دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مجدداً تدخل «الجزيرة» اختبار «الموضوعية» وتتجاوزه بعشرات علامات الاستفهام حول أدائها المهني والغايات التي تقف خلفه، مع قرارها حذف حوارات مع عشر شخصيات سورية من أصل 12 شخصية، تضمنها الفيلم الوثائقي «صنع في سوريا». الحوارات كان أجراها المخرج اللبناني بلال خريس للوقوف على واقع الصناعة في سوريا، الأمر الذي يمكن اعتباره عملياً «إعدام» الفيلم! مع الإشارة الى أن«الجزيرة» في حال إلغاء أي فيلم، تحمل المنتج المنفذ كامل الكلفة المادية، كما هو الحال مع خريس في فيلمه.وخريس الذي آثر بداية عدم التعليق على الموضوع، عاد ليتحدث لـ«السفير» عن ملابسات ما طُلب حذفه، «كيلا يفهم البعض بأن امتناعي عن التصريح له أبعاد سياسية». ويقول: «قدمت عملاً وثائقياً حقيقياً وموضوعياً يليق بسوريا وبقناة «الجزيرة». وقد فتحت لي وزارة الصناعة مشكورة بشخص وزيرها السابق فؤاد الجوني ومكتبه الصحافي كل الأبواب من دون أي حرج. واعتمدت التوازن من خلال عدم الإشادة بالصناعة السورية أو التجريح فيها، وإنما نقل الواقع كما هو. وهذا ما لمسته من وزير الصناعة نفسه الذي تكلم في الفيلم عن إيجابيات الصناعة السورية وسلبياتها بكل شفافية. وبناء لهذا التعاطي المهني معي من قبل الوزارة، دخلت مع فريقي إلى مصانع قديمة وصورنا آلات قديمة ومهترئة، كما دخلنا إلى مصانع متطورة وصورنا آلات حديثة وفريق صناعي متطور. وزرنا أيضاً المصانع الكبرى في المحافظات».وعن طبيعة التعديلات التي طلبت «الجزيرة» إجراءها على الفيلم يوضح: «ما طلبته مني إدارة البرامج التي أجلّ وأحترم من تعديلات، يشمل ما نسبته تسعين بالمئة من الفيلم، وكأنها تطلب مني إنتاج فيلم جديد يتجاوز التقييم المهني، إذ لا يعقل أن تُرفض عشر مقابلات رئيسة من أصل 12 مقابلة، ولا يعقل لي كمخرج له خبرة في إنتاج الأفلام الوثائقية أن أبتعد في الفيلم كل هذه المسافة عن الهدف. ولماذا لم يتعرض أي فيلم من أفلامي السابقة لأي تعديلات تذكر، بينما يتعرض «صنع في سوريا» لتعديلات شديدة القسوة تشبه الإلغاء»؟ويردف: «حتى الآن لم أقتنع أن التعديلات مهنية بحتة. ومن حقي أن أدافع عن مهنيتي التي قضيت سنوات في إرسائها، ولا أريد لها أن تصبح رهينة تجاذبات».ويتساءل خريس: «لماذا ألغيت مقابلة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي تكلم عن الصناعة السورية من وجهة نظر سياسية، فذكر مثلاً الحصار الأميركي المفروض على سوريا بوصفه سبباً مباشراً في منع السوريين من استيراد معدات تقنية عالية الجودة، بينما يتاح لإسرائيل أهم التقنيات العالية على جميع الصعد، تقدم كهدايا مجانية بهدف إظهار التفاوت بين الصناعات العربية والإسرائيلية .. أين المشكلة في هذا الكلام ولماذا يرفض؟!»ويصف خريس علاقته بشبكة «الجزيرة» بأنها «ما زالت طيبة ومستمرة من خلال عدد من الأعمال التي سترى النور قريباً. وهي أفلام تنسجم مع خطي السياسي والأدبي لخط المقاومة والممانعة. وكنت قدمت عبر شاشتها في السنوات الماضية أفلاماً مثل: «السلاح في أيد ناعمة»، «أيام بلون الورد»، «الحرب الأمنية». فيما هناك أفلام أخرى ستعرض قريباً مثل «فيلم الجار اللدود» الذي يحكي قصة القرى الحدودية اللبنانية المزروعة من الناقورة الى شبعا مقابل جار لدود مدجج بأنواع القتل والتدمير كافة، ومع ذلك نجد الحياة في هذه القرى الحدودية في أرقى تجلياتها. وفيلم «صنع بسحر» الذي يتناول جماليات النشيد الديني السوري وتنوعاته الفنية والبصرية».وعن جديده يقول: «قريباً سأبدأ بتصوير فيلم «أصبح عندي الآن بندقية»، ويحكي عن الفدائيين وذاكرتهم العسكرية والإنسانية في جنوب لبنان في السبعينيات، وفيلم فني بعنوان «نغمات فارسية» وهو عن الموسيقى الإيرانية. أتمنى أن يجدا الصدى الطيب لدى المشاهد، على أمل ألا يتكرر ما حصل في فيلم «صنع في سوريا» في أفلام أخرى مستقبلاً».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة