حذّر ضباط سابقون في الجيش الاسرائيلي، من مغبة التورط في حرب جديدة ضد حزب الله، في ظل الشكوك التي تحيط بالقدرات البرية للجيش الاسرائيلي. مع ذلك، أشارت القناة القناة "13" العبرية إلى ان الجيش الإسرائيلي يجري الاستعدادات اللازمة للدخول في مواجهة جديدة مع حزب الله على الجبهة الشمالية، حيث حدد بنك أهداف في الجنوب اللبناني، يزيد على ألفي هدف محتمل للحرب الثالثة المقبلة. وأضافت القناة، ان الجيش الإسرائيلي يخشى الدخول في حرب برية مع لبنان.

وفي ذات السياق، رأي تقرير لمعهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي، ان حزب الله ليس معنيا بحرب مع إسرائيل في الفترة القريبة المقبلة، لعدة اسباب، بينها ان الظروف الحالية ليست مريحة بالنسبة للحزب للدخول في حرب ضد إسرائيل. يضاف الى ذلك، ان نصر الله ليس معنيا بخسارة إنجازاته التي حققها في الساحة اللبنانية الداخلية، والتي اكدتها نتائج الانتخابات التي جرت في أيار 2018، يضاف الى ذلك العقوبات الأميركية ضده، والعقوبات الأميركية على ايران.

مع ذلك، قال التقرير ان هذه الاسباب لن تمنع الحزب من مواصلة جهوده من أجل تعزيز قوته العسكرية والاستعداد .لاحتمال نشوب حرب، خصوصا ان لديه مصادر تمويل متعددة بإمكانه استخدامها وقت الحاجة. بالتالي، ليس بالإمكان استبعاد اشتعال الوضع نتيجة لخطوات إسرائيلية، ستقود حكما إلى رد فعل من جانب حزب الله، أو في أعقاب مبادرة من جانب الحزب سترد عليها اسرائيل. وعلى ضوء احتمال التدهور إلى مواجهة واسعة، حتى لو كانت مناقضة لمصالح الجانبين، فإن على إسرائيل ان تستعد مسبقا لاحتمال نشوب حرب في الشمال.

من جهة ثانية ،قال محلل الشؤون الأمنية، يوسي ميلمان، ان التوقعات بشأن "صفقة القرن" مبالغ فيها، مشيرا الى انها لن تكون حتى مجرد ملاحظة هامشية مقارنة بعشرات خطط السلام التي طرحتها إدارات أميركية سابقة منذ حرب حزيران 67. وأضاف ميلمان، ان أداء إدارة ترامب ينطوي على تناقضات هائلة. فمن جهة، قامت الإدارة بتقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ولوكالة "الأونروا" وللمستشفيات في القدس، ومن الجهة الأخرى تتجه نحو عقد مؤتمر دولي في البحرين، وتطالب رجال أعمال ودول عربية بمساعدة الفلسطينيين ماليا.

وأوضح ميلمان، ان إدارة ترامب لا يمكن ان تكون وسيطا نزيها، مشيرا الى ان صهر ترامب ومستشاره الخاص، غاريد كوشنير، والمبعوث الامريكي الخاص، جيسون غرينبلات، والسفير الامريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وجميعهم أميركيون من أصول يهودية، ومؤيدون لإسرائيل ولليمين الاستيطاني، الذين بلوروا الخطة، يفتقرون للخبرة في إدارة الصراعات الدولية، ويصعب التصديق أنهم الاشخاص المناسبون لدفع مفاوضات في صراع معقد للغاية مثل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وأضاف ميلمان، ان الشق الذي يتحدث عن السلام الاقتصادي في الخطة الأمريكية، يجسد عمليا الرؤية الأصلية لرئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتدمير حل الدولتين، وتكريس الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية.

وقال المحلل اليكس فيشمان، في صحيفة يديعوت احرونوت، ان صفقة القرن لن تنجح، لأن الشعور العام لدى في العالم العربي، وفي إسرائيل، هو ان الخطة تتجه نحو فشل أكيد، لأن أحدا غير مستعد لدفع المبالغ الهائلة الواردة في الخطة. واضاف، ان التخوف هو ان المنطقة لن تنتظر حتى أيلول أو تشرين الأول، حيث يفترض ان تطرح الولايات المتحدة الشق السياسي من الخطة. بالتالي، فان تحطم الخطة من شأنه ان يزعزع الشرق الأوسط كله.

كذلك رأى المحلل عوديد غرانوت، ان اسرائيل قد تستدرج الى التوتر المتصاعد في منطقة الخليج العربي بين إيران والولايات المتحدة، معتبرا ان هدف الهجمات التي حصلت مؤخرا في السعودية والعراق، كان ردع الولايات المتحدة عن شن هجوم على إيران. وأضاف، ان جهات اسرائيلية تدرك جيدا أنه في حال إطلاق صواريخ إيرانية من داخل الأراضي العراقية، على اسرائيل فإنها ستصيب أهدافا في العمق الإسرائيلي.

وأشار غرانوت، الى انه بالرغم من امتناع المسؤولين الإسرائيليين عن التعقيب العلني على التوتر الأمريكي الإيراني، لكنهم يدركون في الوقت ذاته ان اسرائيل ستكون طرفا في أي احتكاك عسكري في منطقة الخليج ستكون، وستتورط فيه بكامل قواتها.

وختم غرانوت قائلا، ان هناك معلومات وتقارير تتحدث عن نصب منصات صواريخ باليستية ذات مديات قصيرة سلمتها إيران للقوى الحليفة لها في العراق، يصل مداها إلى سبعمائة كيلومترا، وهي قادرة على استهداف السعودية وإسرائيل في حال تم إطلاقها من مواقع تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من مناطق غرب العراق.

من جهة ثانية ،  اتهمت مصادر في حزب "الليكود" والأحزاب الحريدية، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، بالاصرار على إفشال جهود بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، قائلة ان ليبرمان شارك في المفاوضات الائتلافية بسوء نية مبيت.

ونقل مراسل القناة 12 العبرية، عميت سيغل، عن مصادر في "الليكود" وكتلتي الأحزاب الحريدية، قولها ان ليبرمان كان على استعداد لتقديم بعض التنازلات حول قانون التجنيد خلال الجلسات المغلقة، ولكنه كان يفتعل المشاكل مع الاقتراب من حل معقول. واعربت المصادر عن اعتقادها بأن ليبرمان تعمد خلط الأوراق بسبب خشيته من حكومة يحصل فيها نتنياهو على حصانة قضائية قد تكرس بقاءه في الحكم لفترة طويلة، تتجاوز الـ 10 سنوات، فقرر افتعال ازمة مع معسكر اليمين، بأصراره على رفض تقديم تنازلات في قانون تجنيد الحريديم، حتى لو كان الثمن الذهاب الى انتخابات جديدة.

وحول الخيارات المتاحة امام نتنياهو لتشكيل الحكومة، اوضح المراسل سيغل، ان من بين هذه الخيارات تشكيل حكومة ضيقة تستند الى 60 عضو كنيست من اصل 120، لن تحظى بثقة الأكثرية في الكنيست ولن تمر. يضاف الى ذلك انه سيكون على نتنياهو لضمان حصول حكومة من 60 عضو على ثقة الكنيست، إقناع أعضاء كنيست من المعارضة للتصويت لصالح الحكومة، وهو أمر مستبعد جدا. وفي هذه الحالة، لن يكون بإمكان الحكومة تمرير أي مشاريع قوانين قد تتضمنها الاتفاقات الائتلافية الموقعة مع الأحزاب اليمينية والحريدية المشاركة في الائتلاف.

من بين الخيارات ايضا، ان يشرع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بعد انتهاء المهلة الاضافية الممنوحة لـ نتنياهو يوم الاربعاء المقبل، بجولة مشاورات جديدة مع قادة الكتل الحزبية في الكنيست، قد تنتهي بتكليف رئيس تحالف "ازرق- ابيض" بيني غانتس بمهمة تشكيل الحكومة. او تكليف عضو كنيست آخر عن حزب الليكود بدلا من نتنياهو، بالمهمة. لكن ريفلين قد يتجنب هذا السيناريو. والخيار الأخير، ان يعلن نتنياهو عن حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة، في 24 أيلول المقبل.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-24
  • 13435
  • من الأرشيف

رغم تحذير ضباط إسرائيليين.. الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة محتملة مع حزب الله

حذّر ضباط سابقون في الجيش الاسرائيلي، من مغبة التورط في حرب جديدة ضد حزب الله، في ظل الشكوك التي تحيط بالقدرات البرية للجيش الاسرائيلي. مع ذلك، أشارت القناة القناة "13" العبرية إلى ان الجيش الإسرائيلي يجري الاستعدادات اللازمة للدخول في مواجهة جديدة مع حزب الله على الجبهة الشمالية، حيث حدد بنك أهداف في الجنوب اللبناني، يزيد على ألفي هدف محتمل للحرب الثالثة المقبلة. وأضافت القناة، ان الجيش الإسرائيلي يخشى الدخول في حرب برية مع لبنان. وفي ذات السياق، رأي تقرير لمعهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي، ان حزب الله ليس معنيا بحرب مع إسرائيل في الفترة القريبة المقبلة، لعدة اسباب، بينها ان الظروف الحالية ليست مريحة بالنسبة للحزب للدخول في حرب ضد إسرائيل. يضاف الى ذلك، ان نصر الله ليس معنيا بخسارة إنجازاته التي حققها في الساحة اللبنانية الداخلية، والتي اكدتها نتائج الانتخابات التي جرت في أيار 2018، يضاف الى ذلك العقوبات الأميركية ضده، والعقوبات الأميركية على ايران. مع ذلك، قال التقرير ان هذه الاسباب لن تمنع الحزب من مواصلة جهوده من أجل تعزيز قوته العسكرية والاستعداد .لاحتمال نشوب حرب، خصوصا ان لديه مصادر تمويل متعددة بإمكانه استخدامها وقت الحاجة. بالتالي، ليس بالإمكان استبعاد اشتعال الوضع نتيجة لخطوات إسرائيلية، ستقود حكما إلى رد فعل من جانب حزب الله، أو في أعقاب مبادرة من جانب الحزب سترد عليها اسرائيل. وعلى ضوء احتمال التدهور إلى مواجهة واسعة، حتى لو كانت مناقضة لمصالح الجانبين، فإن على إسرائيل ان تستعد مسبقا لاحتمال نشوب حرب في الشمال. من جهة ثانية ،قال محلل الشؤون الأمنية، يوسي ميلمان، ان التوقعات بشأن "صفقة القرن" مبالغ فيها، مشيرا الى انها لن تكون حتى مجرد ملاحظة هامشية مقارنة بعشرات خطط السلام التي طرحتها إدارات أميركية سابقة منذ حرب حزيران 67. وأضاف ميلمان، ان أداء إدارة ترامب ينطوي على تناقضات هائلة. فمن جهة، قامت الإدارة بتقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ولوكالة "الأونروا" وللمستشفيات في القدس، ومن الجهة الأخرى تتجه نحو عقد مؤتمر دولي في البحرين، وتطالب رجال أعمال ودول عربية بمساعدة الفلسطينيين ماليا. وأوضح ميلمان، ان إدارة ترامب لا يمكن ان تكون وسيطا نزيها، مشيرا الى ان صهر ترامب ومستشاره الخاص، غاريد كوشنير، والمبعوث الامريكي الخاص، جيسون غرينبلات، والسفير الامريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وجميعهم أميركيون من أصول يهودية، ومؤيدون لإسرائيل ولليمين الاستيطاني، الذين بلوروا الخطة، يفتقرون للخبرة في إدارة الصراعات الدولية، ويصعب التصديق أنهم الاشخاص المناسبون لدفع مفاوضات في صراع معقد للغاية مثل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وأضاف ميلمان، ان الشق الذي يتحدث عن السلام الاقتصادي في الخطة الأمريكية، يجسد عمليا الرؤية الأصلية لرئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتدمير حل الدولتين، وتكريس الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية. وقال المحلل اليكس فيشمان، في صحيفة يديعوت احرونوت، ان صفقة القرن لن تنجح، لأن الشعور العام لدى في العالم العربي، وفي إسرائيل، هو ان الخطة تتجه نحو فشل أكيد، لأن أحدا غير مستعد لدفع المبالغ الهائلة الواردة في الخطة. واضاف، ان التخوف هو ان المنطقة لن تنتظر حتى أيلول أو تشرين الأول، حيث يفترض ان تطرح الولايات المتحدة الشق السياسي من الخطة. بالتالي، فان تحطم الخطة من شأنه ان يزعزع الشرق الأوسط كله. كذلك رأى المحلل عوديد غرانوت، ان اسرائيل قد تستدرج الى التوتر المتصاعد في منطقة الخليج العربي بين إيران والولايات المتحدة، معتبرا ان هدف الهجمات التي حصلت مؤخرا في السعودية والعراق، كان ردع الولايات المتحدة عن شن هجوم على إيران. وأضاف، ان جهات اسرائيلية تدرك جيدا أنه في حال إطلاق صواريخ إيرانية من داخل الأراضي العراقية، على اسرائيل فإنها ستصيب أهدافا في العمق الإسرائيلي. وأشار غرانوت، الى انه بالرغم من امتناع المسؤولين الإسرائيليين عن التعقيب العلني على التوتر الأمريكي الإيراني، لكنهم يدركون في الوقت ذاته ان اسرائيل ستكون طرفا في أي احتكاك عسكري في منطقة الخليج ستكون، وستتورط فيه بكامل قواتها. وختم غرانوت قائلا، ان هناك معلومات وتقارير تتحدث عن نصب منصات صواريخ باليستية ذات مديات قصيرة سلمتها إيران للقوى الحليفة لها في العراق، يصل مداها إلى سبعمائة كيلومترا، وهي قادرة على استهداف السعودية وإسرائيل في حال تم إطلاقها من مواقع تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من مناطق غرب العراق. من جهة ثانية ،  اتهمت مصادر في حزب "الليكود" والأحزاب الحريدية، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، بالاصرار على إفشال جهود بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، قائلة ان ليبرمان شارك في المفاوضات الائتلافية بسوء نية مبيت. ونقل مراسل القناة 12 العبرية، عميت سيغل، عن مصادر في "الليكود" وكتلتي الأحزاب الحريدية، قولها ان ليبرمان كان على استعداد لتقديم بعض التنازلات حول قانون التجنيد خلال الجلسات المغلقة، ولكنه كان يفتعل المشاكل مع الاقتراب من حل معقول. واعربت المصادر عن اعتقادها بأن ليبرمان تعمد خلط الأوراق بسبب خشيته من حكومة يحصل فيها نتنياهو على حصانة قضائية قد تكرس بقاءه في الحكم لفترة طويلة، تتجاوز الـ 10 سنوات، فقرر افتعال ازمة مع معسكر اليمين، بأصراره على رفض تقديم تنازلات في قانون تجنيد الحريديم، حتى لو كان الثمن الذهاب الى انتخابات جديدة. وحول الخيارات المتاحة امام نتنياهو لتشكيل الحكومة، اوضح المراسل سيغل، ان من بين هذه الخيارات تشكيل حكومة ضيقة تستند الى 60 عضو كنيست من اصل 120، لن تحظى بثقة الأكثرية في الكنيست ولن تمر. يضاف الى ذلك انه سيكون على نتنياهو لضمان حصول حكومة من 60 عضو على ثقة الكنيست، إقناع أعضاء كنيست من المعارضة للتصويت لصالح الحكومة، وهو أمر مستبعد جدا. وفي هذه الحالة، لن يكون بإمكان الحكومة تمرير أي مشاريع قوانين قد تتضمنها الاتفاقات الائتلافية الموقعة مع الأحزاب اليمينية والحريدية المشاركة في الائتلاف. من بين الخيارات ايضا، ان يشرع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بعد انتهاء المهلة الاضافية الممنوحة لـ نتنياهو يوم الاربعاء المقبل، بجولة مشاورات جديدة مع قادة الكتل الحزبية في الكنيست، قد تنتهي بتكليف رئيس تحالف "ازرق- ابيض" بيني غانتس بمهمة تشكيل الحكومة. او تكليف عضو كنيست آخر عن حزب الليكود بدلا من نتنياهو، بالمهمة. لكن ريفلين قد يتجنب هذا السيناريو. والخيار الأخير، ان يعلن نتنياهو عن حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة، في 24 أيلول المقبل.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة