وصف المحلل ارييه شابيط، ما يجري في اسرائيل، بأنه حرب أهلية، يجب وقفها فورا، وإلا فإن الأيام القادمة ستكون صعبة وقاسية، وأضاف، أن إسرائيل تشهد في السنوات الأخيرة حالة من الحرب الأهلية، وصلت مرحلة ما قبل سفك الدماء، وما يحصل في الساحة السياسية والرأي العام الإسرائيلي، أمر مؤلم وخطير.

وأشار شابيط، إلى أن الهدف الأساس لقسم من الإسرائيليين، أصبح قطع رأس نتنياهو سياسيا، فيما يدعو قسم آخر للإطاحة باليسار، وثالث يسعى للانتقام من الاشكنازيم، ورابع يلاحق اليهود الشرقيين ودوس العرب، وخامس يريد اقتلاع المستوطنين، وقلع عيون الحريديم.

وأكد شابيط، أن الحرب الأهلية الإسرائيلية الجارية حاليا لها جذور ضاربة في العمق، لأن اليسار لم يُسلّم بنتائج الانقلاب التي أطاحت به في انتخابات 1977، ولم يتساهل مع فوز نتنياهو في انتخابات 1996، 2009، 2013، 2015. وفي المقابل، يجد اليمين صعوبة للاعتراف بالمساواة، وحقوق الأقلية، وبالتالي فإن ما يحصل في اسرائيل أشبه برقصة الشيطان، والخلافات بين المعسكرين، تأخذ الساحة السياسية الإسرائيلية الى حرب أهلية ستقطعنا إربا إربا.

وأشار المحلل الى أن الصراع الداخلي يعود لأربعة عقود مضت، حين فرض اليمين على اليسار حرب لبنان الأولى 1982، وفرض اليسار على اليمين اتفاق أوسلو 1993، وقمة كامب ديفيد 2000، وخطة الانفصال عن غزة 2005. وأضاف المحلل أن السنوات الأربع الأخيرة شهدت تعاظم التصدعات في المشهد السياسي الإسرائيلي، لافتا الى ان نتنياهو في عهد ترامب، ليس هو من كان في عهدي أوباما وكلينتون، والليكود بزعاماته الحالية، ليس هو الليكود ذاته ابان بيغن ودافيد ليفي، والهجمة اليمينية على الإعلام والقضاء غير مسبوقة، وكذلك الهجمة المضادة، فخصوم نتنياهو الذين طالبوا سابقا بطرده من مقر رئاسة الحكومة، يسعون اليوم  لزجه في السجن.

وختم المحلل قائلا، إن إسرائيل تعيش حالة من جنون المؤسسة، وكل طرف يحاول فرض سطوته على المنظومة القضائية، والحرب الأهلية القادمة ستقودنا الى الهلاك، في وقت تزداد فيه التهديدات الخارجية، وتصبح أكثر خطورة، ويتحول التهديد الداخلي الى تهديد وجودي، لأننا بتنا نشكل خطرا على أنفسنا، بفعل الخلافات القائمة بين العلمانيين والمتدينين والغربيين والشرقيين، واليسار واليمين.

موقع "ماكور ريشون"
  • فريق ماسة
  • 2019-10-07
  • 10416
  • من الأرشيف

محلل اسرائيلي: الصراع بين اليسار واليمين يدفع اسرائيل الى حرب أهلية

وصف المحلل ارييه شابيط، ما يجري في اسرائيل، بأنه حرب أهلية، يجب وقفها فورا، وإلا فإن الأيام القادمة ستكون صعبة وقاسية، وأضاف، أن إسرائيل تشهد في السنوات الأخيرة حالة من الحرب الأهلية، وصلت مرحلة ما قبل سفك الدماء، وما يحصل في الساحة السياسية والرأي العام الإسرائيلي، أمر مؤلم وخطير. وأشار شابيط، إلى أن الهدف الأساس لقسم من الإسرائيليين، أصبح قطع رأس نتنياهو سياسيا، فيما يدعو قسم آخر للإطاحة باليسار، وثالث يسعى للانتقام من الاشكنازيم، ورابع يلاحق اليهود الشرقيين ودوس العرب، وخامس يريد اقتلاع المستوطنين، وقلع عيون الحريديم. وأكد شابيط، أن الحرب الأهلية الإسرائيلية الجارية حاليا لها جذور ضاربة في العمق، لأن اليسار لم يُسلّم بنتائج الانقلاب التي أطاحت به في انتخابات 1977، ولم يتساهل مع فوز نتنياهو في انتخابات 1996، 2009، 2013، 2015. وفي المقابل، يجد اليمين صعوبة للاعتراف بالمساواة، وحقوق الأقلية، وبالتالي فإن ما يحصل في اسرائيل أشبه برقصة الشيطان، والخلافات بين المعسكرين، تأخذ الساحة السياسية الإسرائيلية الى حرب أهلية ستقطعنا إربا إربا. وأشار المحلل الى أن الصراع الداخلي يعود لأربعة عقود مضت، حين فرض اليمين على اليسار حرب لبنان الأولى 1982، وفرض اليسار على اليمين اتفاق أوسلو 1993، وقمة كامب ديفيد 2000، وخطة الانفصال عن غزة 2005. وأضاف المحلل أن السنوات الأربع الأخيرة شهدت تعاظم التصدعات في المشهد السياسي الإسرائيلي، لافتا الى ان نتنياهو في عهد ترامب، ليس هو من كان في عهدي أوباما وكلينتون، والليكود بزعاماته الحالية، ليس هو الليكود ذاته ابان بيغن ودافيد ليفي، والهجمة اليمينية على الإعلام والقضاء غير مسبوقة، وكذلك الهجمة المضادة، فخصوم نتنياهو الذين طالبوا سابقا بطرده من مقر رئاسة الحكومة، يسعون اليوم  لزجه في السجن. وختم المحلل قائلا، إن إسرائيل تعيش حالة من جنون المؤسسة، وكل طرف يحاول فرض سطوته على المنظومة القضائية، والحرب الأهلية القادمة ستقودنا الى الهلاك، في وقت تزداد فيه التهديدات الخارجية، وتصبح أكثر خطورة، ويتحول التهديد الداخلي الى تهديد وجودي، لأننا بتنا نشكل خطرا على أنفسنا، بفعل الخلافات القائمة بين العلمانيين والمتدينين والغربيين والشرقيين، واليسار واليمين. موقع "ماكور ريشون"

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة