قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل" تعمل بشكل منهجي لمنع إيران من التموضع في سورية، ولا يوجد لإيران حصانة في أي مكان، وأنا أعني ما أقول." وأضاف، أن الدولة التي تقول إنها ستدمر إسرائيل، وتقيم قواعد لإطلاق الصواريخ، لا تتمتع بالحصانة، وسنعمل ضدها حيث يتطلب الأمر." على حد زعمه.

من جانبه، قال وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، يوفال شطاينيتس، إن إسرائيل تخطط لعملية عسكرية واسعة في غزة، لكن لديها الآن جبهة أخرى، هي منع تموضع إيران في سورية، وقد قامت بتنفيذ مئات العمليات المكشوفة والسرية هناك".

من جانبه..قال البروفيسور شاؤول كيمحي في صحيفة هآرتس، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يعاني من جنون العظمة، ويعيش حالة نفسية أساسها الوسواس، في كل ما يتعلق بإيران، التي تعتبر بحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، العدو الثاني، لإسرائيل، بعد حزب الله. وأضاف كيمحي، المحاضر في جامعة حيفا، أنه رغم أن حزب الله وإيران لا يمتلكان في هذه المرحلة، قدرات نووية، إلا أن إنتاج الصواريخ بات أرخص وأسهل مما كان في الماضي، ويمكن تطوير مستوى دقتها بصورة سهلة نسبيا، بالتالي، فإن النتيجة العملية هي توازن الخوف بصورة تقليدية. أي الضاحية الجنوبية في بيروت مقابل مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، ومطار الحريري مقابل مطار بن غوريون.

وأشار كيمحي إلى أن نتنياهو يجد صعوبة للتفكير بوجود زعيم آخر في إسرائيل، يستطيع أن يبعد عنها الأخطار الحقيقية التي تواجهها. وأضاف، إن إسرائيل أطلعت، سرا، عدة جهات في العالم، على معلومات استخباراتية حساسة عن إيران، ومصانع صواريخ حزب الله، بهدف دفعها للعمل، ولكن هذه الدول آثرت السكوت وعدم العمل، وكانت النتيجة أن نتنياهو الذي يؤمن بالتسويق كحل لكل شيء، لم يحصل على شيء، لأنّ الدول الأخرى ترى أن المصالحة مع إيران هي الطريق الأنسب لحل المشكلة.

وشدد كيمحي على أن إسرائيل لا تمتلك ردا عسكريا فعّالا على تهديد مئات أو آلاف الصواريخ الثقيلة، بعضها موجود بيد حزب الله، والتي ستصيب المئات منها في الحرب القادمة، المنشآت الإستراتيجية والأبراج السكنية في تل أبيب. بالتالي، فإن نظرية الضاحية التي تم وضعها في إسرائيل، سيطبقها حزب الله، وفق مفهوم نظرية مقر وزارة الحرب الإسرائيلية مقابل الضاحية. وأشار كيمحي الى ان ما كان معقولا في عام 1973، ليس منطقيا اليوم، اذ يرى المستوى السياسي والعسكري أن صواريخ حزب الله، تشكل تهديدا مدمرا، وان إسرائيل تمتلك ردا محدودا على هذا التهديد. وبناء على ذلك، ستدفع في الحرب القادمة الثمن الأثقل منذ عام 1948.

وخلص البروفيسور كيمحي إلى القول، إنه بدلا من رفع إصبع آخر في وجه القيادة الإيرانية، وبدلا من تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بضربة قاضية، كان الأجدر بنتنياهو أن يفكر أكثر بدروس التاريخ، التي تقول إن الطريقة التي يعمل وفقها نتنياهو، من شأنها أن تقوده إلى كارثة، لذا يتحتم عليه البحث عن طرق بديلة.
  • فريق ماسة
  • 2019-08-19
  • 12806
  • من الأرشيف

نتنياهو: نعمل بشكل منهجي لمنع إيران من التموضع في سورية..بروفيسور إسرائيلي: سندفع الثمن الأكبر في الحرب القادمة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل" تعمل بشكل منهجي لمنع إيران من التموضع في سورية، ولا يوجد لإيران حصانة في أي مكان، وأنا أعني ما أقول." وأضاف، أن الدولة التي تقول إنها ستدمر إسرائيل، وتقيم قواعد لإطلاق الصواريخ، لا تتمتع بالحصانة، وسنعمل ضدها حيث يتطلب الأمر." على حد زعمه. من جانبه، قال وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، يوفال شطاينيتس، إن إسرائيل تخطط لعملية عسكرية واسعة في غزة، لكن لديها الآن جبهة أخرى، هي منع تموضع إيران في سورية، وقد قامت بتنفيذ مئات العمليات المكشوفة والسرية هناك". من جانبه..قال البروفيسور شاؤول كيمحي في صحيفة هآرتس، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يعاني من جنون العظمة، ويعيش حالة نفسية أساسها الوسواس، في كل ما يتعلق بإيران، التي تعتبر بحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، العدو الثاني، لإسرائيل، بعد حزب الله. وأضاف كيمحي، المحاضر في جامعة حيفا، أنه رغم أن حزب الله وإيران لا يمتلكان في هذه المرحلة، قدرات نووية، إلا أن إنتاج الصواريخ بات أرخص وأسهل مما كان في الماضي، ويمكن تطوير مستوى دقتها بصورة سهلة نسبيا، بالتالي، فإن النتيجة العملية هي توازن الخوف بصورة تقليدية. أي الضاحية الجنوبية في بيروت مقابل مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، ومطار الحريري مقابل مطار بن غوريون. وأشار كيمحي إلى أن نتنياهو يجد صعوبة للتفكير بوجود زعيم آخر في إسرائيل، يستطيع أن يبعد عنها الأخطار الحقيقية التي تواجهها. وأضاف، إن إسرائيل أطلعت، سرا، عدة جهات في العالم، على معلومات استخباراتية حساسة عن إيران، ومصانع صواريخ حزب الله، بهدف دفعها للعمل، ولكن هذه الدول آثرت السكوت وعدم العمل، وكانت النتيجة أن نتنياهو الذي يؤمن بالتسويق كحل لكل شيء، لم يحصل على شيء، لأنّ الدول الأخرى ترى أن المصالحة مع إيران هي الطريق الأنسب لحل المشكلة. وشدد كيمحي على أن إسرائيل لا تمتلك ردا عسكريا فعّالا على تهديد مئات أو آلاف الصواريخ الثقيلة، بعضها موجود بيد حزب الله، والتي ستصيب المئات منها في الحرب القادمة، المنشآت الإستراتيجية والأبراج السكنية في تل أبيب. بالتالي، فإن نظرية الضاحية التي تم وضعها في إسرائيل، سيطبقها حزب الله، وفق مفهوم نظرية مقر وزارة الحرب الإسرائيلية مقابل الضاحية. وأشار كيمحي الى ان ما كان معقولا في عام 1973، ليس منطقيا اليوم، اذ يرى المستوى السياسي والعسكري أن صواريخ حزب الله، تشكل تهديدا مدمرا، وان إسرائيل تمتلك ردا محدودا على هذا التهديد. وبناء على ذلك، ستدفع في الحرب القادمة الثمن الأثقل منذ عام 1948. وخلص البروفيسور كيمحي إلى القول، إنه بدلا من رفع إصبع آخر في وجه القيادة الإيرانية، وبدلا من تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بضربة قاضية، كان الأجدر بنتنياهو أن يفكر أكثر بدروس التاريخ، التي تقول إن الطريقة التي يعمل وفقها نتنياهو، من شأنها أن تقوده إلى كارثة، لذا يتحتم عليه البحث عن طرق بديلة.

المصدر : خاص الماسة السورية / غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة