دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شيع عشرات الآلاف أمس جثمان المعارض الكردي مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة في مدينة القامشلي بإطلاق النار عليه، وعلى حين اتهمت الجهات الحكومية «مجموعات إرهابية مسلحة» بتنفيذ الجريمة
ووصفت تمو بأنه معارض «وطني»، لم تستبعد المبادرة الوطنية لأكراد سورية أن تكون المخابرات التركية وراء هذه الجريمة، أما أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية فقد فضلت التريث قبل توجيه الاتهام إلى أي طرف، محذرة الوقت ذاته من أهداف هذه الجريمة التي تريد «إثارة القلاقل والفتن وإلى ضرب استقرار محافظة الحسكة»، حالها في ذلك حال هيئة التنسيق الوطنية المعارضة. وقال رئيس المبادرة الوطنية عمر أوسي في مقابلة مع الفضائية السورية: إن «مشعل تمو خسارة للأكراد ولسورية، واغتاليه يأتي في إطار المؤامرة الرامية إلى استهداف الشخصيات المعروفة لافتعال فتنة بين الشريحة الكردية والسلطة»، مشدداً على أن الشعب الكردي «لن تنطلي عليه هذه المؤامرة ولن ينجر إلى التمرد والتخريب». وأضاف: «من غير المستبعد أن تكون أجهزة استخبارات بعض دول الجوار ومنها الاستخبارات التركية تقف وراء هذه الجريمة».
واعتبرت المعارضة من جهتها «الجريمة» بأنها «تشكل منعطفاً خطيراً في النضال الوطني الديمقراطي»، وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي حسن عبد العظيم: إن هذه الجريمة «تؤسس لتداعيات لما نحذر منه من إثارة النعرات العرقية والطائفية والمذهبية التي تذهب بالثورة ونضالها الوطني الديمقراطي»، مطالباً بـ«الكشف عن الفاعلين وإنزال أقصى العقاب بهم».
وطالب عبد العظيم السلطات بإيقاف الحل الأمني العسكري وقال: «نوجه رسالة واضحة للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بأن دورة العنف المتواصلة والحلول الأمنية العسكرية تجر البلد والوطن نحو منحى خطير يؤدي إلى تداعيات خطيرة وهذه الجريمة مظهر من مظاهرها ولابد من قرار حاسم لسحب الجيش من المدن وكف يد الأمن والسماح بالتظاهر السلمي».
واعتبر محافظ الحسكة معذى سلوم في تصريحات نقلها التلفزيون السوري الذي بث مشاهد من مراسم التشييع، أن العملية تهدف إلى تجييش المحافظة، في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ستة أشهر.
وقال: إن «الهدف من هذه العمل إثارة المحافظة باعتبار أنها كانت في الفترة الماضية من المحافظات الهادئة».
وأضاف: «هذا العمل يهدف إلى وضع المحافظة ضمن المحافظات التي شهدت أوضاعاً أمنية غير مستقرة، ولكن نحن على ثقة بأن أهلنا من الأكراد في المحافظة بوعيهم قادرون على تجاوز هذا المصاب».
واستنكرت أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية اغتيال التمو وقالت في بيان لها: إن «مجموعة من الملثمين المسلحين داهمت داراً سكنياً في مدينة القامشلي، واستهدفت الأستاذ المهندس المناضل مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي ، حيث تم اغتياله وجرح نجله ورفيقتهم في تيار المستقبل زاهدة رشكيلو».
وتابع بيان الأحزاب الكردية التي تصل إلى 12: «إننا في أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، إذ نستنكر جريمة الاغتيال السياسي النكراء هذه، وندين بشدة هذه العملية وهذا الأسلوب الغريب عن سلوك مجتمعنا والتي تستهدف بدون شك إثارة القلاقل والفتن والى ضرب استقرار محافظة الحسكة».
وأوضح البيان أنه «في الوقت الذي ننعى شهيد الحرية والكرامة فإننا ندعو جماهير شعبنا الكردي في سورية إلى اليقظة والحذر من الأهداف الخطيرة التي تكمن خلف هذه الجريمة النكراء، وفي الوقت الذي نحمل السلطة مسؤولية أمن وحياة المواطنين فإننا ندعو إلى الإسراع في كشف الجناة والمجرمين منفذي هذه الجريمة».
وتميز الشارع الكردي بالمشاركة في التظاهرات بشكل محدود في أماكن وجوده، وبشكل سلمي دون وقوع ضحايا، خلال الأشهر السبعة الماضية تقريبا.
وأوضحت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن مراسم التشييع انطلقت من مشفى فرمان في القامشلي وشارك فيها عشرات الآلاف، ومن ثم أقيمت صلاة الجنازة على الجثمان في جامع قاسمو، ليتجه موكب التشييع بعد ذلك إلى مدينة عامودا، ومن ثم إلى الدرباسية مسقط رأس تمو، وصولا إلى قرية الجنازية حيث ووري الجثمان الثرى في مقبرة القرية»، موضحة أنه تم في المقبرة إلقاء كلمات من قبل الأحزاب الكردية.
وبحسب ذات المصادر سقطت ضحايا أثناء مراسم التشييع.
واغتيل تمو عصر أول من أمس في القامشلي، وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا»: إن «مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت عصر (أول) أمس على اغتيال المعارض الوطني مشعل تمو في القامشلي».
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن «مجموعة إرهابية مسلحة مؤلفة من أربعة أشخاص ملثمين يستقلون سيارة سوداء قاموا بإطلاق النار من أسلحة رشاشة على المعارض تمو الذي كان مدعواً للغداء لدى أحد الأصدقاء في الحي الغربي من مدينة القامشلي يرافقه ابنه مارسيل تمو وزاهدة رشكيلو الأمر الذي أدى إلى استشهاد المعارض تمو على الفور وإصابة ابنه بطلق ناري في بطنه ومرافقته زاهدة في قدمها».
وذكرت «سانا»، أن آراء المواطنين في مدينة القامشلي أجمعت على أن الهدف من وراء اغتيال المعارض تمو ضرب اللحمة الوطنية والسلم الأهلي.
ومشعل تمو مهندس زراعي بدأ العمل السياسي عام 1990 وأنشأ عام 2005 مع مجموعة أشخاص حزب المستقبل الكردي وأبدى رفضه لدعوات المعارضة الخارجية للتدخل في الشأن السوري ورفض استخدام السلاح.
كما أكد أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وإجراء إصلاحات شاملة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو متزوج وله ستة أبناء، ويعتبر من أبرز مؤسسي مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في اسطنبول في تموز الماضي إلى جانب هيثم المالح، كما أنه واحد من أعضاء المجلس الوطني السوري الذي أعلن عنه من اسطنبول.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة