اتهم رئيس الحزب الكردي الشرعي في تركيا، "السلام والديموقراطية"، صلاح الدين ديميرتاش، حكومة رجب طيب أردوغان، أمس، بـ"أخذ تركيا نحو حرب مع سوريا"، واصفاً زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إلى دمشق بأنه "يتجه إلى هناك بصفته سفيراً للولايات المتحدة لا لتركيا". وتوقع ديميرتاش أن تفتح أنقرة مواجهة جديدة مع طهران فور الانتهاء من الأزمة السورية.

من جهة أخرى , رأى القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني، مراد كرايلان، خلال لقاء مع وكالة أنباء فرات، أنّ كلام أردوغان عن أنّ الأحداث في سوريا هي شأن داخلي تركي "هو خطاب تهديدي ويعطي إشارات إلى احتمال تدخل عسكري تركي في سوريا".

وأضاف كرايلان أن "أردوغان الحساس جداً بشأن الشعب السوري، لم يقل أي شيء في ما يتعلق بالقمع والعنف والقتل الذي تقوم به القوات الأمنية ضد شعبه الكردي، وهذا تناقض".

ودافع كرايلان عن سوريا عندما ذكّر بأنه في عام 1998، هُدّدت سوريا بتحرك عسكري تركي، "وطُرد جرّاء ذلك زعيمنا عبد الله أوجلان من سوريا"، لافتاً إلى أنه "اليوم، وبعد 13 عاماً، وفي ظروف مختلفة، تُهدّد تركيا سوريا مجدداً". وفي السياق، يرى الزعيم الكردي أنه "يجب اتخاذ الدروس من هذا الأمر، إذ إن موقف أردوغان الذي يعامل شعبه الكردي بطريقة فاشية لن يُكسب تركيا شيئاً".

 

وأشار القائد العسكري لـ"العمال الكردستاني" إلى أنّ حديث أردوغان الدائم عن الأوضاع في سوريا يأتي في إطار الاتفاق الأميركي ــــ التركي في المنطقة، لأنّ حزب العدالة والتنمية يؤدي دوراً متوافقاً مع السياسات الأميركية في المنطقة، وفي هذا الإطار يأتي التلميح بالتدخل العسكري. ويفصّل كرايلان ما يسمّيه "الاتفاق الأميركي ــــ التركي" بالتأكيد أن "المشكلة ليست فقط سوريا، إذ إن الولايات المتحدة تريد إعادة تصميم الشرق الأوسط على أساس حكم الإسلام السياسي المعتدل". ويذكّر كيف أنّه "منذ عام واحد فقط، كان أردوغان يقلّد القذافي وساماً، واليوم تقوم تركيا بكل ما في وسعها لإسقاطه. في البدء استهدفوا ليبيا واليوم يستهدفون سوريا".

ويرى كرايلان في حديثه أن أنقرة تحاول "الإيحاء بأنها تدافع عن الحريات، وأنها ترفض العنف، وأنها تقف إلى جانب الشعب، لكن اللافت أن أردوغان هو نفسه الذي يقمع الشعب الكردي، وعندما يتعلق الأمر بسوريا فلديهم خطط وحسابات أخرى". ورجّح أن تكون شعوب المنطقة "قد بدأت تعي الأهداف الحقيقية لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، فهم يتبعون سياسة تصفير المشاكل مع الدول المجاورة"، متسائلاً عن "ماذا حصل اليوم لنجد هذا النوع من المشاكل مع سوريا؟".

 

  • فريق ماسة
  • 2011-08-10
  • 11168
  • من الأرشيف

أكراد تركيا: أردوغان يخدم واشنطن... ويُعدّ لضرب سورية.. زيارة اوغلو لدمشق بصفته سفيراً للولايات المتحدة لا لتركيا...

اتهم رئيس الحزب الكردي الشرعي في تركيا، "السلام والديموقراطية"، صلاح الدين ديميرتاش، حكومة رجب طيب أردوغان، أمس، بـ"أخذ تركيا نحو حرب مع سوريا"، واصفاً زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إلى دمشق بأنه "يتجه إلى هناك بصفته سفيراً للولايات المتحدة لا لتركيا". وتوقع ديميرتاش أن تفتح أنقرة مواجهة جديدة مع طهران فور الانتهاء من الأزمة السورية. من جهة أخرى , رأى القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني، مراد كرايلان، خلال لقاء مع وكالة أنباء فرات، أنّ كلام أردوغان عن أنّ الأحداث في سوريا هي شأن داخلي تركي "هو خطاب تهديدي ويعطي إشارات إلى احتمال تدخل عسكري تركي في سوريا". وأضاف كرايلان أن "أردوغان الحساس جداً بشأن الشعب السوري، لم يقل أي شيء في ما يتعلق بالقمع والعنف والقتل الذي تقوم به القوات الأمنية ضد شعبه الكردي، وهذا تناقض". ودافع كرايلان عن سوريا عندما ذكّر بأنه في عام 1998، هُدّدت سوريا بتحرك عسكري تركي، "وطُرد جرّاء ذلك زعيمنا عبد الله أوجلان من سوريا"، لافتاً إلى أنه "اليوم، وبعد 13 عاماً، وفي ظروف مختلفة، تُهدّد تركيا سوريا مجدداً". وفي السياق، يرى الزعيم الكردي أنه "يجب اتخاذ الدروس من هذا الأمر، إذ إن موقف أردوغان الذي يعامل شعبه الكردي بطريقة فاشية لن يُكسب تركيا شيئاً".   وأشار القائد العسكري لـ"العمال الكردستاني" إلى أنّ حديث أردوغان الدائم عن الأوضاع في سوريا يأتي في إطار الاتفاق الأميركي ــــ التركي في المنطقة، لأنّ حزب العدالة والتنمية يؤدي دوراً متوافقاً مع السياسات الأميركية في المنطقة، وفي هذا الإطار يأتي التلميح بالتدخل العسكري. ويفصّل كرايلان ما يسمّيه "الاتفاق الأميركي ــــ التركي" بالتأكيد أن "المشكلة ليست فقط سوريا، إذ إن الولايات المتحدة تريد إعادة تصميم الشرق الأوسط على أساس حكم الإسلام السياسي المعتدل". ويذكّر كيف أنّه "منذ عام واحد فقط، كان أردوغان يقلّد القذافي وساماً، واليوم تقوم تركيا بكل ما في وسعها لإسقاطه. في البدء استهدفوا ليبيا واليوم يستهدفون سوريا". ويرى كرايلان في حديثه أن أنقرة تحاول "الإيحاء بأنها تدافع عن الحريات، وأنها ترفض العنف، وأنها تقف إلى جانب الشعب، لكن اللافت أن أردوغان هو نفسه الذي يقمع الشعب الكردي، وعندما يتعلق الأمر بسوريا فلديهم خطط وحسابات أخرى". ورجّح أن تكون شعوب المنطقة "قد بدأت تعي الأهداف الحقيقية لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، فهم يتبعون سياسة تصفير المشاكل مع الدول المجاورة"، متسائلاً عن "ماذا حصل اليوم لنجد هذا النوع من المشاكل مع سوريا؟".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة