاله أن يراجعوا التاريخ، لأنه يبدو أن ما يعرفه عن التاريخ هو تاريخ الحقبة العثمانية، وهذا بكل تأكيد إنكار لحقائق تاريخية، وهو مرفوض». وأضاف «شعبنا هنا منذ البدايات.. ومصمم على العيش رغم الاحتلال وممارساته التي شملت ولا تزال عنفاً لا يمكن وصفه إلا بالإرهاب من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، وسنبقى على كامل أرض دولتنا الفلسطينية المستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس عاصمة دولتنا المستقلة كاملة السيادة».
بدوره، قال «حزب الله»، في بيان، «تأتي تصريحات غينغريتش حول الشعب الفلسطيني لتعبّر عن جهل مطبق بالتاريخ سابقاً وراهناً من جهة، وعن تعمّد مقصود لتزييف وتزوير هذا التاريخ من جهة أخرى، فالكل يعلم أنه حتى بداية القرن وعلى مدى آلاف السنين كان الشعب الفلسطيني يسكن هذه الأرض وهو راسخ فيها حيث بنى حضارة وثقافة ما تزالان حيّتين وستبقيان كذلك على الدوام». وأضاف «يسأل حزب الله عن الجامعة العربية وموقفها ودورها، فهل ستتحرك هذه الجامعة إزاء الدعوات لاستباحة الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده، أم ستبقى في غيبوبة الميت في مواجهة التحديات الكبرى والقضايا المصيرية التي تهم كل المسلمين والعرب».
كذلك، أعرب السناتور الديموقراطي كارل ليفين عن أسفه لتصريحات غينغريتش التي «لا تقدم حلولاً بل وقوداً وناراً». وقال ليفين، وهو يهودي إن «الغالبية العظمى من اليهود الاميركيين والحكومة الاسرائيلية نفسها يلتزمون بحل قائم على دولتين يحيا بمقتضاه الاسرائيليون والفلسطينيون جنباً الى جنب كجيران في سلام».
وتجري مناظرة أخرى في 15 كانون الاول في سيو سيتي في ولاية ايوا ايضاً قبل انعقاد مجالس الناخبين (كوكوس) في هذه الولاية الرئيسية في الثالث من كانون الثاني المقبل. وتمثل مجالس الناخبين أولى محطات العملية الانتخابية الماراتونية التي تقوم بها كل ولاية وتمتد حتى الصيف من أجل اختيار مرشح جمهوري ليواجه الرئيس باراك اوباما في السباق الى البيت الابيض في السادس من تشرين الثاني 2012.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة