أكد السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، أن السياسة الأميركية في سورية «في حالة فوضى»، وكشف أن المفاوضات التي تجري بين مسؤولي إدارة بلاده حول الانسحاب الأميركي من هذا البلد لم تفلح في التوصل إلى إجماع بخصوص ماهية المصلحة الوطنية الأميركية في سورية. وقال فورد الذي شغل أيضاً منصب سفير بلاده لدى الجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في مقال له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية المملوكة للنظام السعودي: إن السياسة الأميركية في سورية في حالة من الفوضى.

وأضاف: في كانون الأول الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها ستسحب قواتها (المحتلة) من شرق سورية في غضون أربعين يوماً، بعد ذلك، تحولت الأيام الأربعون إلى أربعة أشهر، ومطلع الأسبوع الماضي، بدلت إدارة ترمب قرارها وأعلنت أنها ستترك في شرق سورية 200 جندي، وبعد يومين، ارتفع العدد إلى 400 جندي». وكشف فورد، أن مفاوضات مكثفة تجري على قدم وساق الآن داخل واشنطن حول انسحاب القوات الأميركية المحتلة من سورية، مؤكداً أن هذه المفاوضات لم تفلح في التوصل إلى إجماع بخصوص ماهية المصلحة الوطنية الأميركية في سورية.

وقال: «من المفترض من الجنود الـ400 أن يوفروا الحماية للأكراد السوريين»، وزعم أن «ثمة ارتباطاً عاطفياً قوياً بين الأميركيين وحلفائهم الكرد، ولا يزال الأميركيون يأملون في أن تقبل تركيا بحكم ذاتي محلي لأكراد سورية، لكن ليس بمقدورهم قول هذا الأمر مباشرة لأنقرة». وكان فورد، أكد في حزيران 2017 في تصريح للصحيفة ذاتها أن «الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين».

وقال فورد، حينها: «المسؤولون الأميركيون يستخدمون الكرد بطريقة تكتيكية ومؤقتة» ونقل عن مسؤولين أميركيين بذاك الوقت قولهم: «إن الكرد السوريين يقومون بأكبر خطأ بثقتهم بالأميركيين».

ولفت فورد في مقاله أمس إلى أن الأوروبيين قد يقبلون بالطلب الأميركي ويرسلون بعض القوات إلى شمال سورية، مضيفاً: «وحتى إذا أرسلوا قوات، فلا أحد في واشنطن أو لندن أو باريس يدرك ما الحل الطويل الأمد في سورية».

 

  • فريق ماسة
  • 2019-02-26
  • 18259
  • من الأرشيف

فورد: السياسة الأميركية في سورية بحالة فوضى

أكد السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، أن السياسة الأميركية في سورية «في حالة فوضى»، وكشف أن المفاوضات التي تجري بين مسؤولي إدارة بلاده حول الانسحاب الأميركي من هذا البلد لم تفلح في التوصل إلى إجماع بخصوص ماهية المصلحة الوطنية الأميركية في سورية. وقال فورد الذي شغل أيضاً منصب سفير بلاده لدى الجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في مقال له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية المملوكة للنظام السعودي: إن السياسة الأميركية في سورية في حالة من الفوضى. وأضاف: في كانون الأول الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها ستسحب قواتها (المحتلة) من شرق سورية في غضون أربعين يوماً، بعد ذلك، تحولت الأيام الأربعون إلى أربعة أشهر، ومطلع الأسبوع الماضي، بدلت إدارة ترمب قرارها وأعلنت أنها ستترك في شرق سورية 200 جندي، وبعد يومين، ارتفع العدد إلى 400 جندي». وكشف فورد، أن مفاوضات مكثفة تجري على قدم وساق الآن داخل واشنطن حول انسحاب القوات الأميركية المحتلة من سورية، مؤكداً أن هذه المفاوضات لم تفلح في التوصل إلى إجماع بخصوص ماهية المصلحة الوطنية الأميركية في سورية. وقال: «من المفترض من الجنود الـ400 أن يوفروا الحماية للأكراد السوريين»، وزعم أن «ثمة ارتباطاً عاطفياً قوياً بين الأميركيين وحلفائهم الكرد، ولا يزال الأميركيون يأملون في أن تقبل تركيا بحكم ذاتي محلي لأكراد سورية، لكن ليس بمقدورهم قول هذا الأمر مباشرة لأنقرة». وكان فورد، أكد في حزيران 2017 في تصريح للصحيفة ذاتها أن «الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين». وقال فورد، حينها: «المسؤولون الأميركيون يستخدمون الكرد بطريقة تكتيكية ومؤقتة» ونقل عن مسؤولين أميركيين بذاك الوقت قولهم: «إن الكرد السوريين يقومون بأكبر خطأ بثقتهم بالأميركيين». ولفت فورد في مقاله أمس إلى أن الأوروبيين قد يقبلون بالطلب الأميركي ويرسلون بعض القوات إلى شمال سورية، مضيفاً: «وحتى إذا أرسلوا قوات، فلا أحد في واشنطن أو لندن أو باريس يدرك ما الحل الطويل الأمد في سورية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة