حظيت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى دمشق أمس باهتمام كبير من جانب الإعلام التركي، الذي أجمع على أن المسؤول التركي يحمل رسالة شديدة اللهجة هي بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الرئيس السوري بشار الأسد للمبادرة إلى إصلاح جدي وعميق ونهائي.

وفي تقرير لها، أشارت صحيفة «ميللييت» إلى أن رسالة داود اوغلو مفادها «لقد بذلنا جهدا كبيرا ليكون الإصلاح أولوية بقيادتكم ومن دون دماء وفي إطار سلمي، ولكن منذ ستة أشهر وأنتم تتلاعبون بنا. لقد وصل صبرنا إلى نقطته الأخيرة. عليكم أن تقولوا كلمتكم الأخيرة بصراحة. إذا لم تتخلوا عن مواجهة الناس بالعنف وتنسحبوا من المدن فسنتخلى عن دعمنا لكم. بادروا إلى الإصلاح وانتقلوا إلى الديموقراطية وأجروا انتخابات عامة».

وتحدثت الصحيفة عن استعدادات تركية عسكرية على الحدود السورية، خصوصا مع تسريب أنباء أن مقاتلين من حزب العمال الكردستاني يتسللون إلى الأراضي التركية لناحية غازي عينتاب ولواء الاسكندرون.

وأضافت الصحيفة أن لواءين عسكريين تركيين يتمركزان قرب الحدود السورية استعدادا لأي أوامر يمكن أن تصدر عن القيادة العسكرية، حيث يتمركز الجيش الثاني المسؤول عن الحدود السورية.

وبحسب الصحيفة فإن الاجتماع الأمني الذي عقده أردوغان مع القادة العسكريين والأمنيين درس احتمال إنشاء حزام امني داخل الأراضي السورية في مواجهة أية موجات تدفق جديدة للاجئين إلى تركيا. كذلك تدارس الاجتماع مدى مساهمة تركيا في أي تدخل محتمل ضد سوريا. كما تدارس تصريحات المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان بأن رد دمشق سيكون أكثر حزما إذا كانت الرسالة التركية «حازمة».

وفي صحيفة «ميللييت» رفض الكاتب المعروف ديريا سازاك مقولة اردوغان إن «المسألة السورية شأن داخلي تركي وانه لا يمكن البقاء ساكتين على ما يحدث وان صبرنا بلغ لحظاته الأخيرة». وقال سازاك «إن هذه التصريحات تحمل من حدة لم تحملها تصريحات اردوغان ضد إسرائيل. وهي تصريحات تستحضر لغة الحرب التي استخدمت ضد سوريا في خريف 1998 لطرد (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبد الله أوجلان من الأراضي السورية».

وتساءل سازاك «هل التصرفات القاسية للنظام السوري، والتي تستدعي تدخلا دوليا، مبرر لتكون المسألة السورية شأنا داخليا تركيا؟ إذا كنا نريد حل مشكلة داخلية فيجب أن تكون الأولوية للمسألة الكردية. سوريا تعيش مأساة إنسانية، لكنها بالنسبة لتركيا مسألة خارجية»، مضيفا أن «أي عملية عسكرية ضد بلد مجاور تتطلب قرارا من البرلمان، ويجب ألا ننسى مذكرة الأول من آذار 2003».

السفير /محمد نور الدين

  • فريق ماسة
  • 2011-08-09
  • 8652
  • من الأرشيف

الإعـلام التركـي: أردوغـان يستحضر لغة الحرب ضد سورية

حظيت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى دمشق أمس باهتمام كبير من جانب الإعلام التركي، الذي أجمع على أن المسؤول التركي يحمل رسالة شديدة اللهجة هي بمثابة الفرصة الأخيرة أمام الرئيس السوري بشار الأسد للمبادرة إلى إصلاح جدي وعميق ونهائي. وفي تقرير لها، أشارت صحيفة «ميللييت» إلى أن رسالة داود اوغلو مفادها «لقد بذلنا جهدا كبيرا ليكون الإصلاح أولوية بقيادتكم ومن دون دماء وفي إطار سلمي، ولكن منذ ستة أشهر وأنتم تتلاعبون بنا. لقد وصل صبرنا إلى نقطته الأخيرة. عليكم أن تقولوا كلمتكم الأخيرة بصراحة. إذا لم تتخلوا عن مواجهة الناس بالعنف وتنسحبوا من المدن فسنتخلى عن دعمنا لكم. بادروا إلى الإصلاح وانتقلوا إلى الديموقراطية وأجروا انتخابات عامة». وتحدثت الصحيفة عن استعدادات تركية عسكرية على الحدود السورية، خصوصا مع تسريب أنباء أن مقاتلين من حزب العمال الكردستاني يتسللون إلى الأراضي التركية لناحية غازي عينتاب ولواء الاسكندرون. وأضافت الصحيفة أن لواءين عسكريين تركيين يتمركزان قرب الحدود السورية استعدادا لأي أوامر يمكن أن تصدر عن القيادة العسكرية، حيث يتمركز الجيش الثاني المسؤول عن الحدود السورية. وبحسب الصحيفة فإن الاجتماع الأمني الذي عقده أردوغان مع القادة العسكريين والأمنيين درس احتمال إنشاء حزام امني داخل الأراضي السورية في مواجهة أية موجات تدفق جديدة للاجئين إلى تركيا. كذلك تدارس الاجتماع مدى مساهمة تركيا في أي تدخل محتمل ضد سوريا. كما تدارس تصريحات المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان بأن رد دمشق سيكون أكثر حزما إذا كانت الرسالة التركية «حازمة». وفي صحيفة «ميللييت» رفض الكاتب المعروف ديريا سازاك مقولة اردوغان إن «المسألة السورية شأن داخلي تركي وانه لا يمكن البقاء ساكتين على ما يحدث وان صبرنا بلغ لحظاته الأخيرة». وقال سازاك «إن هذه التصريحات تحمل من حدة لم تحملها تصريحات اردوغان ضد إسرائيل. وهي تصريحات تستحضر لغة الحرب التي استخدمت ضد سوريا في خريف 1998 لطرد (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبد الله أوجلان من الأراضي السورية». وتساءل سازاك «هل التصرفات القاسية للنظام السوري، والتي تستدعي تدخلا دوليا، مبرر لتكون المسألة السورية شأنا داخليا تركيا؟ إذا كنا نريد حل مشكلة داخلية فيجب أن تكون الأولوية للمسألة الكردية. سوريا تعيش مأساة إنسانية، لكنها بالنسبة لتركيا مسألة خارجية»، مضيفا أن «أي عملية عسكرية ضد بلد مجاور تتطلب قرارا من البرلمان، ويجب ألا ننسى مذكرة الأول من آذار 2003». السفير /محمد نور الدين

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة