دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الجامعة العربية التي تعقد قمتها الثلاثين في تونس العاصمة، لا تدرج على جدول أعمالها ما يشكل أملاً في وقف الانهيار العربي وحفظ ماء الوجه على الرغم من بيانات عدم الموافقة على منح "إسرائيل" القدس والجولان. لكن دعوة السيد حسن نصر الله لسحب المبادرة العربية، تترك أثرها بين الشعوب وفي الأروقة العربية العليا إذا لم تلقَ صدى في اجتماعات القمة بين حكام الدول.
الملك سلمان يستبق قمة الجامعة العربية بزيارة إلى تونس العاصمة، ما رأى فيها بعض المحللين المدافعين عن السعودية إشارة إلى تولي الملك بنفسه الملف الفلسطيني، خلافاً لولي عهده الذي ينخرط في صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية والتعويل المطلق على ترامب في حمايته وتحقيق مآربه.
ولا تبدو السعودية وحلف التطبيع مع "إسرائيل" بصدد تسجيل موقف في قمة تونس، من شأنه التلميح لـ "إسرائيل" ولإدارة ترامب، بما ينمّ عن تحفّظ دبلوماسي بشأن القدس والجولان. بل على العكس من ذلك أدرج المجلس الوزاري للجامعة العربية المنعقد في القاهرة بتاريخ 6 آذار/مارس 20 مشروعاً على جدول أعمال القمة تشكل نسخة طبق الأصل عن القمة السابقة وتتصدرها الموضوعات التي يثيرها ترامب ضد إيران وما يسميه مكافحة الإرهاب.
ولم تدرج على بساط البحث مسألة عودة سوريا، بحسب محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، وبحسب وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوي الذي كان قد تحدث سابقاً عن مكان سوريا الطبيعي داخل الجامعة العربية.
ما يدعو إليه السيد حسن نصر الله هو على نقيض ما تعمل له جامعة حكام الدول العربية الذين يجتمعون فيما بينهم لتوطيد أواصر التبعية للولايات المتحدة في استراتيجية يصفها الأستاذ بجامعة "ساوت فلوريدا" كريستفر ستروب في مجلة "فورين بوليسي" بأنها رؤية توراتية تطبع السياسية الخارجية الأميركية. وأن إدارته تحمل حقداً دفيناً ضد الإسلام والمسلمين تحت تأثير المسيحية الصهيونية، ولا سيما ماركوس وارنر الذي يردد وراءه مايك بومبيو بأن الرب أرسل ترامب لحماية "إسرائيل" في تعليقه على ضم الجولان للكيان الإسرائيلي.
دعوات السيد حسن نصر الله تتبناها معظم الشعوب العربية التي فقدت الأمل من الحكام وجامعتهم، ويتبناها الكثير من ممثلي الشعوب في البرلمانات العربية.
ففي العام 2017 طرد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق بن علي الغانم الوفد الإسرائيلي من مؤتمر البرلمانيين الدولي بعد قانون القومية، وفي العام التالي اضطر الوفد الإسرائيلي للانسحاب على وقع هجومه ضد "إسرائيل" دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
في مطلع الشهر أثناء المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي في عمان، دعا الوفدين الأردني واللبناني إلى رفض التطبيع مع "إسرائيل" وسحب السفراء، على الرغم من اعتراض رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل شيخ والوفد الاماراتي ورئيس مجلس النواب المصري.
فالبيان الختامي الذي راعى الدبلوماسية العربية لقي نقداً جذرياً من مجلس النواب الأردني الذي عبّر عنه نقيب المحامين الأسبق صالح العرموطي في دعوته إلى وقف التطبيع السياسي والاقتصادي في اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز ومشروع القناة بين البحر الأحمر والبحر الميت.
ولا تزال هذه المسألة تتفاعل بين البرلمان والحكومة الأردنية التي تحاول الالتفاف على المطالب النيابية بتحويل الملف إلى المجلس الدستوري.
العرموطي الذي يتناغم مع دعوة السيد حسن نصر الله، يدعو إلى خطاب قوي يرتقي إلى ثقافة المقاومة، ولا يكتفي بالدعوة إلى وقف كل أشكال التطبيع. بل يرى أن المطالبة بوقف التطبيع ينبغي أن تبدأ بالتراجع عن المبادرة العربية وهو ما يدعو إليه السيد حسن نصر الله.
لكن السيد في دعوته قمة تونس للانسحاب من المبادرة، ذكر حرف الشرط "إذا"، فإذا بقي للجامعة ذرّة كرامة وذرّة حسّ بالمسؤولية، وإن غداً في 31 آذار/مارس لناظره قريب.
المصدر :
الماسة السورية/ الميادين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة