قالت صحيفة السفير ان الرئيس بشار الاسد خصّ عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية بلقاءات في الاونة الاخيرة، لم يعلن عن معظمها ولم يشكل لبنان وتفاصيله، نقطة البحث المركزية خلالها، بل كانت الاولوية للوضع في سوريا. ولعل اهمية هذه اللقاءات تكمن في الانطباعات التي خرج بها زوار الاسد ومنها:

- ان الرئيس الاسد يحرص على تقديم صورة الاحداث في سوريا كما هي من دون أن يقلل من مخاطرها. ومن يحاوره يشعر أن القيادة السورية قد تجاوزت مرحلة الارباك التي سادت في الأسابيع الأولى، وبالتالي يمكن القول ان الوضع تحت السيطرة.

- أن لبنان لا يشكل اولوية سوريّة في المرحلة الراهنة، وثمة ثقة واضحة بحكومة نجيب ميقاتي.

- سوريا تتعرّض لحرب تموز خارجية شرسة جدا كتلك التي شنت على لبنان في العام 2006 انما بأسلوب مختلف واكثر خطورة.

- ان الوجه الاكثر خطورة للاحداث في سوريا يتبدى في سعي بعض الجهات المتطرفة في الداخل برعاية من الخارج، الى مذهبة الازمة وبالتالي الذهاب بسوريا الى المجهول.

- اعتراف بأخطاء حصلت في مستويات عدة ومجالات عدة وبعضها من جانب أمنيين.

- ليس هناك خلاف حول الحاجة الى الاصلاح وتطوير النظام للوصول الى التعددية السياسية وقد اكد الرئيس الاسد انه ماض في هذا الخيار بكل ثقة وبتوقيته هو وليس بتوقيت الآخرين، وهو مصمم على تجاوز الاصوات المعترضة داخل النظام إن وجدت. واذا كان اطلاق الحوار مع قوى المعارضة يشكل اولوية بالنسبة الى الاسد، فإن حفظ الامن والاستقرار وردع المخربين والعابثين بأمن وحياة السوريين لا تتقدم عليه أولوية.

- هناك من يقول انه كان اجدى للاسد ان يستجيب للمطالب الاصلاحية منذ البداية ولو انه قدم ما قدمه الآن لكان اثبت مصداقيته ووفر عليه الكثير من الدم وحلت المشكلة، ومن يتبنى هذا الرأي لا يدرك حجم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا.

- هناك من يأخذ على الرئيس السوري عدم المبادرة الى إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري (تنص على ان حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع)، وهؤلاء لا يدركون ان إلغاء هذه المادة، لا يتم بكبسة زر، بل يتطلب تحضير الأجواء الداخلية والحزبية لكي يتم تقبل هذه الفكرة، ثم أليست هناك كتلة متماسكة تؤيد هذه المادة وتسير على هديها في الداخل السوري وتصر على بقائها وتعتبر أن إلغاءها معناه إطلاق رصاصة الرحمة في رأس النظام السوري، وعلى الاكيد ان الرئيس الاسد لن يتخلى عن هذه الكتلة المتماسكة من حوله ولن يطيح بموقفها خاصة وانها تشكل شريحة وازنة.

- ما زال الرئيس السوري، مطمئنا للموقف الروسي ومرتاحا للجارين العراقي والاردني ومنزعجا الى حد كبير من الجار التركي، وبالتالي هو يتعامل مع كل ما هو حوله بحجمه خاصة وان سوريا ليست وحدها في الازمة، فالاميركيون يتخبطون في ازماتهم من العراق الى ايران الى أفغانستان، وقد غرقوا الآن في أزمتهم الاقتصادية، وبعض الاوروبيين ينطلق من خلفيات انتخابية داخلية، وبعضهم الآخر يحاول ان يركب موجة الاحداث في سوريا لعله يجد له مكانا ونفوذا في المنطقة كالفرنسيين مثلا، وها هم كلهم يتخبطون في الازمة الليبية ويعجزون عن تأمين التمويل للاستمرار في الحرب عليها، وبالتالي هم يحاولون بشتى الطرق الخروج منها، وهؤلاء جميعهم يدركون ان سوريا مختلفة عن غيرها.

ولكن ماذا عن لبنان؟

يلمس زوار سوريا وجود اطمئنان سوري لموقف لبنان الرسمي رئاسة وحكومة. وفي الوقت نفسه، ثمة حذر كبير من خطورة انغماس بعض القوى اللبنانية في الاحداث السورية، سياسيا واعلاميا، وكذلك عبر محاولة اذكاء نار الفتنة عبر تهريب السلاح الى سوريا.

وتقول شخصية سورية ان كشف عملية التهريب الاخيرة عبر أحد موانئ العاصمة، (بالاضافة الى ما اعلن عنه الاعلام السوري أمس، عن ضبط شحنة سلاح موجهة الى سوريا عبر الحدود الشمالية) يؤكد الهواجس السورية، وثمة قرائن لدى اجهزة الامن السورية واللبنانية ايضا تؤكد وجود عشرات الحالات المشابهة وأن المسألة تتعدى الأفراد وتصل الى حد تورّط تيار سياسي اساسي في "14 آذار" في احداث سوريا، وبالتالي فان عملا من هذا النوع تنظر اليه دمشق على انه فعل عدواني.

وتقول الشخصية السورية ان رسالة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الأخيرة قد بلغت دمشق، لكن ليس في سوريا من يريد الرد عليه في الوقت الحاضر، ونحن نكتفي بالقول أن "أدبيات قوى 14 آذار تزخر بالانتقادات الى حزب الله في ما يتصل بمصادرته قرار الحرب والسلم مع اسرائيل، فهل من قرر تهريب السلاح الى سوريا لاذكاء نار الفتنة فيها، وبالتالي تهديد استقرار البلدين تشاور مع شركائه أم أنه انفرد بقراره؟.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-08-07
  • 8171
  • من الأرشيف

الرئيس بشار الأسد.. مطمئن للموقف الروسي ومرتاح للجارين العراقي والاردني

قالت صحيفة السفير ان الرئيس بشار الاسد خصّ عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية بلقاءات في الاونة الاخيرة، لم يعلن عن معظمها ولم يشكل لبنان وتفاصيله، نقطة البحث المركزية خلالها، بل كانت الاولوية للوضع في سوريا. ولعل اهمية هذه اللقاءات تكمن في الانطباعات التي خرج بها زوار الاسد ومنها: - ان الرئيس الاسد يحرص على تقديم صورة الاحداث في سوريا كما هي من دون أن يقلل من مخاطرها. ومن يحاوره يشعر أن القيادة السورية قد تجاوزت مرحلة الارباك التي سادت في الأسابيع الأولى، وبالتالي يمكن القول ان الوضع تحت السيطرة. - أن لبنان لا يشكل اولوية سوريّة في المرحلة الراهنة، وثمة ثقة واضحة بحكومة نجيب ميقاتي. - سوريا تتعرّض لحرب تموز خارجية شرسة جدا كتلك التي شنت على لبنان في العام 2006 انما بأسلوب مختلف واكثر خطورة. - ان الوجه الاكثر خطورة للاحداث في سوريا يتبدى في سعي بعض الجهات المتطرفة في الداخل برعاية من الخارج، الى مذهبة الازمة وبالتالي الذهاب بسوريا الى المجهول. - اعتراف بأخطاء حصلت في مستويات عدة ومجالات عدة وبعضها من جانب أمنيين. - ليس هناك خلاف حول الحاجة الى الاصلاح وتطوير النظام للوصول الى التعددية السياسية وقد اكد الرئيس الاسد انه ماض في هذا الخيار بكل ثقة وبتوقيته هو وليس بتوقيت الآخرين، وهو مصمم على تجاوز الاصوات المعترضة داخل النظام إن وجدت. واذا كان اطلاق الحوار مع قوى المعارضة يشكل اولوية بالنسبة الى الاسد، فإن حفظ الامن والاستقرار وردع المخربين والعابثين بأمن وحياة السوريين لا تتقدم عليه أولوية. - هناك من يقول انه كان اجدى للاسد ان يستجيب للمطالب الاصلاحية منذ البداية ولو انه قدم ما قدمه الآن لكان اثبت مصداقيته ووفر عليه الكثير من الدم وحلت المشكلة، ومن يتبنى هذا الرأي لا يدرك حجم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا. - هناك من يأخذ على الرئيس السوري عدم المبادرة الى إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري (تنص على ان حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع)، وهؤلاء لا يدركون ان إلغاء هذه المادة، لا يتم بكبسة زر، بل يتطلب تحضير الأجواء الداخلية والحزبية لكي يتم تقبل هذه الفكرة، ثم أليست هناك كتلة متماسكة تؤيد هذه المادة وتسير على هديها في الداخل السوري وتصر على بقائها وتعتبر أن إلغاءها معناه إطلاق رصاصة الرحمة في رأس النظام السوري، وعلى الاكيد ان الرئيس الاسد لن يتخلى عن هذه الكتلة المتماسكة من حوله ولن يطيح بموقفها خاصة وانها تشكل شريحة وازنة. - ما زال الرئيس السوري، مطمئنا للموقف الروسي ومرتاحا للجارين العراقي والاردني ومنزعجا الى حد كبير من الجار التركي، وبالتالي هو يتعامل مع كل ما هو حوله بحجمه خاصة وان سوريا ليست وحدها في الازمة، فالاميركيون يتخبطون في ازماتهم من العراق الى ايران الى أفغانستان، وقد غرقوا الآن في أزمتهم الاقتصادية، وبعض الاوروبيين ينطلق من خلفيات انتخابية داخلية، وبعضهم الآخر يحاول ان يركب موجة الاحداث في سوريا لعله يجد له مكانا ونفوذا في المنطقة كالفرنسيين مثلا، وها هم كلهم يتخبطون في الازمة الليبية ويعجزون عن تأمين التمويل للاستمرار في الحرب عليها، وبالتالي هم يحاولون بشتى الطرق الخروج منها، وهؤلاء جميعهم يدركون ان سوريا مختلفة عن غيرها. ولكن ماذا عن لبنان؟ يلمس زوار سوريا وجود اطمئنان سوري لموقف لبنان الرسمي رئاسة وحكومة. وفي الوقت نفسه، ثمة حذر كبير من خطورة انغماس بعض القوى اللبنانية في الاحداث السورية، سياسيا واعلاميا، وكذلك عبر محاولة اذكاء نار الفتنة عبر تهريب السلاح الى سوريا. وتقول شخصية سورية ان كشف عملية التهريب الاخيرة عبر أحد موانئ العاصمة، (بالاضافة الى ما اعلن عنه الاعلام السوري أمس، عن ضبط شحنة سلاح موجهة الى سوريا عبر الحدود الشمالية) يؤكد الهواجس السورية، وثمة قرائن لدى اجهزة الامن السورية واللبنانية ايضا تؤكد وجود عشرات الحالات المشابهة وأن المسألة تتعدى الأفراد وتصل الى حد تورّط تيار سياسي اساسي في "14 آذار" في احداث سوريا، وبالتالي فان عملا من هذا النوع تنظر اليه دمشق على انه فعل عدواني. وتقول الشخصية السورية ان رسالة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الأخيرة قد بلغت دمشق، لكن ليس في سوريا من يريد الرد عليه في الوقت الحاضر، ونحن نكتفي بالقول أن "أدبيات قوى 14 آذار تزخر بالانتقادات الى حزب الله في ما يتصل بمصادرته قرار الحرب والسلم مع اسرائيل، فهل من قرر تهريب السلاح الى سوريا لاذكاء نار الفتنة فيها، وبالتالي تهديد استقرار البلدين تشاور مع شركائه أم أنه انفرد بقراره؟.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة