دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اعتقلت الشرطة الامريكية في مدينة بوسطن اليوم 129 من المتظاهرين الامريكيين ضد سياسة وول ستريت في أكبر حملة اعتقالاتحركة الاحتجاجات بدأت في نيويورك وامتدت لواشنطن وولايات أخرى (رويترز) للشرطة منذ بدء حركة المتظاهرين في أيلول الماضي.
ونقلت ا ف ب عن متحدث باسم شرطة بوسطن قوله في اتصال هاتفي ان غالبية المعتقلين اتهموا بالتجمع غير القانوني فيما قال المتظاهرون ان الخيم التي اقاموها في حديقة روز كينيدي انتزعت والقي باغراضهم في صناديق القمامة.
ووصفت إحدى المتظاهرات في تصريح لقناة محلية الاعتقالات وتصرفات رجال الشرطة الامريكية بأنها غير مقبولة .
واقتحم عشرات المتظاهرين الذين يعتصمون منذ الخميس الماضي في إحدى ساحات العاصمة الأميركية واشنطن مبنى تابعا لمجلس الشيوخ لفترة وجيزة قبل أن تخرجهم الشرطة منه.
وذكرت ا ف ب أن المتظاهرين اقتحموا فناء /هارت بيلدينغ/ أحد الأبنية الملحقة بمجلس الشيوخ وهم يهتفون: لقد ربحنا مؤكدين أنهم أقفلوا المكاتب بحسب شعارات ظهرت على شريط فيديو تم بثه على الموقع الالكتروني لحركة /أوقفوا الآلة.. أبنوا عالما جديدا/ بينما اعتقل شخصان بحسب مصور الشريط.
من جهته قال لين بولغر الضابط السابق في البحرية الأميركية ونائب رئيس منظمة المحاربين القدامى من أجل السلام: نحن المتحدثون باسمكم.. نحن الـ 99 بالمئة نحن ضد الحرب.
يذكر أن حركة /أوقفوا الآلة/ التي تضم مناهضين للرأسمالية ومن انصار البيئة ومحاربين قدامى تعتصم منذ الخميس في ساحة /فريدوم بلازا/ القريبة من البيت الأبيض على حين يضم تجمع ثان تلبية لدعوة منظمة /احتلوا دي سي/ المنظمة الشقيقة لحركة /احتلوا وول ستريت/ ناشطين أصغر سنا في ساحة ماكفيرسون في وسط العاصمة أيضا منذ الأول من تشرين الأول الجاري.
وكانت حملة /احتلوا وول ستريت/ حددت السبت المقبل موعدا للتحرك ضد المصارف ودعت إلى توجيه الاحتجاجات ضد ما يعتبره المحتجون /ظلما اجتماعيا/ نتيجة النظام المالي في الولايات المتحدة.
في سياق متصل قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال للكاتب روبرت صامويلسون إن المظاهرات الاحتجاجية ضد وول ستريت تعد حركة شاملة ضد غياب المساواة الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكية مؤكدة أن عدم المساواة يعد صدعا سياسيا جديدا في الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة في مقالها اليوم أن رد الفعل العنيف ضد الأغنياء في الولايات المتحدة يشكل البداية وليس نهاية المطاف مشيرة إلى إن السياسيين الليبراليين والأكاديميين والمثقفين ظلوا ينتقدون طويلا نمو التفاوت المالي في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن الأميركيين يصنفون أغنياءهم في مجموعتين الأولى مجموعة المستحقين مثل أولئك الذين حققوا إنجازات تقنية بارزة وآخرين أداروا مؤسسات ناجحة أو برعوا في وظائف معينة مثل القضاء والترفيه والرياضة والثانية مجموعة غير المستحقين وهم الأغنياء الذين نجحوا بفضل أعمال لا تملك قيمة اجتماعية كبيرة.
وبينت الصحيفة أن ما يحدث الآن في وول ستريت يعود إلى أن معظم الأغنياء مصنفون في خانة غير المستحقين ويتلقون التوبيخ بسبب الأزمة المالية.
وأشارت الصحيفة الى انه أثناء الازدهار المالي في تسعينيات القرن الماضي كشف استطلاع للرأي في حينه أن الأميركيين ينظرون إلى أفراد مجتمع وول ستريت على انهم نزيهون وأخلاقيون أكثر من الآخرين إلا ان هذه النسبة تراجعت كثيرا في الوقت الراهن ولم يبق سوى 26 بالمئة يحملون هذه النظرة بينما يقول ثلثا المشاركين في استطلاعات مماثلة في الوقت الراهن إن أكثر الناجحين في وول ستريت يحصلون على رواتب مرتفعة جدا.
وأكدت الصحيفة وجود ثلاثة أصناف للتفاوت المالي في الولايات المتحدة فالأول يمثل مرحلة الزيادة المذهلة من عام 1945 إلى أواخر 1970 حيث قدر الاقتصاديان إيمانويل سايز وبيكتي توماس أن أغنى 10 بالمئة من الأميركيين يستحوذون على ما بين 33 و35 بالمئة من إجمالي الدخل بما في ذلك مكاسب رأس المال معظمها كانت أرباح الأسهم مضيفة انه بحلول عام 2007 ارتفعت الحصة إلى 50 بالمئة وذهبت معظم المكاسب إلى 1 بالمئة من الأغنياء فقط حيث ارتفع نصيب هذه الفئة من نحو 10 بالمئة عام 1980 إلى 24 بالمئة عام 2007.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصنف الثاني يتعلق بظاهرة عالمية إذ وجدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفق دراسة أجريت عام 2008 أن التفاوت زاد في 17 من أصل 22 بلدا على مدى عقدين من الزمن على الرغم من أن الظروف تختلف بشكل كبير بين دولة وأخرى.
وتحدثت الصحيفة عن وجود العديد من النظريات حول سبب زيادة التفاوت فقالت إنه رغم عدم وجود توافق في الآراء فإن التقنيات الجديدة تكافئ ذوي المهارات العالية والعولمة تخفض رواتب عمال المصانع كما أن تآكل قوة النقابات يؤدي إلى النتيجة نفسها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة