لا تشبه محطة الديرعلي لتوليد الكهرباء بريف دمشق التي تبعد عن مدينة دمشق 35 كيلو متراً هدوء الطريق الذي قادنا إليها حيث تستقبلك أصوات المحركات حال وصولك إلى مدخلها ما يبعث الفضول لمعرفة تفاصيل العمل داخلها.

في بداية جولتنا بالمحطة التي عانت جراء الحرب الإرهابية على سورية اتجهنا إلى قسم الصيانة الذي يضم ورش اللحام والميكانيك والكهرباء والتحكم والتي بات ضجيج آلاتها مألوفاً بالنسبة لعمالها الذين تغمرهم السعادة وتتلاشى متاعبهم أثناء إصلاح الأعطال في المحطة وهو ما تحدث عنه المساعد المهندس فيصل منظوري من قسم الصيانة الميكانيكية أمام كاميرا سانا أثناء المرحلة الأخيرة من إصلاح العنفة البخارية التي خرجت عن الخدمة منذ أيام مبيناً أن إصلاحها تطلب ساعات عمل طويلة تجاوزت الـ 22 ساعة باليوم وأنجز بمحبة وتعاون العمال.

الحصار المفروض على سورية لم يمنع عمال المحطة من تسخير خبراتهم ومهاراتهم لكسره بصناعة قطع غيار بديلة يصعب تأمينها من الخارج في ظل الظروف الحالية بحسب المهندس محمد الحسين من قسم الصيانة الميكانيكية لافتاً إلى أن عمل كادر الصيانة من فنيين ومهندسين حساس ويتطلب جهداً كبيراً وساعات عمل شاقة ومضنية سرعان ما تزول بتحقيق الهدف وعودة العمل للمحطة.

يتخذ الفني محمد رامز حماد أحد خريجي المعاهد الصناعية وسائل السلامة أثناء عمله في قسم اللحام والذي يتطلب تركيزاً جسدياً وفنياً مشيراً إلى أن العنفة البخارية في المحطة تتعرض لأعطال متكررة ولا سيما صمامات دارة التبريد.

يسابق العمال الزمن في إصلاح الأعطال لتبقى المحطة في حالة جاهزية تامة كما يبين الفني وائل حماد من قسم الصيانة التحكمية مشيرا إلى أن إصلاح أي عطل يتم خلال أقل من 24 ساعة بحكم الخبرة التي اكتسبناها من عملنا.

وتعنى دائرة الصيانة الميكانيكية وفقاً لرئيسها المهندس وسيم غاوي بصيانة العنفات الغازية والبخارية والمراجل وإصلاح أي صمام أو مضخة أو عطل طارئ أو صيانة مبرمجة مباشرة لافتا إلى أن هناك عمليات صيانة تحتاج إلى موافقات مسبقة لتنفيذها كصيانة العنفات الغازية والبخارية والمراجل.

وكشف غاوي أن هناك دراسة لإجراء صيانة عامة للعنفة الغازية لأن عملها تجاوز 100 ساعة وأصبحت بحاجة الى صيانة عامة لرفع المحور وصيانة المولدة مشيراً إلى أن العمال تحدوا عدم توافر قطع الغيار بخبراتهم المحلية وقاموا بتصنيع وتجهيز أجزاء كثيرة من الصمامات والضواغط للحفاظ على هيكلية المحطة بأقصى طاقة ممكنة.

صالة التشغيل والتحكم تبعث على الدهشة بطريقة التنسيق والتعرف على الإشارات والدلالات حول الأعطال وأماكنها.. أضواء وأصوات يتعرف عليها المسؤولون في هذا القسم عن خبرة وسرعة في التعامل كما بين المهندس مسؤول صالة التشغيل والتحكم في المحطة عبد الله اشقروا لافتاً إلى أن عملهم يتركز على مراقبة الإنذارات الواردة إلى الشاشة والتواصل مع قسم الصيانة حسب الإنذار صيانة أو ميكانيك أو كهرباء لمعالجة الخلل فوراً.

رئيس دائرة التحكم بالمحطة طوني دنهش أوضح أن لديه 20 ألف نقطة اتصال تحكمية وأي خلل فيها يؤدي إلى توقف المحطة مبينا أن العمال يبذلون جهودا مضاعفة ولا سيما أن قسم التحكم هو الواجهة الأساسية للأعطال خاصة بالفصولات والإقلاعات أو خلال الصيانة.

وبحسب دنهش فإنه تم تدريب مجموعة من العمال على إجراء الصيانة لكل الحساسات واستطاعوا حل 70 بالمئة من مشاكلها بالاعتماد على الإمكانيات المحلية بشكل كامل.

رئيس دائرة الصيانة الكهربائية بالمحطة المهندس شاهر غياض أوضح أن دورهم يتمثل بصيانة التجهيزات الكهربائية بالمحطة وتوسعها بالتنسيق مع مديرية التشغيل بناء على بلاغ بالعطل مبيناً أنه خلال سنوات الحرب الإرهابية اكتسب العمال خبرات ومهارات عالية مكنتهم من تذليل مختلف الصعوبات.

وتعد محطة الدير علي من أكبر وأحدث المحطات الكهربائية في سورية بحسب مدير محطة توليد دير علي المهندس محمد خير إمام حيث تتراوح استطاعتها بين 1400 و1500 ميغا واط وتغطي 40 بالمئة من الشبكة الكهربائية وتتألف من قسمين كل قسم مؤلف من عنفتين غازيتين وعنفة بخارية تعمل بنظام الدارة المركبة وهذا النظام له خاصية التوليد بالمجموعة البخارية واستطاعة كهربائية دون استهلاك وقود وهذا عملياً يرفع مردود المجموعات إلى نحو 53 بالمئة وبالتالي إعطاء أكبر كمية من الكهرباء بأقل كمية من الغاز إضافة إلى الميزة الأساسية فيها والمتمثلة برفع الحمولة عند انخفاض التوتر بالشبكة.

ولفت إمام إلى أن المحطة تغذي الشبكة الكهربائية وتنقل الكهرباء إلى أكبر محطات التحويل في الديماس وعدرا عن طريق شبكة نقل 400 كيلو فولط مشيراً إلى أن المحطة تؤمن لعمالها السكن القريب والطبابة إضافة إلى التعويضات والحوافز والتي يجب العمل على تعزيزها ومضاعفتها.

  • فريق ماسة
  • 2021-02-14
  • 11125
  • من الأرشيف

محطة الديرعلي … منارة لم تطفئها الحرب

لا تشبه محطة الديرعلي لتوليد الكهرباء بريف دمشق التي تبعد عن مدينة دمشق 35 كيلو متراً هدوء الطريق الذي قادنا إليها حيث تستقبلك أصوات المحركات حال وصولك إلى مدخلها ما يبعث الفضول لمعرفة تفاصيل العمل داخلها. في بداية جولتنا بالمحطة التي عانت جراء الحرب الإرهابية على سورية اتجهنا إلى قسم الصيانة الذي يضم ورش اللحام والميكانيك والكهرباء والتحكم والتي بات ضجيج آلاتها مألوفاً بالنسبة لعمالها الذين تغمرهم السعادة وتتلاشى متاعبهم أثناء إصلاح الأعطال في المحطة وهو ما تحدث عنه المساعد المهندس فيصل منظوري من قسم الصيانة الميكانيكية أمام كاميرا سانا أثناء المرحلة الأخيرة من إصلاح العنفة البخارية التي خرجت عن الخدمة منذ أيام مبيناً أن إصلاحها تطلب ساعات عمل طويلة تجاوزت الـ 22 ساعة باليوم وأنجز بمحبة وتعاون العمال. الحصار المفروض على سورية لم يمنع عمال المحطة من تسخير خبراتهم ومهاراتهم لكسره بصناعة قطع غيار بديلة يصعب تأمينها من الخارج في ظل الظروف الحالية بحسب المهندس محمد الحسين من قسم الصيانة الميكانيكية لافتاً إلى أن عمل كادر الصيانة من فنيين ومهندسين حساس ويتطلب جهداً كبيراً وساعات عمل شاقة ومضنية سرعان ما تزول بتحقيق الهدف وعودة العمل للمحطة. يتخذ الفني محمد رامز حماد أحد خريجي المعاهد الصناعية وسائل السلامة أثناء عمله في قسم اللحام والذي يتطلب تركيزاً جسدياً وفنياً مشيراً إلى أن العنفة البخارية في المحطة تتعرض لأعطال متكررة ولا سيما صمامات دارة التبريد. يسابق العمال الزمن في إصلاح الأعطال لتبقى المحطة في حالة جاهزية تامة كما يبين الفني وائل حماد من قسم الصيانة التحكمية مشيرا إلى أن إصلاح أي عطل يتم خلال أقل من 24 ساعة بحكم الخبرة التي اكتسبناها من عملنا. وتعنى دائرة الصيانة الميكانيكية وفقاً لرئيسها المهندس وسيم غاوي بصيانة العنفات الغازية والبخارية والمراجل وإصلاح أي صمام أو مضخة أو عطل طارئ أو صيانة مبرمجة مباشرة لافتا إلى أن هناك عمليات صيانة تحتاج إلى موافقات مسبقة لتنفيذها كصيانة العنفات الغازية والبخارية والمراجل. وكشف غاوي أن هناك دراسة لإجراء صيانة عامة للعنفة الغازية لأن عملها تجاوز 100 ساعة وأصبحت بحاجة الى صيانة عامة لرفع المحور وصيانة المولدة مشيراً إلى أن العمال تحدوا عدم توافر قطع الغيار بخبراتهم المحلية وقاموا بتصنيع وتجهيز أجزاء كثيرة من الصمامات والضواغط للحفاظ على هيكلية المحطة بأقصى طاقة ممكنة. صالة التشغيل والتحكم تبعث على الدهشة بطريقة التنسيق والتعرف على الإشارات والدلالات حول الأعطال وأماكنها.. أضواء وأصوات يتعرف عليها المسؤولون في هذا القسم عن خبرة وسرعة في التعامل كما بين المهندس مسؤول صالة التشغيل والتحكم في المحطة عبد الله اشقروا لافتاً إلى أن عملهم يتركز على مراقبة الإنذارات الواردة إلى الشاشة والتواصل مع قسم الصيانة حسب الإنذار صيانة أو ميكانيك أو كهرباء لمعالجة الخلل فوراً. رئيس دائرة التحكم بالمحطة طوني دنهش أوضح أن لديه 20 ألف نقطة اتصال تحكمية وأي خلل فيها يؤدي إلى توقف المحطة مبينا أن العمال يبذلون جهودا مضاعفة ولا سيما أن قسم التحكم هو الواجهة الأساسية للأعطال خاصة بالفصولات والإقلاعات أو خلال الصيانة. وبحسب دنهش فإنه تم تدريب مجموعة من العمال على إجراء الصيانة لكل الحساسات واستطاعوا حل 70 بالمئة من مشاكلها بالاعتماد على الإمكانيات المحلية بشكل كامل. رئيس دائرة الصيانة الكهربائية بالمحطة المهندس شاهر غياض أوضح أن دورهم يتمثل بصيانة التجهيزات الكهربائية بالمحطة وتوسعها بالتنسيق مع مديرية التشغيل بناء على بلاغ بالعطل مبيناً أنه خلال سنوات الحرب الإرهابية اكتسب العمال خبرات ومهارات عالية مكنتهم من تذليل مختلف الصعوبات. وتعد محطة الدير علي من أكبر وأحدث المحطات الكهربائية في سورية بحسب مدير محطة توليد دير علي المهندس محمد خير إمام حيث تتراوح استطاعتها بين 1400 و1500 ميغا واط وتغطي 40 بالمئة من الشبكة الكهربائية وتتألف من قسمين كل قسم مؤلف من عنفتين غازيتين وعنفة بخارية تعمل بنظام الدارة المركبة وهذا النظام له خاصية التوليد بالمجموعة البخارية واستطاعة كهربائية دون استهلاك وقود وهذا عملياً يرفع مردود المجموعات إلى نحو 53 بالمئة وبالتالي إعطاء أكبر كمية من الكهرباء بأقل كمية من الغاز إضافة إلى الميزة الأساسية فيها والمتمثلة برفع الحمولة عند انخفاض التوتر بالشبكة. ولفت إمام إلى أن المحطة تغذي الشبكة الكهربائية وتنقل الكهرباء إلى أكبر محطات التحويل في الديماس وعدرا عن طريق شبكة نقل 400 كيلو فولط مشيراً إلى أن المحطة تؤمن لعمالها السكن القريب والطبابة إضافة إلى التعويضات والحوافز والتي يجب العمل على تعزيزها ومضاعفتها.

المصدر : الماسةالسورية/سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة