السفير /داود رمال

التزمت دمشق الصمت إزاء تصاعد وتيرة المواقف السياسية الخليجية ولا سيما السعودية والتي وصلت ببعض هذه الدول حد استدعاء السفراء من دمشق، ولا يبدو بحسب ما يتواتر من العاصمة السورية ان الخطوة المذكورة قد شكلت ارباكا للقيادة السورية التي تنظر الى الامور وفق مقاربة مبنية على معطيات تفسر أسرار هذا التطور غير المفاجئ في المواقف ضدها.

ويؤكد زوار العاصمة السورية أن القيادة تنتهج مبدأ التوازن في خيار الاستقرار والاصلاح من جهة ومنع المجموعات المخلة بالامن من الاستمرار في عبثها المتنقل والذي يصيب الارواح من مدنيين وعسكريين والممتلكات العامة والخاصة من جهة ثانية.

ويقول الزوار «ان المقاربة السورية للمواقف العربية والإقليمية والدولية المتصاعدة تنطلق من مقاربة مفادها أن عجز الأميركيين وبعض الدوائر العربية عن هز البنية السورية المتماسكة حتى الآن، يجعلهم يبحثون عن كل الأسلحة المتاحة والدليل أن الأميركيين طالبوا الدول الخليجية والجامعة العربية بموقف وسرعان ما صدر من دون فاصل زمني، وبالتالي، كلما بدأت الجوقة الخارجية تتصاعد ضد سوريا، كلما عنى ذلك بان مسار الاحداث آخذ بالاتجاه نحو الهدوء وتثبيت الحل الداخلي والجلوس مجددا على طاولة الحوار الوطني».ويضيف الزوار «ان الرهان الخارجي كان على أن تشكل واقعة مدينة حماه نقطة تحول على طريق اسقاط النظام، وما اقدمت عليه القيادة السورية انها سارعت الى سحب الفتيل من صاعق التفجير الامر الذي عطل كل المخططات لتحويل المدينة الى قاعدة شبيهة بمدينة بنغازي الليبية تنطلق منها المعارضة عبر مجلس انتقالي او حكومة معارضة وتستجلب الاعتراف الدولي السريع بما يسرع في عملية تطويق النظام واسقاطه».

ويوضح الزوار «ان فشل هذا المخطط جعل الخارج الاقليمي والدولي يفقد اعصابه فارتفعت الاصوات ودخلت دول الخليج على الخط مباشرة بعدما كان يعمل بعضها خلف الستار، والآن يسوقون لمقولة تهور النظام السوري، في مشهد يعيد التذكير بالعبارات التي استخدمتها بعض الأنظمة، وخاصة السعودية أثناء حرب تموز 2006 ضد المقاومة اللبنانية، وهذه يعني أننا أمام حرب تموز دولية جديدة هدفها هذه المرة اسقاط النظام السوري بما يشكله من موقع استراتيجي حاضن للمقاومة، ويبدو أن البعض يتصرف لبنانيا وعربيا على قاعدة أن سقوط النظام سيكون حتميا كما تصرف ابان حرب تموز 2006 على قاعدة أن هزيمة «حزب الله» حتمية وراح يبني قصورا وأحلاما على هذا الأساس».

وإذ ينقل الزوار عدم ارتياح القيادة السورية «لانسياق اطراف في لبنان بعضها محسوب على الاكثرية الجديدة في لعبة التحريض ضد النظام السوري في الخارج، تشير الى أنه اذا كان فريق المعارضة قد كشف اوراقه فان المستهجن ان يلجأ البعض في الاكثرية الى التخفي خلف طروحات ظاهرها ايجابي وباطنها خطير، كالقول ان الرئيس بشار الاسد يريد فعلا الاصلاح ولكن المحيطين به يمتلكون عقلا اجراميا، لا بل ان أحد هؤلاء ذهب للقول في الخارج ان الرئيس الراحل حافظ الاسد تخلص من شقيقه رفعت الاسد وابعده عن القرار عندما كادت عقليته تهدد النظام، فلماذا لا يبعد بشار الأسد شقيقه ماهر الاسد، وهذا الطرح يعني عدم إلمام أصحابه بالتركيبة السورية، مثلما لا يمكن مقارنة نظام بآخر لا سيما لجهة سعي البعض لتسويق نظرية ان مصير نظام الاسد شبيه بمصير نظام مبارك، فلا بشار الاسد هو حسني مبارك، آداء وسياسات وخياراته وطنية وقومية ولا من يقدمون هكذا طروحات هم نموذج العفة والاصلاح والأخلاق والدليل تلك الحقائب المحتجزة حاليا في احدى العواصم الأوروبية».

ويعتبر الزوار «ان هناك تضخيما اعلاميا لكن القيادة السورية ماضية في مشروعها الاصلاحي وفي خياراتها وثوابتها الوطنية والقومية. وهناك قناعة بان كل ما يحصل ان على صعيد ضرب الاستقرار في سوريا او على صعيد محاولات تطويق قوى المقاومة لا سيما في لبنان عبر المحكمة الدولية هو استكمال لحرب تموز 2006 اذ لمست اسرائيل عمليا بانها عاجزة عن توجيه ضربة للمقاومة فيما المشروع الاميركي في المنطقة يتلقى ضربة تلو الأخرى والدليل ما جرى في أفغانستان، من دون اغفال تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية الجديدة.

ويرى الزوار «ان سقوط مشروع اسقاط المقاومة في لبنان من خلال توريطها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفشل المخطط الاميركي في سوريا هو المنازلة ما قبل الاخيرة، لانه حينها قد يلجأ الأميركيون الى تشجيع الإسرائيليين على شن حرب ضد «حزب الله» وسوريا بدعم دولي مفتوح ومن دون أي حساب، الامر الذي يستدعي من قيادتي سوريا والمقاومة وضع كل السيناريوهات في الحسبان».

  • فريق ماسة
  • 2011-08-09
  • 6785
  • من الأرشيف

دمشق مستاءة من مواقف بعض أطراف الأكثرية اللبنانية الجديدة: «حرب تموز» جديدة وستفشل... ولا تراجع عن الخيار الإصلاحي

السفير /داود رمال التزمت دمشق الصمت إزاء تصاعد وتيرة المواقف السياسية الخليجية ولا سيما السعودية والتي وصلت ببعض هذه الدول حد استدعاء السفراء من دمشق، ولا يبدو بحسب ما يتواتر من العاصمة السورية ان الخطوة المذكورة قد شكلت ارباكا للقيادة السورية التي تنظر الى الامور وفق مقاربة مبنية على معطيات تفسر أسرار هذا التطور غير المفاجئ في المواقف ضدها. ويؤكد زوار العاصمة السورية أن القيادة تنتهج مبدأ التوازن في خيار الاستقرار والاصلاح من جهة ومنع المجموعات المخلة بالامن من الاستمرار في عبثها المتنقل والذي يصيب الارواح من مدنيين وعسكريين والممتلكات العامة والخاصة من جهة ثانية. ويقول الزوار «ان المقاربة السورية للمواقف العربية والإقليمية والدولية المتصاعدة تنطلق من مقاربة مفادها أن عجز الأميركيين وبعض الدوائر العربية عن هز البنية السورية المتماسكة حتى الآن، يجعلهم يبحثون عن كل الأسلحة المتاحة والدليل أن الأميركيين طالبوا الدول الخليجية والجامعة العربية بموقف وسرعان ما صدر من دون فاصل زمني، وبالتالي، كلما بدأت الجوقة الخارجية تتصاعد ضد سوريا، كلما عنى ذلك بان مسار الاحداث آخذ بالاتجاه نحو الهدوء وتثبيت الحل الداخلي والجلوس مجددا على طاولة الحوار الوطني».ويضيف الزوار «ان الرهان الخارجي كان على أن تشكل واقعة مدينة حماه نقطة تحول على طريق اسقاط النظام، وما اقدمت عليه القيادة السورية انها سارعت الى سحب الفتيل من صاعق التفجير الامر الذي عطل كل المخططات لتحويل المدينة الى قاعدة شبيهة بمدينة بنغازي الليبية تنطلق منها المعارضة عبر مجلس انتقالي او حكومة معارضة وتستجلب الاعتراف الدولي السريع بما يسرع في عملية تطويق النظام واسقاطه». ويوضح الزوار «ان فشل هذا المخطط جعل الخارج الاقليمي والدولي يفقد اعصابه فارتفعت الاصوات ودخلت دول الخليج على الخط مباشرة بعدما كان يعمل بعضها خلف الستار، والآن يسوقون لمقولة تهور النظام السوري، في مشهد يعيد التذكير بالعبارات التي استخدمتها بعض الأنظمة، وخاصة السعودية أثناء حرب تموز 2006 ضد المقاومة اللبنانية، وهذه يعني أننا أمام حرب تموز دولية جديدة هدفها هذه المرة اسقاط النظام السوري بما يشكله من موقع استراتيجي حاضن للمقاومة، ويبدو أن البعض يتصرف لبنانيا وعربيا على قاعدة أن سقوط النظام سيكون حتميا كما تصرف ابان حرب تموز 2006 على قاعدة أن هزيمة «حزب الله» حتمية وراح يبني قصورا وأحلاما على هذا الأساس». وإذ ينقل الزوار عدم ارتياح القيادة السورية «لانسياق اطراف في لبنان بعضها محسوب على الاكثرية الجديدة في لعبة التحريض ضد النظام السوري في الخارج، تشير الى أنه اذا كان فريق المعارضة قد كشف اوراقه فان المستهجن ان يلجأ البعض في الاكثرية الى التخفي خلف طروحات ظاهرها ايجابي وباطنها خطير، كالقول ان الرئيس بشار الاسد يريد فعلا الاصلاح ولكن المحيطين به يمتلكون عقلا اجراميا، لا بل ان أحد هؤلاء ذهب للقول في الخارج ان الرئيس الراحل حافظ الاسد تخلص من شقيقه رفعت الاسد وابعده عن القرار عندما كادت عقليته تهدد النظام، فلماذا لا يبعد بشار الأسد شقيقه ماهر الاسد، وهذا الطرح يعني عدم إلمام أصحابه بالتركيبة السورية، مثلما لا يمكن مقارنة نظام بآخر لا سيما لجهة سعي البعض لتسويق نظرية ان مصير نظام الاسد شبيه بمصير نظام مبارك، فلا بشار الاسد هو حسني مبارك، آداء وسياسات وخياراته وطنية وقومية ولا من يقدمون هكذا طروحات هم نموذج العفة والاصلاح والأخلاق والدليل تلك الحقائب المحتجزة حاليا في احدى العواصم الأوروبية». ويعتبر الزوار «ان هناك تضخيما اعلاميا لكن القيادة السورية ماضية في مشروعها الاصلاحي وفي خياراتها وثوابتها الوطنية والقومية. وهناك قناعة بان كل ما يحصل ان على صعيد ضرب الاستقرار في سوريا او على صعيد محاولات تطويق قوى المقاومة لا سيما في لبنان عبر المحكمة الدولية هو استكمال لحرب تموز 2006 اذ لمست اسرائيل عمليا بانها عاجزة عن توجيه ضربة للمقاومة فيما المشروع الاميركي في المنطقة يتلقى ضربة تلو الأخرى والدليل ما جرى في أفغانستان، من دون اغفال تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية الجديدة. ويرى الزوار «ان سقوط مشروع اسقاط المقاومة في لبنان من خلال توريطها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفشل المخطط الاميركي في سوريا هو المنازلة ما قبل الاخيرة، لانه حينها قد يلجأ الأميركيون الى تشجيع الإسرائيليين على شن حرب ضد «حزب الله» وسوريا بدعم دولي مفتوح ومن دون أي حساب، الامر الذي يستدعي من قيادتي سوريا والمقاومة وضع كل السيناريوهات في الحسبان».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة