قال المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري، عن رأيه بالإدارة اللبنانية لرئاسة مجلس الأمن في أيلول، لاسيما ما يتعلق بسورية وفلسطين، «إن رئاسة لبنان لمجلس الأمن تميزت بالنشاط وكثافة الحضور، وتُوّج ذلك بترؤس رئيس الجمهورية ميشال سليمان لجلسة مهمة لمجلس الأمن كرست للسياسة الوقائية، وايضا بمشاركة الرئيس ميقاتي وترؤسه أيضا جلسة لمجلس الأمن كرست للوضع في الشرق الأوسط، لكن مع أهمية مشاركة الرئيسين، تميزت الرئاسة اللبنانية بشكل عام بالفعالية وبالحضور والأداء الجيد دفاعا عن مجمل القضايا العربية خلال مداولات مجلس الامن بشأنها».

وعن قراءته للموقف اللبناني من التعامل الدولي مع سورية قال: عادة الدولة العربية العضو في في مجلس الأمن تمثل مصالحها الوطنية لكنها أيضا تمثل مجموع المصالح العربية القومية. إن الأمم المتحدة كمنظمة أممية ومجلس الامن على وجه التخصيص ليسا جمعية خيرية، فهناك كلام يقال من باب المجاملة في الأدبيات السياسية إن هناك مجتمع دولي أو أسرة دولية، لكن هذين الوصفين لا ينطبقان عمليا على الخلفيات السياسية التي تحرك الدول النافذة في مجلس الأمن، خاصة الإدارة الأميركية، ولو كان هناك شيء من المصداقية انه يوجد أسرة دولية ديموقراطية تمثل المنظمة الأممية بشكل عادل ونزيه وشفاف، لكان ينبغي إصلاح مجلس الامن منذ 40 عاما لكن هذا الأمر لم يتم لأن مصالح الدول النافذة تقتضي بقاء مجلس الامن على ما هو عليه.

الجعفري أضاف: من هنا يجب أن نفهم كعرب أننا أول ضحايا المعايير المزدوجة في الأمم المتحدة، فهناك أكثر من ألف قرار صدر عن الأمم المتحدة ومؤسساتها كافة تخص القضايا العربية، وكلها كانت تعتمد بالتصويت لأن الدول النافذة كانت تقف حجر عثرة وتحول دون تطبيقها حماية للاستثناء الاسرائيلي من القانون الدولي. فمركزنا يكون قويا عندما نتحدث عن أننا ضحايا المعايير المزدوجة، وقد مورس أكثر من 50 «فيتو» أميركي بحق قضايا العرب منذ العام 1948. ونحن كعرب ينبغي أن نقيس قضايانا بالمقاييس الموضوعية المستقاة من الميثاق وليس من منطلق المصالح الآنية، أو من ضرورات تبيح المحظورات، فعدونا واحد ومصالحنا متشابكة ومترابطة شئنا أم أبينا، وعندما نصل إلى اليوم الذي ندرك فيه أن ما يحيق بأحدنا من اخطار سيصل حتما إلى اخوانه، سنكون في أحسن أحوالنا.

وتابع: الوطن العربي كله الآن في حالة استهداف وحشي مكشوف ومفضوح، تنفيذا لمشروع صهيوني أطلقه شمعون بيريز اسمه «الشرق الاوسط الجديد»، ولما فشل لأن مصدره كان اسرائيليا عاد جورج بوش وتبناه واطلق عليه اسم «الشرق الاوسط الكبير او الموسع»، وهدف المشروع إنهاء دور الجامعة العربية ومبدأ التضامن العربي، واستبداله بكتلة مصلحية جديدة تقوم على بناء شرق اوسط جديد يكون فيه الدور الاقليمي الوحيد غير عربي. وقال ردا على سؤال حول توجه هذا المشروع: انه مشروع غير عربي، هذه نقطة مهمة واضع تحتها عشرة أسطر، وفي مقدمة هذه الأدوار الإسرائيلي، وذلك في غياب دور عربي فاعل ونافذ كالأدوار الأخرى، التوجه الغربي هو لإراحة اسرائيل إقليميا بالنسبة للقضية الفلسطينية وتقويض إقامة دولة فلسطينية، وإيصال الأمور في نهاية المطاف إلى نزاع إسلامي ـ إسلامي بين كتلة سنية وكتلة شيعية، والرابح الأكبر ستكون اسرائيل والمصالح الغربية لأننا سنتحول مرة أخرى إلى مخبر للتجارب السياسية وموئل لكل اشكال التغلغل الاستعماري الغربي وتقويض كل مصداقية عربية.

أما عن المطلوب من لبنان والعرب، فأشار الجعفري إلى أن «الأمر الأول الذي يجب أن نسعى إليه جميعا هو أن نوصل رسالة إلى كتلة الدول النافذة إن هناك حداً ادنى من التضامن العربي يقوم على اساس واحد هو رفض التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية».

يقول الجعفري في سؤاله حول موضوع العقوبات ان «العقوبات الأحادية الجانب التي تصدر خارج اطار الأمم المتحدة، وأنا أتكلم تحديدا عن العقوبات الاوروبية، تتناقض مع أحكام ميثاق الامم المتحدة، وبالمناسبة أكثر من قرار يتم اعتماده كل سنة في الأمم المتحدة ضد العقوبات الأحادية الجانب، وهذا الموضوع مدان من جانب الأمم المتحدة والقانون الدولي. وبالنسبة لتركيز الدول المعادية للمصالح السورية في مجلس الأمن على إمكانية استصدار قرار بالعقوبات على سورية، فقد أثبتت التجارب بشكل عملي انها تضر بمصالح الشعوب وأنها تستخدم بشكل قانوني كسلاح من أجل الحصول على مصالح سياسية، والدول التي تسعى لفرض عقوبات على سورية هدفها كسر الدور الاقليمي السوري، وكسر استقلالية القرار السياسي السوري، وإجبار سورية على إعادة صياغة تحالفاتها وعلاقاتها عربيا واقليميا ودوليا، وهذا الأمر لن يرى النور لأنه مرفوض سوريا اولا ومن قِبَل كثير من اعضاء مجلس الامن ومن كثير من الدول العربية، لأن التدخل في الشؤون الداخلية السورية سيعني حكما غدا التدخل في الشؤون الداخلية لشؤون جميع الدول العربية، حتى اولئك الذين لديهم وهمٌ انهم معصومون من التدخل.

الجعفري أضاف: نحن نعلم وندرك حجم الضغوط الاميركية والغربية التي يتعرض لها الرئيس ميقاتي وحكومته للسير في قرار العقوبات على سوريا وقضايا اخرى، وندرك ايضا ان الغرب لم يكن يريد اساسا حكومة الرئيس ميقاتي، ويمارس الضغوط عليه لاسباب لا علاقة لها فقط بالوضع السوري، بل لضرب العلاقة اللبنانية ـ السورية، ولتحقيق مطالب اخرى ايضا.

وختم: نحن مرتاحون في كل الأحوال، ونرى أنها حرب أعصاب لأن الغرب رفض أساسا كل الحلول التي عرضناها للوضع في سورية ويريد أشياء اخرى.

  • فريق ماسة
  • 2011-09-30
  • 4192
  • من الأرشيف

الجعفري : ندرك حجم الضغوط على لبنان .. والعقوبات الدولية على سورية لن تمر

قال المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري، عن رأيه بالإدارة اللبنانية لرئاسة مجلس الأمن في أيلول، لاسيما ما يتعلق بسورية وفلسطين، «إن رئاسة لبنان لمجلس الأمن تميزت بالنشاط وكثافة الحضور، وتُوّج ذلك بترؤس رئيس الجمهورية ميشال سليمان لجلسة مهمة لمجلس الأمن كرست للسياسة الوقائية، وايضا بمشاركة الرئيس ميقاتي وترؤسه أيضا جلسة لمجلس الأمن كرست للوضع في الشرق الأوسط، لكن مع أهمية مشاركة الرئيسين، تميزت الرئاسة اللبنانية بشكل عام بالفعالية وبالحضور والأداء الجيد دفاعا عن مجمل القضايا العربية خلال مداولات مجلس الامن بشأنها». وعن قراءته للموقف اللبناني من التعامل الدولي مع سورية قال: عادة الدولة العربية العضو في في مجلس الأمن تمثل مصالحها الوطنية لكنها أيضا تمثل مجموع المصالح العربية القومية. إن الأمم المتحدة كمنظمة أممية ومجلس الامن على وجه التخصيص ليسا جمعية خيرية، فهناك كلام يقال من باب المجاملة في الأدبيات السياسية إن هناك مجتمع دولي أو أسرة دولية، لكن هذين الوصفين لا ينطبقان عمليا على الخلفيات السياسية التي تحرك الدول النافذة في مجلس الأمن، خاصة الإدارة الأميركية، ولو كان هناك شيء من المصداقية انه يوجد أسرة دولية ديموقراطية تمثل المنظمة الأممية بشكل عادل ونزيه وشفاف، لكان ينبغي إصلاح مجلس الامن منذ 40 عاما لكن هذا الأمر لم يتم لأن مصالح الدول النافذة تقتضي بقاء مجلس الامن على ما هو عليه. الجعفري أضاف: من هنا يجب أن نفهم كعرب أننا أول ضحايا المعايير المزدوجة في الأمم المتحدة، فهناك أكثر من ألف قرار صدر عن الأمم المتحدة ومؤسساتها كافة تخص القضايا العربية، وكلها كانت تعتمد بالتصويت لأن الدول النافذة كانت تقف حجر عثرة وتحول دون تطبيقها حماية للاستثناء الاسرائيلي من القانون الدولي. فمركزنا يكون قويا عندما نتحدث عن أننا ضحايا المعايير المزدوجة، وقد مورس أكثر من 50 «فيتو» أميركي بحق قضايا العرب منذ العام 1948. ونحن كعرب ينبغي أن نقيس قضايانا بالمقاييس الموضوعية المستقاة من الميثاق وليس من منطلق المصالح الآنية، أو من ضرورات تبيح المحظورات، فعدونا واحد ومصالحنا متشابكة ومترابطة شئنا أم أبينا، وعندما نصل إلى اليوم الذي ندرك فيه أن ما يحيق بأحدنا من اخطار سيصل حتما إلى اخوانه، سنكون في أحسن أحوالنا. وتابع: الوطن العربي كله الآن في حالة استهداف وحشي مكشوف ومفضوح، تنفيذا لمشروع صهيوني أطلقه شمعون بيريز اسمه «الشرق الاوسط الجديد»، ولما فشل لأن مصدره كان اسرائيليا عاد جورج بوش وتبناه واطلق عليه اسم «الشرق الاوسط الكبير او الموسع»، وهدف المشروع إنهاء دور الجامعة العربية ومبدأ التضامن العربي، واستبداله بكتلة مصلحية جديدة تقوم على بناء شرق اوسط جديد يكون فيه الدور الاقليمي الوحيد غير عربي. وقال ردا على سؤال حول توجه هذا المشروع: انه مشروع غير عربي، هذه نقطة مهمة واضع تحتها عشرة أسطر، وفي مقدمة هذه الأدوار الإسرائيلي، وذلك في غياب دور عربي فاعل ونافذ كالأدوار الأخرى، التوجه الغربي هو لإراحة اسرائيل إقليميا بالنسبة للقضية الفلسطينية وتقويض إقامة دولة فلسطينية، وإيصال الأمور في نهاية المطاف إلى نزاع إسلامي ـ إسلامي بين كتلة سنية وكتلة شيعية، والرابح الأكبر ستكون اسرائيل والمصالح الغربية لأننا سنتحول مرة أخرى إلى مخبر للتجارب السياسية وموئل لكل اشكال التغلغل الاستعماري الغربي وتقويض كل مصداقية عربية. أما عن المطلوب من لبنان والعرب، فأشار الجعفري إلى أن «الأمر الأول الذي يجب أن نسعى إليه جميعا هو أن نوصل رسالة إلى كتلة الدول النافذة إن هناك حداً ادنى من التضامن العربي يقوم على اساس واحد هو رفض التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية». يقول الجعفري في سؤاله حول موضوع العقوبات ان «العقوبات الأحادية الجانب التي تصدر خارج اطار الأمم المتحدة، وأنا أتكلم تحديدا عن العقوبات الاوروبية، تتناقض مع أحكام ميثاق الامم المتحدة، وبالمناسبة أكثر من قرار يتم اعتماده كل سنة في الأمم المتحدة ضد العقوبات الأحادية الجانب، وهذا الموضوع مدان من جانب الأمم المتحدة والقانون الدولي. وبالنسبة لتركيز الدول المعادية للمصالح السورية في مجلس الأمن على إمكانية استصدار قرار بالعقوبات على سورية، فقد أثبتت التجارب بشكل عملي انها تضر بمصالح الشعوب وأنها تستخدم بشكل قانوني كسلاح من أجل الحصول على مصالح سياسية، والدول التي تسعى لفرض عقوبات على سورية هدفها كسر الدور الاقليمي السوري، وكسر استقلالية القرار السياسي السوري، وإجبار سورية على إعادة صياغة تحالفاتها وعلاقاتها عربيا واقليميا ودوليا، وهذا الأمر لن يرى النور لأنه مرفوض سوريا اولا ومن قِبَل كثير من اعضاء مجلس الامن ومن كثير من الدول العربية، لأن التدخل في الشؤون الداخلية السورية سيعني حكما غدا التدخل في الشؤون الداخلية لشؤون جميع الدول العربية، حتى اولئك الذين لديهم وهمٌ انهم معصومون من التدخل. الجعفري أضاف: نحن نعلم وندرك حجم الضغوط الاميركية والغربية التي يتعرض لها الرئيس ميقاتي وحكومته للسير في قرار العقوبات على سوريا وقضايا اخرى، وندرك ايضا ان الغرب لم يكن يريد اساسا حكومة الرئيس ميقاتي، ويمارس الضغوط عليه لاسباب لا علاقة لها فقط بالوضع السوري، بل لضرب العلاقة اللبنانية ـ السورية، ولتحقيق مطالب اخرى ايضا. وختم: نحن مرتاحون في كل الأحوال، ونرى أنها حرب أعصاب لأن الغرب رفض أساسا كل الحلول التي عرضناها للوضع في سورية ويريد أشياء اخرى.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة