دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
فشلت تنبؤات المحللين السياسيين وغير السياسيين في
معرفة نوايا الرئيس الروسي وإلى أين تسير الحرب في أوكرانيا , لقد وضع هؤلاء عدة سيناريوهات
وروجوا لها قبل حديث الرئيس بوتين في عيد النصر على النازية . و قد فشلت التنبؤات لأن
مطلقيها بنوها على معلومات كاذبة وفبركات إعلامية كثيرة تنشرها وسائل الإعلام الغربية
و(العربية ) حول ما يجري في أوكرانيا . هذه الفبركات تشبه إلى حد بعيد ما أنتج خلال
الحرب في سورية لأن الخبراء الذين " أبدعوا
" في انتاج أكاذيب عما كان يدور في سورية
هم ذاتهم من يعمل الآن على الحرب في أوكرانيا حيث تنتشر في وسائل الإعلام وعلى صفحات
التواصل الاجتماعي مواد مختلقة بالكامل ويستخدم في انتاجها أحدث تقنيات العمل الإعلامي
حيث تقلب الحقائق وتمحى رموز الجيش الأوكراني من على الدبابات والمدرعات المدمرة والمصورة
عن بعد ليتم وضع رموز الجيش الروسي وخاصة حرف ( Z ) الشهير ثم تقدم للجمهور على أنها خسائر للجيش
الروسي . وبالطبع لا تقتصر الفبركات على موضوع
خسائر الجيش الروسي في الآليات التي تضخم بشكل
كبير بل يمتد الأمر إلى الخسائر بالأرواح وكذلك
الأمر بالنسبة للإصابات بين المدنيين التي يقول الروس أنهم يبذلون جهوداً كبيرة لتحاشي
إصابة المدنيين الأوكرانيين الذين يتخذهم الجيش الأوكراني وعصابات النازيين الجدد دروعاً
بشرية لوقف تقدم القوات الروسية كما أنهم ينشرون الأسلحة الثقيلة والمدفعية بين الأبنية
المدنية وفي المشافي والمدارس ورياض الأطفال وهذا يعطل إمكانات الجيش الروسي لاستخدام
أسلحته بكامل إمكانياتها خوفا من إلحاق الضرر بالمدنيين الأوكرانيين .
في ظل الهزائم المتلاحقة للجيش الأوكراني
وعصابات النازيين الجدد وخاصة في دونباس وبعدما تم تحرير مدينة ماريوبل بالكامل تحولت
الأبراج المحصنة في مصنع آزوفستال المشهور إلى مقبرة جماعية لمقاتلي فوج آزوف وعناصره
بعد اختبائهم في هذه الأبراج وقد ضحى زيلينسكي
بكل هؤلاء الجنود عندما لم يسمح لهم بالاستسلام والحفاظ على حياتهم .
يتحدث خبراء عسكريون روس عن مخاوفهم من قيام قوات
زيلينسكي وعصابات النازيين الجدد بتلفيق اعتداءات
بالأسلحة الكيميائية أو البيولوجية مستخدمين أعلاماً روسية لاتهام القوات الروسية بهذه
الجرائم وتضخيم الموضوع وإيصاله إلى الجهات الأممية المستعدة دائماً لتنفيذ الأجندات
الغربية وإدانة روسيا على اعتداءات لا تعرف عنها شيئاً, ولنا في التجربة السورية مثال
واضح على خضوع المنظمات الأممية ومشاركتها في التلفيقات والأكاذيب التي تطلقها جهات
متخصصة بمساعدة مواطنين محليين مخدوعين وما
تنتجه هذه المنظمات من تقارير كاذبة لا تستند إلى الحقائق حول ما يحصل على الأرض وإصدارها
الإدانات دون أي دلائل حقيقية . وكم عانت سورية وأصدقاؤها في الدفاع عن نفسها لنفي هذه الأكاذيب والتلفيقات في المحافل الدولية
. وقد نرى قريباً تكراراً مملاً للسيناريو
ذاته الذي نفذ في سورية , ولكن الضحايا سيكونون من المواطنين الأوكرانيين والمتهم هو
القوات المسلحة الروسية ولا ندري ما هو لون الخوذ التي سيتم إلباسها لعناصر تدعي مساهمتها في إنقاذ المدنيين على غرار الخوذ البيضاء
التي أنشأتها بريطانيا في سورية ولفقت أمام
العالم الكثير الكثير من الأكاذيب المصنعة بحرفية عالية حول هجوم بالأسلحة الكيميائية
في سورية أما هنا في أوكرانيا ونظرا للمخزون الكبير من الأسلحة البيولوجية التي كشف
الروس مختبراتها المنتشرة في أوكرانيا والممولة بالكامل من البنتاغون فإن الهجوم المفبرك
قد يكون بهذه الأسلحة بل قد يكون بالأسلحة
النووية ..!!!
وها هي العمليات الحربية تستمر في أوكرانيا بالوتيرة ذاتها وحسب الخطط الموضوعة
من قيادة الجيش الروسي الذي يشرف على عملياته الرئيس بوتين شخصيا ً. وتحقق القوات الروسية
تقدماً واسعاً على أكثر من جبهة في أوكرانيا بينما تتراجع القوات الأوكرانية رغم كل
المساعدات العسكرية التي تقدم من قبل دول ما يمكن تسميته التحالف الغربي الذي تترأسه
الولايات المتحدة, ورغم الضغوط الأمريكية المستمرة على الدول الأوربية فإن عدداً لا
يستهان به من دول المجموعة الأوربية ورغم موافقتهم على بيانات ما يسمى ( إدانة روسيا
) فإنهم مستمرون في حيادهم ولنا في المجر (هنغاريا) ورومانيا أكبر مثال على دول ما
زالت تتعامل مع روسيا بل وتشتري الغاز الروسي بالروبل حسب الشروط التي وضعها الرئيس
بوتين لبيع النفط والغاز إلى دول أوربا .أما الدول التي تخضع للضغوط الأمريكية وتستمر
بتزويد أوكرانيا بالسلاح فإنها تقدم أسلحة قديمة لا تحتاج لها بل قد تكون هناك تكاليف
للتخلص منها والهدف هو تفريغ المستودعات من أسلحة لا حاجة لأحد بها ويسميها الخبراء ( خردة
).
إن استمرار الحرب في أوكرانيا يعني المزيد
من الضحايا والمزيد من الدمار والخسائر للشعب الأوكراني الذي هاجر منه أكثر من خمسة
ملايين شخص منهم الكثير من الرجال القادرين على حمل السلاح والذين يفتقدهم الجيش الأوكراني
العاجز حالياً عن صد الموجة الثالثة من الهجوم الروسي بسبب ما يعانيه من نقص حاد بالعناصر المقاتلة مما اضطر قيادة الجيش الأوكراني
إلى الزج بطلاب الكليات الحربية المختلفة في المعارك رغم عدم وجود أي خبرة لديهم في
القتال وهذا كان سبباً في زيادة الخسائر البشرية التي تجاوزت الـ 25 ألف قتيل وغيرهم
الآلاف من الجرحى . ورغم هذه الخسائر الكبيرة تتابع الولايات المتحدة ضغوطها على القيادة
الأوكرانية للاستمرار في الحرب غير عابئة بما دفعه الشعب الأوكراني حتى الآن من خسائر بشرية ومادية كبيرة و تعمل واشنطن وحدها
على زيادة مساعداتها من السلاح والعتاد وغيرها من المساعدات المادية إلى أوكرانيا
, بعد أن تراجعت غالبية الدول الأوربية عن تقديم السلاح إلى أوكرانيا , أما ضحايا هذه الحرب فهم الأوكرانيون سواء كانوا
من الجيش الأوكراني أو من عصابات النازيين الجدد أو من المواطنين المدنيين غير المعنيين
بالأهداف الشريرة للقيادة الأوكرانية وداعميها من بعض الدول الغربية .
القيادة الأوكرانية ما زالت تراوغ وترفض
جميع الحلول السلمية المطروحة, ورغم المبادرات الكثيرة التي سعت إليها أكثر من دولة
نحو ايجاد حل للوصول إلى اتفاق سلمي للأزمة
إلا أن تعنت زيلينسكي وجماعته يمنع الوصول إلى مثل هذا الحل ورغم أن الجانب الروسي
تقدم بمقترحاته الواضحة حول اتفاقية سلام تتضمن في بعض بنودها:
- إعلان أوكرانيا دولة محايدة ضمن دستور
البلاد.
-
الموافقة على إعطاء الحرية لسكان المناطق في دانيتسك ولوغانسك وغيرها من الأماكن
التي يعيش فيها مواطنون ناطقون باللغة الروسية
ومنحهم الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم
.
-
التخلي عن النازية وتنظيماتها المرخصة في أوكرانيا .
هذه البنود وغيرها يمكن اعتبارها أساساً مقبولاً من روسيا لإيقاف الحرب وتخليص المنطقة من شرورها , لكن القيادة الأوكرانية
وبدعم أمريكي تستمر في تعنتها وترفض أية حلول سلمية مطروحة وكما قال رئيس الدبلوماسية
الأوربية ج. بوريل خلال زيارته الأخيرة إلى كييف فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لمقاومة
روسيا "حتى الأوكراني الأخير". ولأول
مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي ، تمنى بوريل حل النزاع عسكرياً وليس دبلوماسياً.
المصدر :
محطة أخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة