استعادة خان شيخون، خطوة إضافية في طريق إنهاء المراحل الأخيرة للحرب السورية بما فيها تلك التي ستشهد "مؤقتاً" ردود فعل تركية وأميركية. فرغم الضجيج، ثمة تسليم غربي بان محور سورية-روسيا-ايران، ربح الأرض،

وبالتالي فان كل تفاوض مقبل مع واشنطن وانقرة سيبقى محكوما بهذا السقف ...اي لا تقسيم، ولا بقاء لأي منطقة خارج سيطرة الجيش السوري. جل ما يمكن الوصول إليه لاحقا هو خروج جميع القوى الأجنبية من سوريا اي تلك التي دخلت محتلة، أو بطلب من الدولة، مع الإبقاء طبعا على قاعدة روسية لأنها تدخل في إطار الاستراتيجيات الكبرى ...ربما على كرد سورية أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار ، فالاعتماد على الدعم الأميركي غير موثوق على المدى الطويل ، وروسيا التي ربحت تركيا لن تزعجها بالسماح بدولة كردية بل ستدفع باتجاه مصالحة كبرى سورية تركية رغم التعقيدات الحالية...اما الدور العربي في سوريا المناهض للدولة فهو في مرحلة التلاشي والانتقال إلى صفوف الراغبين بالمشاركة في إعادة الإعمار...

ما بقي من الحرب ليس سهلا لأنه يدور في منطقة الثروات الزراعية والنفطية، ولان بعضه يضم أبرز المسلحين، ولكن أيضا لان التلويح التركي- الأميركي بمنطقة آمنة مقابل عدم التدخل في الشرق، يراد منه ثمنا ما ، كما أن إسرائيل تريد ضمان خروج إيران وحزب الله ..لكن كل هذا ما عاد مهما فهو مجرد أوراق تفاوضية ستأخذ وقتا لكنها لن تغير شيئا في طريق استعادة كل الأراضي.

لا شك أن ثمة مشروعا كبيرا سقط في سورية، ولا شك أن تكلفته كانت كبيرة جدا، وأما اليقين فهو أن سورية كما دأبها منذ فجر الحضارات الإنسانية، ستبقى سورية بغض النظر عمن ناضل لأجلها من أبنائها ومن وقوف مع مدمريها...

  • فريق ماسة
  • 2019-08-20
  • 13860
  • من الأرشيف

لا تقسيم، ولا بقاء لأي منطقة خارج سيطرة الجيش السوري

استعادة خان شيخون، خطوة إضافية في طريق إنهاء المراحل الأخيرة للحرب السورية بما فيها تلك التي ستشهد "مؤقتاً" ردود فعل تركية وأميركية. فرغم الضجيج، ثمة تسليم غربي بان محور سورية-روسيا-ايران، ربح الأرض، وبالتالي فان كل تفاوض مقبل مع واشنطن وانقرة سيبقى محكوما بهذا السقف ...اي لا تقسيم، ولا بقاء لأي منطقة خارج سيطرة الجيش السوري. جل ما يمكن الوصول إليه لاحقا هو خروج جميع القوى الأجنبية من سوريا اي تلك التي دخلت محتلة، أو بطلب من الدولة، مع الإبقاء طبعا على قاعدة روسية لأنها تدخل في إطار الاستراتيجيات الكبرى ...ربما على كرد سورية أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار ، فالاعتماد على الدعم الأميركي غير موثوق على المدى الطويل ، وروسيا التي ربحت تركيا لن تزعجها بالسماح بدولة كردية بل ستدفع باتجاه مصالحة كبرى سورية تركية رغم التعقيدات الحالية...اما الدور العربي في سوريا المناهض للدولة فهو في مرحلة التلاشي والانتقال إلى صفوف الراغبين بالمشاركة في إعادة الإعمار... ما بقي من الحرب ليس سهلا لأنه يدور في منطقة الثروات الزراعية والنفطية، ولان بعضه يضم أبرز المسلحين، ولكن أيضا لان التلويح التركي- الأميركي بمنطقة آمنة مقابل عدم التدخل في الشرق، يراد منه ثمنا ما ، كما أن إسرائيل تريد ضمان خروج إيران وحزب الله ..لكن كل هذا ما عاد مهما فهو مجرد أوراق تفاوضية ستأخذ وقتا لكنها لن تغير شيئا في طريق استعادة كل الأراضي. لا شك أن ثمة مشروعا كبيرا سقط في سورية، ولا شك أن تكلفته كانت كبيرة جدا، وأما اليقين فهو أن سورية كما دأبها منذ فجر الحضارات الإنسانية، ستبقى سورية بغض النظر عمن ناضل لأجلها من أبنائها ومن وقوف مع مدمريها...

المصدر : سامي كليب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة