أكدت مصادر سياسية سورية لـصحيفة "القدس العربي" أن المواجهة بين الدوحة ودمشق ذاهبة إلى مزيد من الاصطدام بعد أن أدركت القيادة السورية أن نظيرتها القطرية تسعى لفرض واقع مناوئ لدمشق بأي شكل ومها كلف الأمر.

وتضيف المصادر: "لا مجال للياقة السياسية من قبل سورية بعد ما جرى في اجتماع الجامعة العربية الأخير على مستوى وزراء الخارجية".

المصادر ذاتها تقول أيضاً أن قرار دمشق المشاركة في هذا الاجتماع تحديداً ممثلة بشخص سفيرها يوسف أحمد وليس عبر وزير خارجيتها وليد المعلم كان لأسباب تتصل بعلم دمشق بأنها ستخوض مواجهة حامية مع عدد من الدول الخليجية وفي مقدمتها دولة قطر، وتزيد تلك المصادر بأن شخصية السفير أحمد كانت الخيار الأفضل في مواجهة عنيفة من هذا النوع لا سيما إذا نظرنا إلى فحوى كلمة السفير أحمد التي كانت حادة ومباشرة وهجومية جداً.

مضافاً إلى ذلك وفق قول المصادر السياسية السورية ـ نبرة صوت السفير أحمد وتقاطيعه الغاضبة وخبرته الطويلة في أروقة الجامعة العربية وآلية السجالات التي تنشب فيها عادة، وذكّرت المصادر بأن معظم مواجهات دمشق مع دول عربية في اجتماعات سابقة كان بطلها السفير يوسف أحمد وكان من بينها سجال عنيف بينه وبين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز.

السفير يوسف أحمد معتاد على المناكفات السياسية، وخلال اجتماع مجلس الجامعة العربية السابق الذي حضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بقي يوسف أحمد جالساً على كرسيه عندما دخل أردوغان ولم يقف ورتب أموره لإجراء مكالمة هاتفية مع لحظة دخول أردوغان في إظهار منه إلى أنه غير مهتم إطلاقاً بدخول أردوغان وسط تصفيق ممن كان حاضراً حينها في قاعة الاجتماعات.

مصادر أخرى مقربة من السفير يوسف أحمد كشفت لـ "القدس العربي" بعضاً من السجال الحاد الذي دار بين الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والسفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم في القاهرة، حيث بادر الشيخ حمد بالقول نحن رفضنا التدخل الخارجي في سورية فرد عليه السفير أحمد: "جاء متأخراً بعد الفيتو الروسي الصيني الذي أنهى المسألة"، ثم قال الشيخ حمد: "أنهينا موضوع تعليق عضوية سورية في الجامعة"، فرد يوسف أحمد: "سورية ليست ليبيا وأنا كمندوب أعرف عملي جيداً.. اقرؤوا ميثاق الجامعة، تعليق العضوية أو الطرد من الجامعة يحتاج لإجماع عربي باستثناء البلد الذي يُدرس وضعه، وأنتم تعرفون أن هذا غير متوفر لديكم". وأضاف السفير أحمد: "الخطأ الذي حصل في ليبيا لا يمكن تكراره في سورية لأنكم عندما اتخذتم قرار ليبيا أنا لم أكن حاضراً، ولو كنت حاضراً لما سمحت لكم باتخاذ القرار"، فردّ رئيس الوزراء القطري: "الخطأ يمكن أن يكرَّس"، فرد السفير السوري: "لا يمكن أن يكون على سورية، لأن سورية دولة أساسية ومؤسسة في الجامعة، وعندما شاركت سورية في تأسيس الجامعة كانت بعض الدول لم تأخذ اسمها أو شكلها الجغرافي بعد"، وأضاف: "الجامعة بلا سورية ومصر هي بلا معنى".

وبخصوص اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية التي تم تشكيلها برئاسة قطر، فإن من بين ما قاله السفير السوري للوزير القطري أن سورية تريد لجنة صادقة وهي توافق على كل أعضائها باستثناء قطر، وأضاف مخاطباً الوزير القطري: "أنت وقطر متورطون بما يجري على الأرض السورية وتتحملون مسؤولية سيل الدماء التي تجري، ويكفينا الدور التحريضي الذي يقوم به إعلام دولة قطر في تحريض المجموعات الإرهابية في سورية".

  • فريق ماسة
  • 2011-10-18
  • 9807
  • من الأرشيف

السفير يوسف الأحمد يكبح جماح قطر..لوكنت موجود لما سمحت لكم باتخاذ القرار ضد ليبيا ورفضكم التدخل الأجنبي في سورية جاء بعد الفيتو الروسي الصيني

  أكدت مصادر سياسية سورية لـصحيفة "القدس العربي" أن المواجهة بين الدوحة ودمشق ذاهبة إلى مزيد من الاصطدام بعد أن أدركت القيادة السورية أن نظيرتها القطرية تسعى لفرض واقع مناوئ لدمشق بأي شكل ومها كلف الأمر. وتضيف المصادر: "لا مجال للياقة السياسية من قبل سورية بعد ما جرى في اجتماع الجامعة العربية الأخير على مستوى وزراء الخارجية". المصادر ذاتها تقول أيضاً أن قرار دمشق المشاركة في هذا الاجتماع تحديداً ممثلة بشخص سفيرها يوسف أحمد وليس عبر وزير خارجيتها وليد المعلم كان لأسباب تتصل بعلم دمشق بأنها ستخوض مواجهة حامية مع عدد من الدول الخليجية وفي مقدمتها دولة قطر، وتزيد تلك المصادر بأن شخصية السفير أحمد كانت الخيار الأفضل في مواجهة عنيفة من هذا النوع لا سيما إذا نظرنا إلى فحوى كلمة السفير أحمد التي كانت حادة ومباشرة وهجومية جداً. مضافاً إلى ذلك وفق قول المصادر السياسية السورية ـ نبرة صوت السفير أحمد وتقاطيعه الغاضبة وخبرته الطويلة في أروقة الجامعة العربية وآلية السجالات التي تنشب فيها عادة، وذكّرت المصادر بأن معظم مواجهات دمشق مع دول عربية في اجتماعات سابقة كان بطلها السفير يوسف أحمد وكان من بينها سجال عنيف بينه وبين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز. السفير يوسف أحمد معتاد على المناكفات السياسية، وخلال اجتماع مجلس الجامعة العربية السابق الذي حضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بقي يوسف أحمد جالساً على كرسيه عندما دخل أردوغان ولم يقف ورتب أموره لإجراء مكالمة هاتفية مع لحظة دخول أردوغان في إظهار منه إلى أنه غير مهتم إطلاقاً بدخول أردوغان وسط تصفيق ممن كان حاضراً حينها في قاعة الاجتماعات. مصادر أخرى مقربة من السفير يوسف أحمد كشفت لـ "القدس العربي" بعضاً من السجال الحاد الذي دار بين الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والسفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم في القاهرة، حيث بادر الشيخ حمد بالقول نحن رفضنا التدخل الخارجي في سورية فرد عليه السفير أحمد: "جاء متأخراً بعد الفيتو الروسي الصيني الذي أنهى المسألة"، ثم قال الشيخ حمد: "أنهينا موضوع تعليق عضوية سورية في الجامعة"، فرد يوسف أحمد: "سورية ليست ليبيا وأنا كمندوب أعرف عملي جيداً.. اقرؤوا ميثاق الجامعة، تعليق العضوية أو الطرد من الجامعة يحتاج لإجماع عربي باستثناء البلد الذي يُدرس وضعه، وأنتم تعرفون أن هذا غير متوفر لديكم". وأضاف السفير أحمد: "الخطأ الذي حصل في ليبيا لا يمكن تكراره في سورية لأنكم عندما اتخذتم قرار ليبيا أنا لم أكن حاضراً، ولو كنت حاضراً لما سمحت لكم باتخاذ القرار"، فردّ رئيس الوزراء القطري: "الخطأ يمكن أن يكرَّس"، فرد السفير السوري: "لا يمكن أن يكون على سورية، لأن سورية دولة أساسية ومؤسسة في الجامعة، وعندما شاركت سورية في تأسيس الجامعة كانت بعض الدول لم تأخذ اسمها أو شكلها الجغرافي بعد"، وأضاف: "الجامعة بلا سورية ومصر هي بلا معنى". وبخصوص اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية التي تم تشكيلها برئاسة قطر، فإن من بين ما قاله السفير السوري للوزير القطري أن سورية تريد لجنة صادقة وهي توافق على كل أعضائها باستثناء قطر، وأضاف مخاطباً الوزير القطري: "أنت وقطر متورطون بما يجري على الأرض السورية وتتحملون مسؤولية سيل الدماء التي تجري، ويكفينا الدور التحريضي الذي يقوم به إعلام دولة قطر في تحريض المجموعات الإرهابية في سورية".

المصدر : القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة