أعلنت روسيا، الجمعة 29 آذار، بدءها “بالإجراءات المشتركة مع تركيا لتنفيذ اتفاق “سوتشي”، الخاص بمحافظة إدلب المحتلة، الموقع في شهر أيلول من العام الفائت”.

ومع هذا الإعلان يعود التساؤل حول الموضوع الذي يعتبر واحداً من أهم الأمور االتي تهم السوريين، وهو “هل سيعود طريق حلب – دمشق الدولي للعمل؟”.

ونعود هنا لنص اتفاق ادلب الموقع في “سوتشي” والذي يقول “بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد”.

وبحسب بنود الاتفاق فإن القوات التركية والشرطة العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي ستقوم بدوريات منسقة وجهود مراقبة باستخدام طائرات من دون طيار، على امتداد حدود المنطقة منزوعة السلاح”.

وبين الاتفاق أن “هذا الأمر هو من أجل العمل على ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة الصلات التجارية والاقتصادية، مع استعادة حركة “الترانزيت” عبر الطريقين إم 4 (حلب – اللاذقية) وإم 5 (حلب – حماة)، أي فتح الأوتوستراد الدولي”.

وكان افتتح العام الماضي “طريق تجاري” يصل مدينة حلب بريفها الجنوبي الغربي، الواقع تحت سيطرة المسلحين المتشددين، عبر منطقة المنصورة، “وذلك لإدخال وإخراج البضائع التجارية بين المناطق”.

وبين مصدر ميداني حينها لتلفزيون الخبر أن “الطريق تم افتتاحه لإدخال البضائع التجارية، ضمن اتفاق يحوي الجانب الروسي فيه، بالإضافة لنقل المواد الطبية والأدوية لحلب، تسهيلاً للحركة والوقت”.

ولفت المصدر إلى أن “هناك إشارات تدل على أنه من المتوقع أن يتضمن الطريق مستقبلاً الحركة المدنية، أي أن يصبح طريق عبور للأهالي والسيارات المدنية”.

ويعتبر هذا الطريق جزء من طريق حلب – دمشق الدولي، وللتوضيح بشكل أكبر، فإن أوتستراد حلب – دمشق، يبدأ من المنطقة الجنوبية الغربية من المدينة، ويمر من مناطق ادلب وريفها، مستمراً حتى حمص وحماة، وصولاً إلى دمشق.

وباعتبار أن مناطق ريف ادلب تعتبر ملاصقة لمناطق ريف حلب الجنوبية الغربية، فإن الأوتستراد الدولي بقي مغلقاً طيلة سنوات الحرب.

وخلال سنوات الحرب، وبعد حصار شديد تعرضت له مدينة حلب، تمكن الجيش العربي السوري من فتح طريق بديل يصل لحلب، وهو طريق خناصر.

ويشهد هذا الطريق، الذي يعتبر حالياً الوحيد والرسمي، العديد من الحوادث المرورية بسبب ضيقه، ناهيك عن مئات المدنيين الذين سقطوا شهداءً فيه خلال سنوات الحرب، بسبب استهدافه من قبل مسلحي “تنظيم “داعش”، الذين كانوا متواجدين بالقرب منه، قبل تحرير كامل تلك المناطق.

وفي محاولة لحل مشكلة خطورة طريق خناصر، تم العمل على افتتاح طريق جديد يصل مدينة حلب بباقي المحافظات السورية، إلى جانب طريق خناصر، وهو طريق حلب – أبو ظهور – تل الضمان، والذي يصل لمحافظة حماة.

ولم يعلن عن افتتاح الطريق حينها رسمياً، إلا أنه تم استخدامه من قبل السيارات السياحية من أجل السفر إلى دمشق عبره، بديلاً عن طريق خناصر.

وبحسب ما أفادت به مصادر لتلفزيون الخبر حينها، فكان “من المقرر جعل هذا الطريق للشاحنات والبضائع التجارية فقط، من أجل التخفيف من خطورة طريق خناصر، ليبقى للسيارات السياحية فقط”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن لا إعلان رسمي ظهر حول اعتماد الطريق، كما أن أهالي حلب أصبحوا لا يفضلون عبور الطريق حالياً، بسبب ضيقه وانتشار الحفر بشكل كبير فيه، فالوقت الذي من المفترض أن يختصره الطريق، يطول بسبب الحفر ووضعه السيء.

يذكر أن طريق حلب – دمشق الدولي كان أولى الطرق التي تم إغلاقها بعد سيطرة المسلحين المتشددين على مناطق الريف، وتذكر حجارة هذا الطريق الآلاف من المدنيين الذين خطفوا وقتلوا فيه من قبل الفصائل المسلحة التي كانت تعتدي عليهم على طول الطريق.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-29
  • 14058
  • من الأرشيف

بعد إعلان بدء بتنفيذ اتفاق إدلب .. هل سيعود أوتوستراد حلب دمشق الدولي للعمل ؟

أعلنت روسيا، الجمعة 29 آذار، بدءها “بالإجراءات المشتركة مع تركيا لتنفيذ اتفاق “سوتشي”، الخاص بمحافظة إدلب المحتلة، الموقع في شهر أيلول من العام الفائت”. ومع هذا الإعلان يعود التساؤل حول الموضوع الذي يعتبر واحداً من أهم الأمور االتي تهم السوريين، وهو “هل سيعود طريق حلب – دمشق الدولي للعمل؟”. ونعود هنا لنص اتفاق ادلب الموقع في “سوتشي” والذي يقول “بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومتراً داخل منطقة خفض التصعيد”. وبحسب بنود الاتفاق فإن القوات التركية والشرطة العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي ستقوم بدوريات منسقة وجهود مراقبة باستخدام طائرات من دون طيار، على امتداد حدود المنطقة منزوعة السلاح”. وبين الاتفاق أن “هذا الأمر هو من أجل العمل على ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة الصلات التجارية والاقتصادية، مع استعادة حركة “الترانزيت” عبر الطريقين إم 4 (حلب – اللاذقية) وإم 5 (حلب – حماة)، أي فتح الأوتوستراد الدولي”. وكان افتتح العام الماضي “طريق تجاري” يصل مدينة حلب بريفها الجنوبي الغربي، الواقع تحت سيطرة المسلحين المتشددين، عبر منطقة المنصورة، “وذلك لإدخال وإخراج البضائع التجارية بين المناطق”. وبين مصدر ميداني حينها لتلفزيون الخبر أن “الطريق تم افتتاحه لإدخال البضائع التجارية، ضمن اتفاق يحوي الجانب الروسي فيه، بالإضافة لنقل المواد الطبية والأدوية لحلب، تسهيلاً للحركة والوقت”. ولفت المصدر إلى أن “هناك إشارات تدل على أنه من المتوقع أن يتضمن الطريق مستقبلاً الحركة المدنية، أي أن يصبح طريق عبور للأهالي والسيارات المدنية”. ويعتبر هذا الطريق جزء من طريق حلب – دمشق الدولي، وللتوضيح بشكل أكبر، فإن أوتستراد حلب – دمشق، يبدأ من المنطقة الجنوبية الغربية من المدينة، ويمر من مناطق ادلب وريفها، مستمراً حتى حمص وحماة، وصولاً إلى دمشق. وباعتبار أن مناطق ريف ادلب تعتبر ملاصقة لمناطق ريف حلب الجنوبية الغربية، فإن الأوتستراد الدولي بقي مغلقاً طيلة سنوات الحرب. وخلال سنوات الحرب، وبعد حصار شديد تعرضت له مدينة حلب، تمكن الجيش العربي السوري من فتح طريق بديل يصل لحلب، وهو طريق خناصر. ويشهد هذا الطريق، الذي يعتبر حالياً الوحيد والرسمي، العديد من الحوادث المرورية بسبب ضيقه، ناهيك عن مئات المدنيين الذين سقطوا شهداءً فيه خلال سنوات الحرب، بسبب استهدافه من قبل مسلحي “تنظيم “داعش”، الذين كانوا متواجدين بالقرب منه، قبل تحرير كامل تلك المناطق. وفي محاولة لحل مشكلة خطورة طريق خناصر، تم العمل على افتتاح طريق جديد يصل مدينة حلب بباقي المحافظات السورية، إلى جانب طريق خناصر، وهو طريق حلب – أبو ظهور – تل الضمان، والذي يصل لمحافظة حماة. ولم يعلن عن افتتاح الطريق حينها رسمياً، إلا أنه تم استخدامه من قبل السيارات السياحية من أجل السفر إلى دمشق عبره، بديلاً عن طريق خناصر. وبحسب ما أفادت به مصادر لتلفزيون الخبر حينها، فكان “من المقرر جعل هذا الطريق للشاحنات والبضائع التجارية فقط، من أجل التخفيف من خطورة طريق خناصر، ليبقى للسيارات السياحية فقط”. وعلى الرغم من ذلك، فإن لا إعلان رسمي ظهر حول اعتماد الطريق، كما أن أهالي حلب أصبحوا لا يفضلون عبور الطريق حالياً، بسبب ضيقه وانتشار الحفر بشكل كبير فيه، فالوقت الذي من المفترض أن يختصره الطريق، يطول بسبب الحفر ووضعه السيء. يذكر أن طريق حلب – دمشق الدولي كان أولى الطرق التي تم إغلاقها بعد سيطرة المسلحين المتشددين على مناطق الريف، وتذكر حجارة هذا الطريق الآلاف من المدنيين الذين خطفوا وقتلوا فيه من قبل الفصائل المسلحة التي كانت تعتدي عليهم على طول الطريق.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة