قالت صحيفة هآرتس ، إن تصريحات السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، حول "أحقية إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية" تمهد الطريق أمام إسرائيل لضم أحادي الجانب للضفة. ورأت الصحيفة، ان هذه التصريحات تتناقض مع القانون الدولي، واصفة تعليق الخارجية الأميركية على تصريحات فريدمان، بالضعيفة والغامضة، معتبرة أن الوقائع تكشف أن فريدمان هو المقياس لمعرفة حالة الحرج التي يمكن أن يتعرض لها البيت الأبيض.

ورأت الصحيفة أن هناك حاجة لتوضيحات كثيرة من جانب المسؤولين الأمريكيين لما تعنيه تصريحات فريدمان، لكن كلمة واحدة صغيرة من بين كل الاقتباسات تكفي لفهم الصورة الكاملة، بما يؤكد أن هذه التصريحات تعكس بشكل صحيح توجه الإدارة الأمريكية، وتؤكد أنها لم تكن من قبيل الصدفة أو أنها غير واقعية، بل مرتبطة بتصريحات لـ بنيامين نتنياهو، قبل الانتخابات الأخيرة، كشف فيها أنه ناقش مع الإدارة الأميركية بالفعل خطوات ضم أحادية الجانب لمناطق في مستوطنات "غوش عتصيون ومعاليه أدوميم".

وأشارت الصحيفة، إلى ان فريدمان يعتبر شخصية مثيرة للجدل حتى بين المسؤولين في إدارة ترامب، لكنه في النهاية يعد إحدى الشخصيات الحاسمة بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان لديه دور في تطبيق وعود ترامب بنقل السفارة والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.

بدوره، قال محلل الشؤون الأميركية في "هآرتس" حيمي شاليف، ان الأميركيين يصورون نتنياهو وحكومته وكأنهما حمامة بيضاء ، تبحث عن السلام مع الفلسطينيين الرافضين للسلام. وأضاف شاليف، ان السياسة الأميركية تخدم مصالح نتنياهو السياسية والشخصية الضيقة، وجهوده من أجل الإفلات من القانون. وحلف الأخوة بين نتنياهو وترامب واحتمال ان يقود إلى تحقيق حلمهم الجميل بقمع الفلسطينيين وضم مناطق، يشجع اليمين الإسرائيلي على حماية نتنياهو والحفاظ على حكمه بأي ثمن.

من جانبها، كتبت مراسلة الصحيفة في واشنطن، أورلي أزولاي، ان تصريحات فريدمان، لم يكن زلة لسان أو تعبيرا عن أمنية، وانه لم يقل أمورا تتعارض مع موقف رئيسه ترامب. وعندما تحدث عن "حق إسرائيل" بضم مناطق في الضفة، فإنه أدلى بأقوال أسياده. وأشارت اولاي، الى ان فريدمان هو أحد أكثر المقربين من ترامب وعائلة الرئيس الأميركي، وكان واحدة من القنوات المهمة للعلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو. يضاف الى ذلك انه داعم للاستيطان ويرفض حل الدولتين، وهو عضو أساسي في طاقم إعداد "صفقة القرن"، التي بات مؤكدا أنها منحازة بالكامل لإسرائيل.

واشارت المراسلة الى ان ترامب، منح نتنياهو عدة هدايا، كان اولها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والااعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الامريكية الى المدنية واعترافه بضم الجولان. والهدية الأكبر تأتي مع تصريحات فريدمان، اذ لن يفاجأ أحد إذا حدث ذلك قبل الانتخابات الاسرائيلية من أجل مساعدة صديق لـ ترامب. بالتالي، من الجائز التقدير، بأن ترامب سيقفز إلى المنطقة كي يقص شريط مستوطنة في الجولان تحمل اسمه، وينتهز الفرصة كي يشيد بـ نتنياهو قبيل نهاية الحملة الانتخابية.

واوضحت المراسلة ان الإدارة الأميركية تدرك ان احتمالات تطبيق "صفقة القرن" ضئيلة جدا، وتقدر ان الفلسطينيين سيرفضون هذه الخطة. وإذا حدث ذلك، فإن التقديرات في واشنطن هي ان نتنياهو سيعلن أنه لا يوجد من يمكن التحدث معه، وسيحصل على ضوء أخضر من ترامب لضم قطعة أرض يوجد فيها مستوطنون. وفي المحصلة، فان ترامب الذي يجهل التاريخ، ولا يعرف شيئا عن أنهار الدم التي سُفكت في الجانبين، والشعور بالظلم والغضب والمعاناة، يريد ان يكسب نقاط في الحلبة الدولية، ويسمح لـ نتنياهو بأن يقوده، وما حصل هو ان فريدمان أطلق بالون اختبار في الجو، وترامب هو من نفخ البالون.

  • فريق ماسة
  • 2019-06-10
  • 12480
  • من الأرشيف

محللون "إسرائيليون": تصريحات فريدمان حول الضفة الغربية هدية مجانية لـ نتنياهو قبيل الانتخابات

قالت صحيفة هآرتس ، إن تصريحات السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، حول "أحقية إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية" تمهد الطريق أمام إسرائيل لضم أحادي الجانب للضفة. ورأت الصحيفة، ان هذه التصريحات تتناقض مع القانون الدولي، واصفة تعليق الخارجية الأميركية على تصريحات فريدمان، بالضعيفة والغامضة، معتبرة أن الوقائع تكشف أن فريدمان هو المقياس لمعرفة حالة الحرج التي يمكن أن يتعرض لها البيت الأبيض. ورأت الصحيفة أن هناك حاجة لتوضيحات كثيرة من جانب المسؤولين الأمريكيين لما تعنيه تصريحات فريدمان، لكن كلمة واحدة صغيرة من بين كل الاقتباسات تكفي لفهم الصورة الكاملة، بما يؤكد أن هذه التصريحات تعكس بشكل صحيح توجه الإدارة الأمريكية، وتؤكد أنها لم تكن من قبيل الصدفة أو أنها غير واقعية، بل مرتبطة بتصريحات لـ بنيامين نتنياهو، قبل الانتخابات الأخيرة، كشف فيها أنه ناقش مع الإدارة الأميركية بالفعل خطوات ضم أحادية الجانب لمناطق في مستوطنات "غوش عتصيون ومعاليه أدوميم". وأشارت الصحيفة، إلى ان فريدمان يعتبر شخصية مثيرة للجدل حتى بين المسؤولين في إدارة ترامب، لكنه في النهاية يعد إحدى الشخصيات الحاسمة بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان لديه دور في تطبيق وعود ترامب بنقل السفارة والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. بدوره، قال محلل الشؤون الأميركية في "هآرتس" حيمي شاليف، ان الأميركيين يصورون نتنياهو وحكومته وكأنهما حمامة بيضاء ، تبحث عن السلام مع الفلسطينيين الرافضين للسلام. وأضاف شاليف، ان السياسة الأميركية تخدم مصالح نتنياهو السياسية والشخصية الضيقة، وجهوده من أجل الإفلات من القانون. وحلف الأخوة بين نتنياهو وترامب واحتمال ان يقود إلى تحقيق حلمهم الجميل بقمع الفلسطينيين وضم مناطق، يشجع اليمين الإسرائيلي على حماية نتنياهو والحفاظ على حكمه بأي ثمن. من جانبها، كتبت مراسلة الصحيفة في واشنطن، أورلي أزولاي، ان تصريحات فريدمان، لم يكن زلة لسان أو تعبيرا عن أمنية، وانه لم يقل أمورا تتعارض مع موقف رئيسه ترامب. وعندما تحدث عن "حق إسرائيل" بضم مناطق في الضفة، فإنه أدلى بأقوال أسياده. وأشارت اولاي، الى ان فريدمان هو أحد أكثر المقربين من ترامب وعائلة الرئيس الأميركي، وكان واحدة من القنوات المهمة للعلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو. يضاف الى ذلك انه داعم للاستيطان ويرفض حل الدولتين، وهو عضو أساسي في طاقم إعداد "صفقة القرن"، التي بات مؤكدا أنها منحازة بالكامل لإسرائيل. واشارت المراسلة الى ان ترامب، منح نتنياهو عدة هدايا، كان اولها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والااعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الامريكية الى المدنية واعترافه بضم الجولان. والهدية الأكبر تأتي مع تصريحات فريدمان، اذ لن يفاجأ أحد إذا حدث ذلك قبل الانتخابات الاسرائيلية من أجل مساعدة صديق لـ ترامب. بالتالي، من الجائز التقدير، بأن ترامب سيقفز إلى المنطقة كي يقص شريط مستوطنة في الجولان تحمل اسمه، وينتهز الفرصة كي يشيد بـ نتنياهو قبيل نهاية الحملة الانتخابية. واوضحت المراسلة ان الإدارة الأميركية تدرك ان احتمالات تطبيق "صفقة القرن" ضئيلة جدا، وتقدر ان الفلسطينيين سيرفضون هذه الخطة. وإذا حدث ذلك، فإن التقديرات في واشنطن هي ان نتنياهو سيعلن أنه لا يوجد من يمكن التحدث معه، وسيحصل على ضوء أخضر من ترامب لضم قطعة أرض يوجد فيها مستوطنون. وفي المحصلة، فان ترامب الذي يجهل التاريخ، ولا يعرف شيئا عن أنهار الدم التي سُفكت في الجانبين، والشعور بالظلم والغضب والمعاناة، يريد ان يكسب نقاط في الحلبة الدولية، ويسمح لـ نتنياهو بأن يقوده، وما حصل هو ان فريدمان أطلق بالون اختبار في الجو، وترامب هو من نفخ البالون.

المصدر : خاص الماسة السورية / غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة