ازداد الغموض حول مصير صفقة التبادل أمس بعد خلافات بين اسرائيل وحماس على آليات تنفيذ الصفقة، وعدد الأسيرات اللواتي سيفرج عنهن. وبرغم ذلك تستعد عائلات المحررين لاحتفالات كبرى موحدة بين جميع الفصائل في الضفة الغربية وقطاع غزة لاستقبال أسرى لم يكن في الحسبان يوما أنهم سيغادرون الزنازين يوم غد الثلاثاء.

وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين احد الفصائل التي أسرت الجندي جلعاد شاليت، لـ«السفير»، إنه «حتى اللحظة نحن نقول إننا ملتزمون بتسليم شاليت في مقابل إطلاق ٤٥٠ اسيرا في المرحلة الأولى من بينهم جميع الأسيرات». وأضاف» عندما وقعنا الصفقة قلنا إن أي فلسطينية يتم توقيفها قبل التنفيذ يطلق سراحها عند التنفيذ، ولم نحدد أعدادا، وأي تغيرات من قبل الاحتلال تهدد بالغاء الصفقة».

وكانت أنباء ترددت أن إسرائيل ستفرج عن ٢٧ أسيرة فقط شملهنّ الاتفاق، فيما اكدت وزارة الأسرى في رام الله ان الاتفاق استثنى ٩ اسيرات حيث العدد الأصلي للنساء المعتقلات ٣٥.

وأكد أبو مجاهد أن اللمسات النهائية للتسليم وضعت: «في اللحظة التي تصل فيها الحافلات المحمله بالأسرى المحررين إلى مصر، والضفة الغربية، من دون أي إخلال بالأسماء التي نشرت في القوائم، يتم تسليم شاليت للجانب المصري بطريقة سرية لا يمكن الافصاح عنها».

وكانت إسرائيل قالت إنها ستتسلم شاليت من قبل الصليب الاحمر وهو ما رفضه ابو مجاهد، وقال إن الجندي سينقل إلى مصر وسيسلم اليها سرا «فنحن نخشى خطفه من قبل إسرائيل خلال عملية التسليم».

واعلن ابو مجاهد ان جميع الفصائل الفلسطينية سترتب احتفالا مركزيا في قطاع غزة لاستقبال المحررين «في عرس فلسطين، وفي عرس المقاومة التي ستظل تتبنى نهج خطف المزيد من جنود الاحتلال كوسيلة وحيده لتبييض السجون».

ورفض ابو مجاهد الاتهامات التي وجهت للفصائل آسرة الجندي شاليت حول تقديم تنازلات لاتمام الصفقه قائلا» الاحتلال كان يصر على ابعاد ٢٠٠ من اصحاب المؤبد ونحن قبلنا بابعاد ٤٠ فقط، وهو كان لا يريد سوى إطلاق ٤٠ من اصحاب المؤبد ونحن رفعنا العدد إلى ٣١٥، وكنا نريد الافراج عن ٥٠ اسيرا هم جميع قيادات الحركة الاسيرة والمحتل وافق على ٤٣، وهو كان يرفض الافراج عن اسرى من القدس، ومناطق ٤٨ ونحن اصررنا وهذه كلها انجازات للمقاومه».

ووجه ابو مجاهد تحية لمن استشهد من آسري الجندي شاليت قائلا» أقول لمن أوصلونا لهذا العرس، لولاكم لما حققنا هذا النصر، وهم حامد الرنتيسي، محمد فروانه، ابو العوض النيرب، عماد حماد، هشام ابو نصيرة، واشرف المعشر».

وتنظم الفصائل الفلسطينية غدا احتفالات لاستقبال الأسرى على معبر رفح في غزة، وأمام معتقل عوفر في رام الله، وفي بلدة كوبر في المدينة، حيث يستقبل الاسيران المحرران عميدا الاسرى الفلسطينين فخري ونائل البرغوثي.

وقالت ام عاصف البرغوثي، ابنة شقيقة الاسير نائل لـ«السفير» «نحن حاليا في حالة ارتباك، فلدينا اكثر من ٢٠ اسيرا من عائلتنا في السجن، بعضهم سيخرج، بعضهم معتقل، منهم زوجي عمر شقيق فخري». اضافت «لا اعرف ماذا سأقول فأنا من شدة الفرحة سأابكي لآن نائل وفخري سيخرجان، وفي الوقت ذاته حزينة لان البقية لن يخرجوا ولأن جاسر ابن عمي سيبعد الى غزةم».

اضافت ام عاصف «الآن سنعيش اللحظه نحن قسمنا عائلتنا للجان، بعضنا يرتب لمهرجان، وبعضنا يرتب لمراسم الاستقبال والضيافة، نحن حاليا نعيش لحظات لا يمكن وصفها، لحظات مشاعر مختلطة، لكننا لا شك نعيش حالة فرح هيستيرية».

من جهته قال هادي البرغوثي ابن عميد الاسرى الفلسطينين فخري لـ«السفير»: «لا يمكن لي الحديث عن مشاعري، فأنا لا أعرف والدي، واني انتظر خروجه لحظة بلحظة لكي أعيش معه حياة طبيعية».

وكان هادي رأى والده للمرة الأولى حين تم اعتقاله عام ٢٠٠٢ حيث كان عمر الابن ٢١ عاما، وبعد سنتين عاشها معه في الزنزانة خرج هادي على أمل أن يطلق سراح والده. وقال «نحن ننتظره بفارغ الصبر، انتظره وانا خائف، فعمليا لست اصدق ما يجري، وسأظل اكذب ان ابي سيخرج حتى اراه بيننا هنا».

في الاثناء أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمرا احترازيا ضد صفقة تبادل الأسرى لدراسة التماس لمنع تنفيذ الصفقة وإعطاء الوقت الكافي لأهالي من تضرروا من الأسرى لفحص أسماء الأسرى. ولم يسبق للمحكمة أن منعت اي صفقة في السابق باعتبار ان الموضوع سياسي وليس قانونيا.

  • فريق ماسة
  • 2011-10-16
  • 10996
  • من الأرشيف

«ألوية الناصر» تحذر إسرائيل من أي التفاف على الاتفاق ... استعدادات شعبية لاستقبال الأسرى المحررين غداً

ازداد الغموض حول مصير صفقة التبادل أمس بعد خلافات بين اسرائيل وحماس على آليات تنفيذ الصفقة، وعدد الأسيرات اللواتي سيفرج عنهن. وبرغم ذلك تستعد عائلات المحررين لاحتفالات كبرى موحدة بين جميع الفصائل في الضفة الغربية وقطاع غزة لاستقبال أسرى لم يكن في الحسبان يوما أنهم سيغادرون الزنازين يوم غد الثلاثاء. وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين احد الفصائل التي أسرت الجندي جلعاد شاليت، لـ«السفير»، إنه «حتى اللحظة نحن نقول إننا ملتزمون بتسليم شاليت في مقابل إطلاق ٤٥٠ اسيرا في المرحلة الأولى من بينهم جميع الأسيرات». وأضاف» عندما وقعنا الصفقة قلنا إن أي فلسطينية يتم توقيفها قبل التنفيذ يطلق سراحها عند التنفيذ، ولم نحدد أعدادا، وأي تغيرات من قبل الاحتلال تهدد بالغاء الصفقة». وكانت أنباء ترددت أن إسرائيل ستفرج عن ٢٧ أسيرة فقط شملهنّ الاتفاق، فيما اكدت وزارة الأسرى في رام الله ان الاتفاق استثنى ٩ اسيرات حيث العدد الأصلي للنساء المعتقلات ٣٥. وأكد أبو مجاهد أن اللمسات النهائية للتسليم وضعت: «في اللحظة التي تصل فيها الحافلات المحمله بالأسرى المحررين إلى مصر، والضفة الغربية، من دون أي إخلال بالأسماء التي نشرت في القوائم، يتم تسليم شاليت للجانب المصري بطريقة سرية لا يمكن الافصاح عنها». وكانت إسرائيل قالت إنها ستتسلم شاليت من قبل الصليب الاحمر وهو ما رفضه ابو مجاهد، وقال إن الجندي سينقل إلى مصر وسيسلم اليها سرا «فنحن نخشى خطفه من قبل إسرائيل خلال عملية التسليم». واعلن ابو مجاهد ان جميع الفصائل الفلسطينية سترتب احتفالا مركزيا في قطاع غزة لاستقبال المحررين «في عرس فلسطين، وفي عرس المقاومة التي ستظل تتبنى نهج خطف المزيد من جنود الاحتلال كوسيلة وحيده لتبييض السجون». ورفض ابو مجاهد الاتهامات التي وجهت للفصائل آسرة الجندي شاليت حول تقديم تنازلات لاتمام الصفقه قائلا» الاحتلال كان يصر على ابعاد ٢٠٠ من اصحاب المؤبد ونحن قبلنا بابعاد ٤٠ فقط، وهو كان لا يريد سوى إطلاق ٤٠ من اصحاب المؤبد ونحن رفعنا العدد إلى ٣١٥، وكنا نريد الافراج عن ٥٠ اسيرا هم جميع قيادات الحركة الاسيرة والمحتل وافق على ٤٣، وهو كان يرفض الافراج عن اسرى من القدس، ومناطق ٤٨ ونحن اصررنا وهذه كلها انجازات للمقاومه». ووجه ابو مجاهد تحية لمن استشهد من آسري الجندي شاليت قائلا» أقول لمن أوصلونا لهذا العرس، لولاكم لما حققنا هذا النصر، وهم حامد الرنتيسي، محمد فروانه، ابو العوض النيرب، عماد حماد، هشام ابو نصيرة، واشرف المعشر». وتنظم الفصائل الفلسطينية غدا احتفالات لاستقبال الأسرى على معبر رفح في غزة، وأمام معتقل عوفر في رام الله، وفي بلدة كوبر في المدينة، حيث يستقبل الاسيران المحرران عميدا الاسرى الفلسطينين فخري ونائل البرغوثي. وقالت ام عاصف البرغوثي، ابنة شقيقة الاسير نائل لـ«السفير» «نحن حاليا في حالة ارتباك، فلدينا اكثر من ٢٠ اسيرا من عائلتنا في السجن، بعضهم سيخرج، بعضهم معتقل، منهم زوجي عمر شقيق فخري». اضافت «لا اعرف ماذا سأقول فأنا من شدة الفرحة سأابكي لآن نائل وفخري سيخرجان، وفي الوقت ذاته حزينة لان البقية لن يخرجوا ولأن جاسر ابن عمي سيبعد الى غزةم». اضافت ام عاصف «الآن سنعيش اللحظه نحن قسمنا عائلتنا للجان، بعضنا يرتب لمهرجان، وبعضنا يرتب لمراسم الاستقبال والضيافة، نحن حاليا نعيش لحظات لا يمكن وصفها، لحظات مشاعر مختلطة، لكننا لا شك نعيش حالة فرح هيستيرية». من جهته قال هادي البرغوثي ابن عميد الاسرى الفلسطينين فخري لـ«السفير»: «لا يمكن لي الحديث عن مشاعري، فأنا لا أعرف والدي، واني انتظر خروجه لحظة بلحظة لكي أعيش معه حياة طبيعية». وكان هادي رأى والده للمرة الأولى حين تم اعتقاله عام ٢٠٠٢ حيث كان عمر الابن ٢١ عاما، وبعد سنتين عاشها معه في الزنزانة خرج هادي على أمل أن يطلق سراح والده. وقال «نحن ننتظره بفارغ الصبر، انتظره وانا خائف، فعمليا لست اصدق ما يجري، وسأظل اكذب ان ابي سيخرج حتى اراه بيننا هنا». في الاثناء أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمرا احترازيا ضد صفقة تبادل الأسرى لدراسة التماس لمنع تنفيذ الصفقة وإعطاء الوقت الكافي لأهالي من تضرروا من الأسرى لفحص أسماء الأسرى. ولم يسبق للمحكمة أن منعت اي صفقة في السابق باعتبار ان الموضوع سياسي وليس قانونيا.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة