كشفت مصادر إسرائيلية، أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" تحققان في ظروف إطلاق صاروخ سوري على طائرة إسرائيلية أثناء قيامها بمهمة روتينية فوق المنطقة الشمالية، وذلك لمعرفة ما إذا كان إطلاق النار تم بصورة عشوائية، وبقرار ضابط ميداني مسؤول عن بطارية الصواريخ المضادة للطائرات، أم كان توجيها من مستويات رفيعة.

وأشارت القناة السابعة العبرية، المقربة من المستوطنين، إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن الحادثة، مستوحاة من عمل إيران وحزب الله بعد محاولات سابقة من قبل الجانبين لبناء بنية تحتية في القنيطرة من أجل جر إسرائيل إلى الرد.

في سياق آخر،قال المدعي العسكري العام الإسرائيلي، شارون أفيك، ان محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، لا تمتلك صلاحية النظر في قضايا تتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وزعم ان لدى إسرائيل جهاز قضائي مستقل وقوي، ولا يوجد سبب لأن تكون عملياتها خاضعة لفحص المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يجوز، حسب تعبيره، ان تستخدم كملاذ أخير لحالات حصلت فيها مجازر جماعية، ويجري تحويل اهتمامها عن القضايا الأساسية والصلاحيات القضائية التي أقيمت لأجلها.

كذلك كتب السفير الإسرائيلي السابق في مصر، يتسحاك ليفانون، أن الدول العربية منقسمة في موقفها من صفقة القرن، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات، الدولتان الأهم في الخليج والأكثر تأثيرا، أعلنتا عن المشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية وحركة حماس عدم المشاركة. بينما لا يزال موقف مصر والأردن، مترددا، وبقية العالم العربي يلعق جراحه، وإيران تبتسم.

وأضاف ليفانون، أن الملك عبد الله الثاني، نجح في البقاء وتجاوز "الربع العربي"، بعد ان لبى جزءا من المطالب الشعبية وغيّر طريقة الانتخابات. لكن مشاكله لم تنه بذلك، والمملكة ليست مستقرة. فهو كان يفضل في هذه المرحلة انتظار صفقة القرن، لكن الضباب الذي يلف تفاصيل الخطة يزيد من مخاوفه لجهة ان يدفع الأردن ثمنا باهظا.

ومقابل الأردن، تبدو مصر مطمئنة، وتتجاهل السلطة في اتصالاتها مع حماس. ورغم ان مصر تؤيد المطالب الفلسطينية، الاّ انها لا تدعم رفض محمود عباس لصفقة القرن. فالقاهرة تشعر ان بإمكانها التحدث مع الأمريكيين، وتدعو الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات والتعلم من التجربة المصرية مع اسرائيل.

وبالنسبة لـ عباس، فقد حاول دون كلل، خلق جبهة عربية ضد الصفقة، لكن يبدو انه لم ينجح، والبيت الابيض لم يتراجع عن عزمه عرض الخطة بعد شهر رمضان. وحتى في اسرائيل، تسمع اصوات تدعو الى تأجيل الاعلان عن الصفقة التي لا يبدو انها ستستقبل بموافقة واسعة في العالم العربي. والحقيقة هي ان العالم العربي لم يكن منقسما  كما هو اليوم، منذ تأسيس الجامعة العربية سنة 1945.

وختم ليفانون قائلا: يتعين على الأردن التفكير بمسار جديد، وفورا. فتردد الملك لن يسهم في استقرار المملكة، وعليه ان يتعلم من شجاعة والده، الملك حسين. وعليه ايضا ان يبادر الى تحسين العلاقات مع اسرائيل، والتوقف عن مقاطعة رئيس حكومتها، والأخيرة ستساعده في ضمان الاّ تمس صفقة القرن بمصالح الأردن.  اما مصر، فمن المتوقع ان تتبنى موقفا لتقريب المواقف، فالتنسيق مع اسرائيل يعزز مكانتها ويحسن موقفها.  الكرة تبقى في ملعب الفلسطينيين.

في إطار آخر، كتب الوزير الاسرائيلي الاسبق، يوسي بيلين، ان الرئيس الأمريكي دوالد ترامب، لا يفهم الفلسطينيين ومحاولته الفصل بين السلام الاقتصادي وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعد جزءا من أحلام اليقظة. لذلك، قد يكون من الافضل التخلي عن عقد لقاء عابر في البحرين وتأجيله إلى موعد آخر يتم تحديده، بعد إعلان الخطة السياسية الأمريكية.فهناك خطورة من ان تسبب هذه القمة الكثير من الأضرار بعد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها إدارة ترامب في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واضاف بيلين: ترامب الذي تتلخص تجربته وخبرته في التجارة والأعمال، يعتقد أنه حين يخنق الفلسطينيين اقتصاديا، ثم يعرض عليهم مغريات مالية، سيسارعون إليه، ويأخذوا من يده كل ما يعرضه بالتنسيق مع إسرائيل، لكنه يخطئ بذلك خطأ مريرا، ويخطيء معه صهره غيراد كوشنير ومستشاره جيسون غرينبلاث.

وختم بيلين قائلا: مؤتمر البحرين يؤكد ان طاقم ترامب لا يفهم الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم زعماء الخليج، الذين يتحدون في اللقاءات المغلقة بلهجة حادة عن الفلسطينيين، وتضييعهم الفرص التاريخية، والأخطاء التي ارتكبوها، ويذكرون زعماءهم بغضب واستهزاء.والمستمع غير المجرب لهذه الأحاديث العربية الرسمية يظن أنه أمام قرار عربي بالتخلص من الفلسطينيين، وعدم الوقوف بجانبهم، لكن المجرب يعتقد أنه لا توجد صلة بين الحديث العلني والسري، لأن الرأي العام العربي والشعوب العربية تدعم الفلسطينيين، وليس بإمكان الحكام العرب تجاهل هذه الحقيقة.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-29
  • 11829
  • من الأرشيف

الجيش الإسرائيلي يحقق في ظروف إطلاق صاروخ سوري على الطائرة الإسرائيلية

كشفت مصادر إسرائيلية، أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" تحققان في ظروف إطلاق صاروخ سوري على طائرة إسرائيلية أثناء قيامها بمهمة روتينية فوق المنطقة الشمالية، وذلك لمعرفة ما إذا كان إطلاق النار تم بصورة عشوائية، وبقرار ضابط ميداني مسؤول عن بطارية الصواريخ المضادة للطائرات، أم كان توجيها من مستويات رفيعة. وأشارت القناة السابعة العبرية، المقربة من المستوطنين، إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن الحادثة، مستوحاة من عمل إيران وحزب الله بعد محاولات سابقة من قبل الجانبين لبناء بنية تحتية في القنيطرة من أجل جر إسرائيل إلى الرد. في سياق آخر،قال المدعي العسكري العام الإسرائيلي، شارون أفيك، ان محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، لا تمتلك صلاحية النظر في قضايا تتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وزعم ان لدى إسرائيل جهاز قضائي مستقل وقوي، ولا يوجد سبب لأن تكون عملياتها خاضعة لفحص المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يجوز، حسب تعبيره، ان تستخدم كملاذ أخير لحالات حصلت فيها مجازر جماعية، ويجري تحويل اهتمامها عن القضايا الأساسية والصلاحيات القضائية التي أقيمت لأجلها. كذلك كتب السفير الإسرائيلي السابق في مصر، يتسحاك ليفانون، أن الدول العربية منقسمة في موقفها من صفقة القرن، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات، الدولتان الأهم في الخليج والأكثر تأثيرا، أعلنتا عن المشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية وحركة حماس عدم المشاركة. بينما لا يزال موقف مصر والأردن، مترددا، وبقية العالم العربي يلعق جراحه، وإيران تبتسم. وأضاف ليفانون، أن الملك عبد الله الثاني، نجح في البقاء وتجاوز "الربع العربي"، بعد ان لبى جزءا من المطالب الشعبية وغيّر طريقة الانتخابات. لكن مشاكله لم تنه بذلك، والمملكة ليست مستقرة. فهو كان يفضل في هذه المرحلة انتظار صفقة القرن، لكن الضباب الذي يلف تفاصيل الخطة يزيد من مخاوفه لجهة ان يدفع الأردن ثمنا باهظا. ومقابل الأردن، تبدو مصر مطمئنة، وتتجاهل السلطة في اتصالاتها مع حماس. ورغم ان مصر تؤيد المطالب الفلسطينية، الاّ انها لا تدعم رفض محمود عباس لصفقة القرن. فالقاهرة تشعر ان بإمكانها التحدث مع الأمريكيين، وتدعو الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات والتعلم من التجربة المصرية مع اسرائيل. وبالنسبة لـ عباس، فقد حاول دون كلل، خلق جبهة عربية ضد الصفقة، لكن يبدو انه لم ينجح، والبيت الابيض لم يتراجع عن عزمه عرض الخطة بعد شهر رمضان. وحتى في اسرائيل، تسمع اصوات تدعو الى تأجيل الاعلان عن الصفقة التي لا يبدو انها ستستقبل بموافقة واسعة في العالم العربي. والحقيقة هي ان العالم العربي لم يكن منقسما  كما هو اليوم، منذ تأسيس الجامعة العربية سنة 1945. وختم ليفانون قائلا: يتعين على الأردن التفكير بمسار جديد، وفورا. فتردد الملك لن يسهم في استقرار المملكة، وعليه ان يتعلم من شجاعة والده، الملك حسين. وعليه ايضا ان يبادر الى تحسين العلاقات مع اسرائيل، والتوقف عن مقاطعة رئيس حكومتها، والأخيرة ستساعده في ضمان الاّ تمس صفقة القرن بمصالح الأردن.  اما مصر، فمن المتوقع ان تتبنى موقفا لتقريب المواقف، فالتنسيق مع اسرائيل يعزز مكانتها ويحسن موقفها.  الكرة تبقى في ملعب الفلسطينيين. في إطار آخر، كتب الوزير الاسرائيلي الاسبق، يوسي بيلين، ان الرئيس الأمريكي دوالد ترامب، لا يفهم الفلسطينيين ومحاولته الفصل بين السلام الاقتصادي وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعد جزءا من أحلام اليقظة. لذلك، قد يكون من الافضل التخلي عن عقد لقاء عابر في البحرين وتأجيله إلى موعد آخر يتم تحديده، بعد إعلان الخطة السياسية الأمريكية.فهناك خطورة من ان تسبب هذه القمة الكثير من الأضرار بعد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها إدارة ترامب في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واضاف بيلين: ترامب الذي تتلخص تجربته وخبرته في التجارة والأعمال، يعتقد أنه حين يخنق الفلسطينيين اقتصاديا، ثم يعرض عليهم مغريات مالية، سيسارعون إليه، ويأخذوا من يده كل ما يعرضه بالتنسيق مع إسرائيل، لكنه يخطئ بذلك خطأ مريرا، ويخطيء معه صهره غيراد كوشنير ومستشاره جيسون غرينبلاث. وختم بيلين قائلا: مؤتمر البحرين يؤكد ان طاقم ترامب لا يفهم الفلسطينيين والعرب، بمن فيهم زعماء الخليج، الذين يتحدون في اللقاءات المغلقة بلهجة حادة عن الفلسطينيين، وتضييعهم الفرص التاريخية، والأخطاء التي ارتكبوها، ويذكرون زعماءهم بغضب واستهزاء.والمستمع غير المجرب لهذه الأحاديث العربية الرسمية يظن أنه أمام قرار عربي بالتخلص من الفلسطينيين، وعدم الوقوف بجانبهم، لكن المجرب يعتقد أنه لا توجد صلة بين الحديث العلني والسري، لأن الرأي العام العربي والشعوب العربية تدعم الفلسطينيين، وليس بإمكان الحكام العرب تجاهل هذه الحقيقة.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة