قال المحلل السياسي، اودي سيغل، ان اسرائيل تعيش حالة من الفشل، ويتعين عليها تغيير السياسة التي تنتهجها، وتكون أكثر واقعية. واضاف، ان إسرائيل فشلت حين طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بـضم الجولان السوري المحتل. والاستمرار في ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، أمر غير واقعي، ويجب تغيير هذه السياسة بسياسة أخرى أو بتكتيك آخر، مثل الاهتمام بزيادة أعداد الإسرائيليين في الجولان، الى جانب الاستثمار والاهتمام بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، بدلا من التركيز على الجانب السياسي.

وأشار المحلل سيغل، إلى ان اسرائيل تستجدي الإدارة الأمريكية الاعتراف بـسيطرتها على الجولان، وقد طلبت من السيناتور ليندسي غراهام، العمل على ذلك، وهذا أبرز مثال على السياسة الخاطئة تجاه الجولان.

من جهة أخرى كشفت مصادر سياسية اسرائيلية وأمريكية واسعة الاطلاع، ان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر تأجيل الاعلان عن خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" كي لا يكون لنشرها تداعيات سلبية على حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة. وقالت المصادر، ان ترامب يدرك ان الخطة، ستكون اشكالية لليمين الاسرائيلي، على الرغم من انحيازها التام لاسرائيل، وقد تستغلها جهات في اليمين للهجوم على نتنياهو وتعريته واتهامه بأنه لا ينتمي إلى اليمين الصهيوني الحقيقي.

واعتبرت المصادر، انه لم يكن من قبيل الصدفة ان يقرر ترامب تأجيل عرض الخطة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في التاسع من نيسان المقبل، بسبب معرفته ان من شأن الاعلان عن الخطة توريط نتنياهو، وقطع الطريق امام احتمال عودته الى رئاسة الحكومة. ورأت المصادر، ان المشكلة الأكبر في الخطة من ناحية نتنياهو واليمين، تتمثل بوضع مدينة القدس، حيث توجد مؤشرات الى ان واشنطن قد تعترف بشرقي المدينة عاصمة للدولة الفلسطينيّة، وهو ما لن يقبل به اليمين الاسرائيلي.

ورجحت المصادر ان يعمل ترامب على ربط مصر والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى، بتنفيذ الخطة، نظرا لتأثير كل واحدة منها على الفلسطينيين. واضافت، ان الرئيس الأمريكي مقتنع بأن هذه الخطة هي السبيل الأصح والأفضل للوصول إلى حل وإنهاء الصراع الطويل بين إسرائيل والفلسطينيين، يضاف الى ذلك ان ترامب معني بأن يُسجَّل في كتب التاريخ، كمن نجح في ما فشل فيه كثيرون قبله في البيت الأبيض.

 

وبالنسبة لـ نتنياهو، قالت المصادر، انه مطلع على السيناريو الذي سيتم الاعلان عنه بعد الانتخابات، ويعرف انه سيواجه مشكلة مع ناخبي اليمين، الذين سترفض غالبيتهم العظمى مبادئ الخطة. وفي هذه الحالية، يضع نتنياهو في اعتباره ان كتل الوسط واليسار قد تكون خشبة الخلاص الكفيلة بإخراجه من هذه الورطة العويصة، على اعتبار ان هذه الكتل ستؤيد الخطة الأمريكية، كما هو حال الدول العربية المعتدلة والدول الأوروبية.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-16
  • 11379
  • من الأرشيف

محلل إسرائيلي:إسرائيل تعيش حالة فشل وعليها تبني سياسة أكثر واقعية

قال المحلل السياسي، اودي سيغل، ان اسرائيل تعيش حالة من الفشل، ويتعين عليها تغيير السياسة التي تنتهجها، وتكون أكثر واقعية. واضاف، ان إسرائيل فشلت حين طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بـضم الجولان السوري المحتل. والاستمرار في ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، أمر غير واقعي، ويجب تغيير هذه السياسة بسياسة أخرى أو بتكتيك آخر، مثل الاهتمام بزيادة أعداد الإسرائيليين في الجولان، الى جانب الاستثمار والاهتمام بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، بدلا من التركيز على الجانب السياسي. وأشار المحلل سيغل، إلى ان اسرائيل تستجدي الإدارة الأمريكية الاعتراف بـسيطرتها على الجولان، وقد طلبت من السيناتور ليندسي غراهام، العمل على ذلك، وهذا أبرز مثال على السياسة الخاطئة تجاه الجولان. من جهة أخرى كشفت مصادر سياسية اسرائيلية وأمريكية واسعة الاطلاع، ان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر تأجيل الاعلان عن خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" كي لا يكون لنشرها تداعيات سلبية على حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة. وقالت المصادر، ان ترامب يدرك ان الخطة، ستكون اشكالية لليمين الاسرائيلي، على الرغم من انحيازها التام لاسرائيل، وقد تستغلها جهات في اليمين للهجوم على نتنياهو وتعريته واتهامه بأنه لا ينتمي إلى اليمين الصهيوني الحقيقي. واعتبرت المصادر، انه لم يكن من قبيل الصدفة ان يقرر ترامب تأجيل عرض الخطة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في التاسع من نيسان المقبل، بسبب معرفته ان من شأن الاعلان عن الخطة توريط نتنياهو، وقطع الطريق امام احتمال عودته الى رئاسة الحكومة. ورأت المصادر، ان المشكلة الأكبر في الخطة من ناحية نتنياهو واليمين، تتمثل بوضع مدينة القدس، حيث توجد مؤشرات الى ان واشنطن قد تعترف بشرقي المدينة عاصمة للدولة الفلسطينيّة، وهو ما لن يقبل به اليمين الاسرائيلي. ورجحت المصادر ان يعمل ترامب على ربط مصر والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى، بتنفيذ الخطة، نظرا لتأثير كل واحدة منها على الفلسطينيين. واضافت، ان الرئيس الأمريكي مقتنع بأن هذه الخطة هي السبيل الأصح والأفضل للوصول إلى حل وإنهاء الصراع الطويل بين إسرائيل والفلسطينيين، يضاف الى ذلك ان ترامب معني بأن يُسجَّل في كتب التاريخ، كمن نجح في ما فشل فيه كثيرون قبله في البيت الأبيض.   وبالنسبة لـ نتنياهو، قالت المصادر، انه مطلع على السيناريو الذي سيتم الاعلان عنه بعد الانتخابات، ويعرف انه سيواجه مشكلة مع ناخبي اليمين، الذين سترفض غالبيتهم العظمى مبادئ الخطة. وفي هذه الحالية، يضع نتنياهو في اعتباره ان كتل الوسط واليسار قد تكون خشبة الخلاص الكفيلة بإخراجه من هذه الورطة العويصة، على اعتبار ان هذه الكتل ستؤيد الخطة الأمريكية، كما هو حال الدول العربية المعتدلة والدول الأوروبية.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة