تحدث رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في ورشة عمل عن السياسة الخارجية التركية ومواضيع أخرى، في وقت انتقدت بعض الأقلام ما روّج عن دور تركي في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.

ففي «قيزلجه حمام» حيث يعقد حزب العدالة والتنمية خلوة عمل لعدة أيام، انتقد اردوغان بشدة الاتحاد الأوروبي لموقفه من القضية القبرصية. وقال إن القضية القبرصية هي مسألة شرف لدى الاتحاد الأوروبي، والتنقيب عن النفط يخرّب الوصول إلى حل. وأضاف انه «لا يحق لأحد أن يدّعي أن له الحق بالاستفادة من ثروات الجزيرة بمفرده. والقبارصة اليونانيون هم الذي يهربون من الحل».

واعتبر اردوغان أن تدليل الاتحاد الأوروبي للقبارصة اليونانيين هو لطخة سوداء يجب على الاتحاد أن يتحرر منها. وانتقد الاتحاد الأوروبي الذي يلغي تأشيرة الدخول مع البرازيل وبوليفيا، فيما يمنعها عن الأتراك. وتساءل «ما علاقة البرازيل وبوليفيا بالاتحاد؟».

وتطرق اردوغان في كلمته إلى موضوعات اجتماعية، مشيرا إلى مسألة رفع الضرائب على سلع كمالية. فقال انه ماذا يضر لو امتنع الناس عن شراء السيارات المرتفعة الثمن واستعاضوا عنها بسيارات «فيات» أو «فولس فاكن»؟. وماذا يحصل لو امتنع الناس عن التدخين. وخاطب أعضاء الحزب قائلا «أخي إذا امتنعت عن التدخين ما الذي سيحصل؟ وإذا شربت القليل من الكحول ما الذي سيحصل؟». وأضاف انه إذا لم يتم تخفيض الاستهلاك فإن مسألة شد الحزام ستكون حتمية. وتابع «إذا لم نربط الحمار بوتد صلب فقد نتحول إلى يونان ثانية».

وعلى صعيد آخر متصل بالحديث عن دور تركي في عملية تبادل الأسرى، كتبت نوراي ميرت في صحيفة «راديكال» منتقدة «تضخيم» الدور التركي في العملية. وقالت إن البعض في تركيا أشار عن قصد إلى هذا الموضوع من خلال القول انه «انتصار للدور التركي الوسيط».

وتقول الكاتبة انه لا فائدة لتركيا من تضخيم دورها، إذ أن هذا يمنع رؤية الأمور على حقائقها. وتضيف أن الربيع العربي أطلق من جديد دور مصر سواء في المصالحة بين فتح وحماس أو في إتمام عملية تبادل الأسرى. وقالت إن عملية التبادل كانت نتيجة دور مصر والاستخبارات الألمانية وليس لتركيا أي دور. فكل المعلومات تلتقي عند الدور المركزي الذي قام به الوسيط الألماني غيرهارد كونراد الذي قام سابقا بأدوار مشابهة، ولا سيما بين إسرائيل و«حزب الله» في صفقة تبادل الأسرى عام 2008 مقابل الأسير الأشهر سمير القنطار.

وتتطرق الكاتبة إلى أهمية النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين في مصر واحتمال وصولهم إلى السلطة في التأثير على حركة حماس التي تتهيأ لنقل قيادتها من دمشق إلى القاهرة، بعدما لم تمض في نقلها إلى الدوحة. وقالت ميرت «إن التحولات التي تحدث في المنطقة، وتغير موازين القوى قد لا تسمح بالجزم في ما إذا كانت تركيا، التي ارتفعت حساسيتها إزاء القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، ستواصل سياسة الدفاع عنها كما يجب. وإذا لم تسر أمور تركيا في سوريا كما ترغب فقد نجد من جديد أصواتا في تركيا تشير إلى غدر العرب وطعنهم في الظهر». وقالت إن عدم تصرف تركيا بالشكل المطلوب تجاه قضايا المنطقة قد يكون سببا في نشوء مشكلات كثيرة.

  • فريق ماسة
  • 2011-10-16
  • 9549
  • من الأرشيف

هل تركيا هي التي أنقذت شاليت؟

تحدث رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في ورشة عمل عن السياسة الخارجية التركية ومواضيع أخرى، في وقت انتقدت بعض الأقلام ما روّج عن دور تركي في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت. ففي «قيزلجه حمام» حيث يعقد حزب العدالة والتنمية خلوة عمل لعدة أيام، انتقد اردوغان بشدة الاتحاد الأوروبي لموقفه من القضية القبرصية. وقال إن القضية القبرصية هي مسألة شرف لدى الاتحاد الأوروبي، والتنقيب عن النفط يخرّب الوصول إلى حل. وأضاف انه «لا يحق لأحد أن يدّعي أن له الحق بالاستفادة من ثروات الجزيرة بمفرده. والقبارصة اليونانيون هم الذي يهربون من الحل». واعتبر اردوغان أن تدليل الاتحاد الأوروبي للقبارصة اليونانيين هو لطخة سوداء يجب على الاتحاد أن يتحرر منها. وانتقد الاتحاد الأوروبي الذي يلغي تأشيرة الدخول مع البرازيل وبوليفيا، فيما يمنعها عن الأتراك. وتساءل «ما علاقة البرازيل وبوليفيا بالاتحاد؟». وتطرق اردوغان في كلمته إلى موضوعات اجتماعية، مشيرا إلى مسألة رفع الضرائب على سلع كمالية. فقال انه ماذا يضر لو امتنع الناس عن شراء السيارات المرتفعة الثمن واستعاضوا عنها بسيارات «فيات» أو «فولس فاكن»؟. وماذا يحصل لو امتنع الناس عن التدخين. وخاطب أعضاء الحزب قائلا «أخي إذا امتنعت عن التدخين ما الذي سيحصل؟ وإذا شربت القليل من الكحول ما الذي سيحصل؟». وأضاف انه إذا لم يتم تخفيض الاستهلاك فإن مسألة شد الحزام ستكون حتمية. وتابع «إذا لم نربط الحمار بوتد صلب فقد نتحول إلى يونان ثانية». وعلى صعيد آخر متصل بالحديث عن دور تركي في عملية تبادل الأسرى، كتبت نوراي ميرت في صحيفة «راديكال» منتقدة «تضخيم» الدور التركي في العملية. وقالت إن البعض في تركيا أشار عن قصد إلى هذا الموضوع من خلال القول انه «انتصار للدور التركي الوسيط». وتقول الكاتبة انه لا فائدة لتركيا من تضخيم دورها، إذ أن هذا يمنع رؤية الأمور على حقائقها. وتضيف أن الربيع العربي أطلق من جديد دور مصر سواء في المصالحة بين فتح وحماس أو في إتمام عملية تبادل الأسرى. وقالت إن عملية التبادل كانت نتيجة دور مصر والاستخبارات الألمانية وليس لتركيا أي دور. فكل المعلومات تلتقي عند الدور المركزي الذي قام به الوسيط الألماني غيرهارد كونراد الذي قام سابقا بأدوار مشابهة، ولا سيما بين إسرائيل و«حزب الله» في صفقة تبادل الأسرى عام 2008 مقابل الأسير الأشهر سمير القنطار. وتتطرق الكاتبة إلى أهمية النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين في مصر واحتمال وصولهم إلى السلطة في التأثير على حركة حماس التي تتهيأ لنقل قيادتها من دمشق إلى القاهرة، بعدما لم تمض في نقلها إلى الدوحة. وقالت ميرت «إن التحولات التي تحدث في المنطقة، وتغير موازين القوى قد لا تسمح بالجزم في ما إذا كانت تركيا، التي ارتفعت حساسيتها إزاء القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، ستواصل سياسة الدفاع عنها كما يجب. وإذا لم تسر أمور تركيا في سوريا كما ترغب فقد نجد من جديد أصواتا في تركيا تشير إلى غدر العرب وطعنهم في الظهر». وقالت إن عدم تصرف تركيا بالشكل المطلوب تجاه قضايا المنطقة قد يكون سببا في نشوء مشكلات كثيرة.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة