دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يرجح أن تشهد مباحثات أميركية تركية اليوم في أنقرة تتناول الانسحاب الأميركي من سورية و«المنطقة الآمنة» التي يجري الترويج لإقامتها في شمال سورية، توتراً كبيراً بين الجانبين، بعد تراجع أميركا عن قرارها بسحب سريع وكامل لقواتها من سورية.
وبينما توقعت تقارير، عقد قمة ثلاثية تركية أميركية روسية خلال العام الجاري، في ضوء هذا التوتر، تحدثت أبناء عن إستراتيجية أميركية سرية بخصوص سورية.
وقال وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة، أمس، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «تركيا لن تتراجع عن تعهداتها وموضوع منظومة إس 400 انتهى ولا يهمنا ما يقوله الآخرون»، مضيفاً: «نناقش حالياً موضوع موعد تسليم منظومة إس 400».
وأضاف: «الوفد الأميركي الذي سيزور تركيا اليوم (الأربعاء) سيبحث موضوع انسحاب القوات الأميركية من سورية»، مشدداً على أنه «ينبغي أن تتطابق آراؤنا مع الولايات المتحدة بشأن «المنطقة الآمنة» والمواضيع الأخرى ومجموعة العمل تجتمع لهذه الغاية اليوم (الأربعاء) حيث سنبحث ما يمكن أن نفعله معاً».
يأتي اجتماع أنقرة اليوم بعد أيام قليلة على تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره بسحب سريع وكامل لقوات بلاده من سورية، وإعلانه أنه قرار الإبقاء على 200 عنصر من قواته الاحتلالية في شمال شرق البلاد و200 آخرين في قاعدة التنف اللاشرعية، على حين يريد النظام التركي أن يكون ما يسمى «المنطقة الآمنة» التي يجري الترويج لإقامتها في شمال شرق البلاد تحت إدارته.
على خط مواز، توقعت صحيفة «خبر تورك» التركية، بحسب مواقع إلكترونية، أن تستضيف مدينة اسطنبول خلال عام 2019 الجاري، قمة ثلاثية تركية أميركية روسية، على ضوء الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، وتنسيق ذلك بالتفاهم المشترك.
وبحسب الصحيفة، فإن المؤشرات على القمة الثلاثية ظهرت مع دعوة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي ترامب لزيارة تركيا، وتقييم الأخير لهذه الزيارة.
وأوضحت، أن «المؤشرات تدل على قبول الدعوة، خاصة أن موضوع سورية يجب مناقشته على أعلى المستويات، وهو ما يشير إلى احتمال كبير جداً أن تعقد القمة الثلاثية في إسطنبول خلال العام الجاري».
وتحدثت الصحيفة عن الموقف الأميركي من الانسحاب، وأشارت إلى أن واشنطن ستبقي مجموعة من الجنود لم يتحدد عددهم، مشيرة إلى توقعات وتصريحات بأن عددهم يتراوح ما بين 200 و1500، وأن خطة واشنطن لم تتوضح بعد في ما يتعلق بمصير «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تنتشر في شمال وشمال شرق البلاد ويصنفها النظام التركي على أنها منظمة إرهابية.
وذكرت الصحيفة، أن ما هو واضح الآن، هو أن أميركا ستبقي على قواعد عسكرية بمنطقة التنف، ولفتت إلى أن واشنطن تخطط لإبقاء جنود على مقربة من الحدود التركية داخل ما يسمى «المنطقة الآمنة»، ولذلك على المدى القريب سيتواصل دعم «الوحدات» بالسلاح، وحمايتها، والقوة التي ستنتشر في هذه المنطقة ستكون من 1500 جندي بداية، وسيتم تقليل عددهم تدريجياً واستبدالهم بقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الأمر الذي سيخضع للحوار مع حلفاء واشنطن في «الناتو».
ولفت الصحيفة إلى أن هذه الأفكار جميعها تظهر عدم وجود خطة متكاملة واضحة أميركياً، وهو ما يستدعي انعقاد القمة الثلاثية.
من جانبها، أفادت صحيفة «حرييت» التركية، بحسب المواقع بأن موضوع صواريخ «إس 400» الروسية التي اشترتها تركيا من روسيا، يتوقع بدء توريدها بعد أشهر، وكانت في صلب محادثات ترامب وأردوغان، في المكالمة الأخيرة التي جرت قبل أيام.
في سياق متصل، أشار تقرير لوكالة «صوت أميركا» الأميركية إلى التهديد المتكرر لرئيس النظام التركي ضد الوجود الكردي في شمال سورية، حسبما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية للأنباء.
ورأى التقرير، أن «إعلان ترامب أن 200 جندي أميركي على الأقل سيبقون في سورية، قد يعرض خطة أنقرة للتدخل في سورية للفشل»، واعتبر أن أردوغان أخفق في ترويج خطته بخصوص «المنطقة الآمنة» إلى نظيريه الإيراني والروسي في قمة هذا الشهر في منتجع سوتشي.
في الأثناء، أعلن البيت الأبيض، أن ترامب، أرسل إلى «الكونغرس» الإستراتيجية السريّة لعمل إدارته بشأن الوضع في سورية، حسبما نقل موقع «روسيا اليوم»، عن وكالة «نوفستي» للأنباء.
وذكر الموقع أنه من اللافت أنه تم توفير المخصصات لإعداد مثل هذه الوثيقة من قبل ميزانية الدفاع الأميركية، مما يعني أن هذه الإستراتيجية تتضمن جانبا عسكريا بالتأكيد.
المصدر :
الماسة السورية/ الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة