يستمر الجيش السوري مدعوما من القوات الجو-فضائية الروسية، عملياته العسكرية لتحرير ريف إدلب من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها “جبهة النصرة”.

وكان الجيش السوري قطع طرق الإمداد على مسلحي “جبهة النصرة” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) في ريف حماة الشمالي عقب قطع طريق فرعي بخان شيخون وطريق حلب دمشق الدولي.

وقد ثبت الجيش السوري مواقعه على أطراف مدينة خان شيخون من الجهة الشمالية”، مما أدى إلى انسحاب الجماعات الإرهابية بشكل كامل من المدينة بعدما دخل الجيش السوري أحياءها الشمالية، وسط معارك واشتباكات عنيفة مع الإرهابيين، مما أدى إلى انسحاب الإرهابيين من بلدات وقرى ريف حماة الشمالي وأبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك ولحايا ولطمين، فيما لا يزال حتى اللحظة مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، حيث تجمع المسلحون في تلك النقطة مجهولا.

وكانت وكالة “سانا” السورية نقلت، أن وحدات من الجيش تابعت عملياتها باتجاه مواقع انتشار مسلحي “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها بريف إدلب، ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي في الريف الجنوبي لإدلب بعد أن كبدتهم خسائر كبيرة.

حول ما يحصل في أرض الميدان وتحديدا في منطقة خان شيخون التي حررها الجيش السوري من سيطرة الجماعات الإرهابية، يقول المراسل الحربي حسام الشب:

 “كل المعطيات تقول إن الجيش السوري مستمر بتقدمه كي يصل إلى مدينة معرة النعمان ذات الموقع الاستراتيجي على طريق دمشق-حلب الدولي والتي تبعد عن خان شيخون 25 كم، ويستهدف الجيش السوري مواقع الجماعات الإرهابية في هذه المدينة، وهذا يعني أنه لن يتوقف عند تحرير مدينة خان شيخون، بل سيستمر إلى أن يحرر كل محافظة إدلب وريفها، ولكن كل ذلك تقرره القيادات العسكرية في أرض المعركة، حسب الظروف والمعطيات المستجدة، ولكن بالنتيجة فإن الجيش السوري مستمر إلى ما بعد خان شيخون، حتى تحرير كامل منطقة إدلب من سيطرة “جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية المرتبطة بها”.

كما أضاف حسام الشب “هرب الإرهابيون إلى مدينة معرة النعمان وريفها، وبقيت جيوب إرهابية لهم حول مدينة خان شيخون والجيش السوري يتعامل معها”.

من جهته قال المحلل السياسي أندريه أونتيكوف حول عمليات الجيش السوري ضد الجماعات الإرهابية في ريف إدلب: “إن روسيا لا تزال متمسكة بتحرير الأراضي السورية بشكل كامل من الإرهابيين، وإني لا أرى أي جديد في تصريحات الرئيس بوتين، لأن روسيا قالت أكثر من مرة أنه لا بد من الاستمرار في القضاء على الجماعات الإرهابية المجرمة، وروسيا اليوم توضح ذلك من جديد، لذلك جاءت تصريحات بوتين تزامنا مع قصف الطيران السوري للرتل التركي قرب معرة النعمان، كما أننا رأينا صمتا تركيا كاملا حين بدأ الجيش السوري بتحرير خان شيخون، وربما يشير ذلك إلى توافق روسي-تركي حول تحرير مدينة خان شيخون، لذلك سمعنا تصريح الرئيس بوتين حين قال: ندعم جهود الجيش السوري في ما يخص العمليات على النطاق المحلي لاحتواء تلك المخاطر الإرهابية”.

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أي اعتداءات للإرهابيين انطلاقا من إدلب سيتم التصدي لها بكل حزم وقوة، مشيرا إلى وجود عسكريين روس “على الأرض” في إدلب.

وقال لافروف “لقد أكدت بشكل واضح أنه إذا واصل الإرهابيون هجماتهم انطلاقا من تلك المنطقة على الجيش السوري والمدنيين وقاعدة حميميم الجوية الروسية، فإنها ستواجه ردا حازما وقاسيا”.

وتابع لافروف أن الجيش التركي أنشأ عددا من نقاط المراقبة في إدلب وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث.

وشدد لافروف على أن الجهود من أجل التصدي لاعتداءات مسلحي “جبهة النصرة” والقضاء على الإرهابيين في إدلب ستتواصل، وأن تركيا أبلغت بذلك.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تراقب مستجدات الوضع في إدلب عن كثب، مضيفا أن العسكريين الروس موجودون “على الأرض” هناك، وأنهم على تواصل مستمر مع نظرائهم الأتراك ويبحثون معهم التطورات الأخيرة.

تصريحات لافروف تأتي على خلفية تقدم قوات الجيس السوري في إدلب، حيث تمكنت من دخول بلدة خان شيخون الاستراتيجية، وقطع طريق إمدادات الجماعات المسلحة المنتشرة جنوبي تلك البلدة.

نستنتج أن الحرب على الإرهابيين مستمرة حتى القضاء عليهم أو استسلامهم، فروسيا لن تتوقف عن دعم الجيش السوري الذي بدوره ينظر إلى ما بعد خان شيخون، حتى يحرر كامل منطقة إدلب من سيطرة “جبهة النصرة والجماعات المرتبطة بها.

 

  • فريق ماسة
  • 2019-08-20
  • 5108
  • من الأرشيف

الجيش السوري يسير إلى ما بعد خان شيخون

يستمر الجيش السوري مدعوما من القوات الجو-فضائية الروسية، عملياته العسكرية لتحرير ريف إدلب من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها “جبهة النصرة”. وكان الجيش السوري قطع طرق الإمداد على مسلحي “جبهة النصرة” (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) في ريف حماة الشمالي عقب قطع طريق فرعي بخان شيخون وطريق حلب دمشق الدولي. وقد ثبت الجيش السوري مواقعه على أطراف مدينة خان شيخون من الجهة الشمالية”، مما أدى إلى انسحاب الجماعات الإرهابية بشكل كامل من المدينة بعدما دخل الجيش السوري أحياءها الشمالية، وسط معارك واشتباكات عنيفة مع الإرهابيين، مما أدى إلى انسحاب الإرهابيين من بلدات وقرى ريف حماة الشمالي وأبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك ولحايا ولطمين، فيما لا يزال حتى اللحظة مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، حيث تجمع المسلحون في تلك النقطة مجهولا. وكانت وكالة “سانا” السورية نقلت، أن وحدات من الجيش تابعت عملياتها باتجاه مواقع انتشار مسلحي “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها بريف إدلب، ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي في الريف الجنوبي لإدلب بعد أن كبدتهم خسائر كبيرة. حول ما يحصل في أرض الميدان وتحديدا في منطقة خان شيخون التي حررها الجيش السوري من سيطرة الجماعات الإرهابية، يقول المراسل الحربي حسام الشب:  “كل المعطيات تقول إن الجيش السوري مستمر بتقدمه كي يصل إلى مدينة معرة النعمان ذات الموقع الاستراتيجي على طريق دمشق-حلب الدولي والتي تبعد عن خان شيخون 25 كم، ويستهدف الجيش السوري مواقع الجماعات الإرهابية في هذه المدينة، وهذا يعني أنه لن يتوقف عند تحرير مدينة خان شيخون، بل سيستمر إلى أن يحرر كل محافظة إدلب وريفها، ولكن كل ذلك تقرره القيادات العسكرية في أرض المعركة، حسب الظروف والمعطيات المستجدة، ولكن بالنتيجة فإن الجيش السوري مستمر إلى ما بعد خان شيخون، حتى تحرير كامل منطقة إدلب من سيطرة “جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية المرتبطة بها”. كما أضاف حسام الشب “هرب الإرهابيون إلى مدينة معرة النعمان وريفها، وبقيت جيوب إرهابية لهم حول مدينة خان شيخون والجيش السوري يتعامل معها”. من جهته قال المحلل السياسي أندريه أونتيكوف حول عمليات الجيش السوري ضد الجماعات الإرهابية في ريف إدلب: “إن روسيا لا تزال متمسكة بتحرير الأراضي السورية بشكل كامل من الإرهابيين، وإني لا أرى أي جديد في تصريحات الرئيس بوتين، لأن روسيا قالت أكثر من مرة أنه لا بد من الاستمرار في القضاء على الجماعات الإرهابية المجرمة، وروسيا اليوم توضح ذلك من جديد، لذلك جاءت تصريحات بوتين تزامنا مع قصف الطيران السوري للرتل التركي قرب معرة النعمان، كما أننا رأينا صمتا تركيا كاملا حين بدأ الجيش السوري بتحرير خان شيخون، وربما يشير ذلك إلى توافق روسي-تركي حول تحرير مدينة خان شيخون، لذلك سمعنا تصريح الرئيس بوتين حين قال: ندعم جهود الجيش السوري في ما يخص العمليات على النطاق المحلي لاحتواء تلك المخاطر الإرهابية”. من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أي اعتداءات للإرهابيين انطلاقا من إدلب سيتم التصدي لها بكل حزم وقوة، مشيرا إلى وجود عسكريين روس “على الأرض” في إدلب. وقال لافروف “لقد أكدت بشكل واضح أنه إذا واصل الإرهابيون هجماتهم انطلاقا من تلك المنطقة على الجيش السوري والمدنيين وقاعدة حميميم الجوية الروسية، فإنها ستواجه ردا حازما وقاسيا”. وتابع لافروف أن الجيش التركي أنشأ عددا من نقاط المراقبة في إدلب وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث. وشدد لافروف على أن الجهود من أجل التصدي لاعتداءات مسلحي “جبهة النصرة” والقضاء على الإرهابيين في إدلب ستتواصل، وأن تركيا أبلغت بذلك. وأشار لافروف إلى أن روسيا تراقب مستجدات الوضع في إدلب عن كثب، مضيفا أن العسكريين الروس موجودون “على الأرض” هناك، وأنهم على تواصل مستمر مع نظرائهم الأتراك ويبحثون معهم التطورات الأخيرة. تصريحات لافروف تأتي على خلفية تقدم قوات الجيس السوري في إدلب، حيث تمكنت من دخول بلدة خان شيخون الاستراتيجية، وقطع طريق إمدادات الجماعات المسلحة المنتشرة جنوبي تلك البلدة. نستنتج أن الحرب على الإرهابيين مستمرة حتى القضاء عليهم أو استسلامهم، فروسيا لن تتوقف عن دعم الجيش السوري الذي بدوره ينظر إلى ما بعد خان شيخون، حتى يحرر كامل منطقة إدلب من سيطرة “جبهة النصرة والجماعات المرتبطة بها.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة