قالت مصادر إخبارية أميركية إن الحكومة الأميركية تتوقع من جامعة الدول العربية التمهيد «بطريقة أو بأخرى» لإعلان دولي لفرض حظر الطيران فوق سورية، على خلفية ما أسمته القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد مناوئيه، وإن السلاح الجوي التركي، وليس بالضرورة سلاح حلف الناتو، سيلعب دورا رئيسيا، وأن واشنطن تخطط لإصدار قرار حول هذا الموضوع من حلف الناتو، لأن تركيا عضو فيه، ولأن روسيا والصين لا يتوقع منهما الموافقة على ذلك في مجلس الأمن الدولي.

 

وقالت صحيفة «هافنتغون بوست» إن رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، يقوم باتصالات مكثفة وراء الكواليس حول هذا الموضوع، وإن واشنطن، وعواصم أوروبية أخرى، فوضته للاتصال بالدول العربية، ليكون حظر الطيران هو الخطوة التالية. وقال مراقبون في واشنطن إن الموقف الرسمي الأميركي هو أن يكون الحل سوريا وسلميا، ويمكن أن تساعد الدول العربية على الوصول إلى ذلك، سلميا أيضا. وأيضا تكرر الخارجية الأميركية أن المعارضة السورية ترفض التدخل العسكري الأجنبي، لكن، أكدت الخارجية الأميركية اتصالات مع دول، مثل تركيا وفرنسا ودول عربية، حول تأسيس ممرات إنسانية أو منطقة عازلة على الحدود بين سورية وتركيا.

 

ويربط المراقبون في واشنطن بين المنطقة العازلة وحظر الطيران، وذلك لأنه لا بد من حماية المنطقة العازلة في حالة اعتداء القوات السورية عليها، وكان شعار مظاهرات يوم الجمعة في سورية هو «المنطقة العازلة مطلبنا». وقالت التقارير الإخبارية الأميركية إن الجنود السوريين المنشقين يطالبون بإنشاء منطقة حظر الطيران، وأيضا بعض المتظاهرين في الشوارع السورية، وبعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان، وإن توقع مزيد من تمرد عسكريين في القوات السورية المسلحة يمهد الطريق نحو خطوة عسكرية أولى هي حظر الطيران. وقال التقرير إنه، على الرغم من حماس تركيا وفرنسا لحظر الطيران، يتردد الأردن، ويعارض العراق.

 

وصار أردوغان يرى أن عدم إسقاط الأسد «خطر شخصي عليه»، وذلك لأنه إذا نجح الأسد وبقي في الحكم، لا بد أن يعمل على الانتقام من تركيا، وبسبب تبادل مصالح اقتصادية بين البلدين، والأضرار التي يتوقع أن تلحق بالاقتصاد التركي بسبب سورية ، يخشى أردوغان من انتقام الأسد. هذا بالإضافة إلى تكاليف إيواء اللاجئين السوريين، وقطع بعض طرق تصدير البضائع التركية عن طريق سوريا.

 

وقالت المصادر الإخبارية الأميركية إن اتصالات واشنطن وباريس وأنقرة تتركز حول «طريقة ما» لجامعة الدول العربية، للتمهيد لحظر الطيران فوق سورية ، وأضافت: «زادت الأسباب الأخلاقية لفرض منطقة الحظر الجوي مع تفاقم الأزمة الإنسانية نظرا لاستمرار زيادة القتلى، ولزيادة السوريين اللاجئين إلى تركيا». وأضافت: «في الوقت الحاضر، بدأت دراسات الإمكانيات اللوجيستية والعملية» لتنفيذ حظر الطيران.

  • فريق ماسة
  • 2011-12-05
  • 14550
  • من الأرشيف

الأسد ... يزعج أردوغان

قالت مصادر إخبارية أميركية إن الحكومة الأميركية تتوقع من جامعة الدول العربية التمهيد «بطريقة أو بأخرى» لإعلان دولي لفرض حظر الطيران فوق سورية، على خلفية ما أسمته القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد مناوئيه، وإن السلاح الجوي التركي، وليس بالضرورة سلاح حلف الناتو، سيلعب دورا رئيسيا، وأن واشنطن تخطط لإصدار قرار حول هذا الموضوع من حلف الناتو، لأن تركيا عضو فيه، ولأن روسيا والصين لا يتوقع منهما الموافقة على ذلك في مجلس الأمن الدولي.   وقالت صحيفة «هافنتغون بوست» إن رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، يقوم باتصالات مكثفة وراء الكواليس حول هذا الموضوع، وإن واشنطن، وعواصم أوروبية أخرى، فوضته للاتصال بالدول العربية، ليكون حظر الطيران هو الخطوة التالية. وقال مراقبون في واشنطن إن الموقف الرسمي الأميركي هو أن يكون الحل سوريا وسلميا، ويمكن أن تساعد الدول العربية على الوصول إلى ذلك، سلميا أيضا. وأيضا تكرر الخارجية الأميركية أن المعارضة السورية ترفض التدخل العسكري الأجنبي، لكن، أكدت الخارجية الأميركية اتصالات مع دول، مثل تركيا وفرنسا ودول عربية، حول تأسيس ممرات إنسانية أو منطقة عازلة على الحدود بين سورية وتركيا.   ويربط المراقبون في واشنطن بين المنطقة العازلة وحظر الطيران، وذلك لأنه لا بد من حماية المنطقة العازلة في حالة اعتداء القوات السورية عليها، وكان شعار مظاهرات يوم الجمعة في سورية هو «المنطقة العازلة مطلبنا». وقالت التقارير الإخبارية الأميركية إن الجنود السوريين المنشقين يطالبون بإنشاء منطقة حظر الطيران، وأيضا بعض المتظاهرين في الشوارع السورية، وبعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان، وإن توقع مزيد من تمرد عسكريين في القوات السورية المسلحة يمهد الطريق نحو خطوة عسكرية أولى هي حظر الطيران. وقال التقرير إنه، على الرغم من حماس تركيا وفرنسا لحظر الطيران، يتردد الأردن، ويعارض العراق.   وصار أردوغان يرى أن عدم إسقاط الأسد «خطر شخصي عليه»، وذلك لأنه إذا نجح الأسد وبقي في الحكم، لا بد أن يعمل على الانتقام من تركيا، وبسبب تبادل مصالح اقتصادية بين البلدين، والأضرار التي يتوقع أن تلحق بالاقتصاد التركي بسبب سورية ، يخشى أردوغان من انتقام الأسد. هذا بالإضافة إلى تكاليف إيواء اللاجئين السوريين، وقطع بعض طرق تصدير البضائع التركية عن طريق سوريا.   وقالت المصادر الإخبارية الأميركية إن اتصالات واشنطن وباريس وأنقرة تتركز حول «طريقة ما» لجامعة الدول العربية، للتمهيد لحظر الطيران فوق سورية ، وأضافت: «زادت الأسباب الأخلاقية لفرض منطقة الحظر الجوي مع تفاقم الأزمة الإنسانية نظرا لاستمرار زيادة القتلى، ولزيادة السوريين اللاجئين إلى تركيا». وأضافت: «في الوقت الحاضر، بدأت دراسات الإمكانيات اللوجيستية والعملية» لتنفيذ حظر الطيران.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة