هدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بـ«تلقين»، «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ما سماه «درساً قاسياً» في منطقة شرق الفرات «إذا لم يتم ضبط الوضع» هناك، وأعلن عن إنشاء «غرفة متقدمة للعمليات المشتركة» في ولاية «شانلي أورفة» المقابلة لمحافظات حلب والرقة والحسكة، على حين جددت روسيا التأكيد على ضرورة العودة للعمل بموجب «بروتوكول أضنة» بين سورية وتركيا.

 

وعشية الانتخابات المحلية التركية المقرر إجراؤها اليوم، أردوغان أمام تجمع جماهيري لـحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، في منطقة سلطان غازي بمدينة إسطنبول: «ألم نلقنهم درساً في الممر الإرهابي، شمالي سورية، بعفرين؟ بلى، لقد فعلنا، والآن، إذا لم يتم ضبط الوضع (من جانب الولايات المتحدة) في شرق الفرات، فإننا سنلقنهم الدرس اللازم، وقد استكملنا جميع استعداداتنا»، وذلك وفق وكالة «الأناضول».

 

وتعتبر تركيا أن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» فرعاً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سورية وتعتبرهما تنظيمين إرهابيين.

وفي آذار 2018، أعلن الاحتلال التركي سيطرته على عفرين بمساعدة ميليشيات مسلحة تأتمر بأمره.

جاء موقف أردوغان بعد تصريحات عدوانية أول من أمس قال فيها: «بعد الانتخابات (المحلية) أول ما سنقوم به هو حلّ المسألة السورية عبر المفاوضات، وإن تعذر ذلك فحتماً ميدانياً»، من دون أي توضيحات حول قصده بعبارة «المسألة السورية» وهل كان يقصد بها «شرق الفرات» أو منطقة إدلب.

وفي تصعيد لموقف النظام التركي العدواني تجاه سورية، افتتح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس «غرفة متقدمة للعمليات المشتركة» على الحدود مع سورية، في ولاية «شانلي أورفة» الحدودية، جنوبي بلاده، توقعت «الأناضول» «أن تتم فيها إدارة عملية عسكرية محتملة ضد أهداف إرهابية»! على حد تعبيرها.

ولفتت الوكالة إلى أن أكار أجرى مع قادة قوات جيشه زيارة إلى وحدات عسكرية اطلع فيها على تفاصيل بشأن غرفة العمليات والوضع الأمني، وقال: إن القوات المسلحة (التركية) تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، تتمثل في حماية أمن ووحدة البلاد.

وأكد أكار «وجود حالة من الغموض وعدم الاستقرار على الحدود الجنوبية»، مشيراً إلى تصميم نظامه على محاربة ما سماه «الإرهاب» داخل البلاد وشمالي سورية والعراق، والقضاء عليه، على حد زعمه.

وشدد أكار على أن نظامه أتم استعداداته وخططه لاتخاذ ما يلزم بشأن شرق الفرات، وأن التنفيذ ينتظر توجيهات أردوغان، لكنه زعم أن الهدف الوحيد للجيش التركي هو محاربة «الإرهاب» فقط.

وأضاف: «فليعلم الجميع أن الأكراد هم إخوتنا حتى الموت، ويرقد شهداؤنا معاً في جناق قلعة». وتابع: إن بلاده تقوم بما يلزم لحماية حقوقها في البحار والجزر بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، ولن تتنازل عنها بأي شكل من الأشكال.

ومضى أكار يسوق مزاعمه بالقول: «نسعى جاهدين لحل مشاكلنا مع جيراننا سلمياً، والعيش معهم على أساس حسن الجوار».

وبشأن منطقة إدلب، زعم أكار أن بلاده جنّبت المدنيين فيها مأساة جديدة، وأشار إلى أنه «عقب إجراء المفاوضات والاتصالات مع الروس، نحاول حالياً ضمان وقف إطلاق النار وتوفير الاستقرار وضمان أمن نحو 4 ملايين من أشقائنا السوريين في إدلب»، علماً أن إدلب تعتبر اليوم أكبر خزان للإرهابيين من تنظيم «جبهة النصرة».

وأول من أمس دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية في تسوية الوضع شرق الفرات ومسألة تأمين الحدود في المنطقة، مشيراً إلى أن اتفاقية أضنة بين تركيا وسورية تعتبر أساساً جيداً لهذا العمل.

وأضاف: «إذا تحدثنا عن الضفة الشرقية للفرات، فبعد تصريحات الأميركيين حول انسحابهم منها، عليهم أن يخرجوا من هناك بالفعل. كما يجب العودة إلى الوضع الذي تبلور هناك عبر التاريخ وظل قائماً حتى لحظة دخول الأميركيين الأراضي السورية. وأعني بذلك استرجاع العشائر العربية للأراضي التي كانت تقطنها على مدى قرون من التاريخ»، وذلك تحقيقاً للأهداف التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وأشار إلى أن روسيا وتركيا تتبنيّان موقفاً مشتركاً من قضية شرق الفرات، يتمثل في ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها مع مراعاة مصالح تركيا الأمنية بشكل كامل».

  • فريق ماسة
  • 2019-03-30
  • 16293
  • من الأرشيف

تأكيد روسي على ضرورة العودة للعمل بـ«بروتوكول أضنة» … أردوغان يتوعد «قسد» في «شرق الفرات» و«غرفة عمليات» له على تخومها!

هدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بـ«تلقين»، «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ما سماه «درساً قاسياً» في منطقة شرق الفرات «إذا لم يتم ضبط الوضع» هناك، وأعلن عن إنشاء «غرفة متقدمة للعمليات المشتركة» في ولاية «شانلي أورفة» المقابلة لمحافظات حلب والرقة والحسكة، على حين جددت روسيا التأكيد على ضرورة العودة للعمل بموجب «بروتوكول أضنة» بين سورية وتركيا.   وعشية الانتخابات المحلية التركية المقرر إجراؤها اليوم، أردوغان أمام تجمع جماهيري لـحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، في منطقة سلطان غازي بمدينة إسطنبول: «ألم نلقنهم درساً في الممر الإرهابي، شمالي سورية، بعفرين؟ بلى، لقد فعلنا، والآن، إذا لم يتم ضبط الوضع (من جانب الولايات المتحدة) في شرق الفرات، فإننا سنلقنهم الدرس اللازم، وقد استكملنا جميع استعداداتنا»، وذلك وفق وكالة «الأناضول».   وتعتبر تركيا أن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» فرعاً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سورية وتعتبرهما تنظيمين إرهابيين. وفي آذار 2018، أعلن الاحتلال التركي سيطرته على عفرين بمساعدة ميليشيات مسلحة تأتمر بأمره. جاء موقف أردوغان بعد تصريحات عدوانية أول من أمس قال فيها: «بعد الانتخابات (المحلية) أول ما سنقوم به هو حلّ المسألة السورية عبر المفاوضات، وإن تعذر ذلك فحتماً ميدانياً»، من دون أي توضيحات حول قصده بعبارة «المسألة السورية» وهل كان يقصد بها «شرق الفرات» أو منطقة إدلب. وفي تصعيد لموقف النظام التركي العدواني تجاه سورية، افتتح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس «غرفة متقدمة للعمليات المشتركة» على الحدود مع سورية، في ولاية «شانلي أورفة» الحدودية، جنوبي بلاده، توقعت «الأناضول» «أن تتم فيها إدارة عملية عسكرية محتملة ضد أهداف إرهابية»! على حد تعبيرها. ولفتت الوكالة إلى أن أكار أجرى مع قادة قوات جيشه زيارة إلى وحدات عسكرية اطلع فيها على تفاصيل بشأن غرفة العمليات والوضع الأمني، وقال: إن القوات المسلحة (التركية) تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، تتمثل في حماية أمن ووحدة البلاد. وأكد أكار «وجود حالة من الغموض وعدم الاستقرار على الحدود الجنوبية»، مشيراً إلى تصميم نظامه على محاربة ما سماه «الإرهاب» داخل البلاد وشمالي سورية والعراق، والقضاء عليه، على حد زعمه. وشدد أكار على أن نظامه أتم استعداداته وخططه لاتخاذ ما يلزم بشأن شرق الفرات، وأن التنفيذ ينتظر توجيهات أردوغان، لكنه زعم أن الهدف الوحيد للجيش التركي هو محاربة «الإرهاب» فقط. وأضاف: «فليعلم الجميع أن الأكراد هم إخوتنا حتى الموت، ويرقد شهداؤنا معاً في جناق قلعة». وتابع: إن بلاده تقوم بما يلزم لحماية حقوقها في البحار والجزر بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، ولن تتنازل عنها بأي شكل من الأشكال. ومضى أكار يسوق مزاعمه بالقول: «نسعى جاهدين لحل مشاكلنا مع جيراننا سلمياً، والعيش معهم على أساس حسن الجوار». وبشأن منطقة إدلب، زعم أكار أن بلاده جنّبت المدنيين فيها مأساة جديدة، وأشار إلى أنه «عقب إجراء المفاوضات والاتصالات مع الروس، نحاول حالياً ضمان وقف إطلاق النار وتوفير الاستقرار وضمان أمن نحو 4 ملايين من أشقائنا السوريين في إدلب»، علماً أن إدلب تعتبر اليوم أكبر خزان للإرهابيين من تنظيم «جبهة النصرة». وأول من أمس دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنية في تسوية الوضع شرق الفرات ومسألة تأمين الحدود في المنطقة، مشيراً إلى أن اتفاقية أضنة بين تركيا وسورية تعتبر أساساً جيداً لهذا العمل. وأضاف: «إذا تحدثنا عن الضفة الشرقية للفرات، فبعد تصريحات الأميركيين حول انسحابهم منها، عليهم أن يخرجوا من هناك بالفعل. كما يجب العودة إلى الوضع الذي تبلور هناك عبر التاريخ وظل قائماً حتى لحظة دخول الأميركيين الأراضي السورية. وأعني بذلك استرجاع العشائر العربية للأراضي التي كانت تقطنها على مدى قرون من التاريخ»، وذلك تحقيقاً للأهداف التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وأشار إلى أن روسيا وتركيا تتبنيّان موقفاً مشتركاً من قضية شرق الفرات، يتمثل في ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها مع مراعاة مصالح تركيا الأمنية بشكل كامل».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة