على الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي أن يدرس جيداً التعديلات السورية وأن يجد حلاً للأمر، لأنه لا يجوز إسقاط المبادرة العربية، لقد سقط العالم العربي في تضامنه ولم نعد نتحدث عن وحدته بل نتحدث عن الحد الأدنى من التضامن، لكننا نجد العرب يحاربون العرب ونجد عرباً يحاربون العروبة، ولذلك فالحل في سوريا ضروري عبر الحوار وبداية المسيرة هي المبادرة العربية المطروحة.

من يعتقد أنه بسهولة يستطيع إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد هو واهم واهم، لانه لا يعرف قوة هذا النظام والدعم الذي يتمتع به حتى ولو كان هناك عشرات الآلاف ضده، إلا أن الثلاثي الموجود في سورية قيادة وجيشاً وشعباً قادر على إسقاط المؤامرة على سورية وإنقاذها منها والتي ظهرت جلياً على كل الناس، حيث لم تعد المسألة مسألة تظاهرة اطفال مدارس كما تحدث البعض عند بداية الاحداث في درعا، ولم تعد المسألة مسألة تظاهرات تطالب بتغيير النظام او اجراء بعض الاصلاحات، بل اصبحت القضية واضحة، إنها حرب: من سيحكم سوريا، القومية العربية أم الاخوان المسلمون الذين اتفقوا مؤخراً مع اميركا عبر حلف سري جعلهم ينتصرون في مصر وتونس وليبيا ويمكن ان يحصل ذلك في اليمن. أما في سوريا فالصورة باتت جلية وواضحة، فالأمر ليس مسألة تظاهرات، إنما خطة من الاخوان المسلمين للسيطرة بقوة على الدولة ومؤسسات الدولة الضامنة لحقوق المواطنين السوريين، وقد بدا واضحاً أن المخطط دولي وأن كل الدول مشغولة بالأزمة السورية، حتى أن فرنسا وتركيا وقطر والولايات المتحدة لا تصرح إلا عن سوريا والازمة السورية، والواضح جلياً أن هنالك مؤامرة عبر التسليح الذي يأتي الى المنشقين والمسلحين الذين يحاربون النظام السوري.

فهل، يا ترى، تقوم قطر وفرنسا بتسليح المتظاهرين في سوريا خدمة للمتظاهرين، ام انها خطة لتدمير سوريا وتدمير النظام العربي واستبداله بحكم الاخوان المسلمين الذين تحالفوا مع أوروبا واميركا اثناء وجودهم في الخارج ولمصلحة اميركية عليا تلتقي في النتيجة مع الخطة الصهيونية ؟

إن اكبر دليل على وجود المؤامرة هي في التصريحات الاسرائيلية الاخيرة التي تقول إن اسرائيل لها مصلحة في وجود النظام السوري. ويأتي هذا الكلام في عز الأزمة السورية ليعطي ذريعة للمتظاهرين ان قوة النظام في سوريا تأتي من اسرائيل، في حين ان الامور معكوسة، فالدولة التي قاتلت اسرائيل ولم تخضع لاميركا في العراق هي سوريا، والدولة الداعمة ضد اسرائيل هي سوريا. وفي الوقت ذاته الدولة التي وافقت على القرارات الدولية التي لا تريدها اسرائيل ولا تنفذها هي سوريا، وما استخدام الاميركيين لبعض التلفزيونات العربية من اجل شن حملات اعلامية على سوريا لتشويه صورتها إلا التأكيد على ان المؤامرة واضحة وتهدف لاسقاط النظام العربي في سوريا وتسليم الاخوان المسلمين النظام، حتى ان المؤامرة الان اصبحت واضحة أكثر وأكثر عبر قيام المسلحين بمهاجمة معاقل الجيش السوري ومراكز المخابرات والامن التي تحمي المواطنين.

سوريا كانت الدولة الأكثر أمناً واستقراراًَ في العالم وكانت مثالاً لذلك، وجاءت خطة الاخوان المسلمين لتعلن ان سوريا غير آمنة وغير مستقرة من دون موافقة الاخوان المسلمين. وسوريا اليوم يحاول الاخوان المسلمون اخذها رهينة لفرض شروطهم على تغيير النظام العربي فيها واستبداله بنظامهم الذي لم يحارب اسرائيل مرة واحدة. ولم نشهد عملية واحدة من الاخوان المسلمين ضد اسرائيل على مدى 50 عاماً، في حين ان سوريا العربية قاتلت في حروب عديدة اسرائيل ودعمت على مدى السنوات الـ 40 الماضية حركات التحرر والمقاومة ضد اسرائيل.

سوريا قوية، سوريا عزيزة، سوريا منيعة، والرئيس الأسد يعرف تماماً هذا الواقع ولا يخاف من الاملاءات وتهديدات الدول عليه والجيش السوري، جيش منضبط واصبح اكثر قوة بعد خروج بعض المنشقين منه، لأنهم كانوا مثل السمّ في الجسم والحمد لله قد تم الفرز وبقي الجندي السوري العربي الوطني في الجيش يحمي سوريا وأمنها وظهر من لا يريد الأمن في سوريا وانشق عن سوريا وظهر انه لا يحب بلده ولا يريد الاستقرار وخرج عن قسم اليمين العسكري الذي أقسم على حماية وطنه سوريا واهل سوريا.

نقول للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ان المسؤولية كبيرة في تنفيذ المبادرة العربية التي وافقت عليها سوريا، ولكن سوريا ليست دولة مهزومة ولها الحق في تقديم بعض التعديلات على المبادرة العربية بشأن إرسال 500 شخصية عسكرية ومدنية واعلامية كي تنجح المبادرة العربية وتكون الامور منظمة.

المنطقة في خطر إذا لم تنجح المبادرة العربية في حل الامور، وسوريا قوية وستخرج من الازمة اقوى واكثر مناعة، لأن جسم سوريا تعرض لعاصفة هوجاء اسمها المؤامرة عليها، وستسقط المؤامرة وستنتصر سوريا بعزتها وعنفوانها.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-11-18
  • 10851
  • من الأرشيف

المنطقة في خطر

على الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي أن يدرس جيداً التعديلات السورية وأن يجد حلاً للأمر، لأنه لا يجوز إسقاط المبادرة العربية، لقد سقط العالم العربي في تضامنه ولم نعد نتحدث عن وحدته بل نتحدث عن الحد الأدنى من التضامن، لكننا نجد العرب يحاربون العرب ونجد عرباً يحاربون العروبة، ولذلك فالحل في سوريا ضروري عبر الحوار وبداية المسيرة هي المبادرة العربية المطروحة. من يعتقد أنه بسهولة يستطيع إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد هو واهم واهم، لانه لا يعرف قوة هذا النظام والدعم الذي يتمتع به حتى ولو كان هناك عشرات الآلاف ضده، إلا أن الثلاثي الموجود في سورية قيادة وجيشاً وشعباً قادر على إسقاط المؤامرة على سورية وإنقاذها منها والتي ظهرت جلياً على كل الناس، حيث لم تعد المسألة مسألة تظاهرة اطفال مدارس كما تحدث البعض عند بداية الاحداث في درعا، ولم تعد المسألة مسألة تظاهرات تطالب بتغيير النظام او اجراء بعض الاصلاحات، بل اصبحت القضية واضحة، إنها حرب: من سيحكم سوريا، القومية العربية أم الاخوان المسلمون الذين اتفقوا مؤخراً مع اميركا عبر حلف سري جعلهم ينتصرون في مصر وتونس وليبيا ويمكن ان يحصل ذلك في اليمن. أما في سوريا فالصورة باتت جلية وواضحة، فالأمر ليس مسألة تظاهرات، إنما خطة من الاخوان المسلمين للسيطرة بقوة على الدولة ومؤسسات الدولة الضامنة لحقوق المواطنين السوريين، وقد بدا واضحاً أن المخطط دولي وأن كل الدول مشغولة بالأزمة السورية، حتى أن فرنسا وتركيا وقطر والولايات المتحدة لا تصرح إلا عن سوريا والازمة السورية، والواضح جلياً أن هنالك مؤامرة عبر التسليح الذي يأتي الى المنشقين والمسلحين الذين يحاربون النظام السوري. فهل، يا ترى، تقوم قطر وفرنسا بتسليح المتظاهرين في سوريا خدمة للمتظاهرين، ام انها خطة لتدمير سوريا وتدمير النظام العربي واستبداله بحكم الاخوان المسلمين الذين تحالفوا مع أوروبا واميركا اثناء وجودهم في الخارج ولمصلحة اميركية عليا تلتقي في النتيجة مع الخطة الصهيونية ؟ إن اكبر دليل على وجود المؤامرة هي في التصريحات الاسرائيلية الاخيرة التي تقول إن اسرائيل لها مصلحة في وجود النظام السوري. ويأتي هذا الكلام في عز الأزمة السورية ليعطي ذريعة للمتظاهرين ان قوة النظام في سوريا تأتي من اسرائيل، في حين ان الامور معكوسة، فالدولة التي قاتلت اسرائيل ولم تخضع لاميركا في العراق هي سوريا، والدولة الداعمة ضد اسرائيل هي سوريا. وفي الوقت ذاته الدولة التي وافقت على القرارات الدولية التي لا تريدها اسرائيل ولا تنفذها هي سوريا، وما استخدام الاميركيين لبعض التلفزيونات العربية من اجل شن حملات اعلامية على سوريا لتشويه صورتها إلا التأكيد على ان المؤامرة واضحة وتهدف لاسقاط النظام العربي في سوريا وتسليم الاخوان المسلمين النظام، حتى ان المؤامرة الان اصبحت واضحة أكثر وأكثر عبر قيام المسلحين بمهاجمة معاقل الجيش السوري ومراكز المخابرات والامن التي تحمي المواطنين. سوريا كانت الدولة الأكثر أمناً واستقراراًَ في العالم وكانت مثالاً لذلك، وجاءت خطة الاخوان المسلمين لتعلن ان سوريا غير آمنة وغير مستقرة من دون موافقة الاخوان المسلمين. وسوريا اليوم يحاول الاخوان المسلمون اخذها رهينة لفرض شروطهم على تغيير النظام العربي فيها واستبداله بنظامهم الذي لم يحارب اسرائيل مرة واحدة. ولم نشهد عملية واحدة من الاخوان المسلمين ضد اسرائيل على مدى 50 عاماً، في حين ان سوريا العربية قاتلت في حروب عديدة اسرائيل ودعمت على مدى السنوات الـ 40 الماضية حركات التحرر والمقاومة ضد اسرائيل. سوريا قوية، سوريا عزيزة، سوريا منيعة، والرئيس الأسد يعرف تماماً هذا الواقع ولا يخاف من الاملاءات وتهديدات الدول عليه والجيش السوري، جيش منضبط واصبح اكثر قوة بعد خروج بعض المنشقين منه، لأنهم كانوا مثل السمّ في الجسم والحمد لله قد تم الفرز وبقي الجندي السوري العربي الوطني في الجيش يحمي سوريا وأمنها وظهر من لا يريد الأمن في سوريا وانشق عن سوريا وظهر انه لا يحب بلده ولا يريد الاستقرار وخرج عن قسم اليمين العسكري الذي أقسم على حماية وطنه سوريا واهل سوريا. نقول للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ان المسؤولية كبيرة في تنفيذ المبادرة العربية التي وافقت عليها سوريا، ولكن سوريا ليست دولة مهزومة ولها الحق في تقديم بعض التعديلات على المبادرة العربية بشأن إرسال 500 شخصية عسكرية ومدنية واعلامية كي تنجح المبادرة العربية وتكون الامور منظمة. المنطقة في خطر إذا لم تنجح المبادرة العربية في حل الامور، وسوريا قوية وستخرج من الازمة اقوى واكثر مناعة، لأن جسم سوريا تعرض لعاصفة هوجاء اسمها المؤامرة عليها، وستسقط المؤامرة وستنتصر سوريا بعزتها وعنفوانها.    

المصدر : الديار /شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة