دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تشهد العلاقات بين النظام الإسلامي المحافظ في تركيا والولايات المتحدة تحسناً متواصلاً منذ أن طرأت عليها أزمة عام 2010 بشأن مسألة البرنامج النووي الإيراني. أما اليوم فينشط التعاون بين البلدين بشكل ملحوظ، ولا سيما بشأن سورية، على ما يفيد محللون.
ويقول سينان اولغين، من مركز الدراسات حول الاقتصاد والسياسة الخارجية في اسطنبول، إن «العلاقات الثنائية تحسنت بشكل ملحوظ عما كانت عليه العام الماضي»، فيما يرى رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي في تصريحات نقلتها صحيفة «هافنغتون بوست» الالكترونية انه «خلال عام انتقلت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا من التوتر إلى التعاون».
... ولّى الزمن الذي كان الأميركيون يخشون فيه إن تبتعد الحكومة التركية المنبثقة عن التيار الإسلامي من الغربيين وإسرائيل وتتقرب من إيران أو تدافع عن حركة حماس الفلسطينية، وذلك بعدما بلغ التوتر بين واشنطن وحليفتها المسلمة تركيا في الحلف الأطلسي ذروته في حزيران 2010 حين صوتت تركيا ضد إقرار عقوبات في الأمم المتحدة بحق إيران للاشتباه بسعيها لامتلاك سلاح نووي.
ويقول زغبي إن «الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتحادثان في الكثير من الأحيان وكذلك مساعدو الرجلين، وهناك على ما يبدو درجة من التعاون في معالجة المسائل الإقليمية الجوهرية، من النزاع في سوريا إلى رحيل القوات الأميركية الوشيك من العراق».
وأعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت الماضي في اسطنبول أن أنقرة وواشنطن «على خط واحد» بشأن سوريا وتطالبان برحيل الرئيس بشار الأسد.
ويرى المحللون في «الربيع العربي» والصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، سبباً جوهرياً في هذا التقارب اللافت بين واشنطن وأنقرة. وكتب الهان تانير في صحيفة «حرييت دايلي نيوز» الناطقة بالانكليزية إن «نسبة شعبية الأميركيين لدى العرب تراجعت، خصوصاً بسبب فشلهم في عملية السلام في الشرق الأوسط، وخسروا كل النقاط التي حصلوا عليها لدى وصول أوباما إلى السلطة».
وبعدما كانت تركيا قبل سنة حليفة للنظام السوري، عادت وقطعت علاقاتها مع دمشق على ضوء الأزمة، ما لقي اسـتحسان الأميركيين الذيـن تتعاون معهم بشكل وثيق في هذا الملف، كما أنها تستضيف حالياً المعارضة السورية السياسية منها والمسلحة وباتت حليفاً «موثوقاً وفاعلا لا يمكن الاستغناء عنه في المنطقة».
وجهد بايدن خلال زيارته إلى تركيا لإقناع أنقرة بالابتعاد عن جارتها إيران أيضا، مؤكداً إن «النفوذ الإيراني في المنطقة ينحسر» وأن «عزلتها تزداد». وشهدت العلاقات بين أنقرة وطهران تدهوراً كبيراً بعدما كانت ممتازة قبل عام، حين وافقت تركيا على نشر نظام إنذار مبكر للحلف الأطلسي على أرضها لمواجهة إي مخاطر محتملة قد تصدر من إيران. ورأى سينان اولغين في ذلك دليلاً واضحاً على إن تركيا «عادت إلى مواقف أكثر انحيازاً للغرب».
أما السؤال المطروح فيتعلق بالمنافع التي ستجنيها تركيا من عودة التوافق مع واشنطن والغربيين. ويبقى ابرز المكاسب، المساعدة الكبيرة التي تقدمها واشنطن لتركيا ولا سيما في مجال الاستخبارات ومكافحة المتمردين الأكراد الذين يطرحون مشكلة مستعصية على جميع الحكومات التركية المتعاقبة منذ عام 1984. وأكد بايدن بهذا الصدد لتركيا «الالتزام الكامل» لبلاده إلى جانب أنقرة في وجه «إرهاب حزب العمال الكردستاني». والمكسب الثاني بحسب اولغين هو إبداء الولايات ارتياحها لسلوك النظام التركي على الرغم من حصول اعتقالات موضع جدل نددت بها المنظمات غير الحكومية، إذ تعتقل تركيا ما لا يقل عن 70 صحافياً وعدداً من الأساتذة الجامعيين بتهم شتى. وقال اولغين إن «الأميركيين واقعيون، أنهم يحتجون على بعض الانتهاكات لحرية التعبير، لكن ذلك لا يؤثر على العلاقات الثنائية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة