رأى الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، يوسي كوبر فاسر، ان سلسلة من التطورات السياسية والأمنية، ستشكل الشرق الوسط، تنتظر اسرائيل في العام الجديد 2020، سيكون لها تأثير كبير، مباشر وغير مباشر، على أمن إسرائيل وعلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اهمها التغييرات التي حصلت في الصراع بين الجهات البراغماتية والجهات العنيفة الرئيسية في المعسكر "السني" المتطرف، أي داعش، وسعي ايران وتركيا لتوسيع نفوذهما في المنطقة.

 

والتطور المهم الثاني، هو التغيرات في خصائص قوة النشاط في المنطقة، حيث غيّرت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، اتجاهها وانضمت إلى الكفاح ضد المتطرفين، وخاصة إيران. مع ذلك، تسمح لروسيا والمعسكر المتطرف بتأسيس نفوذها، وتركز اهتمامها الإقليمي على المواجهة مع إيران وتقوية حلفائها، وإسرائيل بالدرجة الأولى، من خلال محاولة الدفع نحو تسوية واقعية بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

والتطور الثالث المهم، هو تصميم إسرائيل على مواجهة التهديد العسكري الإيراني. حيث تعمل إسرائيل بشكل واضح ضد اهداف ايرانية في سورية وربما في العراق، وتحاول إحباط الجهود الإيرانية لتطوير أسلحة حزب الله. الى جانب الاصرار على منع إيران من إنتاج وامتلاك أسلحة نووية.

 

وخلص كوبر فاسر الى القول: تعمل اسرائيل على تطوير العلاقات مع العديد من الدول البراغماتية، التي تحتاج لمساعدة إسرائيلية في مواجهة تهديد المتطرفين، وخاصة إيران. وهذا التطور يمكن أن يشكل ركيزة إضافية لضغط أكبر على الفلسطينيين، لدفعهم الى التخلي عن مفهوم نفي وجود إسرائيل كـ"دولة قومية للشعب اليهودي". لكن، إذا كانت الفرص ضعيفة للغاية في هذه المرحلة، وفي ظل عدم الاستقرار الإقليمي الذي لا يزال يهدد استقرار الدول البراغماتية المجاورة، سيتعين على إسرائيل استغلال الإمكانات الإيجابية الكامنة في التطورات الإقليمية لتحسين قدرتها على "الدفاع عن نفسها" من تهديدات المتطرفين والفلسطينيين، من خلال تعزيز سيطرتها على الأراضي، بما في ذلك في وادي الأردن. ولتحقيق ذلك، يجب الحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، والعمل على تعزيز التفاهمات مع روسيا والمعسكر البراغماتي في المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2019-12-10
  • 6943
  • من الأرشيف

المركز اليروشالمي للدراسات: مخاطر وفرص تنتظر اسرائيل في العام القادم 2020

رأى الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، يوسي كوبر فاسر، ان سلسلة من التطورات السياسية والأمنية، ستشكل الشرق الوسط، تنتظر اسرائيل في العام الجديد 2020، سيكون لها تأثير كبير، مباشر وغير مباشر، على أمن إسرائيل وعلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اهمها التغييرات التي حصلت في الصراع بين الجهات البراغماتية والجهات العنيفة الرئيسية في المعسكر "السني" المتطرف، أي داعش، وسعي ايران وتركيا لتوسيع نفوذهما في المنطقة.   والتطور المهم الثاني، هو التغيرات في خصائص قوة النشاط في المنطقة، حيث غيّرت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، اتجاهها وانضمت إلى الكفاح ضد المتطرفين، وخاصة إيران. مع ذلك، تسمح لروسيا والمعسكر المتطرف بتأسيس نفوذها، وتركز اهتمامها الإقليمي على المواجهة مع إيران وتقوية حلفائها، وإسرائيل بالدرجة الأولى، من خلال محاولة الدفع نحو تسوية واقعية بين إسرائيل والفلسطينيين.   والتطور الثالث المهم، هو تصميم إسرائيل على مواجهة التهديد العسكري الإيراني. حيث تعمل إسرائيل بشكل واضح ضد اهداف ايرانية في سورية وربما في العراق، وتحاول إحباط الجهود الإيرانية لتطوير أسلحة حزب الله. الى جانب الاصرار على منع إيران من إنتاج وامتلاك أسلحة نووية.   وخلص كوبر فاسر الى القول: تعمل اسرائيل على تطوير العلاقات مع العديد من الدول البراغماتية، التي تحتاج لمساعدة إسرائيلية في مواجهة تهديد المتطرفين، وخاصة إيران. وهذا التطور يمكن أن يشكل ركيزة إضافية لضغط أكبر على الفلسطينيين، لدفعهم الى التخلي عن مفهوم نفي وجود إسرائيل كـ"دولة قومية للشعب اليهودي". لكن، إذا كانت الفرص ضعيفة للغاية في هذه المرحلة، وفي ظل عدم الاستقرار الإقليمي الذي لا يزال يهدد استقرار الدول البراغماتية المجاورة، سيتعين على إسرائيل استغلال الإمكانات الإيجابية الكامنة في التطورات الإقليمية لتحسين قدرتها على "الدفاع عن نفسها" من تهديدات المتطرفين والفلسطينيين، من خلال تعزيز سيطرتها على الأراضي، بما في ذلك في وادي الأردن. ولتحقيق ذلك، يجب الحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، والعمل على تعزيز التفاهمات مع روسيا والمعسكر البراغماتي في المنطقة.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة