كشفت مصادر مقربة من حزب "الليكود" أن رئيس الحزب بنيامين نتنياهو، يعتزم إقالة الوزيرين نفتالي بينيت وايليت شاكيد، من حكومته وتعيين زئيف الكين ويواف غلنت، بدلا منهما، وذلك قبل الانتخابات المقبلة، المقررة في السابع عشر من أيلول القادم. وأوضحت المصادر أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز فرص فوز اليمين الإسرائيلي في الانتخابات، ومحاولة منع افيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" من تعزيز قوته والفوز بعدد اكبر من مقاعد الكنيست في الانتخابات.

من جانبه، لم ينف ليبرمان، انه ساهم في اسقاط حكومة نتنياهو السابقة، ومنعه من تشكيل الحكومة الجديدة، قائلا إنه يدرس ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، كما يدرس تشكيل الحكومة في حال حصول حزبه على عدد كبير من المقاعد.

في سياق آخر ، قال كبير المحللين العسكريين في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، رون بن يشاي، ان اسرائيل قد لا تُهزم في الحرب القادمة، سواء كانت الحرب مع غزة او لبنان او على الجبهة الشمالية، او على كل هذه الجبهات مجتمعة، لكنها لن تخرج من الحرب منتصرة، وسيكون عليها إنهاء جولة المواجهة بقرار مبهم، وشعور بالحزن والألم، بينما سيخرج اعدؤها وهم يرفعون علامة النصر.

واضاف بن يشاي، ان اسرائيل، قد تحقق ردعا مؤقتا يستمر بضع سنوات، ومن المؤكد ان القتال سيتوقف بعد تدخل الوسطاء الدوليين، لكن عدم تحقيق نصر عسكري واضح في ساحة المعركة، سيزيد من تآكل الردع، وسيقود الهدوء الهش إلى المواجهة العسكرية الكبرى التالية.

واوضح المحلل، ان المحور المعادي لاسرائيل، سيواصل شن حروب استنزاف ضدها، تكون مزيجا بين الحرب التقليدية وحرب الوعي. لذلك، فإن أي جولة أو حرب تكون نتائجها غير حاسمة لصالح إسرائيل ستُعتبر مسمارا آخر في نعشها. اذ سينهار المجتمع الإسرائيلي من تلقاء نفسه، وسيهيم الاسرائيليون في العالم بحثا عن مكان أكثر هدوءا وأمانا.

وختم المحلل قائلا: الألم الذي ستشعر به اسرائيل، سيكون خليطا بين الحزن على اعداد القتلى والاسرى والمفقودين. لكن الضرر الاستراتيجي سيتجلى في صورة اسرائيل الضعيفة امام شعوب المنطقة، التي ستعزز ثقة هذه الشعوب بإمكانية ردع اسرائيل، وشطبها من خارطة الشرق الاوسط.

وفي سياق متصل، كشف رئيس الأركان الاسرائيلي السابق، الجنرال غادي إيزنكوت، ان التعاون الأمني الوثيق بين جهازي "الشاباك والموساد" الإسرائيليين ونظرائهما في العالم العربي، يتواصل على ارفع المستويات، بهدف التقليل من حجم الأخطار التي تهدد إسرائيل. وقال، ان الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، يواصلان استغلال الفرص القائمة في التعاون مع الدول العربية المعتدلة، لمواجهة التحديات الإقليمية المتعاظمة، موضحا ان حزب الله" يتصدر التهديدات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل، تليه قوات الحرس الثوري الإيراني. وأضاف، ان قطاع غزة يمثل الطرف الضعيف بين أعداء إسرائيل، إلا ان المواجهة العسكرية مع القطاع تنطوي على تحديات كبيرة، ما يفرض على الجيش استغلال فترات الهدوء، من أجل تعزيز قوته العسكرية، لمواجهة هذه التحديات.

بدوره قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مؤخرا غاريد كوشنير، مستشار الرئيس الامريكي، ان الولايات المتحدة واسرائيل ستواصلان العمل من أجل "الرخاء والأمن والسلام في المنطقة"، تحت قيادة الرئيس ترامب، مضيفا ان التحالف الأمريكي الإسرائيلي لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم، وسوف يزداد قوة في المستقبل.

وكتب المحلل شاؤول ارئيلي، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يجسد انتهاك القرارات الدولية، يحظى بالترحيب من قبل بنيامين نتنياهو وحكومته، وكل من يرفضون اتفاقا سياسيا مع الفلسطينيين. واضاف: بعد الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وضم الجولان السوري المحتل، بصورة تناقض المادة 2 من ميثاق الامم المتحدة الذي يحظر امتلاك اراض بالقوة، وقرارات الامم المتحدة 242 و252 و476 و338 وغيرها، فان انظار نتنياهو وشركائه تشخص نحو صفقة القرن، حيث ترى اسرائيل ان الرفض المتوقع من الفلسطينيين سيكون فرصة لضم مستوطنات الضفة الغربية من جانب واحد. وهذه الخطوة ستكون تعبيرا آخر عن استخفاف اسرائيل بالمجتمع الدولي والاعتماد الحصري على ادارة ترامب الجمهورية الهجومية، بصورة غير مسبوقة.

وأشار المحلل، الى ان حكومة نتنياهو ترى بدعم ترامب لاسرائيل، فرصة لتوسيع سيطرتها الى ما بعد خطوط الرابع من حزيران 1967. واضاف، ان سكرة القوة التي يعاني منه ائتلاف نتنياهو، الذي يحظى بدعم الادارة الامريكية، لا يسمح له باستيعاب حقيقة ان العالم لن يعترف بسيطرتنا، لا على الاراضي الفلسطينية ولا على الجولان. وإذا لم تتحرر اسرائيل من وهم الضم، ولم تتوقف عن معارضتها اقامة دولة فلسطينية الى جانبها، فان المجتمع الدولي سيقف الى جانب الفلسطينيين، وسيكون محزنا جدا اكتشاف أنه بعد أكثر من مئة سنة، فان الطموح الفلسطيني لدولة عربية واحدة بين البحر والنهر مع أقلية يهودية، سيتحقق على ايدي حكومة اسرائيل نفسها.

  • فريق ماسة
  • 2019-06-01
  • 5679
  • من الأرشيف

نتنياهو يفكر بتطويق ليبرمان والأخير يدرس الترشح لرئاسة الحكومة

كشفت مصادر مقربة من حزب "الليكود" أن رئيس الحزب بنيامين نتنياهو، يعتزم إقالة الوزيرين نفتالي بينيت وايليت شاكيد، من حكومته وتعيين زئيف الكين ويواف غلنت، بدلا منهما، وذلك قبل الانتخابات المقبلة، المقررة في السابع عشر من أيلول القادم. وأوضحت المصادر أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز فرص فوز اليمين الإسرائيلي في الانتخابات، ومحاولة منع افيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" من تعزيز قوته والفوز بعدد اكبر من مقاعد الكنيست في الانتخابات. من جانبه، لم ينف ليبرمان، انه ساهم في اسقاط حكومة نتنياهو السابقة، ومنعه من تشكيل الحكومة الجديدة، قائلا إنه يدرس ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، كما يدرس تشكيل الحكومة في حال حصول حزبه على عدد كبير من المقاعد. في سياق آخر ، قال كبير المحللين العسكريين في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، رون بن يشاي، ان اسرائيل قد لا تُهزم في الحرب القادمة، سواء كانت الحرب مع غزة او لبنان او على الجبهة الشمالية، او على كل هذه الجبهات مجتمعة، لكنها لن تخرج من الحرب منتصرة، وسيكون عليها إنهاء جولة المواجهة بقرار مبهم، وشعور بالحزن والألم، بينما سيخرج اعدؤها وهم يرفعون علامة النصر. واضاف بن يشاي، ان اسرائيل، قد تحقق ردعا مؤقتا يستمر بضع سنوات، ومن المؤكد ان القتال سيتوقف بعد تدخل الوسطاء الدوليين، لكن عدم تحقيق نصر عسكري واضح في ساحة المعركة، سيزيد من تآكل الردع، وسيقود الهدوء الهش إلى المواجهة العسكرية الكبرى التالية. واوضح المحلل، ان المحور المعادي لاسرائيل، سيواصل شن حروب استنزاف ضدها، تكون مزيجا بين الحرب التقليدية وحرب الوعي. لذلك، فإن أي جولة أو حرب تكون نتائجها غير حاسمة لصالح إسرائيل ستُعتبر مسمارا آخر في نعشها. اذ سينهار المجتمع الإسرائيلي من تلقاء نفسه، وسيهيم الاسرائيليون في العالم بحثا عن مكان أكثر هدوءا وأمانا. وختم المحلل قائلا: الألم الذي ستشعر به اسرائيل، سيكون خليطا بين الحزن على اعداد القتلى والاسرى والمفقودين. لكن الضرر الاستراتيجي سيتجلى في صورة اسرائيل الضعيفة امام شعوب المنطقة، التي ستعزز ثقة هذه الشعوب بإمكانية ردع اسرائيل، وشطبها من خارطة الشرق الاوسط. وفي سياق متصل، كشف رئيس الأركان الاسرائيلي السابق، الجنرال غادي إيزنكوت، ان التعاون الأمني الوثيق بين جهازي "الشاباك والموساد" الإسرائيليين ونظرائهما في العالم العربي، يتواصل على ارفع المستويات، بهدف التقليل من حجم الأخطار التي تهدد إسرائيل. وقال، ان الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، يواصلان استغلال الفرص القائمة في التعاون مع الدول العربية المعتدلة، لمواجهة التحديات الإقليمية المتعاظمة، موضحا ان حزب الله" يتصدر التهديدات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل، تليه قوات الحرس الثوري الإيراني. وأضاف، ان قطاع غزة يمثل الطرف الضعيف بين أعداء إسرائيل، إلا ان المواجهة العسكرية مع القطاع تنطوي على تحديات كبيرة، ما يفرض على الجيش استغلال فترات الهدوء، من أجل تعزيز قوته العسكرية، لمواجهة هذه التحديات. بدوره قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مؤخرا غاريد كوشنير، مستشار الرئيس الامريكي، ان الولايات المتحدة واسرائيل ستواصلان العمل من أجل "الرخاء والأمن والسلام في المنطقة"، تحت قيادة الرئيس ترامب، مضيفا ان التحالف الأمريكي الإسرائيلي لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم، وسوف يزداد قوة في المستقبل. وكتب المحلل شاؤول ارئيلي، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يجسد انتهاك القرارات الدولية، يحظى بالترحيب من قبل بنيامين نتنياهو وحكومته، وكل من يرفضون اتفاقا سياسيا مع الفلسطينيين. واضاف: بعد الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وضم الجولان السوري المحتل، بصورة تناقض المادة 2 من ميثاق الامم المتحدة الذي يحظر امتلاك اراض بالقوة، وقرارات الامم المتحدة 242 و252 و476 و338 وغيرها، فان انظار نتنياهو وشركائه تشخص نحو صفقة القرن، حيث ترى اسرائيل ان الرفض المتوقع من الفلسطينيين سيكون فرصة لضم مستوطنات الضفة الغربية من جانب واحد. وهذه الخطوة ستكون تعبيرا آخر عن استخفاف اسرائيل بالمجتمع الدولي والاعتماد الحصري على ادارة ترامب الجمهورية الهجومية، بصورة غير مسبوقة. وأشار المحلل، الى ان حكومة نتنياهو ترى بدعم ترامب لاسرائيل، فرصة لتوسيع سيطرتها الى ما بعد خطوط الرابع من حزيران 1967. واضاف، ان سكرة القوة التي يعاني منه ائتلاف نتنياهو، الذي يحظى بدعم الادارة الامريكية، لا يسمح له باستيعاب حقيقة ان العالم لن يعترف بسيطرتنا، لا على الاراضي الفلسطينية ولا على الجولان. وإذا لم تتحرر اسرائيل من وهم الضم، ولم تتوقف عن معارضتها اقامة دولة فلسطينية الى جانبها، فان المجتمع الدولي سيقف الى جانب الفلسطينيين، وسيكون محزنا جدا اكتشاف أنه بعد أكثر من مئة سنة، فان الطموح الفلسطيني لدولة عربية واحدة بين البحر والنهر مع أقلية يهودية، سيتحقق على ايدي حكومة اسرائيل نفسها.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة